مصوع المدينة القديمة الأولى تعيش خارج التاريخ
بقلم الأستاذ: أحمد السيد عثمان - كاتب وبـاحث ارترى
مدينه مصوع القديمه هي الحضاره والتاريخ الاول والمعروفه بمحيطها وايضا في اوروبا
قبل ان تعرف باسم اريتريا باسمائها في الازمنه السابقه ولقد مرت هذه المدينه بمعاناه كثيره من مجيء المستعمر الاثيوبي وتدهور حالها وطمس هويتها وتم مضايقه اهلها واضعاف تجارتهم من اجل الاستحواذ واحلال وفرض غرباء عليها وقد سبق التحرير الجزئي لجزيره مصوع قبل التحرير الكامل للاراضي الارتيريه في اواخر السبعينيات من القرن الماضي وتم حصارها من قبل الثوار وظلت محاصره لمده عام استشهد كثير من ابنائها ومن عامه الارتريين وخاصه في معركه سلينا ملاّحه مصوع ثم بعد ذلك تم انسحاب الثوار منها لظروف عسكريه وبعد فتره من الزمن تقريبا حوالي 12 عاما تم تحرير مدينه مصوع عام 1990 ميلادي، وهي التحرير الكامل للاراضى الارتريه وهي بوابه التحرير و هي المعركه الكبرى معركه تاريخيه مصيريه اما ان نكون او لانكون لتحرير عام ارتريا وبكل فخر واعتزاز انتصرنا ولكن كان الثمن غالي من خيره شبابنا بدا في يوم 8 فبراير بقطع الطريق الذي يربط مدينه مصوع والعاصمه اسمره و بعد قتال مرير و شجاعه وبساله الثوار وصمودهم من اجل احقاق الحق وابطال الظلم والاستبداد والقهر لشعبهم بعد قتال شرس واستسلام وهزيمه الجيش الاثيوبي واستسلام القاعده البحريه في يوم 11 فبراير من نفس السنه وبعدها استمر القتال داخل مصوع مع الجيش الاثيوبي المتبقي كفلول وكان القتال في كل مكان وفي كل بيت وشارع وازقة حتى تم تصفيه وتطهير المدينه من الجيش المستعمر.
هذه المدينه قد دفعت الثمن غالياً من تدمير ونهب وتهجير اهلها مقابل تحرير تلك المدينه التاريخيه هذه المدينه الهادئه التي علمتنا كيف يكون الصمود والتضحيه ابان التحرير وكان لديها مادي مشوق يحمل لمحات مضيئه في كثير من المجالات منها التجاره والرياده والثقافه والتراث والتقاليد.
وبعد التحرير الكل منا يتوقع ان يعود كل شيء فيهامثل عهدها ومجدها الاول و تكون احسن واجمل من ذلك وتعمر من اضرار الحرب و تحافظ على التراث المعماري القديم وعوده الناس واهلها ولكن كما قلت سابقا لا ندري ماذا يخبئ لهاالزمن وبعد التحرير بدات مظاهر الحياه تعود لها والحركه التجاريه وحركه الميناء والبواخر وكان الناس والاهالي شغلهم الشاغل هو العوده واصلاح منازلهم والاستقرار في ربوع مدينتهم ولكن لم تستمر هذه الفرحه والحلم لمدينتهم و سرعان ما تغير الوضع فيها و بدأ التفكير في كيفية عدم عوده الاهالي وتعطيل وشل الحركه ونقل كل شيء منها و كيف يتم تغيير موصوع واول ما نفذ فيها هو هدم وتدمير العمائر التي تطل على البحر وهي من مدخل مصوع وهي من باب 10 الى مدخل راس مدر وهذه كانت اول خطوة ومكافئه لها هذه الواجهه التي تطل على البحر و مساحتها كبيره ثم نزعها من ملاكها واخراج اهلها و تم مصادرتها وهدمها بدون اي حق وبعدها بدأ كشف المستور وسحب البساط منها تدريجيا وتم نقل المواصلات والاسواق وتوقف كل شيء فيها و تم النقل الى عداقه و لا يوجد اي شيء من مقومات الحياه فيها واصبحت كماً من الخراب والدمار وتم منع الإصلاح او الترميم فيها.
هذه المدينه من اوائل المدن التي يستخدم اهلها السيارات الصغيره و كانت كذلك محطه يقصدها كثير من ابناء الدول المجاوره من الهند للمعيشه و مزاوله التجاره فيها فلماذا اصبح حالها متردي بدون اي شيء يذكر وكانها لم تكن مدينه مصوع وقبل ان تسمى مصوع هي باضع والتي لها مكانه خاصه عند اهالي مصوع وعامه المسلمين وعامه الارتريين ومحبين هذه الارض هي التي استقبلت اعظم واطهر البشريه من صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تشرفت وصولهم اليها لماذا همشت وتركت هذه المدينه.
هي بلاد الطراز الاسلامي في العهد الاموي فهذه هي البلد الجميله والمشهوره بكثره مساجدها ومعالمها القديمه والتاريخيه ومزاراتها واضرحتهاها مثل مسجد الصحابه ومسجد حمال الانصاري واسمه الحقيقي عمر بن الصديق الانصاري و مقام الشيخ درويش والشيخ عبد القادر الجيلاني وجزيره و مسجد الشيخ سعيد العمودي لانها كانت في محيطها مطرزه بالطراز الاسلامي وسميت بذلك في السابق هذه المدينه مصوع هي لؤلؤه البحر الاحمر والمشهوره تجاريا في عهدها الاول بخيراتها البحريه وشواطئها الجميله وجذورها المتناثره هنا وهناك والخلابه وبحرها هذه البلده السياحيه الجميله.
كيف لم تكن لؤلؤه البحر الاحمر كما ذكر الرئيس الارتري في احد مقالاته وتصريحاته بذلك و نتساءل لماذا لم يتم اعاده النظر في هذه المدينه التاريخيه.
هذه المدينه عندما كانت في السابق السنابيك والمراكب الشراعيه التي يمتلكها مختلف الغواصين من الجهينه من شمال السعوديه ومن الكويت والبحرين يتجهون الى مدينه مصوع لبيع ما لديهم من اللؤلؤ لتجارها كونها مركزا تجاريا بالاضافه الى ما سبق فقد كان يصل الى مصوع تجار من الهند والخليج واوروبا لشراء اللؤلؤ لجودة العاليه فهكذا كانت مصوع واين هي الان.
هذه المدينه هي العاصمه الاولى السياسيه والتجاريه و هي ايضا مفوضيه مصوع قبل اسمره.
مصوع ومينائها كانت تعتبر مركزا تجاريا هاما في البحر الاحمر وشهرته التجاريه وعلاقه تجارها مع الدول وسمعتهم الطيبه كان شعبها المضياف والمحبوب بين الشعوب و لا عجب انها اذ تتبوأ مركزا تجاريا هاماً بين دول المنطقه ابان تلك الفتره قبل افول نجمعها في عهد الاستعمار الاثيوبي
هذه المدينه القديمه والتاريخيه والجميله بتراثها المعماري القديم ومن الزمن القديم من عهد الدوله العثمانيه تركيا والعهد المصري وايطاليا ومن قبل ذلك وبعد عمائر ها على شكل الطراز الروماني القديم هذه المدينه العريقه بتاريخها ومعالمها الحضاريه القديمه و بيوتها الجميله التراثيه و رواشينها التي تتميز بجمالها المعماري والمشربيات التي تعرف في المحليه الكشك كانت تزين بها واجهات العمائر وكذلك عمل غطاء لسقف الحجرات عليها نقوش بديعه يعرف بالبلفون بالاضافه الى انواع مختلفه من الابواب والمنازل والشبابيك المميزه والفريده لماذا تترك ولم تسجل في منظمه التراث العالمي لليونسكو ولم يكن لها نصيب في هذه الفتره الطويله هل هو لاحداث التغيير الديموغرافي بمصوع ولكن تم بمدينه اسمره الحديثه التي انشئت في عهد ايطاليا وتم تسجيلها واعلانها في يونسكو وتركت مصوع بوابه الحضاره والتاريخ والتراث والتحرير وهل هذا من العداله الإنسانيه السماويه؟
ولماذا لم تستحق هذه المدينه مصوع بطرازها المعماري الاسلامي والاوروبي هذه المدينه التحفه المعماريه وسرايتها من التراث القديم لها انا حيث ان مدينه مصوع حاليا يعرف ان حالها يرثى له حيث ان اهلها تحملو الكثير و قدموا الكثير و دمرت منازلهم بقصف صاروخي ومدفعي والذي كتب لاهلها الخروج من ديارهم من جحيم المستعمر الاثيوبي هل الطامعون الذين يخططون للاستيلاء عليها وطمس هويتها وثوابتها الحضاريه والتاريخيه واللغويه الذي ناضل من اجلها الشعب واهمله عمل على تكريس سياسة الابعاد والاقصاء والتهميش اهل المصلحه في مناطقهم من المشاركه الفعاله وتفعيل النظريه الاحاديه واخيرا لتكمله ما تبقى من المعالم ولقد تم مصادره المشهد المنير والمضيئ المعهد الدين الاسلامي بمصوع وغيبت دراسه التربيه الاسلاميه واللغه العربيه وهكذا تحولت الحاله المضيئه الى حاله مظلمه ومززعه ان هذه المدينه الصغيره العريقه بتاريخها ومعالمها الحضاريه المميزه لكي يعاد بنائها وترميمها وتنشأ مثل الاول وافضل وتبقى كمدينه سياحيه قديمه بتراثها القديم ونحافظ عليها بدل الهدم و التدمير.
بامكاننا ان نعمل مدن كثيره سياحيه على حسب متطلبات الزمن الحالي من المعمار الحديث لأن لدينا اكبر شاطئ.
ان مدينه مصوع مدينه عريقه بتاريخها وعميقه في جذورها و تاريخها الحافل كانت مصوع عامره بالقرون التي مضت بعائلاتها ولها وجود راسخ ومؤثر و كانت في السابق مزدحمه وتعج بالناس والحركه وفي كل يوم ياتي اليها الناس من ضواحيها وتشاهد من الصباح الباكر حركه كثيفه من المواصلات داخل الجزيره في الميناء من العمال والموظفين في الدوائر الحكوميه و في الاسواق التجاريه وكانت حول ساحه محطه الباصات الاساسيه ومقاهي مزدحمه بالناس وفي اواخر النهار و انتهاء العمل يرجع الكل الى داره وسكنه، يا روعه وياجمال مصوع باهلها وعاداتها وتراثها الجميل العريق مصوع هل هي ضحية الحرب والتحرير ولماذا تستهدف وتترك مصوع الجزيره الام ٣٢ عاما.
مصوع في حاله احتضار فانقذوا مدينتكم التراثيه وليس هنالك اشد ظلما وعدوانا من ان يضطهد الانسان من بنى وطنه وارضه التي ضحى من اجل تحريرها من مخالب الاستعمار الاثيوبي وقد تقدم الكثير والكثير وان يعيش مهانا مكبلا بقوانين ما اتى الله بها من سلطان ولا يقبلها العقل وحقوق الانسان و علينا مسؤوليات تجاه المدينه التاريخيه بقصد الحفاظ على الحقوق وهنا نترك الحكم للقارئ الكريم ان يقرا ويتقصي الحقائق وان يحكم بنفسه ما آل اليه الحال والوضع المرير الذي تعيشه مدينه مصوع فلا بد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر و ياتي يوما تفك مصوع اغلال الظلم عليها ويعود الحق لاهله وما ذلك على الله بعزيز مرفق لكم فيديو عباره عن زياره سائح امريكي يتحدث فيه عن هذه المدينه مصوع.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.