اغتيال المناضل علي سيد عبدالله جاء بتوجيهات مباشره من اسياس افورقي
ترجمة: مركز الخليج المصدر: عايقا فورم
ذكر موقع (عايقا فورم) الناطق باللغة التجرنية ان عملية اغتيال وزير الخارجية السابق علي سيد عبدالله
جاءت بتوجيهات مباشرة من الرئيس الإرتري اسياس افورقي.
وقال التقرير الذي نشر لأول مرة تفاصيل دقيقة لمراحل عملية التصفية التي قام بها احد عناصر الاستخبارات الخاص بحرس الرئيس أن علي سيد عبدالله بشخصيته القوية وشعبيته وسط المناضلين وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية وبصفته مسئول سابق لجهاز امن الثورة و وزير للداخلية بات مصدر إزعاج وقلق للرئيس اسياس افورقي مما جعله يقوم بتصفيته جسديا دون أي مرعاه لرفقة النضال.
و يسر مركز الخليج أن يقدم ترجمة للتقرير المنشور في موقع (عايقا فورم) والان الي حيثيات التقرير: مدخل مساء السبت الثامن والعشرين يوليو من عام ٢٠٠٥م وفي حي (وست إند) بضاحية اكسبو حيث شوهد الوزير السابق علي سيد عبدالله لأخر مرة وهو يسير مترجلا برفقة ٧ من زملائه ولم يعلم حينها ان ذالك اليوم هو اخر يوم في حياته ، إذ أعلن في صباح اليوم التالي نبأ وفاته بالسكتة القلبية ، ورغم الإشاعات التي راجت عن موته مقتولا بالسم إلا أن السلطات أكدت الرواية الرسمية وقُيدت القضية لكن خبر موته المفاجيء ظل يتنقل بين الناس ومعه الكثير من علامات الاستفهام بشأن واحدة من أكثر الميتات غموضاً في تاريخ الجبهة الشعبية.
وإيمانا منا بمسؤولية الكلمة وحق الشعب الإرتري في معرفة الحقيقية نضع بين يدي القراء هذا التقرير الذي يدحض صحة الرواية الرسمية ويؤكد أن الوزير مات مقتولا وبتوجيهات مباشرة من الرئيس الإرتري اسياس افورقي.
اربعة سنوات كانت تفصل بين ليلة اعتقال مجموعة الخمسة عشر وليلة اغتيال علي سيد عبدالله تلك كانت سنينه الأخيرة عاشها ينتظر أن يتم التخلص منه بين لحظة وأخرى، كل الشواهد كانت تؤكد له ذلك. بواعث كان علي سيد عبدالله شخصية بالغة القوة والتفرد اتفق أعداؤه ومؤيدوه على انه كان رجلاً شديد الذكاء ثقته بنفسه لا حد لها يحمل إيماناً عجيباً بفكرته ويسعى دائماً لاكتساب الأصدقاء ، استطاع أن يجعل لنفسه شعبيه بين المواطنين والمناضلين كان حديثه متواضعا معهم وأسلوبه بسيطاً ، له قدرة فذة على التأثير فيهم ، استطاع أن يجمع أعداد هائلة من المخلصين لشخصه وسط المناضلين وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية إبان عمله كمسئول الأمن الداخلي في الجبهة الشعبية ، كان يتفقد أحوال المقاتلين ويساهم في حل مشاكلهم ولم يشك علي سيد عبدالله لحظة واحدة في أن هذه الخصلة الإنسانية ستكون يوم من الأيام الباعث في قتله.
باعث أخر يدور حول منصبه فمنذ اعتقال هيلي ودتنسائي وزير الخارجية السابق في العام ٢٠٠١م تم تعيين علي سيد عبدالله خلفا له ، وبحكم عملة كوزير للخارجية كان عليه أجراء اللقاءات والحوارات مع الوزراء المناظرين والدبلوماسيين الذي كانوا يطرحون على مسمعه عدة تساؤلات مثل:
• لماذا الدستور في إرتريا معطل حتى ألان ؟
• لماذا لا يتم تقديم المعتقلين السياسيين للمحاكمة ؟
• لماذا لا تحاول الحكومة حلحلة مشاكلها مع دول الجوار سلميا ؟
• إلي متى ستكون الحكومة الإرترية مؤقتة !
• هناك مئات المعتقلين لا يعلم ذويهم حتى ألان عنهم أي شيء وقد طال انتظارهم !
• لماذا لا تنصتون للمعارضة وتستوضحو منها ماذا تريد ؟
• لماذا تجهزون جيشا يفوق مقدراتكم المادية الشحيحة ؟
• لماذا علاقتكم سيئة مع الدول الغربية ؟
• لم لا تنتهجون سياسة الاقتصاد الحر ؟
• لماذا تكبلون الحريات الدنية ...الخ ؟
كل هذه التساؤلات الملحة كانت تطرح علي السيد الوزير في أي لقاء يجمعه مع نظرائه وهو بدروه كان يطرحها غير مره علي الرئيس بكل شفافية ، سيما وان جلها تساؤلات مشروعة ، وكان الرئيس اسياس يرد (وفق ما ذكره علي سيد لبعض نظرائه) قائلا "لا اعلم لماذا كل من أصبح وزيرا للخارجية بات أسيرا لهذه الأفكار هيلي ود تنسائي أيضا كان مثلك أصم أذني بهذا الكلام" باعث أخر يتمحور حول المقاومة الشرسة التي تلاقها اسياس افورقي من علي سيد عبدالله عندما أراد الأول أن يعفيه من وزارة الخارجية وينصبه وزيرا للدفاع خلفا للجنرال سبحت افريم الذي كان من المقرر وفق البرمجة الوزارية الجديدة أن يكون وزيرا للحكومات المحلية ، إلا أن هذه البرمجة لاقت معارضة شديدة من قبل بعض الوزراء وعلى رأسهم علي سيد عبدالله الذي قال لافورقي "من أعطاك الحق في تنصيبي وزيرا للدفاع في الوقت الذي يوجد فيه وزير دفاع أكثر تأهيلا مني في تسيير الأمور العسكرية" وهذا ما حدا افورقي بالتنازل عن البرمجة الوزارية وخرج علي سيد عبدالله من هذا الموقف أكثر عمقا في صداقته مع سبحت افريم.
بسبب بكل هذه البواعث السالفة الذكر كان هناك مَن يصر أن علي سيد عبدالله لابد وان تحين ساعته ، وبتوجيهات مباشرة الرئيس اسياس افورقي تم اختيار احد قادة الاستخبارات الخاص بحرس الرئيس واسمه الحركي (إياسو) لمهمة تصفية شخص وزير الخارجية علي سيد عبدالله ، وبدا اياسو بالفعل في رصد دقيق لكل تحركات على سيد عبدالله ولاحظ من خلال رصده أن الوزير يتناول سجائر من نوع (روثمان) ومن هنا بدا التخطيط لعملية التصفية.
العد التنازلي مساء يوم ألجمعه الموافق ٢٠٠٥/٨/٢٦م التقى أياسو مع احد باعة السجائر المتجولين في حي (وست اند) ضاحية اكسبو حيث ابتاع منه سجائر من نوع (روثمان) وأخبره عن حاجته للسجائر يوميا وأمره أن يلتقي به غدا في نفس الزمان والمكان مساء السبت الموافق ٢٠٠٦/٨/٢٧م في نفس الزمان والمكان التقى اياسو مع بائع السجائر إلا انه لم يبتاع منه بل اخذ علبة روثمان ملئ واخرج منها سيجارتين وادخلها في جيبه ووضع مكانيهما سجارتين أخرجها من جيبه الأخر، وطلب من البائع عدم الابتعاد عن المكان وان يحتفظ بالعلبة وإعطائه إياها متى ما طلب منه ذلك.
الساعة الحادية عشر من مساء نفس اليوم يخرج علي سيد عبدالله مترجلا برفقة ٧ من زملاءه من منزل ودقيتئوم في حي (وست اند) بضاحية اكسبو حيث كان بمعية ضيوف قدموا من دولة الأمارات العربية لحضور حفل زفاف ، وكان من ضمن السبعة الذين كانوا برفقته وقت الحادثة الجنرال وجو ، جنرال مياكيل هناس قائد الفرق ٣٢ ، فسهاي قبرسلاسي مالك بار ايفيلو والمدعو (اياسو) كحرس شخصي لأحد الضيوف.
وهم في الطريق تظاهر اياسوا انه وجد بائع سجائر وذهب إلي ذات الشخص الذي كان قد اتفق معه مسبقا وهمس إليه طالبا تلك العلبة ، ثم اخرج من جيبه مبلغ ٥٠ نقفة وناولها البائع دون انتظار الباقي رغم أن ثمن العلبة ٢٥ نقفه وأمره بالابتعاد عن المكان ، اعطى اياسو العلبة كما هي للوزير على سيد عبدالله.
الساعة الثانية عشر من مساء نفس اليوم يستودع علي سيد عبدالله ضيوفه ويستقل سيارته الخاصة من حي (وست اند) بضاحية اكسبو الي منزلة ، كان المشهد في شارع وست اند مختلف بعض الشيء أعمدة الإنارة مطفأة هدوء غير معتاد في ذاك الشارع الحيوي ، في الساعة الثانية ظهرا من يوم الأحد الموافق ٢٠٠٥/٨/٢٨م يعلن نبأ وفاة علي سيد عبدالله ، وعلي الفور تطرح عدة تساؤلات يدور معظمها حول من أخر شخصية قابلها الفقيد ، أين قضى أخر ليلة ، وأكد من كان برفقتهالسبعة في تلك الأمسية انه كان بصحة جيدة وهذا ما حدا بهم للذهاب إلي المستشفى للاستفسار عن الحادثة إلا أنهم فوجئو بتقرير من الطبيب جنرال هيلي محصن يقول انه مات بسكتة قلبية دون السماح لهم برؤية التحاليل.
وعلى أساس هذا التقرير خرجت الرواية الرسمية والتي تقول وفقا لجريدة إرتريا الحديثة العدد ١٢٢ بتاريخ الاثنين ٢٠٠٥/٨/٢٩م استشهد المناضل على سيد عبدالله وزير الخارجية أمس الاحد إثر سكتة قلبية لم تمهله طويلا ، ونحن إذ ننعى الشهيد ننعى به أسرة الفقيد وجميع الشعب الإرتري.