المختطاف الصحفي يوسف محمد علي
بقلم مولانا: عبدالله خيار - سويسرا
يوسف محمد علي من أبناء مدينة اسمرا، درس المراحل الأولية في اسمرا،
ثم لجأ الي السودان بحكم الظروف والأجواء غير الامنة التي كانت تعيشها اسمرا تحت سيطرة المستعمر الاثيوبي.
واصل يوسف دراسته عبر مدارس الكمبوني في مدينة بورتسودان ومن ثم إنضم الي اتحاد العام لطلبة ارتريا وكان من العناصر النشطة والفاعلة في أروقة الاتحاد، بما لديه من إمكانيات استطاع أن يترأس فرع بورتسودان.
بعد التحرير حينما سمحت الحكومة الاريترية بصدور الصحف الخاصة إستطاع يوسف بمؤهلاته المعرفية أن يعمل كرئيس تحرير في جريدة ظقيناي التي كانت تصدر بلغة التيقرنيا وكان له شرف إجراء أول مقابلة مع مجموعة G15 مع المناضل محمود شريفيو.
كما أشرنا في الحلقات السابقة تعرض الصحفيون ورؤساء تحرير الصحف الخاصة لموجة من الاعتقالات عقب أحداث مجموعة G15، كان يوسف واحد من هؤلاء الصحفيين الضحايا الذين تعرضوا للاعتقال في سبتمبر ٢٠٠١، منذ لحظة إعتقاله لا يعرف مكان إحتجازه ولم تستطيع اسرته أن تزوره ولم يقدم لمحاكمة علنية، والجدير بالذكر ان يوسف تعرض قبل هذا الاعتقال في عام ٢٠٠٠ لاعتقال دام اسبوعاً واحداً، ويبدوا انهم حاولوا التاثير عليه ولكنه عاد أقوى مما كان.
يوسف رجل بسيط للغاية ومتواضع للحد البعيد تجده في كل الأماكن العامة كمقهى مودرن علي شارع كومبشتاتو وهو يحتفي باصدقائه ويحدثهم بهدوءه المعهود، تجده يخاطب الناس بود ومحبة دون تعالٍ.
ما تعرض له يوسف ورفاقه أمر محزن للغاية ممارستهم لمهنتهم وضعتهم في خانة المجرمين ولا يجوز معاملة الصحفيين كمعاملة المجرمين، هذا يتنافى مع كل المواثيق والاعراف الدولية خاصة المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
من حقهم ان توفر لهم الحكومة محاكمة عادلة يستطعون من خلالها الدفاع عن انفسهم. ولكن اهمالهم خلف القضبان لواحد وعشرين عاماً دون محاكمة فيه ظلم كبير لهم ولحقهم في الحياة.
اللهم احفظه وأعده سالماً غانماً الي اسرته وأهله أمثال يوسف اشخاص يستحقون منا الوقوف لهم احتراماً لمواقفهم النبيلة، لك ولكل رفاقك الحرية ثم الحرية.