الدلو

بقلم الباحث البجاوي الأستاذ: خالد محمد حامد خير  المصدر: مجلة بجة الجنوب

التِقرات هي إناءٌ جلدي يستخدم لاستخراج (نشل) الماء من داخل البئر لملء القِرَبْ لشرب الإنسان،

كما تُستعمل لنقل الماء من البئر إلى الحوض لسقاية الماشية.

وتنقسم أحواض مياه شُرب الماشية إلى عدة أنواع منها:-

1. سموي أو شموي

2. تَبار وهو أكبر حجماً من الأول، وكلمة تبار تعني "الممتليء بالماء" ومن هذه اللفظة جاء اسم (نهر أتبرا) ومعناه امتلأ بالماء.

وأيضاً يُحمل الماء على التِقرات من مكان إلى مكان آخر قريب، وهي لا تقل أهميةً من حمل العصا عند الرعاة فلذلك نجدهم دائماً يحملونها على أكتافهم.

أصل كلمة تِقرات:

مفردة تِقرات مشتقة من كلمة (تَقر) وتعني بلغة التجرايت المكان المنخفض الذي تتجمع فيه المياه.

صناعتها:

يتم إحضار الجلد ويُدبغ يدوياً ويُزال منه الوبر، ثم يُصمم على شكل وعاء تُلف أطرافه العليا بعروتين على شكل نصف دائري تسمى (مطور أو سماد)، وتُسحب التِقرات لأعلى بحبل طويل يسمى (نَوَر)، وعند نشل الماء من البئر بواسطة حبل الـ(نَوَر) يحدث انضمام وإغلاق لفتحة التقرات فلا يتدفق الماء.

ونلاحظ أنَّ حبل الدلو بلغة التجرايت يسمى (نَوَر) وكذلك نجد هذه الكلمة بنفس اللفظ والمعنى في اللغة الهيروغليفية لغة قدماء وادي النيل (راجع معجم ولاس بدج للغة الهيروغليفية، ص 352).

مميزات التقرات:

١) سهلة الحمل.

٢) تتحمل الأجواء المختلفة.

٣) إذا حدث بها أي تلف تُصان بالخياطة أو الرأب بالجلد.

٤) تُبرِّد الماء لأن فمها مفتوح للهواء.

٥) أحياناً يُحلب عليها الحليب في حالة عدم وجود إناء أو عند كثرة اللبن.

٦) صديقة للبيئة لأنها مصنوعة من الجلود الطبيعية.

وتعتبر التِقرات من أقدم الوسائل لنشل الماء من البئر، وقد وُجدت مرسومة على جداريات حضارة وادي النيل القديمة، وهي من التراث الثقافي المادي لبجة الجنوب وما زالت موجودة حتى اليوم.

Top
X

Right Click

No Right Click