كتاب القائد البطل الشهيد محمود حسب - الحلقة الرابعة
إعداد: جبهة التحرير الإرترية
بيانات وبرقيات صدرت من مؤسسات جبهة التحرير الإرترية تدين الجريمة البشعة
إلى جماهير شعبنا الإرتري
إلى أشقاء وأصدقاء ثورتنا
في وقت كانت الجماهير الإرترية الوفية تتطلع فيه صوب العمل الوحدوي المشترك الذي لاحت بشائره أثر لقاء صنعاء. وفي غمرة هذا الحدث الضخم قامت عناصر إرهابية من (الجبهة الشعبية الإرترية) زمرة العميل (اسياس افورقي التخريبية) داخل مدينة كسلا السودانية بعملية اغتيال غادرة استشهد على إثرها المناضل القائد الشهيد/ محمود حسب محمد عضو اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الإرترية، رئيس المكتب العسكري وهيئة الأركان العامة لجيش التحرير الإرتري واحد أبرز قادة جبهة التحرير الإرترية التاريخيين.
ففي تمام السابعة وأربعين دقيقة مساء يوم الأحد الموافق 1989/9/3م بمدينة كسلا قامت مجموعة أسياس الإرهابية بفعلتها النكراء حيث أطلقت عيارات نارية كثيفة أدت لاستشهاد القائد محمود حسب.
لقد كان الشهيد القائد مثالاً للتضحية والفداء والأقدام والشجاعة، والتواضع ودماثة الأخلاق وكان من طراز الثوريين النادرين في التفاني والإخلاص لقضايا الجماهير الإرترية الذين قل ما يجود بأمثالهم الزمان، كان قائداً ملحمياً في حرب تحرير المدن عام 77-1987 حيث قاد معارك تحرير تسني - أغردات - وقاد معركة قوحايين الشهيرة.
o ولد الشهيد القائد محمود حسب محمد في مدينة أغردات عام 1945م
o التحق بجبهة التحرير الإرترية عام 1962م.
o تلقي دورة عسكرية في الجمهورية العربية السورية.
o تلقي دورة مغاوير (كوما ندو) في كوبا.
o انتخب عضواًَ في اللجنة التنفيذية ومسئولاً للأمن العام في المؤتمر الوطني العام الأول عام 1971م.
o في المؤتمر الوطني الثاني المنعقد عام 1975م انتخب عضواً بالمجلس الثوري وعضواً في هيئة الأركان العامة مسئولاً عن الشئون الإدارية لجيش التحرير الإرتري.
o أعيد انتخابه عضواً في المجلس الثوري المؤتمر الوطني الثالث المنعقد في عام 1982م.
o إختير عام 1985م رئيساً لهيئة الأركان العامة لجيش التحرير الإرتري الموحد آنذاك.
o انتخب سكرتيراً للجنة التنفيذية عام 1986م.
o شغل منصب رئيس المكتب العسكري لجبهة التحرير الإرترية حتى تاريخ استشهاده في 3/9/1989م وباستشهاده فقد الشعب الإرتري خبرة ربع قرن من القتال وإدارة حرب التحرير.
يا جماهير شعبنا الأبي:
يا أشقاء وأصدقاء ثورتنا:
لقد كانت جبهة التحرير الإرترية ولاتزال ضد المفاهيم الضيقة والطائفية العقيمة، التي تحول دون بناء وتشييد من اجل الوطن الإرتري الديمقراطي الموحد ومن أجل الوصول إلى الحوار الوطني الديمقراطي الحقيقي الذي يستوجب الرؤيا التحليلية الواعية لمخاطر الواقع الراهن المدرك لأبعاد جرائم زمرة اسياس- الانعزالية وقد بدأت بوادر الحوار ولاحت تباشيره مع اتفاقية صنعاء في الجمهورية العربية اليمنية بين الفصائل الإرترية، والتي جاءت لوحدة الصف الوطني الإرتري وتجاوز الخلافات.
ونحن في جبهة التحرير الإرترية نؤمن بحقيقة الماضي ومرارة الواقع وحتمية التقدم، لهذا يجب على الفصائل الإرترية أن تتخذ موقفاً حازماً حاسماً لحماية الوحدة وتجسيدها وللدفاع عن الجماهير الإرترية وقيمها وكرامتها وأعراضها، وصون كبريائها ضد زمرة البغي والخيانة والغدر المتمثلة في جماعة اسياس العميل وزبانيته.
يا جماهيرنا البطلة:
وجيش التحرير الإرتري الباسل:
أن زمرة المارق المرتد اسياس. أشعلت الساحة الإرترية باللهيب وفجرت بفعلتها بركان الغضب لكي تغطي وتمرر مؤامراتها التي تحاك وتنسج في (اتلاتنا) حيث لا يزال المخطط المعلن وغير المعلن قائماً على قدم وساق لوضع المشروع الطائفي العنصري والمستهدف للشعب الإرتري المناضل وكرامته وقيمه الروحية والأخلاقية ومعتقداته الدينية موضع التنفيذ.
وهنا توجد تطلعاته واضحة للسيطرة على الأرض بعد إخلائها من سكانها أو طمس هويتهم - المميزة أو أبادتهم إذا تعزر ذلك وأبرز معالم هذه التطلعات هي التهجير القسري والأبادة الجماعية وإعادة التوطين في الأراضي التي اجل منها مواطنوها الاصليون لكي تخلق صراعاً اجتماعياً بين أبناء الوطن الواحد. وهذا المشروع تطبق في بعض بنوده بطرق اللإلتواية، وتقوم بتعيته الفئات الشعبية بشعارات تطمس مصالحها الوطنية لتعيد استقطابها تحت هيمنته الطائفية المقنعة لاسقاط القضية بتحويلها إلى قضية طائفية وحسب.
وقد أصبح هذان الهدفان أكثر سفوراً وخطورة مع قيام الانعزالية بتبني نهج الاغتيالات والذي طال خيرة مناضلي وقادة وكوادر جبهة التحرير الارترية من بينهم.
* الشهيد إدريس هنقلاً،
* الشهيد هيلي قرزا،
* الشهيد طاديتاتي ورفاقه،
* الشهيد ولد دوايت تمسقن،
ومساء البارحة طال القائد الشهيد محمود حسب محمد.
والهدف من ذلك تحويل ما كان مموهاً ومتردداً في سلوك زمرة السياس الإجرامية إلى معلن ومباشرة وهذا كله يقدم قاعدة عملية ونظرية للعنصرية الفاشية الإرهابية المبنية على أسس طائفية والتي شكلت الركن الأساسي لمشروع زمرة اسياس. إن المسألة الاساسية اليوم تكمن في مواجهة هذا النهج الهدام وعدم التراجع أمامه ومقاتليه بالقوة لأنه يستهدف وحدة جماهير الشعب الارتري كما يستهدف تفتيت الوطن الارتري والهيمنة الطائفية عليه من قبل العنصريين والقتلة المتمثلين في زمرة اسياس وبطانته الحاقدة.
إن الحلول الجزئية في مواجهة هذه الزمرة المارقة الحاقدة والتساهل ازاؤها بالمبررات الواهية سيدفع الواقع الاجتماعي الارتري إلى الانفجار الحقيقي والتمزق الأبدي، وسيزيد كلاب الصيد في السعار، لهذا فإن الحرص على وحدة الشعب لا يجيء إلا بمواجهة وسحق زمرة عملاء الاستخبارات المركزية الامريكية والموساد الصهيونية وهيئة الكنائس العالمية، الذراع السري للاحتكارات الامبرالية الغربية وعدوة الشعوب المناضلة والشعب الارتري.
ياجماهير شعبنا:
أيها الأصدقاء والأشقاء:
ان الاعتداءات الأخيرة والاغتيالات وأخرها اغتيال الشهيد القائد محمود حسب، والتي كانت ساحاتها المدن الىمنة واوساط الشعب السوداني الشقيق المضياف والشعب الارتري تستهدف ارباك الأمن في هذه البلاد والعبث بأرواح الناس ودق اسفين العداء بين الشعب السوداني والجماهير الارترية وإثارة الفتنة بين هذين الشعبين الشقيقين، ولكن فات على هذه الزمرة المارقة ان ما يربط الشعب الارتري والسوداني هو اواصر الدم والنسب والصلات التاريخية والحضارية والتي لا تنفصم عراها. والاكيد بأن زمرة التخريب العابثة سوف تجتث من على الأرض، وأن ابناء السودان قادرون على التمييز بين المناضلين الحقيقيين والإرهابيين.
إننا ندين بشدة زمرة التخريب والعمالة المتمثلة في شعبية اسياس. ونؤكد بأن يد الغدر الجبانة سوف تقلع من آخرها وغدا لناظره قريب.
سظل محمد حسب الرمز الحي والشهيد الباقــي
وستبقي جبهة التحرير الارترية راية عالية خفاقة
كما أراد لها القائـــــد المعلم الشهيـــد
وانا على الـــدرب سائــرون
اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الارترية
بيان مكتب العلاقات الخارجية:
تنعي جبهة التحرير الارترية المناضل الشهيد محمود حسب محمد عضو اللجنة التنفيذية رئيس المكتب العسكري، الذي اغتالته يد الغدر والخيانة عصابات الشعبية الارهابية، مساء يوم الاحد 1989/9/3م بمدينة كسلا السودانية، لقد امتدت اليد الخسيسة المطلخة بدماء المناضلين الشرفاء لتنال أيضاً من خيرة أبناء الثورة البررة وتغتال قائداً فذاً من قيادات الجبهة الذين نزروا انفسهم من أجل الوطن والشعب، ورمزاً من رموز الثورة، وعلماً من الأعلام.
التحق الشهيد منذ فترة مبكرة بالثورة، كرس حياته لها ومن أجلها، كان دمث الأخلاق حسن المعشر شجاعاً قوي العزيمة، صعب المرأس، مقداماً لايهاب الوغي، قاد جيش التحرير في مواقع كثيرة حقق فيها الانتصارات العظيمة، عرف بالجدية وعدم التهاون، كان عطوفاً محباً لجنوده - وأبناء شعبه، كان قائداً مقتدراً وطنياً غيوراً محباً للخير.
ولد الشهيد بمدينة أغردات الارترية في المديرية الغربية عام 1945م، أكمل تعليمه الثانوي بها، متزوج وله ثلاثة أطفال تلقي الشهيد دورات تدريبية في كل من سوريا - وكوبا.
أن اليد التي ارتكبت هذه الجريمة النكراء سوف تنال قصاصها العادل، وإننا عندما ننعي الشهيد لا نبكيه بل نعاهد روحه الطاهرة بأن دمه الذكي الذي أريق سوف لن يذهب هدراً، بل سنعاقب الجناة الغادرين عقاباً يجعلهم يندمون على فعلتهم تلك، أنهم باغتيالهم الشهيد على أرض - السودان الشقيق إنما استباحوا بذلك أمن السودان وسيادته مستغلين طيبة وحسن ضيافته للارتريين على أرضه ليرتبكوا جريمتهم الشنيعة، وهي ليست الأولى من نوعها.
نم ياشهيدنا الغالي غرير العين مطمئن البال، سنكمل المشوار، ولا نامت أعين الجبناء.
بيان مكتب الخرطوم:
ينعي القائد الشهيد حسب:
بكل الحزن والأسى ينعي مكتب الخرطوم بطلا من أبطال جيش التحرير الارتري، أفني عمره مجاهداً حاملاً أمال الجماهير الارترية نصب أعينه وواضعاً روحه بين كفيه فسي معارك البطولة والفداء ضد جيوش الاحتلال الإثيوبي، وأبلى بلاء حسناً في خدمة قضيته وشعبه.
عرفه وخبره أعداؤه قبل أصدقائه، كان فدائياً مقاتلاً وقائداً فذا بجيش التحرير الأرتري في كل صولاته وجولاته. ذاك هو الشهيد محمود حسب محمد رئيس المكتب العسكري ورئيس هيئة الأركان العامة لجبهة - التحرير الارترية، والذي اغتالته يد الغدر والخيانة والعمالة المتمثلة فيما يسمى (بالجبهة الشعبية الأرترية) في مدينة كسلا السودانية مساء يوم الاحد الموافق 1989/9/3م. وإن جبهة التحرير الارترية وجيشها. البطل يعاهدون الله والجماهير الارترية بأن دماء كل قادة جيش التحرير الارتري الذين اغتالتهم عصابات (اسياس أفورقي) لن تذهب هدراء وبأن جبهة التحرير الارترية وجيشها البطل سيردان الصاع صاعين، وستدفع هذه العصابة الثمن غالياً بإذن الله.
ألا رحم الله الشهيد محمود حسب وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحن وحسن أولئك رفيقاً وإنا لله وإله إليه راجعون.
بيان المنظمات الجماهيرية والفئوية:
إلى شعبنا المناضل
إلى فروع وقواعد منظماتنا الجماهيرية : في أمسية الثالث من أيلول سبتمبر 1989م ارتكبت الزمرة الانعزالية الطائفية المسماة ـ الجبهة ـ جريمتها البشعة النكراء، واغتالت القائد البطل الشهيد العقيد محمود حسب محمد، هذه الجريمة التي كشفت بصورة جلية حقد وعمالة الزمرة الانعزالية، وفضحت طبيعتها الإرهابية الفاشية ومعاداتها لمصالح الجماهير الارترية.
إن الجبهة الشعبية الانعزالية قامت بإرتكاب هذه الجريمة الشنعاء منطلقة من حساباتها الطامعة بالسيطرة على الساحة الارترية من خلال عمالتها للامبريالية الأمريكية والدوائر العالمية المشبوهة. لقد مارست (الجبهة الشعبية الانعزالية) الارهاب وانتهاك الأعراض وتهجير المواطنين بالأكراه وداست على القيم الاخلاقية لمجتمعنا واعتدت على الأرواح، وسعت بكل الوسائل غير الشريفة للتحكم في مصاير شعبنا وقناعته وانتمائه السياسي. لكنها قوبلت في كل مكان بالرفض والعزلة مما جعلها تتمادي في غيها وممارساتها الجنونية ظناً منها بأن الأكراه والإرهاب قد يطوع شعبنا ويبدل في - أنتماءاته وقناعاته السياسية، وقد فات على هذه الزمرة الحاقدة ان الأرادة الفولاذية الصلبة لشعبنا هي التي أطاحت ـ بالامبراطورهيلي سلاسي ـ وهي التي سحقت عملائه وأدواته، وهي التي تحدت المخططات الامريكية والصهيونية ووقفت في وجه المعتدين ومن ساندهم بالرغم من عدم التكافؤ في الامكانيات. لقد اكد شعبنا خلال مسيرته النضالية الطويلة أن إرادته هي الأقوى وان خياره هو الوحيد الممكن وأن الاحتلال وعملائه وأعداء الشعب مكانهم مزيلة التاريخ. لقد فجع شعبنا في تلك الامسية برحيل قائد محمود حسب الذي رحل وهو يبذل ويعطي في سبيل شعبه وقضيته التي لم يبخل في سبيلها بشيء فقد أعطي فكره وجهده وبذل نفسه من أجلها لقد كان - مقاتلاً جسوراً وكان مفكراً عسكرياً فذا، وكان مخلصاً ومحباً لشعبه، واجه المعتدين من اجل تحريره وبناء مستقبل أفضل له، وقاتل دون كرامته ليرد عنه العسف والإرهاب وآمن بحقه في الحرية والمستقبل المشرق، ولأنه كان كل هذه القيم والمواقف فقد فجع فيه ابناء وطنه وعلت أصواتهم تدين الجبناء الحادقين وتعاهد قائدها الشهيد علي التمسك بقضيته ومبادئه وتمثل عطائه وبذله وخرجت الجماهير تحمل قائدها الشهيد إلى مثواه الأخير لتعبر بذلك الموقف في استفتاء مباشر وجلي عن وفائها لمن أوفوها حقها، وعن عهدها لمن عاهدوها وبقوا على العهد، ولتؤكد ثباتها على طريق الثورة والتضحيات وإدانتها وسخطها ولعنتها على من خانوا الثورة وتآمروا على الشعب وغدروا بالأبطال. لقد شيع القائد محمود حسب في ذلك الموكب المهيب، تنادي أبناء الوطن من أركان المعمورة يعبرون عن موقفهم النبيل تجاه بطلهم وقائدهم ولبس الحزن كل البيوت والوجوه.
نواصل في الحلقة القادمة...