الظروف الغامضة لاغتيال القائد ابراهيم عافة - الحلقة الثانية

بقلم الأستاذ: رئسوم كدانى  ترجمة: ادارة فرجت

في طريق عودتي من معسكر التدريب الى معسكر وينا حوالى الساعة السابعة مساء ابراهيم لم يكن في المكان

جبل عقامت   إبراهيم عافة و أسياس أفورقي و مسفن حقوص

الذي رأيته فيه، ومضى الليل هادئا حتى الساعات الأولى من الصباح في اليوم التالي، مازلت أذكر ان الساعة كانت حوالى الرابعة صباحا. في تلك اللحظة سمعنا اطلاق رصاص مستمر ”مجموع“ لمدة عشرة دقائق. كان من الصعب التأكد من مصدر اطلاق النار، لم يكن بوسعنا فعل شيئ لأن اطلاق الرصاص حدث ومعظم الناس نائمون أى ما تبقى من أهل المعسكر أى معسكر وينا لأن معظم نزلاء المعسكر ذهبوا الى جبهة نقفة استجابة لنداء ال ”كتت“ ولم يكن بهذا المعسكر سوى اطفال دون سن الخامسة من ضمنهم بنات عبد الله آدم مع امهاتهن وبعض من معوقي الحرب بالاضافة الى القائمين بخدمتهم، لهذا كله لم يكن بوسعنا المساعدة والنجدة عندما سمعنا أصوات اطلاق الرصاص.

بعض المصادر الموثوقة ذكرت بعد سماع اطلاق النار في الساعة الرابعة صباحا، مجموعة من المقاتلين في المدرسة الفنية الموجودة في معسكر وينا ذهبوا صعدت الى قمة عقامت لمد يد المساعدة والنجدة ولكن لأسباب غير معروفة صدرت أوامر بعودتهم الى مدرستهم !! ”تخستى جورجيا“ وهو رئيس هذه المجموعة تلقى أمرا باعادة مجموعته الى موقعها. استمر اطلاق النار بصورة متقطعة حتى الساعة الحادية عشرة صباحا. بعض اعضاء مركز التدريب ذهبوا الى قمة عقامت مخالفين بذالك الأوامر قالوا انه كانت بعض التحصينات حول هذه المنطقة (رسم D).

في نهار ذلك اليوم أخبرونا ان اطلاق النار كان مصدره جبل عقامت وأن السبب وراء ذلك كان ان مجموعة من عناصر الأمن الاثيوبية حاولت اختراق مواقع عقامت بعد ان ضلت طريقها وانه تم القضاء عليها تماما من قبل عناصر معسكر التدريب، وبعد أيام قلائل بدؤوا بترحيل الأطفال مع امهاتهم والمعوقين الى معسكر عريريب لضمان سلامتهم. ولكن كان هنالك وجه آخر أى حادثة عقامت وهي التي تم تناقلها بين قوات الدفاعات الأمامية ”حيليتات“ والذين وصل الى سماعهم ايضا اصوات اطلاق النار التي حدثت في عقامت ذلك الصباح، والقصة تقول أن حفنة من عناصر الأمن الأثيوبية ذهبت الى عقامت ولكن تم قتلهم جميعا بواسطة قوات من الدفاعات الأولى!!! ”حيليتات“ وتم اعادة جهاز الارسال PRC الذي كان بحوزتهم.

والنسخة النهائية لهذه القصة هي التي تليت الى بقية اعضاء الجبهة الشعبية وجماهيرها: وهي ان ابراهيم عافة استشهد اثناء القتال في معركة من المعارك. وقد جاء وصف مقتل ابراهيم عافة في جريدة المانيةفي مقال كتبه ”هاورد هيوز“ تحت عنوان: ”جيش شعبي من نوع خاص“: تعقيدات الوضع العسكري في ارتريا تمثل وصفه في السطور التالية:

القيادات الصغيرة ليست وحدها التي تموت في المعارك بصورة متكررة، ولكن في أى جيش نظامي حتى قيادات الألوية والقطاعات العسكرية تموت ايضا في ميدان المعركة ، وهكذا مات ابراهيم عافة رئيس اللجنة العسكرية للجيش الشعبي لتحرير اتريا، في كمين نصبه له الاثيوبيين“.

أخيرا وفي المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية عام 1987م اعلن عن فقد الجبهة الشعبية الكبير اعلن عن موت ابراهيم عافة وانه استشهد في بحر نجاش أو البحر الأحمر ولكن حسب الرسم الموضح:-

• انه قتل في المنطقة (A)
• انه دفن في المنطقة (B)

بعد الاعلان عن وفاة ابراهيم عافة عام 1987م برخت هبتى سلاسى كتب قصيدة اهداها الى نور أحمد أرملة ابراهيم والى ابنته سارة.

تعليق من المحرر: لا أدري ما ضرورة ذكر ذلك فاذا كان ولا بد كان من المفترض ذكر أغنية ود شيخ التي غناها في المؤتمر والتي تذكر عقامت كموقع الاستشهاد وليست بحر نقاش كما ذكر في المؤتمر في الصيغة الرسمية.

أدلة ذات أهمية:

المعلومات المقدمة في هذا الجزء من المقال سوف تساعد على عمل تحقيق متكامل عن الأسباب الحقيقية وراء مقتل ابراهيم وهذه الاسئلة يمكن تقسيمها الى الآتي:-

• اسئلة يجب طرحها حول الظروف الغامضة التي احاطت بمقتله، وما هية الاحتمالات عما اذا كانت الحادثة المذكورة حدثت بالفعل.
• القصص التي تناقلتها الجماهير حول الظروف الغامضة لمقتل ابراهيم عافة.
• التطورات السياسية التي حدثت في الجبهة الشعبية بعد مقتله.

الاسئلة التي طرحتها حادثة عقامت:

شاهد عيان نجا من هذه الحادثة ويعيش الآن في المنفي أخبر بعض الاصدقاء ما يلي: ”قبل ذهابنا الى النوم، الحارس الليلي يعطى كلمة السر التي تعتبر جواز مرور كل من أراد الدخول الى المعسكر، وفي حالة تعذر اى زائر من ذكر كلمة السر الحارس يطلق النار تذيرا لرفاقه بالمعسكر، بالرغم من ذلك الحارس قتل حتى قبل ان يتمكن من تحذير رفاقه مما يعني ان من قتله على علم بكلمة السر، وبالطبع بعد قتل الحارس تمكنوا من قتل ابراهيم وبقية رفاقه بالمعسكر وهم نائمون“ وقد فر شاهد العيان هذامما أدى التحقيق معه لمدة اسبوع كامل من قبل اعضاء في هيئة التدريب للتأكد من معرفته أو عد مه للملابسات الحقيقية للحادث، ولكنه كان يعتقد ان ابراهيم ورفاقه قتلوا بواسطة ”الطورسراويت“ اى الاثيوبيين رغم انه لم يرى اى اثيوبي حيا أو ميتا؟؟! مما اضطرهم الى تركه وشأنه؟

سؤال آخر وهو كيف يقتل ابراهيم صباح ذلك اليوم بواسطة حفنة من عناصر الأمن الاثيوبي ؟ وكيف وحدة التجسس الاثيوبية هذه لم تتمكن من تحديد مكان ابراهيم من قبل في طريق عودته الى عقامت من عشرة ساعات مضت ؟ وبالنظر الى الرسومات التوضيحية 1، 2، 3، يتضح صعوبة ان تصعد حفنة من الاثيوبين الى عقمت في الرابعة صباحا.

واذا كان صحيحا فعلا ان وحدة التجسس الاثيوبية وصلت الى قمة عقامت في ذلك الصباح، السؤال الذي يطرح نفسه لماذا طلب من اعضاء المدرسة الفنية العودة الى معسكرهم وهم في منتصف الطريق عند ذهابهم لنجدة رفاقهم ؟ ولماذا سمح لاعضاء مدرسة التدريب بالصعود ومساعد الرفاق ؟ انظر الرسم وتأطد من المسافة !

لماذ أخلى جيش الاحتلال الاثيوبي طرفه ومسؤليته عن الحادث أو حتى لم يعتبر مقتل ابراهيم نصرا له ولم يحاول الاحتفال بذلك وحتى الاعلام الاثيوبي ذكر ان ابراهيم قتل من قبل رفاقه في الجبهة الشعبية ؟

لماذا تعمدت قيادة الجبهة الشعبية اخفاء خبر ومكان وفاة ابراهيم لمدة عاميين كامليين على غير العادة خاصة عندما يكون المقتول هو ابراهيم قائد عسكري بارز ومحبوب من الجماهير والجيش ؟؟

وكانو يذكرون عند السؤال عنه انه في مهمة في الخارج.

كذالك أعلن في المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية عن وفاة بعض اعضاء اللجنة المركزية، كثل ”هبتى تخلى“ الذي مات منتحرا حسب علمي، وسمعت نبأ انتحاره بصورة مؤكدة ام 1984م، وكان آخر مرة رأيته فيها كان في مظلع عام 1980م. كذلك سماعي عن موت كل من ولدى انكئيل هيلى ”ود هيلى“، اسياس تولدى ”ودي فلانسا“، فسهاى ولدى قبرئيل، ومحمد كلاى… الخ.

السؤال هو لماذا أخفت قيادة الجبهة الشعبية نبأ مقتل ابراهيم عافة ونبأ مقتل رفاقه لمدة عامين كاملين، كما انهم أخفوا نبأ وجود الحزب الذي كان يعمل من داخل التنظيم وبقيادة اسياس (حزب الشعب الثوري الارتري)، الذي أعلن عنه بصورة رسمية في المؤتمر الثالث للجبهة العبية النعقد عام 1994م.

تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click