حرقيقو - دخنو (دكنو) - مندر - أم المدائن

بقلم الأستاذ: محمود أحمد لوبينت - شاعر وفنان وكاتب ارترى

هكذا يعرفها أهلها بأربعة أسماء... تقطنها عبر التاريخ ثلاث قوميات طبعا حسب اللغات

أو اللهجات (تقري وساهو وعفر) تصاهروا فيما بينهم حتى صاروا كأنهم قبيلة واحدة.

شعب حرقيقو شعب ثائر ضد الإستعمار كسائر الشعب الإرتري مشاركا ومؤسسا للرابطة الإسلامية في أربعينيات القرن الماضي ثم حركة تحرير إريتريا 1958 ثم جبهة التحرير الإرترية 1961 وحتى تحرير كامل التراب الإرتري 1991.

تعرض أهلها جراء ذلك للكثير من المضايقات والإعتقالات ختمت أخيرا بمجزرتين (1975-1976) راح ضحيتها عدد كبير من أهلها شيوخ ونساء ورجال وشباب وأطفال قتلا وحرقا ودهسا بالدبابات ... لأن حرقيقو كانت ثورة.

قصيدة عن حرقيقو (دخنو عبّاي) كتبها بيده بخط الرقعة في أحد دواوينه الشعرية الدكتور تاج الدين نور الدائم وهو أديب وباحث وفنان تشكيلي سوداني كان مناضلا في صفوف الثورة الإرترية. 

حرقيقو..!!

إضاءة...
لما دوّت في الجو طلقة...
كنتِ حبلى...
تولدين على فراش العز ثورة...

"١"
حرقيقو... ذكرى عمرٍ ظلّتْ...
داعبت عمق المرافئ...
استكانت في دروب القلب لمّا...
في دروب القلب ضلت...
كانت المهد الحنين...
ظلت الوهج الحزين...
أيقظت صرخات ثكلى... أغرقت بالدمع شيخا...
بالدماء الأرض بلّتْ...

"٢"
دروب حفاتك الزّهاد كانت...
تعبر الأرض الحنينة...
كم أيقظت بالفجر صمت ترابها...
ما ملّت القدم الطريق...
كما العيون النوم ملّتْ...
وصرتِ ذكري في القلوب...
تمزق الأحشاء... بالكبد استظلت

"٣"
لمّا آويتِ طلقة صخب المرافئ...
دقّتِ الثورة نواقيس التلاقي...
أنّت الأيام تخليدا لذكري...
أبكت السنوات ملء الجوف أنّة...
كان يوما مثل سناج الأثافئ...
بعثرت ريح العدو عليه جُنّة...
فتهاوت الأرواح تحت سلاحهم...
صعدت براءة شعبكِ... بالخلد جَنّة

"٤"
كم سنة...
شابت جدائلك الجميلة...
يبست ورائفك الظليلة...
وغدوتِ مثل الوشم...
تعبركِ الطيور بلا سلام...
وكنتِ قبلتها تؤمكِ في المقيلة...
وتشرّد السمّار منكِ... لكن...
لكن كنتِ فيهم أبدا...
مصدر القيم النبيلة...

Top
X

Right Click

No Right Click