سمراويت.. تدور أحداثها بين حواري جدة ومقاهي أسمرا
بقلم الأستاذ:حسن حاميدوي - جدة المصدر: العربية نت
حصلت رواية "سمراويت" للكاتب والصحافي الإريتري حجي جابر أبوبكر جائزة الشارقة للإبداع العربي في مجال الرواية الأدبية،
متفوقة بذالك على أكثر من 30 عملاً روائياً عربياً تنافست فيما بينها للفوز بالجائزة، حيث أعلنت الأمانة العامة لجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الخامسة عشرة لعام 2011- 2012، فوز رواية "سمراويت" الإريترية بالمركز الأول في مجال الرواية الأدبية مع التكفل بطباعتها ونشرها في المكتبات العامة.
بين جدة وأسمرا:
وتدور أحداث الرواية التي تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، بين حواري مدينة جدة السعودية ومقاهي مدينة أسمرا عاصمة إريتريا، حيث يروي الكاتب قصة بطل الرواية (عمر) ذلك الشاب الإريتري الذي ولد ونشأ في جدة وهي المدينة التي اعتبرها بطل القصة مملكة قائمة بذاتها، حيث تستعرض الرواية عبره مجتمع مدينة جدة بأحيائها وحواريها وكياناتها الاجتماعية، وتحديداً حي (النزلة اليمانية) وهو المكان الذي اختفت فيه جميع الحواجز وانصهرت فيه كل الهويات في مشهد ينم عن نظرة إنسانية رحبة ومتسامحة، بحسب الكاتب.
وفي ذروة الأحداث والقصص المليئة بحكايات جدة انطلاقاً من حي النزلة اليمانية، يفاجأ (عمر) عندما يكبر بتبدل الوجه القديم لمدينته الجميلة، ومع الزمن يكبر الشعور بالاغتراب داخله، فيقرر في لحظة فاصلة أن يلتفت إلى الضفة الأخرى من البحر الأحمر، حيث وطنه الأم الذي غادرته عائلته قبل 30 عاماً، فيسافر إلى أسمرا لتبدأ حكاية أخرى من حكايات الاغتراب، ويلتقي هناك صدفة في أحد مقاهي أسمرا بـ(سمراويت) الفتاة الإريترية القادمة من باريس، فيحاولان معاً اكتشاف الوطن الجديد، ومن ثم يكتشفان قلبين عاشقين للفن للأدب، ويكتشفان قصة عشقهما، لكن محاولاتهما البحث تبوء بالفشل.
الشتات الإريتري:
وتمكنت الرواية من خلط العديد من الأوراق الشخصيات والأحداث وإخراج عمل متجانس، يتنقل بين جدة وأسمرا بسلاسة دون أن يؤثر على تسلسل الرواية، كما استخدمت فيها لغة سهلة أدخل فيها بعض المفردات العامية سواء من اللهجة الجداوية واللغة الإريترية، أما أكثر الجوانب المثيرة والمحيطة ببطل الرواية فهي عودته لوطنه كمواطن يبحث عن الوطن، وظاهرة الاكتشاف لأول مرة، وهي مشاعر يمكن الإحساس بها لدى الاريتريين الذين لازالوا في الشتات رغم استقلال وطنهم، فالرواية تظهر جدلية العلاقة بين الوطن الحقيقي والوطن الموجود، وهو ما عكسه تشتت (عمر) واغترابه داخل الوطنين وما فيه من تجسيد لواقع وقصة الشتات الاريتري لما يسمى بأزمة الاغتراب داخل الوطن.
الأدب الإفريقي:
إلى ذلك، امتنع الكاتب والصحافي حجي جابر عن تصنيف الرواية على أنها سيرة ذاتية وتجربه شخصية، مبيناً أن أي عمل روائي هو خليط بين الواقع والخيال، وأضاف في حديث خاص لـ"العربية.نت": "الرواية ليست سيرة ذاتية على أي حال، لكنها تلامس كثيراً مما عشته أو عايشته في جدة وأسمرا"، وتابع "بطل الرواية يشبهني لكنه شخص آخر، استفدت في تشكيله من حيوات كثيرة شاهدتها أو سمعت عنها".
وفيما يتعلق بمدى اعتبار الرواية نوعاً من الأدب الإفريقي قال حجي "يسعدني تصنيف الرواية ضمن الأدب الإفريقي المكتوب بالعربية، وهذا أمر لا يحمل تناقضاً، فالعربية لغة رسمية في إريتريا، والوجود العربي قديم في اريتريا قدم الإسلام، فمصوع مدينتي الساحلية كانت بوابة هذا الدين الذي حُمل على أشرعة المراكب التي أقلّت الصحابة الهاربين بدينهم إلى الملك العادل، وأن تصدر "سمراويت" بالعربية، فيه تأكيد على الجانب العربي الأصيل من إريتريا".
تجدر الاشارة إلى أن جائزة الشارقة للإبداع العربي التي تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة تهدف إلى مكافأة الأعمال التي تساهم في تشجيع الثقافة والتراث العربي، الى جانب تحفيز المبدعين ودعمهم مادياً ومعنوياً، والمساهمة في رفد حركة النشر العربي بإصدارات لاعمال إبداعية في حقول متعددة، عبر التكفل بطباعة جميع الأعمال الفائزة بمراكز الجائزة، وقيمة مادية تقدر بستة آلاف دولار للمراكز المتقدمة، مع الاحتفاظ الجائزة لنفسها بحقوق الطبعة الأولى من هذه الأعمال.