الظروف الغامضة لاغتيال القائد ابراهيم عافة - الحلقة الثالثة والأخيرة

بقلم الأستاذ: رئسوم كدانى  ترجمة: ادارة فرجت

ماذا قال الناس عن مقتل ابراهيم عافة: عبدالله آدم ذكر في مقابلة له مع موقع عواتى، المنشورة 2004/5/16م

جبل عقامت   إبراهيم عافة و أسياس أفورقي و مسفن حقوص

قال ان ابراهيم لم يكن مسرورا عن الطريقة التي يسير بها العمل العام، ولم يكن على وفاق مع القيادة أى المكتب السياسي.

أما الكاتب ديفيد بوول فقد لخص ذلك بأنه صراع على السلطة بين ابراهيم واسياس. وعلى حسب قوله ان الاختلافات شملت عدة نواحي منها: احتلافات حول الأمور التنظيمية، وحول دور اللجنة العسكرية - فابراهيم كان رئيس اللجنة العسكرية وله خبرة في وضع استراتيجيات عسكرية أكثر من غيره - وبالرغم من كل ذلك فمعظم القرارات العسكرية كانت تتخذها الشلة المحيطة والمقربة من اسياس، وهذه كانت نقاط الاختلاف كما يذكر ”هاورد، وربما هذه كانت اسباب الدعاية المغرضة التي تذكر ان ابراهيم لم يكن نشطا ”دسكيلو.

وصراع السلطة هذا بين ابراهيم واسياس يتضح جليا مما ذطره ”تخلى عدن في مقابلة له في اديس ابابا، في ديسمبر 1980م، ان الصراع يدور بين مجموعتين أحداهما يترأسها اسياس وتضم كل من سبحت افريم، هيلى ولدى تنسأئى، وبيطروس سلمون. والمجموعة الأخرى يترأسها ابراهيم عافة وتضم كل من مسفن حقوص وعلي سيد عبدالله.

وأهم ما يذكر تخلى عدن ان عدم ارتياح ابراهيم كان نابعا مما حدث لاتفاقية الوحدة الوطنية الموقعة في 20 اكتوبر بين الجبهة الشعبية وجبهة التحرير الارترية. فابراهيم كان عضو القيادة السياسية العليا المشتركة. ففي مارس 1979م عقد الاجتماع الخامس لهذه القيادة السياسية العليا المشتركة والذي خرج بوضع استراتيجية عسكرية واحدة للثورة الارترية. وان يصبح الساحل قاعدة عسكرية لكلا التنظيمية، كما ان وحدات من جيش التحرير الارتري انضمت الى بعض قوات الجيش الشعبي في الساحل الشمالي.

في عام 1980م هزمت جبهة التحرير الارترية، ولم يتبقى لديها أى قوات تذكر داخل ارتريا، ومن معلومات جمعت من مناضلين قدامى ذكروا ان ابراهيم لم يكن موافقا لما حدث لجبهة التحرير الارترية عام 1980م. وهذا قضى على ما تبقى من علاقة بين اسياس وابراهيم عافة. ابراهيم كان يعلم تماما احلام اسياس السلطوية وكان يناديه دائما بالأناني أو لقب ”سوسي، والمريض النفسي الذي يسعى الى امتلاك قواعد السلطات العليا.

مليكل ”ابو سيلا طرح السؤال التالي في معرض تناوله لهذا الموضوع وهو (هل موت ابراهيم الغامض كان له علاقة بقصة عدم ارتياحه عما خدث لاتفاقية الوحدة الوطنية بين ج. ت. أ. و ج. ش. ت. أ. ؟).

التطورات السياسية التي حدثت بعد مقتل ابراهيم عافة:

خلال الفترة ما بين 1977 الى 1987م كان اسياس يشغل منصب نائب الأمين العام فرحلته اتي أوصلته الى قمة السلطة كأمين عام استغرقت عشرة أعوام. ولكن من حيث التأثير على جماهير الجبهة الشعبية فرصيده كان صفرا أى لم يكن له أى تأثير يذكر، وكان كل من ابراهيم عافة وهيلى درع أكثر تأثيرا منه على الجماهير والجيش، بالاضافة لكونهم اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثاني للجبهة الشعبية 1985 م كما كانوا ايضا اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي الأول عام 1976م.

ديفد بوول: يتحدث عن اللجنة العسكرية التي كان ابراهيم رئيسا لها، والتي حاول اسياس حلها عام 1978م وهو امر من الصعب فعله وابراهيم رئيسها وعضو في اللجنة التحضيرية وعلى حسب ما يذطر هوز ان وفاة ابراهيم أدت الى تلاشي دور اللجنة العسكرية وتم حلها من قبل اسياس عام 1987م لتحسم الأمور العسكرية تحت قيادته، القائد العام للجيش والأمين للجبهة الشعبية.

التطور السياسي الآخر الذي حدث بعد وفاة ابراهيم عافة كان انتهاء العلاقة الحميمة بين كل من اسياس وهيلى درع. ودرع كان يعتبر أقرب اصدقاء اسياس والذين دفعو باسياس الى المقدمة في المؤتمر 1977م من قبل قيامه بحملة دعائية له في مدرسة الكادر ضد مجاميع ”المنكع و بستيا مثال لذالك الدورة الخامسة لمدرسة الكادر حيث أعد هيلى درع ورقة حول ”مواضيع شرب الخمر، العلاقات النسوية والجنس، واستخدام المواقع القيادية لمصلحة مادية بحتة وبالرغم من اعداد هيلى لكل أوراق السيمنار، الا ان اسياس هو الذي قام بالقائه وباشر كل حلقات النقاش فيه، وذلك لترك انطباع جيد لدى المقاتلين، كما ان اسياس قام بحملة فيه على القيادات العسكرية مثل فليبوس وعمر طويل. وجاء وصفه في تلك الفترة على لسان ”باسيل ديفيدسون حيث قال ”وجدته في مغارته متسلح بأحدث انواع وسائل الاتصالات ولكنه كان يعيش نفس حياة الآخرين في هذه الجبال ؟؟؟

كل السيمنارات التي عقدها اعدت من قبل هيلى درع خاصة تلك التي ركزت بالهجوم على فليبوس وعمر طويل، خلقت لاسياس قاعدة جماهيرية مما أدى الى انتخابه كأمين عام في المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية. بينما ذكر دان كونيل في معرض وصفه لتلك المرحلة ”اسياس أحكم قبضته على التنظيم في المؤتمر الثاني عندما جاء خلفا لرمضان، مما مكنه من اجراء تغيرات جذرية في كل أجهزة التنظيم ثم أجبر رمضان على التقاعد في مطاع عام 1990م.

من الشخصيات التي كان يخافها ويجعل لها الف حساب، ويحاول القضاء عليها هو بطروس سلمون، الذي كان يعتبر أحد الشباب الأذكياء ومعتدل الأفكار، وكانت له شعبية واسعة خاصة مع مقاتلي الدفاعات الأمامية حتى وقت حل وحدة التجسس التي كان يرأسها من عام 1977م حتى عام 1994م. لينتهي صراع اسياس من أجل السلطة المطلقة في عام 2001م برمى بطروس فس السجن بعد اتهامه بالخيانة وذلك في 18 ديسمبر2001م.

ختاما لا بد من ذكر رواية تسفاريام اسفاو والتي تقول ”كيف أنه يذكر خمسة وثلاثون عاما مضت عندما قال: ان النضال ليس عسل، وان طعم العسل يعقبه طعم حامض.

هذا يوضح محاولات تطبيقه لدروس الثورة الثقافية الصينية. اعتمادا على تجربتي الشخصية، ان زرع ثقافة الخوف وعدم ديمقراطية التنظيم ومركزيته الشديدة، وزرع سياسة الخوف وسط المقاتلينوقمع جميع حريات التعبير، وكان سلاحهم في ذلك مفردات كانت ولا زالت مستخدمة مثل:-

Mister Akib = أحفظ السر

Mister Ketfelet Herdig Aeytebel = لا تحاول معرفة الاسرار

Kunentat Aefkiden Iyu = الوضع لا يسمح

NeyHeluf Aetzeker or Herfan Halafinet Aleka = لا تحاول غربلة الماضي

Ne Muhur HemamAleka = لديك عاهة المثقفين

Neus Bourgia tebai Aleka = تفكر مثل البرجوازي الصغير

Nay Halefinet Himam Aleka = لديك طموح قيادي (تريد ان تصبح قائدا)

Nebsu Zienekif Nbisthu Zenekif = حاول نقد نفسك قبل محاولة نقد الآخرين

Muhur Tebelasi = المثقفين منتهزي فرص

Gbuika Fetsm Kedmi Meselka Mehetat = قبل اليؤال عن حقوقك حاول القيام بواجباتك

Derbika Ketel - Class Suicide = (انتحار طبقي)

الأثر التي ترتب على استتخدام مفردات مثل هذه أدى الى خوف الناس من ذكر الحقائق للجماهير في مرحلة التحرر الوطني.

أخيرا اناشد جميع أعضاء الجبهة الشعبية السابقين الذين هم على قيد الحياة خاصة اعضاء اللجنة المركزية 77-1987م (عبدالله آدم، هيلى منقريوس، ومسفن حقوص) والأفراد الذين كانو في مواقع متقدمة، أدعوهم الى سرد الحقائق كاملة للجماهير خاصة الجرائم التي ارتكبت بحق مقاتلين ابراياء كانت جريمتهم انهم ضحو لتحرير شعبهم من الاستعمار البغيض.

المجد والخلود لشهدائنا

هوامش وشروح:

1. الأسباب التي أدت الى مقتل ابراهام تولدى كما شرحها (ألم تسفاى، 2002) في الكلمات التالية بعد رجوع اسياس الى عالا من مقابلة سرية مع أفراد من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، قرر الانشقاق من جبهة التحرير الارترية مما أدى الى نقاش حادبينه وبين أبرهام تولدى، لأن ابراهام كان يعارض فكرة الانشقاق. وتوفى ابرهام تولدى بصورة فجائية بعد شهر واحد من هذا النقاش الحاد الذي دار بينه وبين اسياس. ومازال الغموض يحيط بالظروف التي أدت الى مقتله، بعد ذلك ترأس اسياس المجموعة عام 1971م، وهذه المجموعة أخذت قرارها بالانفصال عن ج. ت. أ. أشار أكثر من مصدر ان اسياسا تخلص منه بواسطة السم. وحتى يعطي انطباعا مختلفا ويدغدغ المشاعر أطلق على ابنه اسم أبرهام.

2. ولدى انكئيل هيلى: أكمل تعليمه في سوريا وكان أول الهاربين من الجبهة الى مجموعة اسياس. وحسب شهادة تسفماريام اسفاو. فانه لم يكن يحب اسياس. خلال الفترة التي ظهرت فيها حركة المنكع 1973م كان ولدى انكئيل مسؤولا عن الأمن، وكان رأيه حول هذه موضوع قيادات المنكع أنها لم ترتكب أى جريمة سوى تجاوزها لقواعد الانضباط العسكري. ووجهة نظره هذه كانت على خلاف تام مع وجهة نظر اسياس وكان ذلك حوالى عام 1974م. ولهذه دفع به اسياس الى الدفاعات الأمامية. ويعتبر ولدى انكئيل من القادة العسكريين الباروين بجانب ابراهيم عافة رغم انه لم يكن عضو لجنة مركزية. وكان قائد الجيش الشعبي في تحرير مدينة سقنيتي عام 1977م، ولكن بعد تحريره للمدينة بفترة قصيرة أطلق عليه شخص مجهول النار في داخل المدينة ليموت في المدينة التي شهدت ميلاده وتحريره لها وموته فيها، ونقل خبر مقتله في رسالة مشفرة بواسطة جهاو الارسال تقول فحواها ”اتا عباى لام آب مريتا وديقا أى ان الثور العظيم يرقد في أرضه الآن.

3. معركة تحرير كرن تعتبر نصرا بكل المقاييس للجبهة الشعبية الخارجة لتوها من مؤتمرها ألأول - حرر الحلفاء المدينة في الحرب العالمية الثانية في شهرين ونصف بينما تم تحريرها تحت قيادة ابراهيم في ثلاثة ايام ونصف فقط!.

4. مشروع ”رازا هو عبارة عن حملةالفلاحيين الاثوبين التي تم القضاء عليها في زالا امبسا في 21 مايو 1976م.

5. اللجنة السياسية كانت تتكون من: رمضان، اسياس، هيلى درع، ابراهيم عافة.

6. بعد ستة اشهر من استعادة الاثيوبين لمدينة بارنتو فتحو جبهة قتال أخرى في بحر نقاش في 10 اكتوبر 1985م بغرض استعادة مدينة نقفة. ولكن الحملة فشلت تماما فينوفمبر من نفس العام وتبقت في الشمال الشرقي ثم واصلت انسحابها وتمركزت حول مدينة نقفةز

7. تخلاى قبرى ماريام المعروف بئـ ”تخلى عدن كان عضوا باللجنة المركزية من عام 1977م الى حين هروبه الى اثيوبيا في عام 1980م. كما انه مسؤولا عن قوات الأمن المعروفة (بحلوا ثورا) وهو الجهاو المناط اليه مهمة اعتقال وتعذيب وقتل العناصر المعارضة للقيادة على حسب قول تخلى عدن.

8. في ابريل 1978م تم تكوين القايادة السياسية العاليا المشتركة من تنظيمى جبهة التحرير الارترية والجبهة الشعبية لتحرير ارتريا، وأوكلت اليها مهام الاقتصاد، الشؤون الاجتماعية، الاعلام، والعلاقات الخارجية. بعد عام من تكوينها أصدرت قرارا في مارس من 1979م في اجتماعها الخامس بوضع استراتيجية عسكرية مشتركة للتنظيمية وأنلنت انها سوف تبدأ بدمج وحدات من جيش التحرير الارتري والجيش الشعبيفي 15 مايو 1979م.

9. مدرسة الكادر (بيت تمهرتي كادر): فتحت أبوابها أول مرة عام1975م وكان المسؤول عنها من الفترة 1975م حتى 1990م هو هيلى درع. مواد الدراسة كانت تتكون من 27 دورة كان يتم تديسها بواسطة درع، وتم تخريج خوالى 25 ألف كادر من هذه المدرسة. رغم انه كان مدرسا بارعا حسب شهادة المقاتلين الا انه لعب دورا كبيرا في تحجيم الحركات الديمقراطية مثل المنكع باعطاء معلومات مغلوطة عنههم. وأهم دور تخريبي قام به تمثل في دعوته لكل قيادات المنكع ومؤيديهم للدورة الخامسة لجمعهم في مكان واحد. ان قيادة الشعبية كانت تشكك في المقاتلين الذين يبعثون الى مدرسةالكادر بواسطة قيادات وحداتهم العسكرية. بأنهم ممثلي تلك الوحدات الى المؤتمر الثاني، وصاحب نظرية المؤامرة هذه هو اسياس، ومسفن حقوص، اسمروم قبرازقهير، وبتعاون كل من هيلى درع والأمين محمد سعيد. من حسن طالع درع انه وشى بصديقه رئيس حركة المنكع موسى تخلى مكئيل والا كان مصيره السجن مثل ولدى انكئيل هيلى.

10. حركة المنكع تم التخلص من قياداتها في مجزرة بشعة منهم:-
• يوهنس سبهتو،
• دكتور رئسوم،
• ترقى يحدقو،
• موسى تسفا ميكئيل،
• أفورقي تخلو،
• هبتى سلاسى،
• ابراش ملكى،
• دهب تسفاظين،
• هبتى كدانى،
• غوريلا 9،
• دبساى قبرسلاسى. (المصدر تخلى عدن).

11. حركة بتسى: كانت أحدى هذه الحركات الديمقراطية قادها قيتؤوم برهى، أحد خريجي كلية القانون من جامعة اديس أبابا. هو ومجموعته حاولو تكوين حركة سرية أسموها ”الجزب الثور الارتري خلال عامى 76/75 تمكنو من ترجمة بعض الأعمال الماركسية الى اللغة التجرنية منها (المادية الديلكاتية) وأربعة أعمال في الفلسفة عن جوب البلتاريا. كل هذه المواد جمعت منهمم وقامو بحرقها وقضوا على اصحاب الحركة من ضحاياها:-
• قيؤوم برهى،
• ميش رئسوم،
• تولدى أيوب،
• تخلاى قبرى كريستوس،
• ممهر هبتى ظيون،
• مايكل بريكتآب،
• هيلى يوهنسوم،
• صاموئيل قبر،
• دنقل برخت هيلى،
• ألم ابرهة.

في سنوات 76/75 كنت ضمن مكتب الاعلام وأتذكر تماما عندما ترجم هيلى منقريوس بعض الأعمال الماركسية الى التجرنية مثل (الثورة والدولة - البيان الشوعي - خطوة الى الأمام خطوتين الى الوراء) وبعض أعممال الزعيمالصيني ماو تسي تونج، قمنا في مكتب الاعلام بالطبع والتغليف والتعبئة ولكن لم يسمح لنا بقراءتها؟ في تلك الأيا اذا قرأت كتابا من عينات هذه الكتب تكون في تعداد الأموات.

12. مدرسة درفو للكادر افتتحت من قبل أدحنوم قبرى ماريام في أواخر 1975م لاحتجاجه على قواعد القبول في مدرسة الكادر، ولكن بطلب من مسفن حقوص تم اقفالها.

13. الحركات اليمينية: كانت استمرار للحركات الديمقراطية، وكانت ضد الفساد خاصة الفساد الذي استشرى بعد تحرير المدن عام 1977-1978م، ومن اعضائها الذين تم القضاء عليهم لاحتجاجهم على فساد الزعماء:-
• دكتور ايوب قبرى لؤول - خريج الاتحاد السوفيتي،

• محاري تسيون - خريج الاتحاد السوفيتي،

• قبرى مكئيل محريزقاى - خريج اديس أبابا،

• حبرت تسفا قابر،

• كدانى أبيتو،

• فسهاى كدانى،

• هيلى - عضو سابق في جبهة التحرير ورئيس قسم التحقيقات بالجبهة الشعبية،

• أرأيا سمرى،

• عمانوئيل فلانسا،

• سلمون ولدى ماريام،

• مقوس فاسيل - خريج أديس أبابا تمكن من الهرب.

Top
X

Right Click

No Right Click