بقلم الأستاذ المناضل: محمد صالح أبوبكر

ذكر الأستاذ في صفحة 280 من كتابه أنه إلتقى وهو بمعية تسفاماريام ولد ماريام عضو

اللجنة التنفيذية رئيس مكتب الإعلام في الطريق إلى فورتو ملبياً لدعوة من أحمد ناصر بحامد محمود عضو هيئة الأركان الذي أخبره أن عبد الله شكل قيادة من ثلاثة أعضاء برئاسته للتصدي لهجوم الجبهة الشعبية وهو الآن في الطريق لجبهات القتال لمباشرة مهامه، وهنا ذكر الأستاذ أنه سمع ولم يكلف نفسه السؤال عن طبيعة هذه المعلومة، هل كانت تكليف لإدارة مواجهة محددة أم لإدارة مجمل العمل العسكري وإزاحة هيئة الاركان، وكيف إستنتج أن أولئك الثلاثة هم بديل لهيئة الاركان ثم بنى عليها وجهة نظره، وبما أنه دخل إجتماع للتنفيذية فلماذا لم يوثق تلك المعلومة ويقف على حد التكليف وأبعاده ولم يوضح لنا كيف نأى عبد الله إدريس بهيئة الاركان عن المواجهة وهل وثق هذه المعلومة وهو عضو بالقيادة التنفيذية، لم يوضح لنا الأستاذ عن الأخوين الآخرين بجانب حامد محمود، وذكر الأستاذ أنهم دخلوا في إجتماع للجنة التنفيذية الذي ناقش مواجهة الشعبية، وضرورة خروج وفد برئاسة أحمد ناصر وعضوية عبدالله لمصر، وتحدث أستاذ إبراهيم عن عبدالله كثيراً وقال كان خروج عبد الله بطلب من أحمد ناصرلإنجاح الزيارة حسب إقتراح أحمد ناصر، وتابع قائلاً إعترضت الغالبية ولكنه لم يسلط الضوء إلا على موقف ملأكي وأخيراً أكد على موافقة الجميع تحت إصرار أحمد ناصر وإنضمام عبد الله له، وكانت الموافقة المشروطة بعودة الوفد وخاصة عبدالله بعد إنهاء الزيارة وأكد أن فترة الغياب لن تكون أكثر من أسبوعين في أبعد تقدير، إذاً إتخذت اللجنة التنفيذية القرار بخروج الوفد وعليه فكل الأطروحات الأخرى لامعنى لها اللهم إلا إذا خرجوا دون علم أو إرادة اللجنة التنفيذية وهي ليست أكثر من نشر وجهة نظر تطال غسيل داخلي وما أكثره، والسؤال هل كان خروج الوفد لمصر فقط؟

وهل نعتبر زيارة البلدان الأخرى مخالفة من رئيس اللجنة التنفيذية ووفده، ثم هل حقاً إستغرقت الزيارة أو الزيارات كل تلك المدة الطويلة؟، وهل علينا أن نبلع هذا الحديث على علاته؟، وأتساءل هنا هل غياب رئيس أي مكتب من المكاتب يشل المرفق الذي يعمل فيه وانه أغلق مكتبه بالضبة والمفتاح وفي مرفق حساس فالأمر يختلف ثم أين كانت هيئة الاركان التي هي الجهاز الميداني للعمل العسكري اليومي والتي تخطط وتوجه وتنفذ وتذلل العقبات ورئيس المكتب العسكري مهمته سياسية ترتبط بمجمل العمل التنفيذي أي لأي قيادي تنفيذي إنشغالات تنفيذية.

وأسأل هنا أين كانت دفاعات الجبهة في مارس 1981م والتي قال وقتها إن عبدالله قد إستلم فيها المسؤولية وبصرف النظر عن حقيقة المعلومات حول الذي ذكر وكيفيته التي ذكرها فلماذا لم تدعوا اللجنة التنفيذية بالأغلبية لإجتمع طارئ للمجلس الثوري لحل المعضلات وتحميل المجلس مسؤوليته التاريخية في وضع الأمور في نصابها ولا أعتقد أن هناك أمر جلل أكثر من مصير الجبهة وكسبها وهي فوق الأفراد وفوق اللجنة التنفيذية كلها، ولكن كل الرواية مسكونة بالغرض والتحميل والتحلل من المسؤولية وتعليقها على شماعة عبدالله والتملص منها، ولكن الأمر لايعفي اللجنة التنفيذية بكاملها بما فيها عبدالله عن المسؤولية التاريخية والسياسية والأخلاقية عن تلك الهزيمة التي أخرجت جبهة التحرير الارترية من ساحة التأثير وحولتها من قوة تصنع يوميات التاريخ وتؤثر على مجريات الأحداث إلى قوة صوتية مشتتة، ومن المحزن أن عبدالله أضحى الفاعل الوحيد الذي وجه إليه الاتهام وحمل وحده في محكمة الأستاذ دون أن يتاح له ولهم حق التقاضي والدفاع العادل عن النفس لأنه غادر الحياة وبالتالي ليس من المستغرب أن يعرض الأستاذ وحده صدق من صدق وكذب من كذب وأنا عندما أطرح بما أتيح لي من متابعات وقراءات لجملة واسعة من الوثائق حتى أفتح باب التقليب أمام كل الناس فكل الغرض توضيح جملة من الحقائق أعتقد أن الأستاذ غيبها حتى لايتحدث عن االمراكز الحقيقة الفاعلة في كل المشهد وعمن مارس التجريب على حساب كسب الجبهة وجيش التحرير الارتري.

وفي صفحة 283 يقول الأستاذ أن عبدالله ظل محتفظاً بعضويته في اللجنة التنفيذية حتى إجتماع المجلس الثوري السادس الذي عقد في همشكوريب في الآراضي السودانية والذي ظل محتفظاً بعضويته ليس عبد الله فقط بل كل اللجنة التنفيذية التي أعلنت فشلها، وإذا كان عبدالله قد كلف من المجلس الثوري فمن الطبيعي أن يعود إليه كسائرالتنفيذية أم أن الأستاذ كان يرغب في أمر آخر ويتحسر على أمل لم يتحقق له وهو ليست أكثر من نضح لرغبات وهوى شخصي أخرج الرواية من سياقها العام للروى والانطباعات الشخصية وللأستاذ حق الحب والكره كما شاء. ولكن ليس من حقه الاسقاط بناءاً على ذلك.

وقال الأستاذ إبراهيم بخصوص البند الثاني المتعلق بهجوم الشعبية أن الوضع العسكري عند إنعقاد الاجتماع كان قد تدهور إلى حد الكارثة ويبدو أنه لطول المدة نسي أن الاجتماع كان عقب إحتفالات سبتمبر 1980م وبالتالي فالرواية غير معقولة لأن القتال في منطقة الساحل إستمر لأكثر من أسبوعين، وبعد عبور القوات القادمة من الساحل لنهر عنسبا تمركزت في سلسلة جبال بانونا وهناك أخذت وقتاً طويلاً بل تمكنت من إعادة الشعبية حتى منطقة فروق، كما أن الخلفية هددت بعد ثلاثة أشهر من ذلك التاريخ ووصلت قوات الشعبية لمنطقة كركبت كان في شهريوليو 1981م وكانت كل القوات متواجدة أومتجهة لساحات المعركة ومجمل المعارك إستمرت في حدود العام من أغسطس 1980 - أغسطس 1981م، وحول قول الاستاذ أن الاجتماع صادق على قيادة حامد محمود ورفاقه فهذا فيه تناقض هل صادق على الاجتماع على قيادة جبهة قتال أم على هيئة أركان؟

وهل حقاً صادق ذلك الاجتماع أم صادقت اللجنة الثلاثية العليا ؟ وما دام إجتماع اللجنة التنفيذية هو الذي صادق عليها ولم يقدم بدائل فهو الذي يتحمل المسؤولية وليس فرد من حقه أن يتقدم بمقترح يقبل أو يرفض ولم يقل الاستاذ أن الاجتماع ألغى هيئة الاركان وإستبدلها بأخرى ، وإذا كان الأمر كذلك فمن الذي ألغى هيئة الاركان وشتت عضويتها وصرفها لمهام أخرى سواء أكان تعبئة أو شراء أدوات لحفر خنادق أوإدارة عمليات في جزئية من ساحات القتال ونسأل هنا من الذي كلف حسب بمهام تكوين المليشيات والتعبئة في بركا وصرفه عن مهمته الأساسية ؟ ثم من كلف تسفاي تخلي نائب رئيس المكتب العسكري وحوله لمشتري أدوات حفر خنادق وساعي بريد بين اللجنة العليا والجيش؟ ومن الذي وجه حسين خليفة لقيادة الجبهة الشمالية الغربية .

وذكر الأستاذ إبراهيم في صفحة 285 أن القتال إستمر بين كر وفر لثلاثة أشهر أي حتي ديسمبر 1981م أي أن الخلفية هددت أثناء اجتماع التنفيذية في سبتمبر حديث غير صحيح بإقرار الأستاذ إبراهيم نفسه ولم يوضح لنا الأستاذ أين كانت متموضعة القوات إبان إتفاق الهدنة وما يؤسف له أنه لم يوضح متى كانت تلك الهدنة وماهي بنودها وما دام الأستاذ قد قال أن عبد الله جاء لمدة وجيذة وإستدعى اللجنة التنفيذية في ربدا على حد ما ذكر فهذا يعني أنه جاء بعد أشهرمن الهدنة وبالتالي من كان عليه واجب الاستفادة من الهدنة الغائب أم الموجود ثم كيف تجاوز ماطرحوه من إعادة تنظيم خلق التنافر بينهم وقيادات الجيش أكثر مما نظم، وأخيراً وجهوا المكلفين بتسجيل الموافقين على إعادة تنظيمهم والمخالفين، إذاً مسؤولية إعادة التنظيم كانت تقع عليهم وحدهم في اللجنة العليا وعلى منظومة ما يسمى بالقيادة الجماعية التي كان الأستاذ أحد أعمدتها وتجاوز الأستاذ مسار الدخول لضواحي كسلا ونشر غسيل وملاك الجبهة على مد البصر في موكب جنائزي حزين على صفحات الحدود السودانية وهي لحظة أليمة من نضالنا الوطني وكنا بأمس الحوجة أن نعرف كيف تم ذلك وسوف أتطرق لها بقدر الامكان.

وذكر الأستاذ أن اللجنة التنفيذية عقدت في أغسطس 1981م إجتماعاً تغيب عنه عبد الله سليمان وعبدالله إدريس وعندما وصل لعبدالله إدريس إستطرد قائلاً الذي إختفى فجأة عن مسرح الأحداث لأسباب مجهولة وهذا يتناقض مع أقواله السابقة التي قال من بينها دارت شائعات أسره أو إستشهاده... ولكنه أضاف أصبح لغزاً محيراً وكأنه لا يعلم أين بقى وإن كان في تلك الفترة لا يعلم فقد علم بعدها، ولكنه وهو يستعيد ذكرياته لتلك الحقبة تعمد إبقاء هذا الغبش والتعويم، وقال إن اللجنة التنفيذية أصدرت بياناً أعلنت فيه مسؤوليتها عن الهزيمة التي لحقت بالجبهة وعن إلتزامها بالمحاسبة والتغيير ونزل ذلك البيان كالصاعقة على القواعد الجماهيرية للجبهة، وكان الأجدر أن تدعو التنفيذية لإجتماع عاجل للمجلس الثوري لتقدم إستقالتها الجماعية ليشكل المجلس قيادة بديلة، وعلى عكس ذلك فإن الذين قالوا فشلنا ومستعدون للمحاسبة والتغييربقوا في سدة قيادة التنظيم رغم أنهم فقدوا خاصية القيادة الواحدة وإهتزت بينهم الثقة لأبعد الحدود بل أخذوا يضعون العراقيل للحؤول دون إنعقاد المجلس الثوري الذي إلتأم أخيراً وبعد جهود مضنية من الأجاويد في ديسمبر 1981م وما يحزن أن الأستاذ الغاضب الحانق على رفيقه لم تغسل حنقه كل تلك السنوات الطويلة من تفرق السبل بل وحتى مرض ورحيل رفيقه عن هذه الفانية فألقى ححم ما كان يعتمل في صدره ويمر من غضب وسخط بعد تغيب المرض لرفيقه عبد الله بل وتغيب الموت لرفيقه صالح إياي الذي لم يرحم من سياطه وعدد كبير من رفاقه ومع ذلك مضى يركض وحده في وحل مرحلة حولها الكثير من المغالطات، وكل همه أن يلصق الهزيمة بشخص عبدالله وحده ليتبرأ منها هو وبقية الرفاق في الجهاز التنفيذي بل وكل الفاعلين في قيادة وإدارة الجبهة، ويعتبر هذا التحميل تناقض صارخ وتراجع عضو قيادي عن إقرار بيان اللجنة التنفيذية و مضمونه الصادرفي أغسطس 1981م الذي تحملت فيه اللجنة التنفيذية الفشل وبينت إستعدادها للمحاسبة والتغيير، كما تجاهل الأستاذ رده على بعض رفاقه عندما سألوه عن عبد الله بوصفة عضواً باللجنة العليا فكان رده وماذا نفعل له... ويمكن للقراء أن يزنوا هذا الرد ومقدار الحصافة فيه وما ينم عنه من حس بالمسؤولية... والرفقة وكان الأستاذ يعلم أين بقى رفيقه عبد الله ولكنه آثر أن يعوم الأمر.

وأكد الأستاذ في ذات الصفحة بأنه وملاكي وتوتيل والزين إتصلوا بمحمود حسب وطلبوا منه أن يخطر حسين خليفة الذي كان في منطقة تبعد 100 كيلو من منطقة كركون وتهداي في منطقة الشمال الشرقي على الحدود السودانية باتجاه همشكوريب، وهنا أتساءل عن الصفة التي إستدعوا بها حسب، وما أكده هذا الاستدعاء إستمرار اللجنة العليا في قيادة التنظيم حتى بعد الدخول المهين، وما قاله عن أية لجان أخرى أمر غير سليم، كما أنه لم يذكر نتيجة التكليف وقبول المكلف أو رفضه ويبدو أن الأستاذ ما كان يعلم أن منطقة الشمال كانت فيها قوات بقيادة محمد نور عافه قوامها كتيبتين، وتجاهل قرار اللجنة التنفيذية حول تأمين الخلفية وعودة القوات عبر محورين للشمال وللقاش وقد وضعت أمام تنفيذ القرار العراقيل والعوائق التي وفرت أسباب تجريد جيش التحرير الارتري من السلطات السودانية خروج ونجاة جزء من القوات وتردد جزء كبيرة منها وعودة أخرى طائعة مختارة للقوات السودانية وهي أقرب للنجاة منها للاستسلام والخضوع للتجريد وسوف أتطرق لذلك الواقع الأليم في الحلقة القادمة إنشاء الله.

نواصل... في الحلقة القادمة

• السابق
• التالي