سبعون عاماً على انشاء مدارس حرقيقو الشهيرة - الجزء الثاني والأخير
بقلم الأستاذ: حسين محمد باقر - كاتب وبـاحث
فرقة الكشافة:
استطيع القول بأن المستوى الذي وصلت إليه فرقة الكشافة في مدرسة حرقيقو من التدريب والدراسة
والمهارة الفائقة بين افرادها وفي معرفة القواعد الارشادية وفي كيفية ارسال واستلام الرسائل عن طريق الاشارات الضوئية أو تحريك العلم أو بطريقة التلغراف وتحويلها إلى كلمات وجمل وتسمى هذه الطريقة (السيمافور Semaphor) وكان كل من حسن محمد باقر ومحمد عبدالله نائب أبرز من يجيدا هذه الطريقة. كما أن فرقة الكشافة كانت تتميز في الانضباط والتفاني والتضحية ومساعدة وخدمة الناس في كل الازمات.
ويمكن القول بأن فرقة الكشافة كانت ترقى إلى مستوى الحركات الكشفية العالمية حيث تم تدريب اعضاء الفرقة على يد مدرسين اكفاء يحملون شهادات عالمية في الانشطة الكشفية أمثال الأستاذ علي والاستاذ محمد الخير وكلاهما من حملة الشهادة العالمية في النشاط الكشفي.
كما أن الاستاذ إبراهيم جابر ادريس الذي تدرب تحت اشرافهما قد استفاد كثير من خبراتهما وكان يقود الفرقة بعد مغادرة لمدرسون السودانيين اما عن مهام الفرقة من الناحية العملية وفوائدها والادوار التي لعبتها صالح المجتمع يمكن القول بانها لعبت دورا مهما في مواجهة السيول والحرائق التي كانت تتعرض لها المدينة من حين لآخر.
كما كانت تقوم بمساعدة الفقراء والمساكين في المساهمة على بناء منازلهم المتواضعة وتأمين بعض الأثاثات البسيطة لهم. ومن أهم الادوار التي قامت بها فرقة الكشافة مساعدة المرضى من خلال توفير بعض الأدوية الضرورية لهم وكان ذلك من صندوق الكشاف الخاص حيث كانت تدير الفرقة نشاطاً تجارياً متواضعاً يتمثل في إدارة بعض المحلات الصغيرة.
كما كانت تقوم بتشجيع ومساعدة أطفال الفقراء والمستجدين أو الوافدين وترغيبيهم في الذهاب إلى المدرسة وتوفير بعض الملابس البسيطة لهم من خلال التبرعات التي كانت تقوم بها الفرقة على مستوى الاهالي ومن شخصيات معروفة، امثال المرحوم الشيخ/ محمد علي بدهو. وقد تجاوز نشاط الفرقة الادوار المعتادة وشاركت في حل المشاكل الاجتماعية التي كانت تطرأ بين الاسر والافراد والتي كانت تتسبب في احداث شرخ في مجتمعنا فساهمت الفرقة في ايجاد الحلول لتلك المشاكل وكان ذلك بتنسيق وتفاهم مع أبناء المدينة ومع نائبها.
الفرقة الموسيقية بقسميها الهارمونيكا Harmonica والناي أو المزمار Flut. Pipe
من أهم الادوار أو المهام التي كانت تقوم بها الفرقة الموسيقية كانت تتلخص في ضبط ايقاعات أو المسيرات أو العروض المدرسية بالتناغم مع قرع الطبول حيث كانت فرقة الكشافة تتصدر ذلك المشهد أو تلك العروض ومن خلفها طوابير الطلاب التي كانت تمت لمسافات طويلة بالإضافة إلى ذلك فان للفرق الموسيقية كانت لها ادوار حيث كانت تعزف الحان شجية تطرب المشاهد اثناء الاحتفالات كما كانت تعزف وصلات موسيقية (Couply) بين كل فقرة واخرى أو بين فواصل التمثيليات التي كان يقوم الطلاب بعرضها في المسرح المدرسي بكل براعة واتقان وان تمثيلية (المروءة والوفاء) الشهيرة والتي حذيت بإعجاب واستحسان كل من شاهدها وهذا خير دليل على ما وصلت اليه مدارس حرقيقو في مجال التمثيل والمسرح. وقد عرضت المسرحية آخر مرة في مدينة مصوع - طوالوت في دار سينما اريتيريا وشرف الحضور في تلك الامسية الشيخ صالح أحمد كيكيا وكان سعيدا ومنتشيا بما كان يقدمه الطلاب في تلك الامسية.
ومن ابرز المبدعين في عزف آلة الهارمونيك كان محمد علي أحمد دافله وحسين محمد موسى سعدو اما في آلة الناي أو المزمار فكان عمر ادريس طيواي ومحمد عبدالله عمر سعد دميري.
الحفلات الرسمية التي كانت تقيمها المدرسة سنويا - من أهم تلك الحفلات كانت حفلة نهاية العام الدراسي أو يوم الآباء:
استعدادا للحفل الكبير وقبل شهر تقريبا من تاريخ الحفل كانت تجري استعدادات في كل المستويات، سواء كانت في تدريبات وتمارين الرياضيين أو فيما يخص تجارب في اداء الممثلين وفي اتقان ادوارهم بروفات (Brovat) أو في كتابة الخطب والكلمات التي تلقى عادة في مثل هذه المناسبات أو في تجهيز المسرح المدرسي وإقامة المنصة لكبار الضيوف وتزينها والتأكد من سلامة وجاهزية الميكرفونات والتوصيلات الكهربائية والاضاءة وكذلك التثبت والتأكد من اداء طابور العرض المدرسي الذي كانت تتصدره فرقة الكشافة والفرق الموسيقية. ففي فترة الاعداد تتحول المدرسة بكاملها كخلية نحل الكل فيها يتحرك بجد واجتهاد.
وفي صبيحة الاحتفال تنحر الإبل ويذبح البقر الخرفان ويبدأ الطهاة المهرة في اعداد وتجهيز الطعام ليكفي اعداد هائلة من اهالي المدينة ومن الزوار.
عند الساعة الثالثة قبل العصر يقوم العمال بترتيب المقاعد وتتحرك طوابير الطلاب الصغار للاستصطاف في الاماكن المحددة لهم. وعند الساعة الرابعة عصرا تتدفق اعداد كبيرة من الاهالي إلى مكان الحفل ليحجز كل منهم مقعد في انتظار بدء مراسم الحفل.
وعند الساعة الخامسة عصرا تتدفق افواج ضيوف الخارج حيث تنتقل الدولة الاريتيرية الفيدرالية بكامل مؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية إلى مدينة حرقيقو تلبية للدعوة الكريمة من الشيخ صالح أحمد كيكيا. في مقدمة مسئولي الدولة كان رئيس الحكومة الإرتيرية الفيدرالية وطاقهم الرئاسي ورئيس البرلمان الإرتيري (الجمعية التشريعية) Assembly وكل اعضاء البرلمان الإريتري وكل الوزراء ورئيس بلدية اسمرة ورئيس جهاز الامن ورجال الأعمال والتجار ورجال الدين واعيان البلد.
كل هذه الجهات والاقسام ولأجهزة المختلفة تذهب إلى مدينة حرقيقو للمشاركة في الحفل الكبير الذي كان يقيمه الشيخ صالح كيكيا يضاف إلى تلك الاعداد كل المسئولين في مدينة مصوع بدءً من محافظ اقليم البحر الأحمر سمهر ورئيس بلدية مصوع ورئيس امنها ومدير الجمارك ورئيس القاعدة البحرية ورجال الدين ورجال الأعمال والاعيان في مدينة مصوع وكل أهالي مدينة مصنوع وضواحيها.
في ذلك اليوم تتزين مدينة حرقيقو مثل العروس في يوم زفافها، حيث يقوم الشباب بنصب اقواس النصر من سعف النخيل في مداخل المدينة على طول الطريق من اول مدخل المدينة شمالاً حتى المدخل الرئيسي للمدرسة حيث يفرش بساط احمر بطول ستون مترا تقريباً ممتد من بداية البوابة حتى المنصة التي تم تركيبها وتزينها لاستقبال كبار الضيوف يتوسطهم الشيخ صالح أحمد كيكيا حسب توجيهات مسئول المراسيم المشرف على شؤون الحفل من الناحية البروتوكولية.
هنا يبدأ مراسم الحفل بكلمة قصيرة من مقدم برنامج الحفل يفتتحها بالترحيب بالضيوف ثم يقرأ فقرات الحفل ويرحب بمدير المدرسة ليقلي كلمته والتي عادة ما تضمن أهم انجازات المدارس وما تحقق خلال العام المدرسي المنصرم في مختلف الصعد. ويختم كلمته بالشكر والثناء بالضيوف على تشريفهم الحفل. ثم يبدأ طابور العرض المدرسي تتقدمه فرقة الكشافة وفرقتي الموسيقى لترسم تشكيلات تعكس مدى ما وصلت اليه من الإتقان بالتناغم مع عزف الطبول والعزف الموسيقي الرائع وكان المشهد يوحي باننا نشاهد جيشا نظاميا في طابور العرض.
بعد ذلك تسحب ستارة المسرح ليشاهد الحضور تمثيلية هادفة عادة ما تعالج قضايا اجتماعية واسرية وتتوالي العروض والفقرات ثم يأتي دور الرياضة التي كانت تبهر الحضور لما كان يؤديه الرياضيون من عروض رائعة حيث انفردت مدرسة حرقيقو وتفوقت على كل المدارس وهذا بشهادة الجميع. حيث كانت هناك اكثر من عشرة ألعاب تمارس في المدرسة ويأتي في مقدمته الجمباز بمختلف اقسامه. اما الالعاب الاخرى فهي الملاكمة والقفز العالي والقفز لطويل والمشي على الحبل والمشي على السلالم وركوب الدرجات مع إجراء بعض الحركات البهلوانية اثناء تشغيل العجلات.
ثم يبدأ عرض المشغولات اليدوية من أعمال مدرسة البنات ورسومات ولوحات فنية التي كانت تباع تلك المعروضات على الحضور ليكون ريعها لدعم صندوق الكشافة واخيرا يأتي دور توزيع الشهادات للطلبة المتوفقين الأوائل الثلاثة من كل فصل حيث يتشرف الطلاب باستلام شهاداتهم مع هديه قيمة من يد الشيخ صالح أحمد كيكيا أو مدير المدرسة مع اهتمام بالغ من المؤسس. وكان لي شرف أن تسلمت شهاداتي في معظم الفترات التي قضيتها في المدرسة من يد الشيخ صالح أحمد كيكيا ومن بعده الشيخ ادريس كيكيا. ولم اذكر ذلك للتباهي ولكن أتى ذكرها في سياق الموضوع. اما باقي الطلبة فيتم توزيع الشهادات لهم في اليوم التالي للحفل كل في فصله.
وبعد صلاة المغرب مباشرة يبدأ مراسم الحفل الشعبي.
البعثات التعليمية إلى اثيوبيا والتحولات التي حدثت فيما بعد:
لم يتوقف طموح الشيخ صالح أحمد كيكيا تجاه ابناءه الطلاب فيما يخص برفع مستوى تحصيلهم التعليمي عند حدود المراحل الدراسية التي كانت متاحة في مدارس حرقيقو آنذاك. بل تجاوز طموحه ذلك بكثير عندما فكر في ابتعاث الطلبة المتفوقين إلى اثيوبيا لمواصلة تحصيلهم التعليمي والمعرفي.
وبحكم مكانة الشيخ صالح كيكيا وقدرة تأثيره لقد وافق المسئولون الاثيوبيين على قبول الطلاب القادمين من مدرسة حرقيقو في صفوف احدى المدارس هناك. وعلى هذا الاساس تمكنت مدرسة حرقيقو من ابتعاث مجموعتين في فترتين زمنيتين مختلفتين بفارق سنتين تقريبا بين كل بعثة واخرى.
وخلال تواجد الطلاب هناك لم ينقطع تواصل الشيخ صالح كيكيا بأبنائه الطلاب حيث كان قد حدد يوما في الأسبوع يلتقي فيه مع الطلبة ليستمع منهم على ملاحظاتهم ويقدم لهم بعض النصائح القيمة.
هذا التلاحم بين الوالد وأبنائه الطلبة شجعهم لمزيد من العطاء والاهتمام بدروسهم وتفوقهم في الاقسام المختلفة التي اتجهوا اليها. اما بالنسبة للأستاذ محمد علي صالح حجي زبير لقد تم ابتعاثه إلى اسمرا وذلك تقديرا لظروفه الخاصة حيث التحق بمدرسة (كمبون العالمية) باسمرا التي تعتبر من ارقى من المدارس في اريتيريا ولا يستطيع أي طالب أن يلتحق بهذه المدرسة ما لم يكن من أبناء الأثرياء والأكابر.
ومع تنامي الحس الوطني وتزايد مشاعر الكراهية تجاه اثيوبيا لقد تغير اتجاه البوصلة فيما يتعلق بابتعاث الطلاب إلى الخارج واصبح يميل نحو الدول العربية وبصفة خاصة مصر.
فعلي الرغم من أن الشيخ صالح أحمد كيكيا كان على علم بما يفكر فيه الطلاب وما يخطط له موجههم الاستاذ عثمان صالح سبي إلا أنه حرص على أن لا يكون في الصورة وذلك لاعتبارات كثيرة قد لا يعيها الكثيرون.
وهكذا لقد هاجرت اعدادا كبيرة من الطلاب إلى القاهرة وبعد قيام الثورة الإرتيرية انخرط الطلاب في العمل الثوري ومنهم من انخرط في العمل العسكري واصبح من قيادات الثورة ومنهم من تفرغ في المجال السياسي الخارجي ومنهم من واصال تحصيله التعليمي وتخرج من مختلف الكليات والجامعات كما أن المدرسة اصبحت الحاضنة والممول الرئيسي للثورة الإرتيرية بالكوادر المؤهلة وخاصة بعد عبور المقاتلين إلى منطقة البحر الأحمر. وهذا ما يؤكد بأن مدينة حرقيقو لعبت دورا مميزا في الثورة الاريتيرية لا ينكره إلا جاحد.
الاتجاه يميل نحو تعيين مدرسيين من أبناء المدينة أي محليين:
لقد مضت عشرة اعوام على افتتاح مدارس حرقيقو وتعيين مدرسين سودانيين كما ذكرنا آنفاً فأخذ الاتجاه يميل نحو تعيين مدرسيين وطنيين على أن يتم ذلك وفق برنامج مدروس وعلى مراحل حتى يسبب خلل أو ارتباك لو تم ذلك بشكل سريع وارتجالي.
لم يكن الهدف من تلك الخطوة مجرد الرغبة في تخفيض ميزانية الانفاق على تعيين المدرسيين ولكن كان الهدف من ذلك خلق أو ايجاد كوادر وطنية مقتدرة في المجال التربوي والتعليمي. علما بأن رواتب المدرسيين المحليين لم تكن أقل اكثيرا من رواتب المدرسيين السودانيين المستقدمين من الخارج. هذا مما ينفي الاعتقاد الذي كان سائداً لدى البعض لان الهدف من استبدال المدرسيين بمدرسيين محليين كان من اجل تقليص الميزانية، مع العلم بأن تقليص الميزانية ما لم يضر بالمصلحة العامة ليس عيبا بقدر ما هو حرص على اموال الناس.
ووفقا للخطة المطروحة لقد بدا الشروع في تعيين ثلاثة مدرسين من المبتعثين إلى اثيوبيا مما اكملوا دراستهم وتخرجوا وهم الاستاذ عثمان صالح سبي والاستاذ محمد عبدالقادر الشيخ حامد والاستاذ محمد حسن كيكيا، وللتاريخ والأمانة اقول بأن هؤلاء الثلاثة رجال من افضل المدرسيين الذين قابلتهم في حياتي من جميع النواحي. وان هذه المشاعر قد يبادلني فيها كثيرين من الطلبة الذين تلقوا تعليميهم على ايديهم وحتى الذين لم يدرسوهم ايضا. وهكذا توالت عملية تعيين المدرسيين المحليين ونجحت التجربة بكل المقاييس.
الاحتفال بذكرى ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم:
تحدثنا عن الاحتفال الكبير الذي كانت مدرسة حرقيقو تقيمه بمناسبة انتهاء العام الدراسي أي يوم الاباء. واليوم سوف نتحدث بشكل موجز عن مشاركة مدرسة حرقيقو في هذا الاحتفال الذي كان يقام في قلب مدينة مصوع حاضرة اقليم سمهر. حيث كانت المدرسة تشارك في ذلك الاحتفال بفعالية كبيرة سواء كان في تجهيز الكلمات التي تلقى في الحفل أو الاناشيد التي ينشدها الطلاب في الحفل امام الجمهور كما كانت تشارك مدراس اخرى إلا أن مدرستنا كانت دائماً تسجل تفوقاً ملحوظاً على كل المدارس وفي كل المستويات.
في يوم الاحتفال يحضر الطلاب إلى المدرسة في الساعة الثانية والنصف ظهراً حسب التعليمات التي تصدر اليهم من هيئة التدريس ثم تتحرك الحافلات في الساعة الثالثة لتصل هناك حوالي الثالثة والنصف تقريباً. تتوقف الحافلات في حي (طوالت الراقي) امام مبنى بلدية مصوع وينزل الطلاب هناك ويجري تنظيمهم وترتيبهم حسب الخطة الموضوعة والتي تدربوا عليها في المدرسة قبل يومين من موعد الاحتفال.
اما الانتقال إلى مكان الحفل كان سيرا على الاقدام بشكل منظم في طابور كان يتم ترتيبه كالاتي:
فرقة الكشافة بكامل هيئتها: البدلة العسكرية والمنديل حول العنق والصافرة المربوطة بحبل حريري والمعلقة على الكتف ثم توضع في داخل جيب الجاكيت الايسر والخنجر مثبت في الجهة اليسرى والحبل الملفوف بانتظام على الجهة اليمنى والقبعة الدائرية الشكل مثبتة بحبل تحت الذقن والشراب الطويل حتى الركبة والعكاز الطويل ثم علامة الكشافة المعروفة بـ (تندرفوت) تلصق فوق الجيب.
اما فرق الموسيقى فكانت تتصدر الطابور ومن خلفهم الصفوق الطويلة التي كانت تمتد لمسافة 100 متر تقريباً. امام ذلك الطابور الطويل يقف قائد فرقة الكشافة (طويل القامة عريض المنكبين) وفي يده اليمنى سيف صنع من الخشب ومطلي بمادة الالمونيوم أو الزنك ليبدو وكأنه سيف معدني أو سيف حقيقي. يتحرك الطابور بإشارة من القائد الذي كان يقف امام الطابور بمسافة 3 أو 4 امتار.
عندما يبدأ الطابور في التحرك تقرع الطبول (طبلتين كبار على جانبي الصفوف) وتعزف الموسيقى انغاما تنسجم مع حركة الطابور ويُسمع قرع الطبول في كل ارجاء مدينة مصوع. عندها تخرج الجماهير والاسر والأطفال واصحاب المحلات والعوائل من النوافذ ومن اسطح المنازل والشرفات ليشاهدوا العرض الجميل والكل يتساءل من هم هؤلاء الناس ومن أين أتوا؟
وبعضهم يرافق الطابور أو يراقب الموكب حتى مكان الحدث ونستطيع القول بأن معظم سكان مدينة مصوع لم يكونوا يعلموا بالحفل إلا من خلال مشاهدتهم بالعروض الجميلة لمدرسة حرقيقو التي قسمت مدينة مصوع نصفين بدءاً من طوالوت عبر جسر (سقالة قطان) مرورا بباب عشرة ثم السوق العربي على طريق رأس مدر وعلى يسار الطريق مكان الحفل بعد مرور عشرين دقيقة من السير يصل أول الطابور إلى مكان الحفل ويدخل إلى ساحة الاحتفال وهناك يقف الطلاب في الاماكن المخصصة لهم. ثم يبدأ مراسم الاحتفال وتتوالي الخطب والاناشيد حسب البرنامج المعد من لجنة تنظيم الحفل. نذكر هنا بعض اعضاء لجنة مصوع وهم الاستاذ سليم حسن كردي والاستاذ عبدالله دمبر رحمه الله والاستاذ محمد عبدالله عدولاي رحمه الله.
في عام 1959-1960م كان تعيين الاستاذ علي محمد سعيد برحتو مدرساً بمدرسة حرقيقو وشارك مع المدرسة في الاحتفال الكبير. وهناك طلب الاستاذ علي برحتو من لجنة تنظيم الحفل بأن يسمح له بإلقاء كلمة علما بأن اسمه لم يكن قد ادرج في قائمة مقدم البرنامج من قبل حسب ما كان متبعاً. إلا أن اللجنة سمحت للأخ علي برحتو بأن يلقي كلمته تقديراً لكونه كان ضيفاً وعاد إلى الوطن بعد غياب استمر فترة طويلة.
وعندما حان دوره تقدم الاستاذ/ علي برحتو وصعد إلى المنصة ثم بدأ حديثه مرتجلاً بالتحية للجماهير وتساءل الجميع عن شخصية المتحدث حيث لفت انظار الجميع بطلعته وهيئته المعروفة وتمكنه من اللغة العربية وقدرته على التحدث وهو المحامي البارع وخاصة عندما اسهب في الحديث ملتفتا يمينا ويسارا. عن الموضوع الذي تناوله الاستاذ علي برحتو فكان حول الدولة الإسلامية وكيف تأسست في المدينة المنورة وكيف توسعت رغم الظروف الصعبة التي واجهت الرسول صلى الله عليه وسلم وانتشرت الرسالة في كل من آسيا شرقاً وشمال افريقيا حتى وصلت إلى أوربا وتأسست دولة الاندلس هناك ثم كيف تطورت الحضارة الإسلامية في علوم الطب والهندسة والفلك والزراعة وغيرها. واخيرا كيف اندحرت واندثرت دولة الاندلس هناك. وعزى الاستاذ برحتو ذلك الاندثار إلى اختلافات المسلمين وتناحرهم.
في اثناء حديث الاستاذ علي برحتو سأل أحد المسئولين من الحضور الشيخ صالح بولاي حيث كان جالسا بجواره (من هذا المتحدث) وكان الشخص السائل رئيس جهاز الامن الرائد/ هبتماريان وهو كان معروفا لدى كل أبناء مصوع. فرد عليه الشيخ صالح بأن المتحدث مدرس في مدارس حرقيقو تخرج حديثنا من القاهرة. فقال الرائد/ هبتماريان: اليوم جئتم بجمال عبدالناصر بلحمهم وشحمهم انتم لا أهل حرقيقو لا تتطاقوا قالها باللغة التجرنيه.
وفاة الشيخ صالح أحمد كيكيا:
إن وفاة الشيخ صالح كيكيا كانت صدمة على أهالي مدينة حرقيقو بصفة عامة وعلى الطلاب بصفة خاصة كما أن الشعب الإرتيري كله فُجع بالحدث الأليم حيث حرص على أن يشارك في وداع الزعيم واتجه صوب مدينة حرقيقو مسقط رأس الفقيد حيث ضاقت بهم ساحات المدينة بما رحبت مما اضطر بعضهم إلى ترك سياراتهم داخل احواش الاهالي وفي الازقة والطرقات بعيداً عن منزل الفقيد. هذا فضلا عن ما احدثته وفاة الفقيد على مستوى الحكومة الاريتيرية وكذلك الدولة الاثيوبية وذلك لما شهدناه من المشاركة الكبيرة من كل اركان السلطة الاريتيرية الفيدرالية وكل القطاعات العامة والخاصة. حيث اطلقت قوة من الأمن الاريتيري 21 طلقة تكريما لجثمان الفقيد عند انزاله في القبر كما وصلت طائرة خاصة من اديس ابابا وعلى متنها نجل الملك هايلي سيلاسي وكبار مرافقيه للمشاركة في تشييع جنازة الزعيم الراحل.
في ذلك اليوم خرجت جموع المودعين من الاهالي حتى النساء والأطفال والكل كان منتحبا وباكيا وحزينا يندب حظه. كما شاهدت هناك جموع من الشيوخ متضرعة إلى الله راجين له المغفرة والرحمة وان يجعل مأواه الجنة.
في تلك اللحظات العصيبة اقترح الشيخ عثمان أحمد كيكيا (شقيق الفقيد) بأن تحمل فرقة الكشافة نعش الفقيد. اما السبب وراء هذا الاقتراح لقد كان الشيخ عثمان يخشى أن يحدث ازدحام وربكة من خلال تدافع الجموع والتصارع في حمل النعش سواء كان من الاهالي أو من الضيوف. وبناء على هذا الاقتراح لم يقترب أحد من النعش باستثناء فرقة الكشافة.
وفي منتصف الطريق إلى المقبرة وقف الحشد لأداء صلاة الجنازة على جثمان الفقيد وبعد الانتهاء من الصلاة تقدم الاستاذ عثمان صالح سبي واقترب من النعش ثم القى كلمة مؤثرة بكي الجميع عند اسماع تلك الكلمة التي تناول فيها عن انجازات الفقيد وخططه التي كان ينوي تنفيذها. ترجمت تلك الكلمة إلى اللغة الأمهرية وألقاها الاستاذ/ عبدالرحمن سعيد.
بعد انتهاء فترة العزاء التي استمرت أسبوعا كاملا نعاه الشاعر السوداني الاستاذ مكاوي بقصيدة مؤثرة تحت عنوان دمعة على الفقيد.
كيف لا ابكيكا بالدمع السخين يا فقيد كان خير الراحلين
المتغيرات التي حدثت بعد وفاة الشيخ صالح أحمد كيكيا
لقد تغير أو تبدل كل شيء في المدرسة بشكل تدريجي وتقلصت الانشطة في كل المستويات وانحصرت في اطار الرسميات والضرورات. واستطيع القول بأن دور الرياضة التي كانت قد سجلت مستويات متقدمة قد اختفى بشكل شبه كلي كما أن فرقة الكشافة اصبح وجودها رمزياً ثم اختفت بصورة نهائية بعد فترة قصيرة من الزمن. كما أن الهدايا القيمة التي كانت تمنح للطلاب كحوافز تشجيعية توقفت أيضا وحتى فريق كرة القدم لم يكن له وجود بسبب عدم توفر المتطلبات الضرورية لتاسيسه وتكوينه.
فعندما لمست رغبة شديدة لدى ابناؤنا واخواننا الطلاب بضرورة احياء بعض الانشطة الرياضية قررنا أن نجتمع في يوم الجمعة الاجازة الاسبوعية في منزلي لتدارس الكيفية التي سنتوصل من خلالها على احياء بعض الانشطة الرياضية.
اتفقنا في الاجتماع المذكور على أن نبدأ اولا بتكوين فريق كرة القدم ونترك الانشطة الاخرى لبعض الوقت أو إلى حين تتهيأ الظروف. واقترحت في الاجتماع على أن يذهب ثلاثة طلاب ليقابلوا الشيخ ادريس كيكيا حيث كان متواجداً في المدرسة في ذلك اليوم.
واخترنا ثلاثة اشخاص لست متأكدا من اسمائهم واعتقد بأن الثلاثة هم:-
واعتقد بأن الثلاثة كانوا حسن سيد علي وحسن محمد طيواي وعثمان سيد عمر أما ابوبكر بشير فرفض الذهاب بشدة ثم ذهبوا الثلاثة إلى المدرسة حيث قابلوا الشيخ ادريس هناك واخبروه عن رغبتهم ومطالبهم فيما يخص بتكوين الفريق فرد عليهم الشيخ ادريس: بانه سوف يكلف أحد المدرسين وهو الاستاذ عبدالرحمن إلا أن الاستاذ عبدالرحمن مع الاسف احضر لنا احذية وملابس من الصنف الرديء لم تصمد طويلاً مما اضطرنا لشراء احذية وملابس جديدة بمجهودات ذاتية.
ونظراً لان الاشياء كنا قد اشتريناها بالآجل أو بالدين الأمر الذي سبب لي شخصياً بعض المتاعب والاحراجات والأخ حسن سيد علي اكثر من كان يعرف هذه الحقيقة ولكن بالصبر تجاوزنا تلك المشاكل ثم مع مرور الوقت اصبحت الامور أفضل مما كانت عليه عند البدايات. على العموم انني ذكرت هذا الموقف لأوضح للقارئ عن مدى الإصرار والحماس الذي كان يتميز به الشباب وفي استطاعة الإنسان من تذليل كل الصعاب اذا ما اراد ذلك وتحقيق الهدف.
ورغم شح بل انعدام الامكانيات لقد تمكنا من تكوين فريق كرة قدم على مستوى عالي من التدريب والاداء والانضباط وهذا ما انعكس في نتائجه الايجابية.
تمكنا من الاشتراك في الدوري العام الذي كان يقام أو تجري احداثه في مدينة مصوع (عداقة) وبالرغم من قصر الفترة التي قضاها فريقنا في التدريب عند بدء الدوري إلا أن الفريق اثبت جدارته واصبح أحد فرسان الدوري العام وهذا بشهادة الجميع علما بأن معظم اللعيبة في الفرق الاخرى التي كانت تلعب ضدنا كانوا محترفين ويتقاضون رواتب كبيرة.
ولكن بعزيمة الشباب كنا نستطيع من الفوز عليهم وبصفة خاصة في مرحلة الاياب (returno) لان الفريق في مرحلة الذهاب أي في الدور الأول (Andata) لم يكن قد اجرى التدريبات الكافية كما ذكرنا آنفاً ولم تكن قد اكملت لياقته قبل بدء الدوري. لذا فإن الفرق التي تفوقت علينا في الدور الأول تمكنا من الفوز عليها في الدور الثاني ومما يسعدني ويجعلني اشعر بفخر واعتزاز فإنني وخلال الفترة الزمنية التي قضيتها بمهنة التدريس كانت علاقتي باخواني وابنائي الطلاب علاقة صداقة وزمالة واحترام متبادل.
فإن تواجدي بينهم كلاعب وكإداري وايضا أن خروجي معهم في الرحلات وتقاسم الادوار والمهام مثلهم دون أي تمييز وتبادل النكات والمزاح معهم كل هذا لم يقلل ولم يؤثر من مكانتي في الفصل كمدرس. بل العكس من ذلك زاد من احترامهم ومحبتهم لي ونشأت بيننا علاقات خاصة لا فيها تكلف ولا تصنع هي علاقة المشاعر والاحاسيس المشتركة والدليل على ذلك أنهم كانوا يأتون إلى منزلي دون مواعيد مسبقة ولم تكن بيننا رسميات وفي كثير من الاحيان فإن الفريق كان ينتقل من الملعب إلى منزلي بعد التدريب لكي نتوضأ ونصلي هناك ثم نناقش حول امور الفريق وما يجب عمله.
وعندما كنت في مرحلة الاعداد أو التجهيز لزواجي كانوا اعضاء الفريق متواجدين بجانبي والبعض منهم كان يساهم في اضافة بعض اللمسات الجمالية ووضع الزخارف في الغرف لتظهر اكثر جمالاً ورونقاً. وبصفة خاصة الأخ ابو بكر صالح بشير رحمه الله الذي بذل جهداً كبيرا في هذه المسألة.
وفي ليلة فرحي (زواجي) تلقيت من اعضاء الفريق هدية قيمة في رمزيتها وكانت عبارة عن كأس غالية اعتبرها من الهدايا التي اعتز بها. وبالرغم من ظروف الغربة والمتغيرات التي قد تحدث في فكر الإنسان وتوجهاته الا أن المشاعر الطيبة الجياشة تجاه بعضنا البعض ما زالت قوية ومتأصلة وهنا نذكر بعض اسماء الفريق مع الاعتذار ممن لم اتذكر اسمه:-
• حسن سيد علي سيد حسن،
• حسين محمد علي دافلة،
• ابوبكر صالح بشير رحمه الله،
• حسن محمد طواي،
• عثمان سيد عمر،
• علي أحمد عمريت،
• عمر داقسي رحمه الله،
• أحمد إبراهيم بادوري رحمه الله،
• موسى خيرو رحمه الله،
• علي عمر سعد دميري رحمه الله،
• عمر ادريس ياريبو،
• رمضان سيد عبده،
• ادريسو.
كما لا ننسى دور المرحوم أحمد إبراهيم بادوري حيث تحمل مسئولية حفظ الملابس وغسلها وكيها في منزله ثم احضارها في مواعيد المباراة الرسمية كما أن الأخ حسن صالح نائب وزملائه الذين كانوا يقومون بحملة التبرعات من بعض افراد الاهالي وان المبالغ التي كانوا يجمعونها كانت تمثل دعامة اساسية لتغطية متطلبات الفريق الضرورية. اما الأخ علي ادريس قمحط (عليو) فكان دوره عظيما حيث قام بتدريب الفريق دون مقابل.
المعمل العلمي أو التعليمي:
عندما كنت ابحث عن بعض الكتب في مستودع المدرسة سقط نظري على سجل تشريفات قديم وتصفحت بعض صفحاته وجدت فيها بعض العبارات وتواقيع لشخصيات مختلفة وتوقفت امام عبارة كتبها نائب مدير مدرسة الجالية العربية الذي كان قد زار مدرس حرقيقو مع طلابه في فترة سابقة. يقول الاستاذ في ملحوظته: بين كل ما لفت نظري في هذه المدرسة فان اكثر ما استوقفني هو المعمل الذي شاهدته لم اكن اتوقع بأن في هذه البلدة النائية سأجد معمل بهذا المستوى وهذا الحجم والجودة واستطيع القول بأن في معظم مدارس اسمرا لا يوجد فيها معامل بهذا المستوى. رحمه الله صالح أحمد كيكيا وهنيئاً لأهالي حرقيقو. انتهي.
لقد علمت من بعض المصادر بأن تكلفة المعمل تجاوزت مائة الف دولار وهذا الرقم بمقياس فترة الخمسيات من القرن الماضي يعتبر رقما فلكيا قد يصعب على الدولة سداده لشراء معمل بهذا المستوى فما بالك إذا كان من يتحمل هذا المبلغ شخصا واحداً؟؟؟
مدرسة البنات:
على الرغم من أن مدرسة البنات تأسست بعد مدرسة البنين فارق زمني، إلا أنها خطت خطوات سريعة واختصرت مراحل كثيرة بالقدر الذي لم يكن في الحسبان وذلك راجع للرغبة الجامعة التي أبدتها الطالبات في مختلف صفوف المدرسة.
كما أن المدرسات كنّ على درجة كبيرة من الاحساس بالمسئولية حيث بذلن جهدا مقدرا في رفع مستوى المدرسة بدرجة بأن مستوى الطالبات في نتائج الامتحانات كان يتفوق على نتائج الطلاب الذكور على الرغم من المنهج الدراسي كان موحدا وان اعداد الاختبارات كان يتم تجهيزه في مدرسة البنين باعتبار أن هيئة التدريس كانت موحدة كما أن عملية التصحيح كانت تراقب من الادارة العامة.
اما مقررات الدراسة كما ذكرنا سابقا كانت موحدة وأن الكتب كانت تصرف من المستودع العام عن طريق مدير مدرسة البنين. كما هو معلوم بأن المدرستين أي القسمين كانا منفصلين كل منهما كان له مدخله المستقل. وفي عام 1967م وعندما شعرت الادارة بأن مباني مدرسة البنات لم تعد كافية لاستيعاب الطالبات مما استدعى إلى نقل ثلاثة فصول (الأول والثاني والثالث) وهنا ولأول مرة تتم فيهما عملية الخلط بين البنين والبنات في هذه المرحلة.
في بداية الأمر كان الطلاب يشعرون بقدر من الرهبة أو الخجل ولكن بعد فترة قصيرة كنا نلاحظ بأن الطالبات كن يتعاملن مع الطلاب دون أي حرج وكأنهم اشقاء يلعبون في منزلهم.
بجانب الدراسة النظامية فإن لمدرسة البنات كانت لهن انشطة متعددة مثل الأعمال اليدوية - الحياكة - التطريز - الرسم - تصاميم اللوحات الزينية - التدبير المنزلي ولقد اظهرن في هذا المجال براعة منقطعة النظير حيث بيعت بعض اعمالهن بمبالغ كبيرة وحازت على اعجاب الجميع كما اهدت المدرسة بعض من اعمالهن لكبار الضيوف وكان ذلك حسب تعليمات رئيس المدرسة.
القسم الداخلي:
بما أن الطلاب كانوا يأتون من مناطق نائية وبصفة خاصة اخواننا العفريين الذين وفدوا من منطقة دنكاليا كانوا يواجهون بعض الصعاب في مسالة السكن فقد امر الشيخ صالح كيكيا بفتح قسم داخلي (في الركن الجنوبي) من فناء المجمع حيث تم تجهيزه بكل المستلزمات الضرورية والمرافق من مطعم وكفتيريا ومغسلة ومحلات وغيره. وكان ذلك مقابل مبلغ رمزي، أما السكن ومستلزماته من ماء وكهرباء وغيره فكان مجاناً دون أي مقابل.
وهنا نذكر بعض اسماء اخواننا العفريين الذين كانوا في القسم الداخلي وتخرجوا من المدرسة ثم واصلوا تحصيلهم العلمي لمراحل متقدمة وهم:-
• هاشم جمال الدين الذي عمل في منظمة العلوم والثقافة والتعليم (احدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة)،
• موسى ياسين حمودة الذي التحق بالقاعدة البحرية الإثيوبية،
• محمد ياسين حمودة الذي تخرج من الكلية العسكرية مشاة،
• حبيب عدونة الذي اصبح سفيرا لدولة جيبوتي في المملكة العربية السعودية والآن متقاعد يعيش في اثيوبيا،
• طاهر طه وقد تفرغ للمجال التجاري،
• عثمان رشيد الذي كان نائب مدير شركة جلتلي هانك بمصوع.
الموهوبين من الرعيل الأول:
عبر سبعون عاما مضت هناك اجيال من الطلبة تعاقبت على مدارس حرقيقو. من بين تلك الاجيال كان من الرعيل الأول طلاب موهوبين ومن ابرزهم:-
• الزعيم الراحل والمثقف والسياسي المحنك الاستاذ/ عثمان صالح سبي،
• القيادي والحقوقي والمحامي والمثقف الاستاذ/ على محمد سعيد برحتو،
• الاسطورة الاستاذ/ محمد علي صالح حجي زبير،
• الموهوب والنابغة الاستاذ/ أحمد سيد علي سيد أحمد،
• الاكاديمي المعروف الاستاذ/ محمد عبدالقادر شيخ حامد،
• كما أن العبقري والمترجم والمثقف الاستاذ/ محمد عثمان حسن حبيب رغم أنه درس في مدرسة (كمبوني) في السودان إلا أنه يعتبر من الرعيل الأول.
وبما أن حرقيقو دائما ولادة ولا تبخل علينا بالمزيد من المواهب حيث ظهرت في الأجيال التي تلت الرعيل الأول مجموعة من الموهوبين نذكر منهم:-
• الدكتور نافع محمد طيواي،
• شاعر الثورة الاستاذ أحمد سيد محمد سعد،
• الاستاذ أحمد طاهر بادوري،
• الدكتور ابو بكر ابراهيم بشناق،
• الاستاذ عبده علي حبيب،
• الدكتور ادريس إبراهيم عباق.