السوميا رقصة من تراث قبائل البني عامر والحباب
بقلم الأستاذ: ود عد - كاتب وناشط سياسي إرتري
بخطوات لاهثة في ظلمة الأزقــة الضيقة، ممسكا بأذنه محاولا تحديد صدي مايسمعــه رقصة السوميا،
زغاريد فتيات، أصوات طبل، وطار، تعلو ثم ينتشلها الريح المتجول يتأرجح بين الاتجاهات، اسمر اللون ذو شعر كثيف يلبس جلباب يجتره في كثبان الرمل، سديري، ويحمل عصاءة، ويتضح شكل سكين تحت الجلباب.
فالمدينة تلك كزهرة تتغذي بالرمل المنثور في كل تفاصيلها يتجاوز البيوتات المصطفــة بانتظام يجاري تلك الرياح الهوجاء، والأزقــة الضيقــة ليخطو علي آثر تحركات شباب هارعين الي حيث تلال رملـية مزدانة بضوء القمرالمكتمل، عند اطراف تلك البلدة.هي كذلك تبدو مثل القمر تظل مختفيــة الا بنصف خروج، الأ في ليالي الأنس عند هطول الضوء باتضاح ظل المكان، أهل البلد ذا تقاليد متماسكة جدا، وعادات تحد من حركة الفتيات نهارا او التواجد بكثافــة الأ في الضروريات فاذا ارادت الخروج تتلثم وتخفي وجهها الا عيناها الملئية بالكحل والارتباك.
فالنساء يتزين بذهب الراس المتدلي في وجوهن ويتميزين بلبس الثوب الهندي وبلفه بطريقة معينة بتحكم في الوسط، جزء منه للأعلي وكذلك يلفن ويجترن جزء للخلف لستر سائر الجسد، بالالتفاتهن التي تحرك مكامن الشباب، فنظرات فتاة التي تدلل وتتبختر مشيا عند خروجها النادر تخطف الالباب لكن لليالي نصف الشهر وموسم الحصاد،طقوس أخري،براح لممارسة الغناء واللهو فهو نوع من الترويح عن النفس.
يجلسن الفتيات في شكل دائرة يمسكن بالطار والدلوكة والغناء باصوات عذبة تدق في انحاء قلوب شباب البلدة تحصي الليالي، انتظارآ لتلك الامسية بصبــر، فهي لحظتهم هو يتبعثر، دقات قلبه تزداد كلما قارب لتلك الجلســة، يحدث نفسه كيف انه نسي موعد بزوغ تلك الليلة، وهي ستلوح بصوتها بغناءها حين يحاول مجاراة الشباب في الرقص السوميا رقصة مجموعة بالتفاف ثم التوقف والضرب بالقدم بقوة علي الارض حتي تحدث صوت ثم اعادة التفاف، ثم الجلوس ارضا مع تصفيق ثم النهوض الي أعلي، يزغردن الفتيات اعجابآ، يمسكون الشباب ايادي بعضهم ويقتربون ويضربون بالقدم الواحد مع ضربة متبادلة من القدم الأخري، ويتشكلون في انحناة ثم يتفرقون ليبادلون مجموعــة اخري الرقصــة، وهو يكرر ذلك العرض مع كل المجموعات، ليسمع رنين صوتها يعلو، علي خفقات قلبه، يتراجع الي الوراء يفكر وسط الضجيج كيف يوصل عشقه، باي طريقــة يمكنه ان يبعث مافي ثنايا قلبه ومايحمله، يخفي وجعــه يعلق استفهامه مبددا دموعه المخفية بتبرير عابر الي ضوء آخر، اوربما موسم قادم، ثم يردد لابد ان اخبرها المرات القادمات، ثم يعاود بثقة انها تدري ليقول نعم حدثتني من خلالها وصفها للكرم والبطولة ولحن صوتها ذغرودها حين عانقت السوميا باحترافية، يرمي بكل هاجسـه ويرتمي في دق الطبل ويواصل رقصاتــه نوعا من البوح، وهي تبادله الغناء بصوت يعلو اصوات صديقاتها.