نهر بركة
بقلم الباحث البجاوي الأستاذ: خالد محمد حامد خير المصدر: مجلة بجة الجنوب
التسمية:
كلمة بركة تعني بلغة التجرايت "وَصَلَ" و "أناخ" و"ارتاح" ويؤكد الباحث اللغوي
أبو سلمان في كتابه (الوصول إلى لغة الأصول) ص 224 "أن لغة التجرايت هي لغة أهل الإبل حيث كثير من أسماء الأماكن ذات علاقة بالإبل".
وأيضاً تعني "البركة" من الفعل يبارك، و وردت مفردة "بركة" بهذين المعنيين في الجئزية ومعظم اللغات العربية القديمة (انظر المعجم الجئزي، ليسلاو، ص 105)، بالإضافة إلى اللغة الهيروغليفية لغة قدماء وادي النيل (انظر معجم ولاس بدج للغة الهيروغليفية، ص 204).
وعُرف نهر بركة في الوثائق الإغريقية باسم (استابروس).
ومن أسماء أعلام بجة الجنوب المرتبطة بنهر بركة: بركاي وبركات (للمذكر) وبركت وبراكيت (للمؤنث).
المناخ والبيئة:
طقس البحر الأبيض المتوسط، حار جاف صيفاً معتدل ربيعاً وممطر شتاءً. وهي منطقة غنية بالنباتات وتوجد فيها الأفيال والغزلان والقرود وأنواع الطيور والزواحف المختلفة.
وردت معلومات جيّدة عن موضوع أرض وادي بركة في كتاب (إحياء تاريخ بني عامر) للأستاذ/ عثمان إدريس محمد حامد في الصفحات 171-174 نلخصها في التالي:
يقول الأستاذ/ ممتاز العارف في كتاب (إريتريا بين إحتلالين) عن نهر بركة: "بأنه ثاني محاور بني عامر حيث يذكر أن نهر بركة هو نهر موسمي ينبع من الجزء الغربي من الهضبة الإريترية وينحدر شمالاً داخل السودان وطوله ستمائه وثلاثون كيلومتراً منها أربعمائه كيلو متر في إريتريا ومئتا كيلو متر في السودان، ومن أهم روافده عنسبا (عين سبأ) ماراً بأوطان بني عامر في إريتريا وأوطان بني عامر في السودان، ونصيب بني عامر من طول النهر حوالي 300 كلم داخل إريتريا و 100 كلم داخل السودان أي المجموع 400 كلم". وكل الأراضي التي يمر نهر بركة هي أراضي خصبة وعند حديثهم عن نهرهم هذا لا يتقيدون بالحدود الجغرافية بين الدولتين فلذا يسمونه على طول المجرى بأسماء عدة مثل (بركة لعال) أي بركة العليا وهي المنطقة الواقعة ناحية الغرب من الساحل وتمتد من المنبع إلى أقصى الحدود الإريترية السودانية ومنها يسمى (بركة تحات) أي بركة السفلى إلى أن يصب في البحر الأحمر بمدينة طوكر.
وعن هذا النهر المهم في أوطان بني عامر في الدولتين يقول الكاتبان د/ محمد محمود الصياد و د/محمد عبد الغني في كتابهم (دراسة الوضع الطبيعي والكيان البشري والبناء الاقتصادي) ما يلي:
"يفيض نهر بركة في الفترة من يوليو إلى سبتمبر وهو أكثر عنفاً من نهر القاش، كما أنَّ كميات الطمي التي تحملها مياهه أكثر بكثير من تلك التي يحملها نهر القاش حيث تحمل مياه نهر بركة كميات هائلة من الطمي تعادل أضعاف التي تنتج عن فيضان نهر النيل، وتبقى المنطقة مغطاة بالطمي مما يجعلها مناسبة لزراعة الكثير من المحاصيل مثل الفواكه والخضروات الحبوب والقطن طويل التيلة وهو أجود أنواع القطن، وبالتالي فهي أرض ملائمة للرعي وتربية الماشية".
ويقول الدكتور محمد عوض في كتابه (السودان الشمالي) عن نهر بركة وعلاقته بأوطان بني عامر والحباب ما نصه:
"يجوز أن نعتبر نهر بركة المحور الثاني الذي تتألف حوله بلاد بني عامر في السودان بل في البلاد الإريترية ونظراً لأنه يجري نحو الشمال ويلقي بالماء والطمي في دلتا طوكر (إحدى أخصب الأراضي الزراعية على مستوى العالم) فقد احتل بنو عامر والحباب هذا السهل الساحلي وهو سهل فسيح تتوسطه مدينة طوكر".
ويواصل د/ محمد عوض قائلاً وبلاد بني عامر كلها ينالها نصيب من الأمطار الشتوية التي تأتي من الرياح الشمالية إذ يصل معدل الأمطار من 138 - 88 ملم.
وعن أوطان بني عامر يقول نعوم شقير ما نصه: "قامت مملكة بني عامر في الصحراء الشرقية وهي واقعة بين البحرالأحمر وخور بركة شرقاً وغرباً ومرفأ عقيق وبلاد الحبشة (إريتريا).
وفي السودان يعتبر نهر بركة من الثروات المُهدرة وما أكثر ثروات بلادنا المهدرة، فإذا تم إنشاء سد على هذا النهر بإمكانه أن يوفر مياه الشرب العذبة و يحل مشكلة شح المياه في فصل الصيف في بادية العقيق ومدن طوكر و سواكن وبورتسودان، كذلك يُمكن إستغلال الأراضي الزراعية الخصبة التي تقع على مجرى هذا النهر، بل ومن الممكن إقامة سد لتوفير الطاقة الكهربائية إذا توفرت الإرادة لبناء الوطن.
المصادر والمراجع:
• إريتريا بين إحتلالين د/ ممتاز العارف، 1971، ص 34
• دراسة الوضع الطبيعي والكيان البشري والبناء الاقتصادي د/ محمد محمود الصياد ود/محمد عبد الغني، ص 46 -43
• السودان الشمالي د/ محمد عوض، 1951، ص 127 - 125
• تاريخ ملوك الفونح، نعوم شقير، ص 131