مشكلتنا في ارتريا دور الثقافة في الخلاف - الجزء الثاني
بقلم الأستاذ: إبراهيم عمر - كاتب ارتري
متي بداءت الفتنة في ارتريا (سياسة فرق تسد)؟؟
في بلادنا ارتريا لا تعتبر هذه الفتنة (سياسة فرق تسد) وليدة الصدفة، اما بدايتها فكانت مع نهاية الحرب العالمية الثانية وهي نفس فترة وجود الإحتلال البريطاني. فبالرغم من محدودية الفترة التي حكم فيها المحتل ارتريا والتي امتدت من ١٩٤١ الي ١٩٥٢م لم يسلم منها المجتمع الإرتري وظلت نارها مشتعلة الي يومنا هذا وتعتبر من اشد السياسات فتكا بمجتمعنا وسبب مباشر في إضعافه وتفتيته الي كيانات متصارعة تاركة المجال للعصابة الحاكمة في اسمرا تفعل مايحلوا لها.
ومن خلال مراجعتنا لتاريخ تلك المرحلة فمن السهل جدا ملاحظة ان تلك المرحلة تعتبر من اكثر المراحل تعقيدا في تاريخ البلاد وبسببها كان مستقبل ارتريا في مهب الريح حتي كادت ان تؤدي الي مسحها من الخارطة نهائيا والي الأبد، ولكن بفضل الله ثم بفضل جهود الأحرار من ابناء شعبنا الذين بذلوا الغالي والنفيس ليتمكنوا في الاخير من الحفاظ علي كيان الدولة بحدودها المعروفة حاليا.
اما الاحداث التي اندلعت في تلك الفترة فقد خلفت ورائها اضرار بالغة مازالت اثارها ماثلة في حياتنا الي يومنا هذا و لها تاثير قوي حتي اصبحت اكبر عائق بين مختلف المكونات الارترية في سبيل تحقيق وحدة الصف والكلمة. و منذ تلك الفترة والي لحظة كتابة هذه السطور لقد اخفقنا في تجاوز خلافاتنا بسبب تلك الأحداث رغم الجهود والمحاولات المستمرة والتي نتمني ان نتجاوزها يوما ما. فمن يسير علي الدرب مصيره الوصول ولو بعد حين.
ففي هذه الفترة الوجيزة استخدم المحتل سياسته المعروفة لضرب النسيج الإرتري في مقتل موجها سهامه نحو مراكز قوة المجتمع فقام بأستهداف "القبيلة" لانها كانت تمثل ثقل المجتمع في تلك الفترة باعتبارها الكيان الذي يربط ابناء ارتريا وتوحد كلمتهم وتخلق التوازن المطلوب بين مختلف المكونات الإرترية.
فعمل علي تمزيق القبائل التي تعتبر النواة الحقيقية للمجتمع ليتحول هذا الكيان القوي الي كيانات صغيرة متصارعة لا وزن لها مما ادي الي تفرق كلمتهم. اما سبب نجاح سياسة المحتل يعود الي ظهور حركة التحرر ضد الشماقلي (الأسياد) والتي قادتها القبائل الناطقة بلغة التقرايت وعرفت في التاريخ بثورة التقري وسرعان ما انتشرت وسط المجتمع المتلاحم كالنار في الهشيم ومع نهاية الحركة التحررية ضد الشماقلي (الأسياد) انتهي الامر بتحول هذه القبائل التي كانت تواجه عدوها قوية ومتماسكة الي كيانات متصارعة فيما بينها. وفي الحلقة القادمة بأذن الله سيكون التركيز علي الطريقة التي استهدف بها المحتل القبيلة والاثار التي خلفها الصراع في تلك المرحلة.
والسؤال هو لماذا سعت بريطانيا الي تفكيك قوة المجتمع الإرتري ولمصلحة من برغم الوعود بان مصير ارتريا والصومال سيتحدد في مؤتمر السلام بباريس بعد ان الت مقاليد الحكم في كل من ارتريا والصومال من الاحتلال الايطالي الي البريطاني بعد الانتصار في الحرب العالمية الثانية. مالسر الخفي الذي يدفع المحتل الي اشعال فتنة في وسطه مجتمع أوشك ان ينال استقلاله وسيحكم دولته بنفسه ؟؟ فبالتزامن مع هذه الوعود شهدت الساحة الارترية تقلبات سياسية ونزاعات طائفية غير مسبوقة في التاريخ القديم والحديث. وللإجابة علي هذا السؤال نورد نص الكاتبة الانجليزية ميشيل رونج في كتابها عن ارتريا "I did not do it for you" وتقول:
"وبعد نهاية الحرب أرسل الرئيس الأمريكي روزفلت طائرة خاصة للإمبراطور الإثيوبي هيلي سيلاسي في العام ١٩٤٥م والتقاه علي ظهر باخرة حربية في ميناء السويس المصري في طريق عودته من اجتماعه مع الرئيس السوفيتي ستالين ورئيس وزراء بريطانيا تشرشل في مالطا.. وفي لقاء روزفلت مع هيلي سيلاسي اتفق معه علي وضع ارتريا تحت سيطرة اثيوبيا وتكون قاعدة راديو ماريانو * تحت تصرف الولايات المتحدة التي خرجت من الحرب العالمية الثانية كقوة دولية عظمي.. وقد تم توقيع اتفاقية بذلك في أديس أبابا في عام ١٩٥٠م... والعهدة في هذه المعلومات للكاتبة ميشيل رونغ في كتابها المعنون "I didn’t do it for you". هذا النص مقتبس من ملخص كتاب الدكتور عند برهان.
هذه القصة وردت ايضا في كتاب لن نفترق للمؤرخ الم سقد ص ١٦٣-١٦٤ولكن بصيغة اخري ولم يرد فيها ان إتفق الطرفان علي وضع ارتريا تحت سيطرة اثيوبيا بل العكس يذكر الكاتب ان الرئيس روزفلت تجنب الالتزام بأي وعود، ولكن هذا اللقاء كان بمثابة البداية الامريكية للإهتمام بمنطقة القرن الأفريقي والذي ادي لاحقا الي إنشاء قاعدة (كانيو ستيشن / راديو ماريانو) في اسمرا وبموجب هذا الاتفاق دعمت امريكا مشروع ضم ارتريا الي اثيوبيا الذي نفذ برغم رفض الشعب الارتري الذي كان يطالب بالإستقلال التام..
ولإنجاح هذا الاتفاق الذي بموجبه ستحصل امريكا علي قاعدة ماريانو ستيشن وفي المقابل ستقوم بوضع ارتريا تحت الوصاية الاثيوبية تحت قانون الحكم الفيدرالي، كان لابد من تهيئة الأوضاع لإكساب المشروع صبغة شرعية حتي تتمكن امريكا و بريطانيا واثيوبيا من اقناع المجتمع الدولي لتمرير المشروع الخفي وضم ارتريا الي اثيوبيا. لذلك اول عمل قام به المحتل هو شق الصف المسلم لمعرفتهم بصعوة المهمة وبالذات اذا كانوا متحدين...
فمن الصعب تنفيذ المخطط وضم دولة اغلب سكانها من المسلمين وتفوقها تقدما وازدهارا في شتي المجالات الي دولة يحكمها امبراطور بنظام حكم اقطاعي كهنوتي ويضطهد مسلمي بلاده. وفيما يتعلق بهذا الموضوع نورد نص رسالة السفير البريطاني هاو الي وزير الخارجية انتوني ايدن بتاريخ ٣١ مارس ١٩٤٣ "هل يمكننا تبرير تسليم ارتريا لملك ملوك اثيوبيا، علي الرغم من ارتريا اكثر تطورا من اثيوبيا في المجال السياسي وعلي الرغم من ان اثيوبيا عاجزة عن إدارة حتي الأراضي الخاضعة لسيادتها ؟." (١)
ولتمرير المشروع كان لا بد من إستهداف وحدة المسلمين والطريق الوحيد الي تحقيق ذلك يكون عن طريق استهداف مراكز القوة، والمقصود بمراكز القوة في المجتمع هو "الجزء الرئيسي أو الأساسي الذي تتجمع حوله الأجزاء الأخرى و من خلاله يحافظ المجتمع علي وحدة كيانه قوي، متماسك في حالة السلم والحرب"، ومركز قوة المجتمع الإرتري في تلك الفترة كانت تتمثل في القبيلة التي هي نواة المجتمع والحاضنة الثقافية.
لماذا استهدف المحتل البريطاني القبيلة في بالتحديد ؟
يتميز المجتمع الإرتري بالتنوع الثقافي والعرقي والديني متمثلا في ديانتين هما الاسلام والمسيحية يعيشون في مساحة صغيرة. هذه الرقعة الصغيرة تنتشر فيها عدة قوميات تتحدث تسعة لغات علي طول البلاد وعرضها ومع ذلك لم تكن يوما حاجزا بين السكان في مختلف مناحي الحياة كالتواصل الإجتماعي والتجارة والمصاهرة. وبرغم هذا التنوع اعتاد الشعب الإرتري علي العيش بسلام ووئام واحترام جنبا الي جنب في رقعة صغيرة من الارض لكنها غنية بالتنوع العرقي والثقافي. هذه الرقعة الضيقة ربما كانت السبب في جعل التقارب والتسامح والتعايش السلمي والانسجام بين المكونات ممكنا فامتزج العرق السامي بالحامي مكونا طيف لمجتمع ينشد السلام والمحبة ويحترم الأعراف والمواثيق. "أجواء الوئام والتعاضد والاحترام وحسن الجوار هذه كان يحرص علي بقائها حتي ذلك البعض من ابناء الشعب الارتري الذي لا يشترك في الأصول العرقية والروابط التي تجمع بين غالبية الشعب الإرتري".(٢)
لذلك لم يكن هناك اي شكل من اشكال الصراع من اجل الوجود والتسلط كالذي نشهده هذه الايام من قبل المسيحين من سكان المرتفعات من قومية (التجرنية) بدافع السيطرة من اجل الانفراد بالحكم واستغلال الموارد وفرض الهيمنة علي بقية القوميات.اما بعض الخلافات التي كانت تندلع هنا وهناك بسبب الصراع علي الأرض او الماء والكلاء والسيادة احيانا، لم تكن بتلك الخطورة التي تهدد أمن المجتمع وكان يتم احتوائها باللجوء الي الصلح الذي اشتهرت به القبائل الإرترية مثلا (القلد) بين القبائل الناطقة بلغة التقرايت ويسمي دنكل بين القبائل الناطقة بلغة التقرنية. واغلب القبائل الناطقة باللغات الاخري لها اعراف مشابه فيما يتعلق بالصلح.
ففي فترة تقرير المصير وهي الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية دخلت ارتريا في مرحلة جديدة، مرحلة شهدت ولادة الحراك السياسي، ولأول مرة بداءت تتشكل الأحزاب السياسية و التي لم يكن يسمح بها في عهد الاحتلال الإيطالي في الفترة مابين ١٨٩٨-١٩٤١. فسادت روح الديمقراطية بعد فترة طويلة من القمع والاضطهاد تحت نار الاحتلال ونظام الشماقلي الذي يمكن وصفه بأنه مزيج بين النظام الإقطاعي والعبودية. هذه الفترة نشبت فيها خلافات طغت علي كل الاحداث الجارية في تلك الفترة وشملت كل مناحي الحياة وهددت أمن واستقرار المجتمع مخلفة اثار جثيمة احدثت شرخا عميق بين المكونات الإرترية. هذه الظاهرة تعتبر حديثة العهد بالنسبة للمجتمع الارتري ويعود سببها الي (ثقافة المجتمع) والتي تعتبر إحدى الاسباب الأساسية للمشكلات التي كانت تؤرق المجتمع فى تلك المرحلة المرحلة الانتقالية.
اما سبب الشرخ الذي حدث وخروج الموضوع عن السيطرة والفوضي التي خلفتها يعود اولا للتدخلات الخارجية، ثانيا لعدم تعامل نخب (قادة) المجتمع الإرتري مع المشكلة بطريقة صحيحة من حيث استغلال روابط الدم والمصاهرة والأصول اللصيقة التي كان يغطيها او يخفيها غشاء التعدد القبلي او اللغوي للمجتمع الإرتري" (٣) . وثالثا عدم مراعاة التوقيت المناسب والذى سنتناوله بشئ من التفصيل في الأسطر القادمة. فوقوع ارتريا تحت الإحتلال ثلاث مرات متتالية ابتداء من ايطاليا وبريطانيا ثم اثيوبيا لم يكن من باب الصدفة بل نتيجة لتدهور المجتمع في المقام الاول وغياب الارضية المشتركة. وفي هذا يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي...."إن الإستعمار ليس مجرد عارض بل هو نتيجة حتمية للإنحطاط".
فالعمل في بيئة تتعدد فيها الاعراق والاديان ليس بهذه السهولة ويتطلب قراءة الخارطة الإجتماعية والثقافية قراءة دقيقة، فالسياسة هي فن التسوية بين الطبقات المكونة للمجتمع وخلق قواسم مشتركة في بيئية متنوعة تتعدد فيها الافكار والأعراق واللغات والاديان حتي يتمكن الناس من الوصول الي تفاهم مشترك يمكنهم من العيش جنبا الي جنب في سلام وامان. يقول المؤرخ الم سقد "وإنطلاقا من ذلك يصعب القول بأن الشعب الارتري وقادته كانوا يمتلكون ارضية او فهما مشتركا حيال هذا الامر..."(٤). هذه العوامل مجتمعة استوعبها المحتل بعد ان قام بدراسة ميدانية استهدفت مكونات المجتمع فأختار التوقيت المناسب لضرب المجتمع في مقتل مما مكنه من بسط سيطرته على المجتمع فى فترة وجيزة وباقل خسائر".
لان فهم ثقافة المجتمع يعتبر سلاح ذو حدين يمكن إستخدامها فى توحيد مكونات المجتمع او تمزيقه، وهذا ما قام به الاحتلال الإنجليزي وكان له ما اراد، فعمل علي تمزيق الوحدة و الترابط الذي كان قائما. ففي مثل هذه الأحوال يجب ان ننظر الي المشكلة من عدة جوانب مع مراعاة (التوقيت) اضف الي ذلك الاحداث من حولنا والتي قد تكون لها صلة بالموضوع، وما نعتقده مهما لنا فى وقت معين قد يكون خطرا علينا وضار بالمجتمع ككل يقول المفكر العراقي الدكتور علي الوردي "مشكلة هذه الحياة أنك لا تستطيع أن تجد فيها شيئًا ينفع من غير ضرر او يضر من غير نفع في كل حين". اما وضع البلاد في الجانب الأمني فكانت تمر بحالة من الفوضي والغليان الغير مسبوقة، فكانت هناك حالة من الفوضي والإنفلات الأمني في كل شبر من ارتريا بسبب الفراغ الأمني الذي خلفته الحرب بعد هزيمة الطليان في الحرب العالمية الثانية.
انتهز البريطانيين هذه الاجواء والخلافات والتي عرفت في التاريخ (بثورة التقري) الاتباع علي النظام الاقطاعي السائد (الاسياد / الشماقلي)، فقاموا بدعم هذه الثورة بغرض تفتيت المجتمع الإرتري المسلم رغم التظاهر بالمساهمة في إيجاد حل للمشكلة فانتهزو الفرصة لإدخال البلاد في حالة فوضي لتمرير مشروع تقسيم ارتريا او ضمها لإثيوبيا "فقام البريطانيين امثال المسؤول والباحث ترافيسكى بدراسة مفصلة ودقيقة للتركيبة السكانية والتوزيع الجغرافي وتقاليد قبائل التقري وعاداتهم".وكما سنري لاحقا كان الهدف من هذه الدراسة هو تفكيك قوة الشماقلي وتشتيت سلطاتهم التي كانت متينة انذاك ونقل هذه السلطات الي زعماء صغار القبائل"(٥).
ويضيف الم سقد..."ولكن تطبيق هذا الشكل الجديد من التنظيم اصبح ضارا في المستقبل بوحدة الشعب الارتري وبنضالهه التحررى. فبدلا من أن يعكس مخطط نقل او تقسيم السلطة طبيعة ذلك الصراع ويقضي علي السلطة الاقطاعية من جذورها، فان ماحدث هو تفكيك التماسك الذي كان قائما وتوزيع السلطات علي زعماء القبائل. وقد كان هذا التقسيم للسلطات مشجعا علي تشتيت هذه القبائل التي كانت في السابق تواجه اعدائها موحدوة، فاصبحت بذلك غارقة في شؤونها الداخلية او تسعي للتنافس مع القبائل الصغيرة الأخرى"(٦).
"ويكمل..وقد غطي علي خطورة هذه المشاريع تعطش التقري وتلهفهم؛ للتخلص من هيمنة زعامات بيت اسقدي ونتاب البني عامر وعد شيخ وعد شوم ..الخ". "ولم يعد بالإمكان تمييز مكامن الخطر فى المشروع. وقام ابراهيم سلطان نفسه كما ذكرنا بدور كبير في التدقيق فى اصول القبائل وانسابها وحدودها الجغرافية. ومع هذا لم يبعدهم ابراهيم سلطان عن النضال السياسي الوطني الذي كان يتأجج، وربط بين نضاله في الحركة الوطنية بأعتباره احد مؤسسي جمعية حب الوطن، ونضال التقرى ضد الشماقلي، واصبح حلقة الوصل بين هذين الشكلين من النضال.. انتهي"(٧).
والخلافات التي نشبت بين زعماء القبائل امثال كنتيباي ودقلل من جه وبين زعماء الرابطة الاسلامية خير دليل علي ذلك وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير. أما مسالة عجز الزعماء أو القادة من احتواء و تدبير الخلاف من اجل خلق بيئة تحوي الكل وقيادة دفة السفينة الى برا الأمان تعد ظاهرة متكررة فى مختلف المراحل النضالية وهذا ماحصل فى فترة الرابطة الاسلامية وبعدها في فترة الكفاح المسلح بقيادة جبهة التحرير والى يومنا هذا مازالت الأحزاب تتعامل مع هذا الواقع بجهل تااام "والسياسة هي فن التسوية بين الطبقات المكونة للمجتمع" وليس ساحة للتناحر وتصفية حسابات واداة إقصاء تحت ذريعة تباين الافكار أو الايدلوجيات او المناطقية او القبلية. يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي "أي إخفاق يسجله مجتمع في إحدى محاولاته إنما هو التعبير الصادق عن درجة أزمته الثقافية". فالخلافات الداخلية بوابة الإحتلال الي اي مجتمع ونختم بمقولة اخري لمالك بالنبي "اخرجو المستعمر من انفسكم يخرج من ارضكم".
نواصل بإذن المولى... في الجزء القادم
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر:
١. لن نفترق / الم سقد تسفاي ص٧٣–٧٤
٢. كتاب لن نفترق / الم سقد / نشؤ الحركة السياسية في ارتريا (١٩٤١–١٩٥٠) ترجمة سعيد عبد الحي (المشروع القومي للترجمة) القاهرة ص ٥٩
٣. نفس المصدر السابق ص ٥٨
٤. نفس المصدر السابق ص ٥٩
٥. نفس المصدر السابق ص ١٣١
٦. نفس المصدر السابق ص ١٣١
٧. نفس المصدر السابق ص ١٣١
الهوامش:
الشماقلي: مصطلحي شائع في ارتريا ويطلق علي الأسياد الذين كانت لهم سلطة شبيه بسلطة الإقطاعين في العصر الوسطي. وينتشر في مناطق المنخفضات الغربية (اقليم القاش وبركة) واقليم الساحل (نقفة وافعبت) والهضبة الوسطي (كرن وضواحيها).
التقري: وأحيانا تكتب بحرف الجيم (التجري) وهو اسم يطلق علي الافراد او القبائل الناطقة بلغة التجرايت وهي احدي اللغات المشتقة من اللغة الجئزية (السبئية).. وهناك رأي اخر يقول انها ليست مشتقة من الجئزية بل العكس نسبة للإختلاف في تركيبة الكلمات وهذا تفسير لغوي.
قاعدة (راديو ماريانو / كانيو ستيشن) هي قاعدة عسكرية في مدينة اسمرا عاصمة ارتريا انشاها المحتل الايطالي كقاعدة تابعة للبحرية الايطالية بغرض الاستخدام اللاسلكي.. وفى عام ١٩٤٣ يناير ٢٦ قررت وزارة الحربية الامريكية اجراء دراسة لإقامة مركز اتصالات لاسلكي في اسمرا.. أتي سبعة خبراء امريكان وشرعوا في إجراء اختباراتهم وابحاثهم في معسكر (راديو ماريانو).. وفي مايو ١٩٤٣ اجري الخبراء الامريكان اولي تجاربهم حيث اتصلوا بواشنطن وقد سر الامريكان كثيرا بسبب وضوح الصوت واتساع موجة انتشاره وهذا يعود الي موقع اسمرا الي الشمال من خط الاستواء وارتفاعها عن سطح البحر بمقدار ٧٦٠٠ قدم (٢٣٤٠متر).. القصة كاملة تجدونها في كتاب الم سقد تسفاي ص ٨٤–٨٥