مطبوعات وإصدارات تستحق القراءة والمتابعة كتاب تاريخ مدينة قندع الخضراء
بقلم الأستاذ: حامد ضرار - أديب وقاص ودبلوماسي أرترى سابق
كتاب: تاريخ مدينة قندع الخضراء
الكاتب: إدريس إبراهيم آيم
مكان الإصدار: لندن - المملكة المتحدة
تاريخ النشر: يناير 2022
عدد الصفحات: 272 من القطع المتوسط
اللغة: العربية
الكتاب يمثل سفرًا تاريخيًا ليس لمدينة قندع وسكانها وحسب، بل هو تأريخ شامل لإقليم سمهر وإرتريا عمومًا، ولتمليك بعض الخيوط لأصدقائي المتواجدين في مواقع بعيدة، عن لندن وريثما تصل النسخ إليهم، أحاول هنا وعبر مرور سريع على صفحاته أن أنقل حرفيًا وبشيء من التصرف، ما ورد في متن الكتاب، آملًا أن يكون ما أكتبه، ولو بتواضع يعكس وينقل صورة عن رسالة المؤلف الذي، كما بدا لي من أنهن قد سخر جهده وماله ووقته من أجل أن ينقل حقائق تاريخية بالغة الأهمية عن واحدة من مدننا التي تشكل صورة مصغرة عن كامل الوطن. ولأني كنت من المحظوظين الذين سنحت لهم فرصة المرور على مخطوطة الكتاب ومسودته قبل أن يصل إلى المطابع، أقول أن مضمون هذا الكتاب، أفادني أيما إفادة وفتح عيني أمام تاريخ عظيم لأهلي وناسي، ليس فقط في قندع، بل وفي كامل الإقليم والوطن. لقد تعرفت على قبائل وعشائر ونضالات مواطنين رسموا بأحرف يصعب محيها تاريخ نعتز به جميعًا.
الأسلوب المبسط والمفردات الجميلة التي انتقاها الأستاذ إدريس إبراهيم آيم في كتابة قصة وتاريخ مدينة قندع هي ما سيعجب القاريء ويدفعه للسير والتعمق للتعرف على جماليات قندع ومبدعيها والذين تم تضمين قوائم أسمائهم كل حسب تخصصه ومجاله. فهناك الشعراء ورؤساء ومشائخ القبائل وأصحاب المحال التجارية والبنائين وأصحاب المخابز والمعلمين والطلاب وغيرهم وغيرهم. إنه بحق سفرٌ يؤرخ لقندع ولكل إرتريا:
سأحاول أن أنقل مختطفات من الكتاب بشكل سريع ودون ترتيب وبشيء من التصرف، كما أسلفت. آمل أن أوفق في أن أعكس ولو النذر اليسير مما أراد إرساله مؤلف الكتاب. وكلي أمل أن الكاتب الأستاذ إدريس آيم وبما يمتلكه من قلم وذاكرة حية سوف لن يتوقف عند هذا الحد، بل أتوقع أنه سيتحفنا بالمزيد والمزيد من الكتابات التي نحن بحاجة ماسة إليها.
في التقديم وكلمة الشكر ورد:
في البدء، أقدم عميق شكري وامتناتي لكل الإخوة، الذين شجعوني على الكتابة عن ذكريات طفولتي في مدينتي ومسقط رأسي قندع الحبيبة، وكان الكم الهائل من التشجيع الذي تلقيته عبر الاتصال المباشرة أو على صفحات الفيس بوك أو حتى في مجموعات الوتساب الكثيرة، فما شهدته ولمسته من تشجيع كان أكثر بكثير مما كنت أتوقعه. ذلك العدد الهائل والكبير من المشجعين وحالة الشغف واللهفة التي أبدوها للتعرف على قندع وتاريخها، زاد من ثقل المسؤولية علي والتي دفعتني في أن أكون أكثر حرصًا لأوثق ما سأكتبه مدعومًا بالتواريخ المناسبات المرتبطة به.
لهذه الغاية النبيلة عمدت على أن أنوّع مصادري والتي تراوحت ما بين تقصي المعلومات التاريخية عبر الاستماع إلى من عاصروا تاريخ المدينة والإلتقاء بهم والاجتهاد للبحث والتعمق في المعلومات التاريخية ذات الصلة بموضوع بحثي عن المعلومة التاريخية والنأي عن الانشائية التي لا تتوخى الدقة والمصداقية وكل ذلك لغاية إثراء القاريء والمهتم بتزويده بمعلومات تاريخية تفيده.
قمت بعملية بحث ودراسة لبعض كتب التاريخ وطرحت أسئلة كثيرة على كبار المنطقة وعقلائها. وبالنتيجة ظهر لي بأنّ تاريخ إقليم سمهر عمومًا، مرتبط بعضه ببعض، ويصعب تناول تاريخ قندع بمعزل عن تاريخ القبائل الحاضرة في الإقليم: كعايلت - قمهوت - عسوس - عدشوما - وايرا - دماس - قدم سقا - طروعه - سبارقوما - العاسا (دنقولو تحات).
فيما يتصل بالتعايش والتسامح اللذين تتسم بهما قندع، تضمن الكتاب الأسطر التالية:
"كما عاشت كل القبائل الإرترية، سواء كانت منها تلك الناطقة بالتقرايت أو بالساهو، أو العائلات التي قدمت من داخل أو من خارج البلاد بانسجام واضح المعالم. وكانت روح المحبة وتبادل الاحترام والتقدير أصل العلاقات الاجتماعية والأسرية بين جميع الأطراف."
أما في مدخل الكتاب فنقرأ:
"الهدف الأساسي من تأليف هذا الكتاب هو التعريف بمدينة قندع وتاريخها والتوثيق لها. وقد نبعت فكرة التوثيق والتأليف هذه، من كوني وجدت أن لتلك المدينة والمنطقة المحيطة بها تمثل إرثا ثقافيا وحضاريا، وتاريخ حافل بالبطولات والتضحيات، ووجدت من واجبي تنوير كافة الشعب الإرتري عن تاريخ قندع لكونها جزء عضويًا من وجدان المواطن الإرتري أين ما وجد. ومن نافلة القول الـتأكيد بصعوبة تناول تاريخ قندع بمعزل عن تاريخ إرتريا بالأصل، ولذا سوف أتناول تاريخ إرتريا وتاريخ حوض البحر الأحمر كمدخل لتاريخ قندع".
لتعريف القاريء، الذي لا يعرف قندع المدينة والموقع نقرأ في الكتاب ما يلي:
"تقع مدينة قندع في إقليم سمهر الذي يقع على ساحل البحر الأحمر، الذي لم يكن منذ عصور قديمة بحر سلام ونشاط تجاري وحسب، بل كان مكان صراع وتطاحن وتقاتل بين القوى الدولية المتصارعة وذات النفوذ. لأهمية البحر الأحمر الاستراتيجية، فإن الصراع فيه والتنافس حوله سيستمر ما دام مصالح تلك الدول قائمة". عليه، يستطرد الكاتب في مستهل الفصل الأول: "وأخذاً في الحسبان تلك الأهمية، يكون من الضروري الحديث ولو بإيجاز عن مكونات ضواحي قندع، قبل الولوج في الحديث عن قندع ذاتها. والمكونات هي":
1. عايلت،
2. قمهوت،
3. عسوس،
4. عد حا،
5. عد شوما،
6. وايرا،
7. طروعة (بيت موشي أو موسي)،
8. دماس،
9. قدم سقا،
10. الدفير،
11. النبرا،
12. عد عشكر.
وعند الحديث عن عد حا (متكل أبيت) يورد الأستاذ آيم مايلي:
أطلق على السكان ذلك الأسم، لأن كان لديهم أبقار كثيرة "عد حا" والتي تعني بالتقرايت أهل الأبقار.
ويضيف قائلًا عن عد شوما:
"كما تقول الروايات المحكية والمتوارثة، فإنَّ وراء تسمية عد شوما قصة طويلة وممتعة حيث تُرجعُ تلك الروايات بروز منطقة عد شوما ونشأتها إلى السيدة "شوما بنت عامر ملاطي بن أحمد بن مرجوب بن حسن بن محمود الماضي" (ألمداي). وتقول القصة أنَّ شوما قد تزوجت من أحد أمراء الفونج، ولكن لم يطب لها العيش بعيدًا عن بيئتها التي ترعرعت وعاشت فيها، فقررت الانفصال عن زوجها والرجوع إلى مصوع لفترة زمنية إلى حيث شقيقتها فاطمة بنت الشيخ عامر ملاطي زوجة نائب حرقيقو وقتذاك عامر علي لتنتقل بعد ذلك إلى الريف في سمهر حيث قام النائب بإصدار إعلان رسمي اعتبر فيه شوما ومن سكن معها معفيًا من الضرائب (الطلبة) فسرعان ما تجمع الناس حولها من كل مكان.
عند تناول الكتاب النَّبَرَا، يورد الأستاذ إدريس إبراهيم آيم الإفادة التالية:
أُشتقَ الاسم من مفردة بالتقرايت وهي "نِنْبَرْ" وتعني فلنعش معًا. وهي مكان سكن النبرا حيث توجد هناك ثمانية قرى منها نفاسيت، حوطيت، أمات كلات، حوطيت ودرفو وحتى داخل أسمرا. ويعتبر النبرا من السكان الأصليين لأسمرا، وما يدلل على ذلك الإرتباط، هو المقولة القديمة والتي ما زال صداها يتردد جيلًا بعد آخر والتي تقول بلغة التغرنيا: "أرْبَعْتىْ أسمرا حَاْمْشَيتَاْ نَبَرَاْ".
سكان النبرا: من القبائل التي تسكن في مناطق النبرا والتي تعتمد في حياتها المعيشية على تربية المواشي والزراعة: نجد، بردوتا، سب لعاليت، أبو القاسم، دقدقي، فازين، لمزا، عد درقي، حزو، بيت عوت واقلمبا، سب لعاليت و إدريس سليمان، عد شيخ محمود، أقليبا، حزو، وأنكالا وأنكلى. وكان رئيس النبرا هو شوم سعيد أمْرُو، حيث جرت العادة على أن يقوم كبار القوم وعقلائها بانتخاب الرئيس بشكل ديمقراطي.
شوم ليمان وبطولات ومعركة قمهوت:
حدثت معركه في قمهوت بين آل قمهوت بقيادة شوم ليمان وجيش رأس ألولا كانت بسبب فتنة قيل ان جهة ما قالت لرأس ألولا أن أهل قمهوت اطلقوا اسمك (دبب) على ثور يزرعون به أرضهم وكان هذا القائد الاثيوبي يلقب ب (دبب) فأراد الإنتقام وجاء إلى قمهوت للقتال، فما كان من شوم ليمان إلَّا إعلان التعبئة وحالة الاستنفار، حيث استعدت القرية للقتال والدفاع عن نفسها بقيادته وبمشاركة كل القبائل التي تقطن عد شوما وعايلت وعسوس وعد أحا ضد القوة الغازية، فحدثت المواجهة، لينتصر آل قمهوت على جيش رأس ألولا الذي توزع أفراده ما بين قتيل وأسير وجريح.
فيما اتصل بتأسيس مدينة قندع يقول الأستاذ إدريس آيم:
"في فترة الحكم العثماني وحتى فترة بدايات الاستعمار الإيطالي، كانت تنتشر في منطقة قندع الغابات والأدغال والأشجار الكثيفة والأحراش الأمر الذي جعل المنطقة موطنًا للحيوانات البرية المفترسة من أسود ونمور وذئاب". في ذلك الزمان، كان الشتاء يمتاز بغزارة الأمطار وطول فترة نزولها وبميل الطقس إلى البرودة الشديدة، كل ذلك كان سببًا في انتشار البعوض والإصابة بمرض الملاريا الأمر الذي دفع بالسكان اختيار العيش في المناطق المرتفعة من أطراف قندع الحالية. جاءت أهمية مدينة قندع، حسب إفادات المؤلف، من كون نصيبها كان أكبر من المحطات الحديثة التي أنشأت بين مصوع واسمرا. فقندع لم تكن مجرد محطة، بل كان الهدف من انشائهاأن تتحمل بعض الأعباء الإدارية من مدينة مصوع.
لذا قامت إيطاليا بإنشاء: فروبيا وهي محطة للقطارات ولوتارينا لنقل البضائع والركاب واستراحة للمسافرين، وفروبيا لم تكن محطة عادية بل كانت بمثابة مرآب لصيانة القطارات وتزويدها بالفحم الحجري والماء.وكل ذلك جعل منها عاملًا قويًا لجذب الأيدي العاملة من الإرتريين سواء من ضواحي قندع أو من بقيّة مناطق البلاد.
كما أنشأت السلطات الإيطالية في "فروبية" قندع محطة للناقل التلفريك في يوم 1 اغسطس 1936م والذي بدأ مرحلته الأولى من قندع إلى قودايف أسمرا. وفي عام1937م اكتملت المسافة التي تغطي بين قندع ومصوع. والناقل تلفريك الذي يربط بين أسمرا ومصوع مرورا بقندع وكان الأطول مسافة في العالم آنذاك، وقد تم تصميمه لنقل البضائع والمعدات العسكرية.
عند الحديث عن الأسر والشخصيات المشهورة في قندع نقرأ الأسطر أدناها:
"عد شيخ مالك، عد شوم نوراي، عد دقيات سفاف، عد آيم، عد قدم، عد درير، عد شوم حمد، عد شوم سعيد، عد شوم ليمان، عد شوم حسين عكا، عد شيخ عبدالله، عد شيخ علي محمد، عد شيخ عمر، عد ابعري، عد ابكر، عد ابو بخيت، عد ابوى قسسو، عد احمد سعيد عقلان، عد ادم بيك، عد ادم دروي، عد ادم محمد رمضان، عد اشماعيلو، عد القديناي، عد الولا، عد إبراهيم عبدالنور، عد إدريس الشيخ، عد إدريس قيخ، عد إنجليز، عد أب سلاب، عد أب عجيل، عد أبر، عد أبريهم، عد أبعري، عد أبكيت، عد أحمد سيلان، عد أحمد شري، عد أحمدالدين، عد أدحنا، عد أسفداي، عد أسناي، عد أشحقو، عد أكوب، عد ألمو، عد باحمدون، عد بادوري، عد بارماي، عد بارياي، عد باهو، عد بتعاي، عد بخيتاي، عد بركت، عد بكري صائغ، عد بلاته، عد بيشاتي، عد تركاى، عد تركي، عد تكروراي، عد تماريام، عد توساك، عد جبيب، عد جريد، عد جقير، عد جمبقوا، عد جنقار، عد حاطط، عد حامد دويد، عد حب الدين، عد حبيب، عد حجرت، عد حجي يحيا، عد حدوق، عد حرنير، عد حزواي، عد حسما، عد حسمتا، عد حسن عقلان، عد حسن محمد علي، عد حليباي، عد حليبو، عد حمد، عد حميداي، عد حنرير، عد خليفة، عد خواجا، عد دانيا، عد دبروم، عد دبيس، عد درقي، عد درنكا، عد درهوي، عد دنكلي، عد راقي، عد رزقو، عد رمج، عد رمضان عمر، عد ريحاني، عد زايد، عد زبوي، عد سراج، عد سطان، عد سعد حجي، عد سعد قاضي، عد سعيد إدريس نور، عد سعيد سالم، عد سقوب، عد سلطان، عد سلمان، عد سليمتو، عد سمهراي، عد سناري، عد سندح، عد سيد داود، عد شابيتاي، عد شاطر، عد شامي، عد شجوراي، عد شداد، عد شريماي، عد شعبان، عد شلع، عد شلو، عد شمسي، عد شنكحاي، عد شنيتي، عد شوشان، عد صالح سلمان، عد طبرني، عد طلول، عد طه، عد طوراي، عد عبدالرحمن ادم، عد عبدالله قوراري، عد عرمسيس، عد عقلان، عد علكوك، عد على البلوي، عد علي قدى، عد عمار إدريس، عد عمر بوط، عد عمران، عد عنقرو، عد عوته، عد فاقر، عد فايد، عد فرج الله، عد فرج امكه، عد فرج، عد فقوراي، عد فورنايو، عد فونجاي، عد قاسم، عد قاش، عد قانع، عد قدوف، عد قرونيا، عد قعوز، عد قلاتي، عد قما، عد قولاي، عد كاكاي، عد كباشاي، عد كرا، عد كعلاي، عد كليم، عد كميشاي، عد كوكل، عد كيراي، عد كيكيا، عد ماحيشو، عد محمد افعبت، عد محمد حسين، عد محمد صالح، عد محمد عبده، عد محمد علي أفندي، عد محمد نورادم (كوربه)، عد محمدنور عمر، عد مداين، عد مكي، عد ملاطي، عد منتاي، عد منجير، عد مندر، عد منصور، عد مهري، عد ودوي، عد موسى نور، عد موسى حاج، عد موشي، عد مويه، عد ناجي، عد ناشح،عد ناصر، عد نائب، عد نبب، عد نبر، عد نفع، عد نقاش المؤذن، عد نقاش، عد نهاري، عد نؤش، عد هنسو، عد وارداي، عد وراي، عد وقري، عد وللو، عد ويراي، عد يحيى عامر، محمد محمود، عد زودي عنسبه، عد اسفاو، عد امحا، عد فاسيل، عد قرقيس، عد قشي أسقدوم، عد كفلوم، عد هيلي مالو، قرماي مدهني".
يرى السيد إدريس إبر اهيم آيم أن هناك عوامل كثيرة ساهمت وساعدت في إزدهار مدينة قندع والتي يجمل فيما يلي بعضًا من تلك العوامل في الآتي:-
1. موقع المدينة الاستراتيجي و تواجدها في منتصف "العاصمتين" أسمرا ومصوع.
2. وجود محطة قطار.
3. الطقس المعتدل طوال العام.
4. التربة الخصبة الصالحة للزراعة والمرعى وتوفر المياه فيها حيث تحظى المنطقة بموسمين من الأمطار مع سمهر وحماسين. ففي فصل الشتاء، يبدأ موسم الأمطار من سبتمبر حتى فبراير حيث تكون الأمطار خفيفة وتستمر بدون توقف أحيانا لأكثر من سبعة أيام ومصاحبة لضباب كثيف أكثر من الضباب الذي تشتهر به لندن.
إزدياد الوعي والحس الوطنيين لدى الإرتريين في فترة الإنتداب البريطاني في عام 1943م تكوّنت جمعية حب الوطن التي كانت تضم 12 عضوا تتكون من المسلمين والمسيحيين بالمناصفة وتهتم بالشؤون الإجتماعية للإرترين.
وفي نهاية فترة الإنتداب البريطاني بدأت تظهر عصابات الشفتا و تعود من جديد بتشجيع من أثيوبيا للسلب والنهب والقتل (التصفية السياسية) ولكن هذه المرة الوضع تغيّر مماكان عليه في فترة العهدين التركي والمصري، إذ أضحى متوفرًا في يد سكان سمهر وجميع مناطق إرتريا سلاحٌ يدافعون به عن أنفسهم فضلًا عن الخبرة في مجال القتال لأن وذلك لكون معظم الإرتريين كانوا قد خدموا في الجيش الإيطالي.
أعيان مدينة قندع الذين تم إختيارهم عام 1948م وهم:-
1. السيد/ سعيد سفاف،
2. السيد/ بكري محمدنور صايغ،
3. السيد/ عثمان صالح قدم،
4. السيد/ موسى محمد الحسن آيم،
5. شوم/ عامر نوراي شوم قندع.
استمر عمل هؤلاء الأعيان في فترة الإتحاد الفيدرالي وحكم هيلي سلاسي وحكم ومنقستو حتى دخول الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا مدينة قندع عام 1977م.
فيما يلي أسماء شهداء "عايلت وقمهوت" الذين سقطوا في 11 يوليو 1968 نتيجة تلك المذبحة الغاشمة وهم:-
1. شوم حسن نوراي،
2. محمود الحاج عثمان حاطط (فاقر)،
3. عبده احمد الحاج عثمان حاطط (فاقر)،
4. عبدالله موسى سمرا،
5. أحمد في أحمد،
6. حسن حمد كردي،
7. يوسف محمد جابر،
8. سعيد علي عمر،
9. سعيد إدريس صالح،
10. سليمان الشيخ عثمان،
11. إبراهيم عراوي،
12. شوم عثمان صالح ليمان،
13. سليم حسن آيم،
14. أدم أحمد إدريس آيم،
15. عثمان أحمد هريش (إمبيرمي)،
16. محمد نور عثمان شنيتي،
17. محمد محمود عبداللطيف (عسوس - عد معلم)،
18. سعيد علي عبدالله (متكل ابيت - عد حا).
وكان من ضمن الشهداء أربعة ضيوف من أبناء قبيلة أفلندا، للأسف لم يتم التمكن من الحصول على أسمائهم لتوثيقها وكذلك ثلاثة من أبناء قبيلة الرشايدة، ظلت جثامينهم على الأرض لحوالي أسبوع دون أن يتسنى لأهالي "عيلت وقمهوت" دفنها إلا بعد أن تم فك الحصار ورفع حظر التجوال عن القريتين
وعن الشعراء والفنانين من أبناء قندع وسمهر يورد المؤلف المعلومات القيمة التالية:-
أولًا - الشعراء والفنانين من أبناء قندع:-
١) إدريس ود امير
٢) سعد حجي
٣) عبده عبدالله
٤) الأمين عبدالطيف
٥) عبي عبدالله
٦) احمد محمد علي خليفه
٧) عمر عايلاي
٨) أحمد ود شيخ
٩) سعيد عبدالله
١٠) حسين محمد علي
١١) زينب بشير
١٢) محمد نور بيني
١٣) محمود وايراي
١٤) ابرهيم سالم مقرانت
١٥) إدريس م. سعيد علي نور
١٦) محمود صالح طعدا
١٧) أحمد جابر
١٨) جابرعايلاي
١٩) عمر جابر عايلاي
٢٠) علي عبدالله
٢١) سليمان عمر جابر
٢٢) محمد علي ابيتو
٢٣) فاقر يمهراب
٢٤) حمد سقى
٢٥) أحمد محمد علي
٢٦) محمد نور بيني
٢٧) جابر محمود
٢٨) زيبنب بشير
٢٩) سعيد موشي
٣٠) حمد أحمد علي حامد
٣١) حجي بتعاي
٣٢) محمد سعيد بركاي
٣٣) منير مويه
٣٤) شام قشو
٣٥) يماني مبرهتو
ثانيًا - أسماء الشعراء والفنانين من أبناء سَمهر:-
١) ابراهيم قورت
٢) ود فرج
٣) سعيد جعلي
٤) ود بشلات
٥) زهره علي
٦) عبدالقادر بلح
من قراءة التاريخ وتأمله يصل المؤلف للقول إن "قندع" التي كانت لها أربعة مداخل، كانت مركزا للتسوق في جميع ريف سمهر، والمداخل الأربعة هي:-
1. مدخل فيق ياسين لأهالي عد شوما وقمهوت وواريا حتى تصل شعب وعايلت وقمهوت وعسوس، هذه المناطق فيها عشرات القرى والتجمعات السكانية.
2. مدخل حوطيت لأهالي أمات كلات.
3. مدخل فروبيات مدخل لأهالي عقمبسا وعقمدا وتبو وهبلو.
4. مدخل بونسبيرو لأهالي لاعاسا، ودنقولو تحات ودنقولو لعال، سبار قوما.
لم ينس المؤلف أن يضمن الكتاب مسيرة هجرته ومغادرته مكرهًا المدينة والوطن اللذين أحبهما. إذ يقول: "بدأت رحلة خروجي وزملائي من قندع عن طريق فيق ياسين وبعد ساعتين أو ثلاثة من المشي وصلنا منطقة ماي شيرو وكان هنالك في إنتظاري عائلة خالي حامد مودوي جاءوا من مصوع واستقروا معنا في قندع وقدموا قبلنا إلى ماي شيرو مكثنا معهم لمدة يومين وانطلقنا على ظهر خمسة جمال ودليلنا كان العم محمد فونجاي رحمة الله عليه، وهو كان مُلم بوعورة الطريق ولسوء الحظ كان الجو صيفًا حارقًا السماء مشمسة صافية نهاراً ومعتدلاً ليلاً ما ان تغرب الشمس حتى يبدا الاستعداد لمواصلة الزحف هروباً وسط عتمة الليل لمزيد من الهروب والابتعاد عن الديار والوطن".
الخاتمة:
لم يرد الاستاذ إدريس إبراهيم آيم أن يطوي ويختم كتابه في طبعته الأولى دون أن يبعث رسائل غاية في النضج والمسؤولية إذ يقول في الخاتمة:
"كما يقال من ليس له ماضٍ، ليس له، بالضرورة، لا حاضر ولا مستقبل. ولأن التاريخ ما هو وسيلة وسفر لتثبيت حقوق الإنسان ووجوده، هذا الأمر جعلني أحاول تحمل مسؤولية كتابة ولو النذر اليسير عن ما أعرفه من تاريخ الأجداد والآباء وحياتهم المعيشية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية لتتعرف عليه الأجيال." "وبالفعل يقف التاريخ شاهدًا يحكي بطولات شعبنا الإرتري بمسلميه ومسيحييه والذين قاوموا المحتلين وثبتوا الوطن، مع ذلك فذات التاريخ لا يخلو من أفاعيل يقوم بها بعض ضعاف النفوس والإنتهازيين الذين يستدرجون بالمال وبالميول الطائفية لرجالات من الدين المسيحي والإسلامي ليلعبوا أدوارًا مدمرة ومعرقلة لمسيرة الشعب.
وبطيعة الحال، التعميم لا يصح، وبالتالي فإن ذكر المرتزقة من الكمندوس واتباع حزب الأندنت وإلحاق صفتي العنصرية والحقد بهم لا يعني البتة، كل الأخوة المسيحيين فهناك الكثير منهم قد سطروا بطولات وقدموا أرواحهم قرابين لحرية وانعتاق إرتريا، كما لا يفوتني الإشارة إلى وجود إرتريين مسلمين قد لعبوا هم أيضًا أدوارًا معيقة وسلبية في مسيرة نضالنا التحرري. فهناك منهم من شارك في إنزال العلم الإرتري من ساريته عند إلغاء إثيوبيا للاتحاد الفيدرالي وضمها إرتريا إليها من جانب واحد. وبالتالي ما نورده هنا من أحداث تاريخية ليس القصد منه الانتقام والثأر، بل أخذ العبر والدروس من تلك الأخطاء والحؤول دون تكرارها من أي طرف كان".