الظروف الغامضة لاغتيال القائد ابراهيم عافة - الحلقة الأولى

بقلم الأستاذ: رئسوم كدانى  ترجمة: ادارة فرجت

مازالت هناك اسئلة تدور حول مناضلي الجبهة الشعبية الذين قتلو في ظروف غامضة.

جبل عقامت   إبراهيم عافة و أسياس أفورقي و مسفن حقوص

ومن هؤلاء من كان يحتل مواقع متقدمة وله الشهرة الكافية وسط الجيش والجماهير خلال فترة السبعينيات ومنتصف الثمانينات منهم:-

1. فسهاى تولدى،
2. ولدى انكئيل هيلى (ودي هيلى)،
3. اسياس تولدى (ودي فلانسا)،
4. فسهاى ولدى قبرئيل،
5. ابراهيم عافة.

البعض من الذين كتبوا حول هذه المواضيع يعتقدون ان الظروف التي أدت الى مقتل ابراهيم عافة غير واضحة (داويت دانئيل، 2001)، البعض الآخر يعتقد ان اسياس تخلص من رفيق دربه (وف ك، 2003م)، فمقتل ابراهيم عافة اصبح موضوع مدعاة للخلاف وحوله أكثر من رأى (بوول 2001م). كما ان هنالك بعض الناس الذين يرون ان اطلاق اسم ابراهيم عافة على معسكر ساوا للتدريب العسكري ما هي الا محاولة لطمس معالم الجريمة.

في عيد الشهداء هذا لهو من الضروري ان نحاول فك طلاسم اللغز والظروف التي أدت الى مقتل ابراهيم عافة والتي أعلن عنها في عام 1987م في مؤتمر الجبهة الشعبية الثاني. ان الغرض من هذا المقال هو القاء الضوء على هذا الحدث المؤسف من خلال طرح بعض المعلومات والاسئلة والخرائط الايضاحية، واترك الحكم الأخير حول الاسباب التي أدت الى مقتل ابراهيم عافة الى القارئ والجمهور، كما ان الكاتب يناشد كل اعضاء الجبهة الشعبية القدامى والذين يعيشون في المنفى الآن بأن يقوموا بعمل تحقيقات مماثلة عن اعضاء الجبهة الشعبية الذين قتلوا أو أختفوا في ظروف غامضة خلال فترة التحرير مما يساعد على تكوين فهم صحيح لتأريخنا النضالي.

خلفية:

التحق ابراهيم عافة بالثورة في عام 1967م من مدينة مصوع حيث كان مجندا بقوات البحرية الاثيوبية. في السنوات الأولى للكفاح المسلح بعث باراهيم عافة ومناضلين أخرين لتلقي دورة تدريبية في كوبا وبالتحديد في عام 1968م أى بعد سنة واحدة من التحاقه بالثورة وسنة واحدة من استشهاد المناضل الأممي المعروف (شى جيفارا)، بينما بعث باسياس وأخرون الى الصين خلال الفترة الثورة الثقافية الصينية عام 1967م لتلقي دورة مماثلة.

يعتبر ابراهيم عافة من مؤسسي الجبهة الشعبية وأحد القادة العسكريين البارزين الذين قادوا الجيش الشعبي الى النصر في معارك استراتيجية مهمة مثل معركة تحرير مدينة كرن في انتصار شبهه البعض بانتصار القائد الفيتنامي جياب في معركة دين بن فو. ليس هذا فحسب بل ان بصمات ابراهيم عافة العسكرية والانتصارات التي تم تحقيقها تحت قيادته وبتوجيهاته العسكرية خلال الفترة 7685م ليست قليلة فعلى سبيل المثال لا للحصر ”مشروع رازا، هجومات الجبهة الشعبية على قوات الاحتلال الاثيوبي بين عامى 77–78م الانسحاب الاستراتيجي، الدفاع عن مقاتلي الجبهة الشعبيةفي الساحل في الفترة ما بين 7883م، تحرير مدينة تسنى، تدمير قوات القطاع الشمالي ط وكا از” على السواحل الشمالية الشرقية في عام 1984م، كل هذه الانتصارات العسكرية تحققت بفضل قيادته الحكيمة.

حادثة عقامت:

في الفترة من 1979 حتى مقتله كان ابراهيم عافا معسكرا في ”أراق (انظر الخريطة 6 ب) بالقرب من جبل ”عقامت وهو جبل ذات أهمية استراتيجية في شمال شرق السالحل، اصبح تحت سيطرة الجبهة الشعبية بعد تدمير ”وكا از. حتى صيف عام 1985م يذكر بعض الناس بأن ابراهيم كان غير نشط في الفترة التي صاحبت تحرير مدينة ”بارنتو واعادة احتلالها من قبل الاثيوبيين خلال صيف 1985م، وبالتحديد تمت استعادة المدينة في أغسطس عام 1985م وذلك بعد وصول قوة داعمة للجيش الاثيزبي بـ 30 ألف جندي من أقليم أوغادين. قامت قوات الدعم هذه بثلاثة عشرةهجوما لاستعادة المدينة وتمكنت فعلا في الهجوم الثالث عشر من استعادتها وقطع قوات الجيش الشعبي عن خلفياتها وبعثرت كل قطاعاته في كل اتجاه، ونتيجة لهذه الهزيمة النكراء لقوات الجيش الشعبي والأسوأ في تأريخها، تم سحب كامل قوات الجبهة الشعبية من الجبهة الغربية عبر الأراضي السوادنية الى جبهة نقفة (النظر الخريطة الأولى).

بعد ايام قلائل من هذه الهزيمة النكراء وانساحاب قوات الجيش الشعبي من المنطقة الغربية قامت الجبهة الشعبية باصدار نداء (كتي) الى الجيش للذهاب الى جبهة نقفة وتقويتها ولبناء دفاعات قوية ومحكمة في المرتفعات الشمالية حتى وصول قوات مساعدة.

تذكر بعض المصادر انه قبل يوم واحد من مقتله طلب منه ”هيلى درع الذي كان يتواجد في نفس المنطقة (معسكر وينا، رسم 1) للذهاب الى ”انبربر وهو مكان تواجد السكرتير العام للجبهة الشعبية ونائبه، ربما لاجتماع اللجنة السياسية. بينما يذكر آخرون ان ابراهيم صدر اليه أمرا بالصعود الى قمة عقامت وفعل ما طلب منه، كان ذهابه بعد الساعة السادسة مساءا لا قبله، لأني قابلته في حوالى الساعة الرابعة مساء في قسم الجماهير (رسم توضيحي سي) وهو يشرب القهوة، وذلك في طريقي من قسم التوعية الجماهيرية (رسم بي) الى معسكر التدريب (رسم دي)، حيث كانت اقامت ابراهيم الدائمة في هذا المعسكر اى هيئة التدريب العسكرية. والمسافة بين قسم التوعية الجماهيرية الى معسكر التدريب تستغرق حوالى 30 دقيقة مشيا على الأقدام.

تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click