رحيل وزير خارجية ارتريا قضاء وقدر أم خيانة وغدر؟

المصدر: فرجت

مازالت التكهنات تملأ الشارع الارتري السياسي والشعبي، فالرجل كان يباشر عمله ويبدو سليما ومعافى

إسياس أفورقي و علي سيد عبدالله

كما ان ليلة السبت قضاءها في حفل خاص، وان وفاته جاءت مفاجئة وبصورة حيرت الكثير من المراقبين.

فما الذي حدث في ليلته الأخيرة؟

فأول التكهنات كانت انه مات في حادث حركة وآخر يذكر انه مات مسموما، فاذا كان ذلك صحيحا فانه لابد وقد حدث في الليلة الأخيرة.

ربما يقول البعض اننا نهول الموضوع ونعطيه حجما غير حجمه، ولكن الا يلاحظ القارئ ان قلة من الناس في اسمرا وذات علاقة بالنظام تموت منتحرة أو محروقة أو في حالة سكر، لماذا لا يموت الأخرون بنفس الأسباب، اذا استثنينا موت سفير النظام السابق في ايطاليا المدعو ”عندى مكئيل كحساى“ والتي كانت له عداوة مع يمانى قبرآب واختلاف مع الحزب، والذي وجد مقتولا في ”فندق جاو“ أثر ضربة قوية على جمجمته.

ومن هؤلاء الممثل المسرحي الارتري: ادريس جابرة، وابن عم وزير الخارجية نفسه مؤسس بنك التنمية الارتري السيد/ أحمد سيد علي والذي وجد مقتولا في مكتبه في أسمرا.

واذا كانت الأمراض هي التي تقضي على الناس، أوليس رئيس النظام أكثر المرشحين لكى يموت بالسقطة القلبية، وبالجلطة الدماغية، وبالملاريا وهوس الزعامة.

• اذا تجاهلنا رواية الشارع فأن الرواية الرسمية تقول انه مات بالسقطتة القلبية؟

• فهل هذا بناءا على قرار الدكتور الذي كشف على الجثة أو بعض تشريح الجثة اذا كان فعلا كشف عليه الدكتور لأنه لم يرد في طيات الرواية الرسمية ؟

• أم ان من يموت في صباحية ليلة صاخبة بالرقص نسميه موت بالسقطتة القلبية، وهل السلطان وحيله البارعة في قتل مناوئيه والتخلص منهم عن طريق السم بداءا بأبراهام تولدى الى آخر القائمة يجعله في هذه الحالة أمرا واردا.

• واذا كان فعلا تم التخلص منه من قبل النظام وزبانيته فلماذا؟

• هل التخلص من علي سيد يعني بدء مرحلة جديدة في الجبهة الشعبية وهو التحول نحو طائفية شاملة؟

• أم ان علي سيد كان يخوض غمار حرب غير معلنة مع السلطان وشلته فهو المعروف بعناده ومشاكسته وعنفه.

على سيد لم يكن سهلا فمنذ التحاقه بالثوره وتأريخيه يشهد له بالكثير كفدائي وقائد عسكري ومسؤول استخباراتي ودبلوماسي أخيرا.

فعلي سيد عبدالله كان مسؤول ما عرف في الجبهة الشعبية بجهاز ”حلاوا ثورا“ جهاز أمن الثورة وأفراد هذا الجهاز بعض التحرير وزعو في وزارة الداخلية والأجهزة الحكومية التابعة لها الى درجة لم يخلو منهم مكان، وانهم الذين ارتكبو معظم الفظاعات بما فيه جمع معلمي وطلبة المعاهد في عام 1993م ومن ثم مسؤولي التنظيمات التي أتت مهرولة منهم مجموعات التنظيم الموحد واللجنة الثورية، كما أن أفراد جهاز ”حلاوا ثورا“ وبعض مجئ الصبيان الجدد وضع معظمهم في السجون والمعتقلات، وان ماتردد في بعض المواقع بأنه كان في حفل زواج في ليلة السبت فهو عاري من الصحة والرواية التي وصلتنا من أسمرا تقول ان الحفل كان منظم من قبل الرفاق القدامى في جهاز حلاوى ثورا“ فيما يعرف باللغة الانجليزية (get together party) نظم لكى يتجمع كل مؤسسي وافراد ذلك الجهاز في حفل خاص يجمعهم ولكن وجد علي سيد ميتا صبيحة يوم الأحد.

• فلماذا حاولت السلطات اخفاء السبب الحقيقي لوفاة علي سيد؟

كانت وزارة الخارجية تعاني من تدخل مباشر من قبل كلا من اسياس ويمانى قبرآب، الى درجة تيسير شؤنها من وراء ظهر علي سيد عبد الله مما كان يخلق دائما نوع من المناوشات.

رغم ان الشعب الارتري أخذ على علي سيد عبدالله وقوفه مع النظام، الا انه مازال يكن للرجل الكثير من الاحترام لدوره الكبير في النضال التحرري للشعب الارتري و باعتباره أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا هو دورا سيحفظه له التاريخ والشعب، ونتمنى لأسرته الصبر والسلوان.

سيرة ذاتية:

ولد السيد/ علي سيد عبدالله في دنكاليا عام 1946م، ثم انتقل الى حرقيقو حيث درس الابتدائية بها، وأكمل الثانوية (1) في مدرسة الأمير مكونن في ”عداقا بعراى“.

في عام 1962م عند حلت اثيوبيا النظام الفيدرالي وضم ارتريا قسريا الى اثيوبيا، بدأ علي سيد نشاطه السري في ذلك العام وانضم الى حركة تحرير ارتريا حتى انكشف أمره للسلطات واطر الى الخروج الى الميدان. وصل الى الميدان في وقت كانت تمر الثورة فيه بمنعطف خطير في عام 1968م. ولكنه لم يبقى في الميدان كثيرا حيث بعث به الى اليمن ثم لينان وأخيرا سوريا حيث التحق بكلية الضباط العسكريين وتخرج منها ثم أتبعها بدورة تدريبية في العمل الفدائي في معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية.

في نفس العام وبرفقته كل من محمد ادريس طلول، ومحمد سعيدج برحتو، والشهيد حسن محمد أمير كونوا ما عرف بـ مجموعة ”العقاب“ الفدائية باشراف عثمان صالح سبى. للثأر من العمليات الاجرامية التي كانت تمارسها اثيوبيا ضد الشعب الارتري في الريف.

وأكثر ما عرفت به المجموعة هي عملية: ”كراتشي“ في باكستان حيث قامو باختطاف طائرة مدنية اثيوبية وانزلوها في مطار “كراتشي“. ورغم محاولات اثوبيا ممثلة في وزير العدل المدعو ”سيوم حرقوت“ الذي أتى طمعا في تسلمه للمجموعة الا مسعاه فشل عندما رفضت باكستان تسلميهم بحجة انهم سيحاكمون حسب قوانين باكستان وأعرافها، كما ان الشارع الباكستاني السياسي منه والشعبي قام باحتجاجات وتظاهرات ترفض مبدأ تسليم المجموعة الى اثيوبيا وهذه ثاني حسنة تحسب للباكستانيين بعض وقوفهم مع استقلال ارتريا في اجتماعات الأمم المتحدة عام 1952م. حكمت عليهم السلطات الباكستانية بالسجن لمدة عام وافرج عليهم قبل اكمال المدة نتيجة تدخل منظمة التحرير الفلسطينية ورحلو الى بيروت.

تبوأ مواقع كثيرة منها:

• قائد جبهة نقفة 1976م.

• مسؤول جهاز الأمن الفظيع ”حلاوا ثورا“.

• وزير الداخلية.

• لعب دورا كبيرا في قمع الحركة الاصلاحية التي شهدت سجن رفاق قدامى امثال شريفو وبطروس سلمون.

• وزير للخارجية.

متزوج من السيدة/ فطوم أحمد وله اربعة من الأبناء أصغرهم يبلغ الثانية عشرة وهم: ريم، وعلوية وعبدالله وأحمد.

Top
X

Right Click

No Right Click