قراءة في كتاب إبراهيم محمد علي... مسيرة جبهة التحرير الارترية بداية ونهاية - الحلقة السادسة

بقلم الأستاذ المناضل: محمد صالح أبوبكر

الطريق إلى أدوبحا وحتى المؤتمر الوطني الأول، إن المذكرات التي يكتبها السياسيون

مسيرة جبهة التحرير الإرترية بداية ونهاية

هي شهادات متأخرة وكثيراً ما تخلو من الموضوعية وتنحو لتبرئة الذات، وليست توثيق أمين لمرحلة محددة ليجد فيها الجيل اللاحق ما يهدية على طريق خدمة وطنه.

يعد ما كتبه الأستاذ إبراهيم في هذا الباب الأحسن في كل ما كتب ووثق ورغم ذلك تجاوز جملة من الحقائق وكانت فيه بعض الهنات واقحم مالا يلزم أجملها تباعاً.

نقلت جبهة التحرير الارترية الشعب الارتري وخاصة في الريف الى نمط جديد من العلاقات والتفكير نقلته من الفرد إلى الشخصية الاجتماعية الفاعلة، ووصلت به الفاعلية لحد التضحية بالنفس والمال والجهد وتسخير كل ما يملك لخدمة مشروع إستعادة الحق الجماعي المشترك لكل الشعب الارتري (تحرير إرتريا)، وكانت الجبهة والريف (الميدان) ساحة لبداية التعارف بين أفراد المجتمع الارتري، وبداية ظهور حياة مشتركة وتشكل رؤى جديدة عن الوطنية الارترية تحرير الوطن لكل الارتريين وبكل الارتريين، ومن الطبيعي أن تمر هكذا علاقات ناشئة بين مكونات وافراد مجتمع بُذرت بينه كل ألوان الشكوك والمخاوف وكان رجال البدايات واعون لهذا الاشكال، ولكن كان في ذهنهم هناك فرق بين الوعي بالمشكلات وأن يكونوا أسرى للخوف منها وكانوا يعولون على أن العمل هو الذي سيعزز الثقة وسيغيير كل شيئ بالتدريج، وسيبدد المخاوف والتي لاتنفع معها كل التطمينات النظرية وقد تعرقلها ممارسات وسلوكيات البعض وكان هذا يحدث بعض الأحيان، وزادت صعوبات البدايات حجم ما كان مطلوب دفعه من ضريبة، وكان لفقدان الظهير وضعف التجربة وشح التمويل الذاتي والاعتماد على ما يسلب من العدو أو يسربه القادة من الخارج عبر السودان عوائقة وتأخيراته، لهذا كان من الطبيعي الاطلاع بل التأثر بتجارب الثورات التحررية المعاصرة الجزائر، الصين، كوبا، فيتنام، وكانت الثورة الجزائرية اقربها لنفسية الأرتريين خاصة وأنها واجهت ذات النمط الاستعماري الالحاقي الذي خطط أن تكون الجزائر ولاية في الجمهورية الفرنسية ورغم التضحيات الكبيرة أوشكت تلك الثورة أن تكون على أبواب النصر النهائي مع بدايات إندلاع الكفاح المسلح في بلادنا وكانت اللألسن في ذلك الوقت تتداول قصص البطولات في الجزائر وخاصة قصة تلك الفتاة الجزائرية جميلة بو حريد وغيرها من أبطال الشعب الجزائري وكانت ملاحم شعب الفيتنام ومآثره البطولية.

كان الضغط على الشعب الارتري كبيراً جداً فقد عبث الاستعمار الالحاقي بنسيجه الوطني والاجتماعي فقسمه دينياً، قسمه لدعات إنضمام وإستقلال ولمرتفعات ومنخفضات ولكثافة مسلمة مؤيدة للاستقلال ولكثافة مسيحية مؤيدة للانضمام، كما عانت الثورة المسلحة منذ بداياتها الأولى من فقدان قائد الكفاح المسلح الشهيد عواتي وخلفه محمد إدريس حاج والذي أستشهد بدوره وهو لم يكمل العام ثم كان أبوطيارة وحدثت بعض الاشكالات فإستدعاه المجلس الأعلى فكان الشهيد بابكر محمد إدريس الذي جاء من الميدان في أسوأ حالة صحية بسبب الملاريا واستشهد فور وصوله للقضارف، فكلف الشهيد الطاهر سالم وفي عهده توسع ماعون الثورة، ثم دخلنا بعدها في تجربة المناطق وما سبق يؤكد أن المناضلون الأول وحاضنة الثورة لم يكن ليكترثوا للقبلية والجهوية وهي ليست عندهم إلا هوية بمعنى أداة تعريف ولاتحمل أبعاد أخرى، ولكن جاء من يستقوي بها ويؤججها للوصول لمركز القيادة وأنت لاتجد الفروق بين الكثير من المناطق الارترية في تركيبها البشري ونمط معاشها ومأكلها وملبسها وتداخلها المعقد وتسكنها ذات المكونات في عمقها الاجتماعي بل وحتى تشابه الأسماء للأمكنة والناس بركة الساحل سمهر كرن.

عقدت قيادات المناطق الخمس إجتماعيين متتالين وكان الأول بطلب من قيادة جيش التحرير في المنطقة الخامسة وهما القائد الشهيد عبد الله إدريس محمد والمناضل محمد إبراهيم العلي أمد الله في عمره لتدارس أوضاع المنطقة الخامسة بعد إستسلام قائدها للعدو وتسليم مجموعات من الجنود لتأثرهم به وبعموم ما هول لهم من موقف والاستخبارات الأثيوبية لم تكن بعيدة عن صناعة الحادث لفرملة الثورة من الداخل، ومما يؤسف له كانت ذات لونية إجتماعية وثقافية ودينية واحدة، أحدثت هزة في المنطقة وأربكت كل الحسابات فبدل تقدم الثورة على طريق توسيع قاعدتها بإتجاه كل المجتمع الارتري فقد حصل تراجع غير متوقع وإختراق كبير من مخابرات العدو وصل لحد رأس الهرم في المنطقة الخامسة وحدثت بعض المخاوف والتفلتات والشكوك وحدثت موجة واسعة من التسليم للعدو بعتاد الثورة الشحيح أصلاً في الميدان ومن قبل الجنود المجازين في حملة أشبه بأنها منظمة و إستكملت الضائقة بإستدعاء نائب المنطقة الشهيد حشال عثمان وقائدي السريتين اللتين كانتا تعملان فيها وهما الشهيدين على جامع عامر وقبرهوت ودي حمبرتي، وأصبحت القيادة بحكم الواقع بيد من تبقى من قادة حسب التراتبية المعروفة في الجيوش وهؤلاء توجهوا لطلب المساعدة من المناطق وخاصة الأولى والثانية، وقد وجدت المنطقة الدعم والمؤآزة من المنطقة الثانية بقيادة الشهيد عمر حامد إزاز وكان الاجتماع الثاني للمناطق هو الذي قرر مؤتمرعام للمناطق، وكان كل هذا الحراك يجري بدون إشراف ومتابعة من القيادة سواء المجلس الأعلى الذي كان بعيداً في الخارج أو القيادة الثورية التي تعرضت لحملة إعتقالات ومطاردة قاسية في مركزها في السودان، هنا قرر قادة المناطق عقد إجتماع للوقوف على مشكلات الميدان وخاصة المنطقة الخامسة والثالثة وتقرر بشكل رسمي إسناد الخامسة من المنطقة الثانية والثالثة من المنطقة الأولى وقرروا عقد إجتماع آخر لتدارس أمر المناطق بكل جوانبه، ولم تك تخفى على أحد حراك ورغبة الالغاء وتصحيح المسار، هنا حدث تدخل من المجلس الأعلى طرف الشهيد سبي وخاصة على خط المنطقة الرابعة التي وجدت التمويل وبدأت الاختلاقات والدعايات تفعل فعلها في جسم مسكون أصلاً بالشكوك وفي عقله الباطني خلفيات من التوجسات وصور نمطية عن الآخر وعقلية إستعلائية للبعض على الآخر ومشاعر وأحاسيس الأحقية بالقيادة والريادة، ثم كانت معركة حلحل التي فسرت بهذه العقلية المتوجسة وعدها البعض تهرب، والبعض الآخر ترك الأسئلة كما تركتها أنت على طريقة المفروض ولماذا وكيف، ولكنه حدث وقع بصرف النظر عن دوافعه فكيف كان يمكن أن يتصرف رجال حسني النية تجاه ثورتهم ورفاقهم في خندق الثورة الواحدة والنضال المشترك وهم يواجهون معركة ضروس خرجت من السياق المحسوب، الطبيعي كان إسعاف المنطقة والقتال معها ثم محاسبتها إن وجد ما تحاسب عليه، وما يحزن أن التصرف كان غير ثوري بل غير مسؤول وغير رجولي ولا أخوي وهذا النوع من البشر والتفكير تجرع أبناء إرتريا من كؤسه كثيراً كالفجور في الخصومة، وسار البعض بإتجاه إتهام المنطقة بأنها خاضت المعركة تهرباً من إستحقاق المؤتمر!!!، وحتى عندما جاء الشهيد شكيني برسالة طلب التأجيل تمادى هؤلاء، ولولا رفض جزء كبير من قادة وكوادر المناطق الثلاثة لذلك المنطق لساد ذلك التحرك الذي عبر عن نفسه حتى في مسعى إيجاد رافعة شعبية وشرع في تشكيل اللجان الشعبية في مواجهة الشكل التنظيمي الشعبي الذي كان قائماً، وما نسيه الاستاذ أن الثلاثية شكلت لجنة للاتصال بالمنطقتين الأولى والثانية وكان البعض يضع العصي على طريق تلك اللجنة بهدف إفشالها وكان يتحرك في الاتجاه الذي يوصل رسالة التجاوز للاخرين، كانت روح الانعزال والانقسام ظاهرة في تلك الخطى ولولا أن الغالبية من جنود جيش التحرير وقادتهم في الوحدة الثلاثية كانت مع خط الوحدة الشاملة لحدث أمر آخر والشواهد على رغبة أولئك البعض في التفرد بالثلاثية والسير بها بعيداً عن أحلام ورغبة مناضلي جيش التحرير في الوحدة الثلاثية كانت واضحة، ولولا وقفة قائد القيادة الثورية المؤقتة الشهيد محمد أحمد عبده ومن معه من زملاء في القيادة وجنود جيش التحرير لكانت الوحدة الثلاثية خطوة إنقاسمية مبكرة تمشي على الارض.

وطبيعي أن تفرض المسيرة على الجميع الدخول في مؤتمر أدوبحا العسكري الذي عقد في أغسطس 1969 م، وتجاوز الاستاذ عن أن المؤتمر في أدوبحا لم تدعى له قيادة المجلس الأعلى والقيادة الثورية ولم تشارك فيه الجماهير، وهو لم يكن مؤتمراً يهتم بالشؤون العسكرية ويعني بحل معضلاتها ووضع إستراتيجية قتالية لعموم الثورة فقط، بل كان كل الغرض عمل سياسي بكل المقايس وعلى رأسه مسألة تشكيل قيادة مركزية واحدة، كما عمل على حرمان قادة المناطق ونوابهم من حق المشاركة في التشكيل القيادي بدون مبررات وجيهة، ولكن هذا الاجراء ضمناً أدان هؤلاء وعاقبهم بالحرمان لهذا تعاطى معها البعض بالإلتزام والخضوع لرغبة المؤتمر وقاومها البعض الاخر، ثم مررها البعض وتجرعوا كأس الحنظل، لهذا جاءت القيادة العامة بتلك الكيفية وذلك التركيب الذي قال عنه الأستاذ ما لم يقله مالك في الخمر، ثم واجهتها ظروف قاسية إقتصادياً المجاعات التي إجتاحت البلاد وحرب منظمة من جيوش العدو، واصبحت القيادة العامة في مواجهة مكشوفة مع المجلس الأعلى والقيادة الثورية وتعاملت معها القيادة الثورية بحسن نية وتغليب مصلحة الثورة، وقبل أن تتجاوز هذه الاشكالات واجهت القيادة العامة ظروف بالغة الخطورة بتفجر التناقضات الداخلية مثل تمرد القادة الستة ثم الأربعة (عوبل) ثم أسياس، وبهذا أصبح أكثر من 13 قيادي خارج القيادة وبقى منها 25 قيادي وأذكر أن القيادة العامة أصدرت كتاب تحت عنوان القيادة العامة وقضايا الموقف الراهن، كما كان هناك تأثير واضح للأمانة العامة في دفع الانقسام.

كما كان لعمرو الذي كان يحلم بقيادة الثورة وضاع منه ذلك الحلم بقرار حرمان قادة المناطق ونوابهم، لهذا لعب دوراً في تأجيج المشكلات وتحريض القادة الجدد من منطقته لرفض قرار دمج الجيش وخلط وحداته، كما إلتحق بالركب عضو القيادة العامة رمضان محمد نور الذي فاجأ زملائه بظهوره بجانب وفد سبي في العاصمة العراقية بغداد وربما كانت فكرة القائد سبي إستخدامه على قاعدة وشهد شاهد من أهلها، وهو الذي كلف لتنظيم أوضاع منطقة جنوب شرق إرتريا (دنكاليا)، ثم كان مؤتمر عمان الذي عقده سبي في إحدى قواعد حركة التحرير الوطني الفسطيني فتح تحت إسم المكاتب الخارجية دون علم أودعوة أعضاء المجلس الأعلى (إدريس محمد آدم، إدريس قلايدوس، محمد صالح حمد، سيد أحمد محمد هاشم) وكرس إنقسام المجلس الأعلى الثغرة التي ولجت منها القيادة العامة وجمدت المجلس المنقسم على نفسه، ويعد إجتماع عمان غير شرعي لأن الدعوة له لم تتم بموافقة المجلس الأعلى أو موافقة رئيسه وكان كل الأمر بتصرف من سبي.

وسارت الأحداث باتجاه الانقسام رغم علم الجميع بأن مؤتمر أدوبحا أقر السير بإتجاه مؤتمر عام للثورة خلال عام واحد وسرع الانشقاق من وتيرته وكأنه في سباق مع الزمن، لم يذكر الأستاذ كيف تم إطلاق سراح الأعضاء الستة المعتقلين من القيادة العامة.

ذكر الأستاذ في توصيف القيادة العامة أنها كانت تفتقر للكفاءة السياسية والخبرات القيادية - كانت تتسم بالتسرع في لإتخاذ القررات دون دراسة كافية - غاب فيها دور القيادة الجماعية وذكر الأستاذ أن عددها كان كبيراً جداً بالقياس للمهام والأعباء.

وكل ما ذكره كان نتيجة طبيعية للطريقة التي عقد بها المؤتمر وللتغيب المتعمد للقيادات سواء قادة المناطق الذين حرموا من حق الترشح أو المجلس الأعلى أو القيادة الثورية، وعليه لم يكن في تلك الظروف والمعطيات بالإمكان الاتيان بآخرين.

ذكر الاستاذ في فقرة إنقسام القيادة العامة أن قوات التحرير الشعبية كانت إمتداد لمكونات المنطقة الرابعة والامانة العامة، أما بيان اسياس نحن واهدافنا كانت تفوح منه رائحة النزعة الطائفية الكريهة أما قوات التحرير الارترية فكانت تعبير عن طموحات الاقليمية لقادتها الاربعة من أبناء قبائل البني عامر واترك التعليق والاسقاط لفطنة القراء، كما تجاهل إنقسام أبو طيارة وتركه لأنه لم يك عضواً في القيادة العامة.

وجدت أن الاستاذ أقحم أسماء ثلاثة من القيادة العامة وهم الشهيد أحمد محمد إبراهيم نفع (حليب ستي)، يسن الحاج، صالح جمجام وقال أن هؤلاء كانوا يطرحون تهميش الساحل، والذي أضحى قميص عثمان ولعلم الأستاذ والقراء أن أبناء الساحل في القيادة العامة 5 أعضاء وكانوا من الفاعلين ومن الرجال الذين لهم بصمتهم في مسار النضال الارتري.

ثم تطرق الأستاذ لمؤتمر عواتي وهذا المؤتمر والذي لم يقله دفع إليه حزب العمل الديمقراطي وكوادره وكانت حقيقة هناك مشكلات نتيجة لتفتت القيادة العامة بذلك الشكل المعلوم ولظهور القوات وحتى في مؤتمر عواتي، كانت بصمة حزب العمل ككتلة منظمة واضحة جداً سواء في البيان الختامي أو قراراته أو المواعين التي خلقها أو الأفراد الذين كلفهم بإدارتها، وكان جزء منها مشروع عمل حقيقي ومطلوب في ذلك الوقت، وما لم يقله الأستاذ أن المؤتمر لم يفكر في إلغاء القيادة العامة فحسب بل قلص من حضورها ودورها وإن أبقاها حتى المؤتمر ومجموعة الاتصال إتصلت بكل الفرقاء وتجاهلت جماعة قوات التحرير الارترية (عوبل).

وأنجزت اللجنة التحضيرية مهمتها ودخل الجميع للمؤتمر الوطني التاريخي إلا أن المؤتمر ورغم إقراره لبرنامج تنظيمي وسياسي وقرارات سياسية داخلية وخارجية إلا أنه لم يعامل أقطاب الانقسام بوتيرة واحدة فأدان قيادة قوات التحرير الشعبية، وقوات التحرير الارترية وتجاوز جماعة سلفي ناطنت متعللاً بالمسألة الطائفية ووجه لها نداءاً، بعد المؤتمر تكرس وجود قوات التحرير الشعبية الارترية وبدأت زحفها من منطقة دنكاليا وفي طريق زحفها أجهزت على فصيلة من جيش التحرير في منطقة آرافلي وكانت بقيادة يسن عبد الله عقدا كان ذلك في فبراير 1972م وكان هذا الحادث المأساوي والمستفز الشرارة التي أشعلت نار الحرب، إلا أن قيادة الجبهة تعاملت معها بطريقة خاطئة إذ أصدرت بياناً تعلن فيه الحرب بين الثورة والثورة المضادة (قوات) وإستفادت الآلة الدعائية لقوات التحرير من هذه الوثيقة لتدعي أن الجبهة هي التي أعلنت الحرب وبدأت إشعالها وتمكنت من تمرير هذه الفرية، وكان بإمكان الجبهة التعاطي بغير ذلك الأسلوب وحتى حجة تلك المؤسسات مردود عليها فكان بالإمكان تبليغها بوسائل وطرق أخرى كما كان بالإمكان شن حملة تعبوية واسعة، كانت قوات التحرير المبهورة باسلحتها الحديثة من الجبهة تمني نفسها بحسم سريع للجبهة أو إضعافها ولكن السحر إنقلب على الساحر.

الخلل الآخر أن المؤتمر الوطني الأول إنتخب قيادة من 34 عضوا موزعة بين 15 قيادة تشريعية و19 قيادة تنفيذية ويلاحظ هنا كبر حجم القيادة التنفيذية وهي ليس لها مهام واضحة سوى عبارة فضفاضة هي السلطة التنفيذية العليا والقيادة اليومية للثورة ومسؤولة أمام المجلس الثوري أما في المجلس فهناك كان الرئيس إدريس محمد آدم ونائبه حروي بايرو ومسؤول الشؤون العسكرية عبد الله إدريس محمد والمنسق العام محمد إسماعيل عبده ومسؤول العلاقات الخارجية صالح أحمد إياي وهؤلاء الثلاثة كانوا يشغلون عمل تنفيذي يومي ولكنهم ليسوا أعضاء في التنفيذية اليومية (19) ولهذا كان الأمر مختلط وأحدث كثيراً من الارباك وكان أشبه بالهرم المقلوب الذي إستدعي تعديله في المؤتمر الوطني الثاني، وهذا يدل على ان النضج بالجوانب التنظيمية والنقابية رغم كل الجمل الرنانة لم يك كافياً.

نواصل في الحلقة القادمة...

Top
X

Right Click

No Right Click