فيتوراري هداد كنتباي كرار
بقلم الأستاذ: عبدالعزيز علي زرؤم - كاتب ارترى
فيتوراري هداد كنتباي كرار من الشخصيات الفريدة و الفذة التي انجبتها إرتريا،
و كان أحد النخب التي تتمتع بمكانة إجتماعية مرموقة في المجتمع الإرتري بصفة عامة وبين المسلمين بصفة خاصة حيث كان محبوباً من الجميع، فاعلاً للخير ودالاً عليه ورائداً في خدمة المجتمع.
ومن أبرز المحطات في حياته التي سوف يخلدها التأريخ وتكتب بمداد الذهب حينما كان رئيساً لمجلس الأوقاف الإسلامي بأسمرا ودوره المشرّف و البارز في قيادة المجلس ودفاعه المستميت عن حقوق المسلمين دون خوف أو وجل، ومن ذلك خطبته الشهيرة والفريدة و الصارخة في وجه التمييز والطائفية و التي ألقاها باسم المجلس في الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في ساحة جامع الخلفاء الراشدين بأسمرا أمام جموع الحاضرين من الضيوف المدعوين من الوزراء وكبار قادة الدولة والسفراء المعتمدين لدى الدولة والجمع الغفير من المسلمين - وكنت أنا من ضمن الحاضرين بدعوة من المجلس - وذلك في يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول ١٤٢٢ه الموافق ٤ يونيو ٢٠٠١م.
ومن ما جاء في الخطبة: انتقد فيها معاملة الحكومة (العصابة) مع شؤن المسلمين وسياسة الكيل بمكيالين و التمييز بين حقوق المسلمين والمسيحين في شتى المجالات، ومنعها تكوين المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية في إرتريا لكي لا يدير المسلمون شؤنهم بأنفسهم، وطالب الحكومة (العصابة) أن ترفع يدها من التدخل في شؤن المسلمين، وأن تترك لهم الحرية في تكوين مجالسهم الإقليمية التي تمثلهم ليتم بذلك اختيار الأفراد الذين سوف يتكون منهم المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية والذي بدوره سوف يختار المفتي الذي يمثل المسلمين.
عقب هذه الخطبة مباشرة قام المدعو/ إبراهيم جيلاني رجل الأمن (من مكتب الشؤن الدينية) بمصادرة شريط الفيديو من مصور الأوقاف الذي كان يصور الحفل لكي لا تنشر الخطبة.
علاوة على ذلك طلب من وفد الإعلام المتواجد تسليم الشريط المصور و وقتها كان الأستاذ أحمد شريف هو المراسل الإعلامي (الشاهد على هذا الحدث)
وقد رفض أحمد شريف تسليم الشريط وقال له: "هذه المادة المصورة تتبع للجهة التي كلفتني بهذه المهمة وليس من حقك أن تملي علي ماذا افعل".
بعد انتهاء الحفل وسط ذهول الحاضرين من الشجاعة والجرأة التي أبداها رئيس المجلس وأصبحت حديث الناس - للأسف وقتها كانت الجوالات غير موجودة - تم اعتقال هداد كرار.
بعد الإعتقال اجتمع المجلس ورفع مذكرة احتجاج وطالب باطلاق سراحه وأن الكلمة التي ألقاها تمثلهم جميعاً وأنهم مستعدون لدخول السجن معه إذا كانت المطالبة بالحقوق جريمة.
ونظراً لحسابات كثيرة قد اُفرج عنه بعد شهر، وتم تجاهل الموضوع حتى لا يأخذ زخماً كبيراً بالخصوص مع الأزمة التي كانت قائمة وقتها بين رأس الحكومة (العصابة) ومجموعة الخمسة عشر.
وهنا أذكر بكل فخر واعتزاز بعضاً من أعضاء المجلس:-
١. فيتوراري هداد كرار – رحمه الله،
٢. الشيخ/ محمد برهان أدم – رحمه الله،
٣. السيد/ عبدالقادر محمود كحساي – رحمه الله،
٤. السيد/ عمر جيلاني – رحمه الله،
٥. الأستاذ/ إبراهيم الحاج – رحمه الله.
رجالٌ قالوا كلمة حقٍ عند سلطان جائر ومضوا إلى دار الخلد وهذه مآثرهم تسطر بأحرف من نور.