كرن المدينة البوتقة - الحلقة الأولى

بقلم الأستاذ: موسى إدريس حامد - كاتب ارتري

ظرفاء أثروا ثقافة المجتمع بنكاتهم التلقائية وسخريتهم الطاغية، في الزمن الجميل ما قبل الهجرة الجماعية

منتصف السبعينيات من القرن الماضي، حبا الله مدينة كرن بكوكبة من الظرفاء خفيفي الظل الذين شكلوا حينها خليطا متجانسا، من المجتمع الكرني المعروف بثغره الباسم الباعث للأمل، وسخريته الطاغية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من صفاته ولا تفارقه حتى في غربته رغم تكالب المحن وقساوة الزمن.

وكان هؤلاء الظرفاء بمثابة فاكهة المدينة بما يتميزون به من صفات طابعها خفة الظل - سرعة البديهة، فضلا عن طلاقة اللسان واختزال النكات والقفشات اللاذعة التلقائية صنيعة لحظتها.

هذا الفسيفساء البشري المتجانس والمتنافر أحيانا بسبب المنافسة البينية كعادة أبناء الكار الواحد، قد صبغ على المدينة "البوتقة" عبقها ورونقها الذي نثر رحيقه على باقي المدن الإريترية كون قاطنيها يمثلون مختلف مكونات المجتمع الإريتري شرقه وغربه، جنوبه وشمالها وحتى أجناس مختلفة من دور الجوار الذين ذابوا في عشقها وأصبحوا جزء أصيل من مجتمع المدينة المتآلف، ولا زالوا حتى يومنا هذا رغم انتقالهم لبلدانهم الأصلية أو بلدان المهجر كبغية الشعب الإريتري الذي يعيش الشتات القسري.

كما كان لهؤلاء الظرفاء دورا كبيرا في تأطير وحشد الجماهير خاصة الشباب للاتحاق بالثوار في ميادين الفداء من خلال الأغاني والأناشيد الوطنية الحماسية.

ومن ظرفاء المدينة على سبيل المثال لا الحصر:-

• الفنان/ عبي عبدالله،
• عمنا/ بخيتاي وإبنيه ادريس "عشعش"
• حامد سعيد،
محمد درار،
جابر درار،
عبدالله أرى،
علي كرن،
حامد جيواي،
سعيد تنش،
عبده دويد،
خميس عوض السيد،
عثمان جابرة (اسكافي)،
فكاك ود جاويج،
الأشقاء (أدقوي، رمضان غاندي، عالياي وياسين أب سلاب)،
المناضل/ إدريس "شريف"،
إدريس كلمبو،
كوستا بابذاكي،
الأخوين منتوي،
حامد عساس،
عثمان برجين،
أبرها درظ،
إدريس شمسون،
قبريمدهن "أجاك"،
عمنا/ بادري "قهوجي" عثمان ود حيلا،
عمنا/ أبو البتول،
عمنا/ ابو ليلة،
صالح ابو زكية،
العم/ سليمان حراج،
همد تيناي،
أبوي يورتان،
عبدالرحمن خليفة عمار،
عمنا/ ود شوم وإبنه حابر،
عثميناي ود أسفداي،
عبده قرت،
صالح فكاك،
إدريس فكاك،
عثمان صايغ،
عبدالله فلي،
أحمد تيدروس،
عمنا/ ادريس قداداي،
عثمان "قاطع باتك"،
حجي عمر،
ألول،
محمد نوريت،
شيبون وإبراهيم (عمل لمشيتو) وهذا له قصة ظريفة تنم عن عقلية تجارية فذة سنتناولها لاحقا إن شاء الله.

وأطلب العذر أن نسيت اسماء أخرى كان لابد من ذكرها في القائمة، وللذاكرة أمد وحدود..!

وجود هذا العدد الكبير من الظرفاء في مدينة محدودة الأبعاد والمساحة نسبيا، أثرى ‏المجتمع المتعدد والمتنوع عرقا وعقيدة ثقافة ووجدانا، تجانس قلما تجد مثيلا له في باقي المدن الأريترية الأخرى، ومنها ثقافة تقبل الأخر كما هو وليس كما تريده أن يكون، التوادد والتعاضد، حب الإنتماء لمدينتهم الجامعة، تذوق النكتة وتداولها، خصوصا الساخرة منها التي قد يراها البعض من سكان المدن الأخرى كذبة وقائلها أفاك، في حين يتقبلها "الكرني" براحابة صدر باعتبارها ثقافة متجذرة تنم عن صفاء القلب والروح، ووسيلة تسلية بريئة خصوصا أثناء التجمعات والجلسات الخاصة ذات الطابع الكرني الأصيل، حيث يتبارى الحميع على إلقاء النكات والقصص والمواقف وقد يكون بعضها من وحي الخيال، ولكل واحد طريقته في السرد بهدف جذب انتباه المستمع والسامع، حيث تسود الضحكات والقهقهات الموقف..!

يعني باختصار "إحد غرفوا" والكل راضي ومستأنس..!!

رحم الله من كانوا معنا بالأمس ورحلوا، وحفظ الاحياء منهم وامدهم بالصحة والعافية.

تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click