من تدوينات تراث المدن الإرتريّة وكتاب "تأريخ مدينة قندع الخضراء" نموزجا
قراءة الأستاذ: عبدالفتّاح ودّ الخليفة - كاتب ومؤرخ إرتري - بورتن، المملكة المتّحدة
من أجمل ما يكتب خارج السّياسة وخارج مواد التصارع فى السّاحة الإرترية
يستهوينى ويعجبنى الكتابة عن التراث حتّى وإن كان ممزوجا بالسياسة، الكتابة فى التراث جميلة إن كان فى شكله الشّعرى أوالقصصى أو كانت الكتابة عن التجمّعات السكانية فى القرى أو المراكز أو المدن، عندما وصل إلى علمى صدور كتاب عن تأريخ مدينة قندع يحكى عن تراثها وسكانها أسرعتُ فى الإتصال بالكاتب لأحصل على نسختى ومشكورا الكاتب بالرّغم من إنشغالاته الكثيرة بذل جهدا لنلتقى فى وسط لندن وحملتُ من الكتاب ماتيسّر للإخوة والأصدقاء فى مدينة سكنى وفارقت الأخ إدريس إبراهيم آيم على أمل الللقاء قريبا، قرأت بشغف جزءَ من الكتاب وأنا فى القطار فى رحلة العودة إلى مدينتى من لندن ولاحقا أكملت قراءة الكتاب ذو الـ 270 صفحة لأجد نفسى قد تعلّمت جزءا غير يسير عن تأريخ مدينة قندع الخضراء، عرفتها من الكتاب وطفتها صفحة صفحة حتّى خيّل لى أنّنى عشت فيها زمنا، تعرّفت على مدينة قندع ومكوّناتها مبوبة فى كتاب أستطيع الرّجوع إليه فى ساعة الضرورة... فى أجزاء من محتويات الكتاب لم أجد خلافا لما كنتُ أسمعه من رفيقى فى الأتحاد العام لطلبة إرتريا وزميل الخدمة الوطنية عام 1981-1982 الدكتور عمرالدين إبراهيم.
وجدت الكتاب يستأهل قراءة متأنيّة غير متعجّلة لأنّه جاذب نصّا وشكلا والتصميم من أجمل ما فيه والورق فاخرا ممتازا، والحرف الذى كتبت به النصوص أيضا كان آية فى الروعة والجمال وصورة الغلاف كانت مقدّمة كافية لما فى داخله، حيث ترمز الإبل وما تحمله لصنف سكان المنطقة والمدينة، أما القطار فهو نموزج ومؤشّر بأنّ مدينة قندع هى مدينة الحديد والنّار وفيها كانت ورش خدمات القطار، ومنها أو من ضواحيها القريبة والبعيدة قدم وأتى معظم فنّيو وسائقى القطارات إلى باقى المدن.
بعد الإهداء والتقديم والشكر والمدخل قسّم الكاتب الكتاب إلى ستة أبواب، الباب الأول يتكوّن من جزأين والثّانى كان فيه كلّ ما نحتاج أن نعرفه عن "قندع" مدمجا، والسّادس من إحدى عشر جزءا وهو الجزء الأكبر فى الكتاب.
فى المدخل توسّع الكاتب فى ذكر كثير من مواضيع كان يكفى الكاتب ذكر الأشياء فى سطور مدمجة ومختصرة، وإدخال العناوين الجانبية الأخرى فى صميم أجزاء الكتاب مثل: "قندع المدينة والموقع" و "تأريخ منطقة سمهر هو كل لا يتجزأ" و "من إيجابيات أمارة بلو للمنطقة" وفى إعتقادى أن تلك العناوين كان من الأفضل أن تكون من صميم مواضيع الباب الأول من الكتاب وليس أقحامها هكذا فى المدخل وفى الصفحة الأخيرة نجد نبذة تعريفية عن الكاتب ونفس النبذة التعريفية موجودة على الغلاف الأخير للكتاب وهو تكرار مزعج كان يجب أن يتفاداه الكاتب ليكون الكتاب أجمل فى بنيته من التى فيها الآن...
الباب الأول:
كنت أقرأ الباب الأول وجزأيه والعناوين الفرعيّة للجزأين وتأبى أن تفارقنى كتبابات الدكتور المرحوم/ محمد عثمان أبوبكر فى كتابه (تأريخ شعب إرتريا المعاصر) أمّا كاتبنا "إدريس آيم" ذكر وأسهب فى ذكر عايلت، وقمهوت وعسوس، عد حا، وعد شوما أرض المرأة الحكيمة صاحبة الأسطورة، ولأنّ كل أرض إرتريا مرتبطة بحكايات الكفاح الوطنى الإرترى فما من مناضل شارك فى المراحل التأسيسة لقوات التّحرير الشعبية وإلا ذكر قمهوت، وعايلت وعسوس وعد شوما، متكل أبيت، منهم الأستاذ/ أحمد طاهر بادورى، والمناضل/ تسفاى تمنوّو والمناضل/ سليمان أحمد هندى والمناضل/ إدريس بريراى وكلهم ذكروا الزخم والنشاط الذى كان محيطا بتلك المنطقة، والحقّ يقال أنّ كتاب "تأريخ مدينة قندع الخضراء" إسهب وتعمّق فى حقائقها الجغرافية ومراكزها المهمّة وإرتباطها العضوى بالمركز "قندع" وبذالك وضع خارطة سكّانية موثّقة للمنطقة سوف تساعد فى توسّيع مدارك القارئ المهتم، وسوف تتّضح فى ذهن الكثيرين جغرافية وخارطة تلك المنطقة المشتعلة نشاطا أيّام ثورة التّحرير فى كلّ مراحلها فشكرا للكاتب على الإسهاب الضرورى والجميل حول منطقة تأريخية كان يجب أن تأخذ حقها من التعريف لأبناء شعبنا الإرترى بكل فئاته.
الباب الثّانى:
بعد قراءة هذا الجزء من الكتاب قلت حينها فى نفسى: إذن هذا هو الجزء الذى حوى كلّ قندع تأسيسها ومكوّناتها والقرى والمراكز فى شمالها وجنوبها ثمّ شرقها وغربها والأنهر الموسميّة التى تغشى قندع وألهمت شّعرائها، وقصّة القطار الّذى حمل جزء من شعب (سمهر) إلى الهضبة والهضبة الوسطى وبركا، هذا الباب تحدث بإسهاب جميل ومقبول عن تاسيس مدينة قندع فى عهد الإستعمار الأيطالى، و إزدياد أهميّة قندع مع إنتقال العاصمة من مصوع إلى أسمرا ولتظهر أيضا أهميّة المراكز الكثيرة الأخرى حوالى قندع بدءا من (دوقلى) و (ماى عطال) قحتيلاى إلى (نفاسيت) وإلى (درفو) و (سي دشى)، أما السّرد الأجمل كان لقصّة القطار وخطوط السكك الحديدية التى ربطت أجزاء الوطن من (سمهر) إلى بركا وكلّ ما تقدم العمل فى الخطوط السكك الحديدية تأتى مجاميع من أبناء سمهر وتستقر فى المراكز حوالى خطوط السكك الحديدية فى قندع ونفاسيت و(إمبا تكلا) و (أربعا ربوع) حتّى أسمرا وإلى (سعدا كرستيان) و(إمبادرهو) و (عد تكليزان)، وعيلا برعد، كرن، أشديرا، إستاسيونى حمّد، إنفوطات، حقات، عدردى، إيتقرنى، وأغردات.
أن لم نقل فى كل هذه المحطات فى أغلبها كان رجالا من سمهر عملوا ومن ثم إستقروا فى تلك القرى والمدن،ليحكوا لنا وللأجيال قصّة الإندماج التى ساهم فيها القطار، والجميل كثير فى الباب الثانى فبحكم ميلاد الكاتب فى مدينة الحديد والنّار فنّد لنا وظائف عمّال السكك الحديدية بدءا من السائق وحتى المبدل.
ومن الملاحظ هنا فى هذا الباب تكرارا فى التعريف بمنطقة عسوس ففى صفحة 24 عنوان جانبى يقول: القبائل التى تسكن عسوس، ثم فى صفحة 25 نجد عنوان جانبى آخر بنفس المعنى وهو: القبائل التى تقطن منطقة عسوس وبما أنّ العنوانين هم أصلا يتضمّنان موضوع واحد يحبّذ أن يكونا تحت عنوان واحد ويدمجا كتابيا دمجا، إختصار للجهد ولتحقيق الأناقة فى الكتابة.
ثمّ ملاحظة أخرى فى نهاية الباب الثانى هناك عنوان لا يتناسب مع محتوى التفاصيل التى تحته والعنوان هو السلطات الإيطاليّة تقضى على "رأس ألولا" وعصابته. قرأت المقال ولكنّى لم أجد له أىّ رابط يربطه مع العنوان فلربّما لضعف فطنتى وعلى كلّ أن أصبت فلى أجران وإن أخطأت فلى أجر واحد وبه أكتفى وأتخطّى الموضوع لما بعده.
قرأت أيضا فى هذا الباب وفى صفحة 71 أنّ إيطاليا مع دخولها إرتريا أنشأت "شركة أنكودا" لتعليب اللحوم ومن معلوماتى أنّ شركة (أنكودا) أنئشأت فى بداية السّتينيات، وكانت لها سلخانة كبرى فى شمال مدينة كرن، وناقلاتها المثلّجة كانت تعبر المدن إلى أسمرا يرفرف فى جوانبها العلم البلقارى ولكن أدبيات الثورة أكّدت أن شركة "أنكودا" إسرائيلية المنشأ وغادرت إرتريا مجبورة فى الرّبع الأخير من الستينيات.
وفى صفحة 72 وتحت عنوان الأنهار فى مدينة قندع وضواحيها قرأت الآتى: كلّ الأنهار فى قندع موسمية ومعظمها تأتى من المرتفعات وتسمّى مناطق سمهر بالتقرايت "ماى كعو" (أى المياه التى تنهمر من مكان مرتفع إلى موقع منحدر أو منخفض) إنتهى... لم يقابلنى هذا التعبير فى لغة التقرايت ولكنّى أستمع إلى كثير من ناطقى التقرنية يستعملونه عندما يريدون شرح جغرافية منطقة ما مثل ما يفعله مثلا كثير من قادة العسكر فمثلا يقال: منطقة مدرى بحرى هى منطقة "ماى كعو" لكارنشم يعنى منطقة "مدرى بحرى" هى منطقة مصبّ للمياه التى تنحدر من مرتفغات كارنشم ومنطقة (زاقر) خاصّة... أمّا بلغة التقرايت يقال مثلا: أن منطقة (ماى لابا) ومنطقة (ماى أولى) على البحر هى (سوقوا منسع) بمعنى هى مصب للمياه التى تأتى من مرتفعات المنسع إن كانت من مرتفعات "قلب" أو مرتفعات "محلاب"... وفى كلا الحالتين التعبير يطلق على المكان لا على المياه.
الباب الثّالث:
وفى الباب الثّالث تناول الكاتب فترة عهد الإستعمار الأنجليزى وتأثيرها على الوطن كافة وضمنيّا مدينة قندع، متحدثّا عن إستتباب الأمن فى الرّبوع، والتقدّم فى مجال التعليم الذى شمل قندع.
• وذكر أيضا وفاة زعيم المدينة ونواحيها مع بدايات حكم الإنجليز عام 1943 المرحوم (دقيات سفاف ود إدريس) أول مفتش فى قندع.
• كما ذكر أيضا فى هذا الباب إتيان الإنجليز بمنصبا إداريا شمل كلّ إرتريا ومن ضمنها مدينة قندع وهو منصب (دى، أو) وإختاروا "كفليرى عمر ود دقيات سفاف إدريس" لهذا المنصب.
• وتحدّث أيضا عن تعيين قاضى بالمحكمة الدستورية لمدينة قندع فكان القاضى "عثمان صالح قدم" وعيّنوا معه إثنين من المساعدين هم: الخليفة آدم بك و الخليفة حُمّد درير... ولكن على حسب علمى أنّ القاضى الدستورى أو المحكمة الدستوريّة مهمتها متابعة تنفيذ القوانين الدستورية فى البلاد والنظر فى الأمور الخلافية بين الحكومة والبرلمان إن وجد وتكون محكمة واحدة فى كلّ الوطن، ولا علم لى إن كانت هناك محكمة دستورية فى العهد الفدرالى (1952-1962) و لكن ما يتحدّث عنه الكاتب هو محكمة دستورية لمدينة "قندع" لا أدرى لماذا إحتاجت مدينة "قندع" لمحكمة دستوريّة... أم هناك خطأ فى التعبير وقع فيه الكاتب فكان يقصد محكمة عادية مدنية تفصل فى النزاعات المدنيّة الأخرى.
• تحدّث أيضا فى هذا الجزء من الكتاب عن بدأ إرتفاع الحسّ الوطنى والوعى بالمصالح الوطنية فى العهد البريطانى. وفى فترة تقرير المصير أن الأهالى إشتروا السلاح وسلحوا الرجال للدفاع عن الأموال والأنفس من ضمن هؤلاء الأشاوس ذكر المقاتل الشّرس حتّى فى عهد الثورة / خليفة بسبير والمقاتل الصّلب أبا نبرو... فتلك المواقف ليست بغريبة على قندع وشعب قندع فهى إحدى حوامل شرارة الثورة ودعامتها. و مركز مهم من مراكز الحراك الوطنى الإرترى وتحتضن الكثير من أجمل وأمتع قصص التّراث والنّضال الإرترى.
الباب الرّابع:
فى هذا الباب تناول الكاتب - مدينة قندع فى فترة تقرير المصير وفترة الإتّحاد الفدرالى مع إثيوبيا:
وكتب عن أهميتها وأنّها مركزا مهما مثل أسمرا ومصوع وكرن وأغردات وذكر أجتماعا لقادة الحراك الزطنى مهمّا حصل فى المدينة، كما تحدّث عن أهمية تكوين مجلس أعيان قندع، الذى أزالته الجبهة الشعبية عند تحريرها مدينة قندع عام 1977 وأغضبت جمهور سكان مدينة قندع.
• وذكر الكاتب فى هذا الجزء من الكتاب: حدث فى عام 1958 بأن أعيان إقليم حماسين طالبوا بمنطقة (قندع) لتكون جزءا من حماسين فرفض الشعب بكل مكوناته وهنا إثارة الكاتب لهذه المسألة التأريخية أثارت إنتباهى لقضايا مماثلة أخرى فى إقليم حماسين وخاصة منطقة غرب حماسين فهى منطقة حماسيناوية اليوم ولا أدرى منذ متى بالرغم من أنّ سكانها خليط من النّاطقين بالتقرنية و غير التقرنية ويقال أيضا أنّ بعض الأسماء ليست تقرنية مثل: (عد تكليزان - إنتبه ليست (عدّى تكليزان) وإنما (عدْ تكلي زان) وقيل أن تكلي زان هو الإبن الأكبر لـ (طوقى) جدّ البلين الطّوقى، و(هبرم جاخا) هى تسمية بليناوية وأحسب معناها (بيت الأسد) كما (سرجقا) وتعنى سرا تعنى إلبسوا جآ وتعنى إشربو و (قوا) كلْوا من أكل وكلها لا زالت تحت مسمّى مديرية حماسين.
الباب الخامس:
مدينة قندع فى فترة حكم الإمبراطور هيلى سلاسى:
فى هذا الباب عدّد نضال الآباء فشمل بالذكر الشيخ عثمان أحمد هندى وغيره من مناضلى إرتريا وسمهر عامة وقندع خاصة، وتناول فيما تناول كفاح المقاتل الشرس والقائد المغوار محمد سعيد شمسى بشيئ من التوسّع، ولم يسقط الكاتب حقّ شهداء "قمهوت" و "عايلت" عام 1967 من الذكر فقد ذكر جلّ شهداء ذالك العام وذكر أيضا شهداء (دقنيتو) كما ذكر شهداء مذبحة مدينة "قندع" عام 1971، كما ذكر فى هذا الجزء من الكتاب رحيل قادة الإقليم منهم شوم (عد شوما) كما تناول السيرة العطرة لمؤسس المعهد الدينى الإسلامى بقندع الشّيخ عمر إدريس مودوى، ودور المعهد الدينى فى قندع.
الباب السّادس:
من الملاحظ هنا فى الباب السّادس أنّ أجزاءه الإحدى عشر وكلها بلا إستثناء تحت عنوان واحد وهو: ذكريات طفولتى فى مسقط رأسى مدينة قندع الحبيبة، هذا الجزء من الكتاب الذى قسمه الكاتب إلى إحدى عشر جزءا يمكن تقسيمة إلى أكثر من ذالك أو إعطاء كل جزء عنوانا آخر ومن ثم عناوينا جانبية للمواضيع الكثيرة التى شملته ولا بأس تناول الأجزاء على عجل وإبداء الملاحظات.
الجزء الأول:
تحدث فيه الكاتب عن نفسه وأسرته وطفولته، ثم ذكر أصحاب المحلات التجارية، والمخابز والمقاهى والمطاعم، ثم الخيّاطون، ثم أصحاب حوانيت صياغة الذهب، والمطاحن، وأصحاب حوانيت اللحوم والجزارة، والحطّابون، وأصحاب المخابز، وأصحاب حوانيت الخضر والفواكه، ثم أصحاب الحرف مثل البنّاؤون، ومصوراتى المدينة، ثم أصحاب سيارات الأجرة، والنّجارون، ومحطات تزويد البترول، ثم محلات تصليح السيارات وتغيير الإطارات وأصحاب البساتين فى المدينة، وأكثر علامة فارغة فى الجزء الأول من الباب السادس ذكر الفنان التشكيلى العالمى محمود جابر دبروم، وفى هذا الجزء أيضا عدّد الكاتب الشعراء والفنّانين فوصل بالعدد إلى 32 مبدعا وكثيرون منهم هم من أبرز شعراء ومغنىّ إرتريا مثل الأسطورة إدريس ود أمير والأستاذ المرحوم الأمين عبداللطيف، وجابر محمود وحسين محمد على، وسعيد عبدالله وأحمد ود شيخ، وزينب بشير وغيرهم، ثم أورد فى عنوان آخر : قائمة الشعراء والفنانين من أبناء سمهر فذكر مجموعة من شعراء إرتريا وفنانيها: منهم قورت، وسعيد جعلى، ود بشلات، وزهرة على وغيرهم، كما ذكر خلاوى القرآن ثم فى عنوان جانبى ذكر الجبال المحيطة بمدينة قندع، كما تطرق إلى مجلس أعيان مدينة قندع، وعمداء القبائل، كما ذكر المجاهدون الأوائل هؤلاء الذين تسلحوا أيام إنتشار مسلحوا الشفتا فى الأربعينيات وحتّى الستينيات وإنضمّوا مع بدايات إعلان الكفاح المسلح إلى الثورة للدفاع عن أرضهم وممتلكاتهم وأسرهم فذكر مجموعة عمر أدحنا وإدريس محمد آدم من "عد شوما" ثم مجموعة ثانية منهم عبدالله برولى محمد حايش وللو احمد وللو وخليفة احمد باسبير وآدم إسماعيل عبدالله الملقب بـ (أبا نيبرو).
الباب السّادس - الجزء الثّانى:
فى هذا الجزء تناول الكاتب أشياء تزيد ضوءا على أهمية موقع قندع بين أهم مدينتين فى إرتريا هنّ أسمرا ومصوع فقندع تبعد 45 كيلو مترا شرقا من أسمرا يربطها طريق مسفلت وعر وخاصة جبال "أربعا ربوع" المشهورة وحتّى نفاسيت، وتبعد 58 كيلو مترا غربا من مصوّع و عدّد لنا الكاتب حتّى عدد الخافلات التى تمرّ عبرها من أسمرا إلى مصوّع والعكس، وناقلات البترول التى تنقل البترول إلى داخل إرتريا وإلى إثيوبيا، وفى هذا الجزء ذكر الكاتب القرى والمراكز التى تقع تحت إدارة مدينة "قندع " فحقّا أتحفنا الكاتب بوثيقة هى خارطة إجتماعية وجغرافية لقندع وتوابعها ولكنّى وجدت أسماء قرى ومراكز هى بعيدة جغرافيا وليست جزءا حتّى إداريّا من قندع على حسب معرفتى البسيطة بالمناطق، إن لم تكن الأسماء مكررة ومثال لذالك ذكر الكاتب منطقة (نالاى) كجزء من إقليم (قندع) وهى ليست كذالك (نالاى) هى منطقة حدوديّة بين منطقة (دمبزان) و المنسع تتبع إداريّا لمديرية حماسين، وكذالك منطقة (سوقو معلدى) التى ذكرها الكاتب من ضمن قرى تابعة إداريّا لقندع، ومما يعرفه الكاتب أنّ قرية معلدى جلّ سكانها من النّاطقين بالتقرايت يعرف جزء منهم بـ (عد دبراى) كما يساكنهم فيها التقرنية هى قريبة من (نالاى) ولأنها منطقة مرتفعة يصبّ ماءها فى شمال بحرى فى منطقة إسمها (سوقو معلدى) والمعنى (مصب مياه معلدى) وهو الّذى يعبّر عنه ناطقى التقرينة بـ (ماى كعو) أمّا (فلفل) و (سلمونا) و (وينا) هى مراكز مشهورة لها تأريخ حافل بالأحداث فى عمر معركة التحرير الإرترية على حسب علمى وهى مراكز فى شمال بحرى وهو إقليم تابع لإدارة مديرية "حماسين" و مسألة توسّع إقليم "حماسين" عبر العصور فى إرتريا على حساب الأقاليم الإرتريّة الأخرى مسألة تحتاج إلى بحث منفصل. وهذا الجزء من الكتاب لتثبيت فقراته يكون من المستحسن التواصل مع أبناء تلك القرى و المراكز والمناضلون القدامى.
الباب السادس - الجزء الثّالث:
تحدّث الكاتب فى هذا الجزء عن الزيارات المتكرّرة للإمبراطور هيلى سلاسى إمبراطور إثيوبيا على الأقل سنويّا للإستحمام فى مياه البحر الأحمر وإصطفاف طلبة المدارس للإحتفال بقدومه وهو يعبر مدينة قندع إلى ميناء مصوّع قادما من العاصمة أسمرا، الإمبراطور هكذا كان يستقبله الطلبة فى المدن، وكاتب هذه السّطور إستقبله بنفس الطريقة فى أغسطس عام 1968 فى كرن،فى الشّارع العام ومن ثم بعد ساعات قليلية جاء لإفتتاح المدرسة الثانويّة والتى سمّاها (مدرسة هطى داويت الثانوية - كرن) وغادر المدينة فى يومه بعد أن إنتشرت خبريّة بأن كلبته المفضّلة (لولا) أحست بالخطر فأكثرت من النّباح، حين أراد الإمبراطور زيارة مدرسة الصّم والبكم شمال المدينة.
الباب السادس - الجزء الرأبع:
فى هذا الجزء تحدّث وتطرّق الكاتب عن مدينة قندع وطقسها فى الفصول الأربعة،ومنتجاها المختلفة فى البساتين، أو الثمار البريّة التى تنموا فى الفصول المختلفة وذكرها المؤلف بطريقة جميلة كانت أضافة مهمة لمنتجات قندع وضواحيها فكان تعريفا جميلا ومهما للقارئ على الأقل لمعرفة الثمار التى لا يعرفها إلاّ من عاش فى الرّيف الإرترى الجميل وهى إضافة أيضا مهمة، لأن منتجات النّواحى الإرترية تختلف بإختلاف تربة الأرض والمناخ، ثم تطرّق للنشاط الكروى فيها بذكر أهمّ الفرق الكروية فيها وأشهر لاعبى كرة القدم فى مدينة قندع، وهنا أيضا لفت نظرى كتابة بعضا من الأماكن بحروف عربية لتنطق نطقا مختلفا لما عهدنا على نطقه مثال لذالك: "إمات كلات" وأعتقد ولا أجزم المقصود هنا هو مركز "إمبا تكلا" أحد معسكرات البحريّة الإثيوبية سابقا، وأذكرها هنا فقط لأن الكاتب لم ينوّه بأن الإسم المتداول غير صحيح، وأكيد النطق الخطأ منتشر فى إرتريا لكثير من الأماكن منها منطقة (عدّى شرم) بالقرب من مدينة أفعبت وبقول أهلها أنّ الإسم الصّحيح هو "عشورم" و "مريت كلبوى" والنطق الصحيح هو "حمّرتْ كلْبوى" و "إقرى مايكا" وينطقها أهل المنطقة نفسهم بـ "قرماياكا".
الباب السّادس - الجزء الخامس:
فى هذا الجزء يتحدث الكاتب مستصحبا ذكريات طفولته وصباه، عن التعايش الأهلى بين مكونات الشعب الإرترى فى المدينة، الذى كان منكسرا نوعا ما بسبب سياسة الفرّق تسد التى كان ينتهجها نظام الإمبراطور الهالك بمحابات المسيحى الإرترى على حساب وحدة الشعب الإرترى كافة، وفى هذا الجزء من الكتاب تحدثّ الكاتب عن:
• فعاليّة إيكسبو التّراثيّة فى أسمرا فيقول: أنه فى عام 1971 شارك مع عمّه موسى آيم فى فعالية ( إيكسبو) فى أسمرا فى دورته الثانية والأخيرة قبل سقوط نظام الإمبراطور هيلى سلاسى.
ويواصل الكاتب ليقول: أنّ إرتريا كلها كانت تمثّل فى جناح واحد كولاية واحدة، وكانت فرقة الفوركلور الشعبى للبحر الأحمر أغلبها من شباب مدينة قندع برئاسة العم صالح بينى، من ضمن مجموعة البحر الأحمر كانت "فرقة شرحبيل" التى كان فيها أشهر المغنّيين والعازفين، ومن ضمن المجوعة كانت فرقة أخرى من منطقة (وقيرو) شمال مصوّع وكلهم كانوا يمثلون إقليم البحر الأحمر. لم يحضر الملك كما أشيع بل حضر حاكم أسمرا الجنرال أسرات كاسا، ونالت فرقة البحر الأحمر الدرجة الألى فى عكس الفوركلور الشعبى الإرترى فى ذالك العام.
ثم عرج الكاتب لسرد التحول الذى حصل فى نظام الحكم فى إثيوبيا وسقوط الإمبراطور، والتبدل الذى حصل فى التعامل مع الشعب الإرترى.
وللكاتب هنا ملاحظات على ما كتبه مؤلف الكتاب فى الجزء أعلاه:-
أولا: إذا كانت فعاليّة إيكسبو الأخيرة على حسب ما ذكر المؤلف عام 1971 فإن (أسرات كاسا) لم يكن حينها فى إرتريا ولا فى أسمرا، لأنّه أقيل من منصبه فى ديسمبر عام 1970 بعد مقتل البريقادير جنرال (تشومى إرقتو) قائد الفرقة الثانية الإثيوبية والتى كان مقرّها فى أسمرا، قتل الجنرال وهو فى طريقه إلى كرن فى منطقة (بالوا) غربّى أسمرا فى يوم 21 نوفيمبر عام 1970، وممّا يجب ذكره هنا أنّ "أسرات كاسا" لم يكن حاكما لأسمرا وحدها بل كان حاكما لإرتريا كلّها ولم يكن جنرالا إنّما أميرا من الحاشية المالكة، أعدمه العسكر فى نوفيمبر عام 1974 فى سجن (ألم بقانج) من ضمن من أعدموا من الحاشية والأمراء والوزراء.
ثانيا: فى هذا الجزء من الكتاب وعن فعاليّة إكسبو حصل حدث مهم يفترض ذكره وهو قصّة "فرقة التّراث الإرترى الغنائى والفوركلور - شرحبيل" قصتها كبيرة ومؤثّرة يشتمّ الإرترى منها رائحة الفتنة، القصة تتعلّق بأبناء قندع المدينة وأعضاء تلك الفرقة "شرحبيل" والمفتّش العام للمدينة (دى أو) عبدو كفرليرى عمر إدريس سفاف، وحاكم إرتريا المدعو "أسرات كاسا هيلو" وقيادة جبهة تحرير إرتريا فى تلك المناطق منهم المناضل القائد/ محمّد على عمرو - فكّ الله أسره، والمناضل الشّهيد/ عثمان شعبان رحمه الله... وختام القصة أنّ جلّ أعضاء الفرقة بعد مشاركتهم فى الفعاليّة التراثيّة - إيكسبو فى أسمرا عام 1969 فى شهر يوليو/أغسطس كان قد طلب الحاكم العام (أسرات) مقابلتهم قابلهم وأجتمع بهم وبعدها بفترة قصيرة إنضمّ معظم أعضاء فرقة "شرحبيل" لجيش التحرير الإرترى وبعد فترة أعتقلوا وأعدموا جميعا بأيدى جهاز أمن الجبهة (الوحدة الثلاثيّة) فى المنطقة والإعدام أغضب سكان مدينة قندع.
وهنا فى هذا الصّدد يذكر المناضل (قرى مدهن زقرقيس) فى كتابه "ناى عينى مسكر: "شاهد عيّان على تأريخ الثورة الإرترية" والترجمة على مسؤولية الكاتب يذكر الكاتب فى كتابه الآتى:
سلطات الملك (هيلى سلاسى) عملت ولأول مرّة (مهرجانا) فى أسمرا فى عام 1969 وطُلب حينها من جميع القوميات أن تحضر وتشارك بثقافاتها وتراثها ولذالك الغرض أختير من مدينة (قندع) ما يربو على العشرين (20) شابا للمشاركة فى هذه المناسبة لتمثيل تراث التّقرى وأذكر من هؤلاء (ود حجّى) و (ود كيراى) ولكن لأن هدف تدمير الثّورة الإرترية كان مبتغاهم وكان (اسرات كاسا) و (تسفاهنّس برهى) رأس حربة فى الموضوع جُنّد هولاء الشّباب لصالح المخابرات الإثوبية وليقوموا بأعمال تخابريّة فى مناطق تواجد الجبهة وحوالى منطقة سكنهم (قندع) وأوعد المسؤولون هؤلاء البسطاء بالمال والجاه إن نجحو فى مسعاهم، فى إفشال الثّورة الإرترية أو جلبوا معلومات مفيدة عن الجبهة.. هؤلاء الشّباب بسذاجتهم صدّقوا الوعود وإنطلقو من (أسمرا) إلى (قندع) ومن هناك إلى مناطق تواجد قوات الوحدة الثّلاثية..
وفى وسط هذه المجموعة كان شابا إسمه (مسعود) كان مناضلا فى (جبهة التّحرير الإرترية) قبل تلك الحادثة ولكنّه كان قد سلّم نفسه للعدوّ الإثيوبى ولكنه أيضا خرج مع هذه المجموعة للمرّة الثّانية هذا الشّاب (مسعود) كان قد حاول فدائيين من الجبهة تصفيته مرّتين ولكنه كان قد نجا فى المحاولة الأولى من موت محقّق وجرح جرحا بسيطا أمّا المرّة الثانية النّيران التى قصدته أخذت غيره.. فكان نصيبها بعضا من السّيدات اللائى كنّ يخدمن فى (حانوت الخمر) الـ (بار) والّذى كان مسرحا للعمليّة.. تعمّدت ذكر تأريخ هذا الشّخص لأنّه بخروجه إلى الجبهة للمرّة الثانية كان قد حكم على نفسه بنفسه بالإعدام ولكن الجبهة كانت قد علمت بكلّ حيثيات ذاك التّحرك المشبوه من خلاياها الدّ اخليّة فى داخل المدن ومن مدير مدينة (قندع) شخصيّا (كفليرى عبده عمر) والذى كان قد حصل على المعلومات شخصيّا من حاكم إرتريا (أسرات كاسا) ولكن (جبهة تحرير إرتريا) بعد أن تحصّلت على قائمة الأسماء سحبت كلّ المجموعة المشتبه فيها من الجيش وأُرسلوا إلى قسم التحقيقات وبعد إعترافهم بجريمتهم نفّذت فيهم قيادة الوحدة الثلاثية حكم الإعدام فأعدموا جميعا.. إنتهى.
الباب السّادس - الجزء السّادس:
فى هذا الجزء نقل لنا الكاتب صورة جميلة عن شهر الصيام فى قندع والإستعدادات التى تجرى فى كل بيت فى قندع وهى نفس الصورة أيضا فى بقية المدن، والمسحراتى وهو دائما شخصية ظريفة وطريفة فى كل المدن ولكن كاتب كتاب (قندع الخضراء) شحّ علينا بمعلومات أكثر عن مسحّراتى قندع (عمّى هون) والأسم نفسه يوحى بأنّ خلفه قصّة، كما نقل لنا صورة عن العيد فى المدينة والشئ الظريف فيها فرحة الأطفال المسيحيين أيضا برمضان وعيد رمضان وعيد الأضحى أيضا الذين غمرتهم الفرحة مع من فى عمرهم من أطفال المسلمين قصة تعكس براءة المجتمع الإرترى بكلتا ديانتيه وهى أيضا قصة عن بحث الإنسان الإرترى عن الجوامع ونبذه للفوارق مع الإحتفاظ بالأصل فى أمور الدّين والدنيا.
ولكن الشيئ الذى لم نلحظه فى باقى المدن أو نسمع به هو اللقاء الذى يديره الحاكم العسكرى للمدينة أو قائد الجيش بحضور حاكم المدينة ومفتّشها والإدريين الآخرين وأعيان المدينة وليكون حديثه تمجيد الحكم ورشده وبما أن حكومته تريد تثبيت الأمن والسلام فى المدينة يطلب من شعب المدينة التعاون مع السلطات لمحاربة الشفتا المقصود هنا الثورة.
ومن ضمن طرائف المدينة يذكر الكاتب مدى تأثّر الجنود المسلمون فى الجيش الإثيوبى بمنظر المصلّون وعندما رأوا المنظر بكوا وصلّوا مع الجموع التى حضرت لأداء صلاة العيد، كما تحدث الكاتب عن الجالية اليمنيّة فى المدينة ودورها فى التواصل الطيب مع سكان المدينة ومبادراتهم فى العمل الخيرى.
الباب السّادس - الجزء السّابع:
فى هذا الجزء من الكتاب تحدّث الكاتب عن العمليات الفدائية فى المدينة فى عهد الدرق (الحكم العسكرى) فتحدّث عن تصفية الضابط الإدارى "أرأيا حدرا" الذى كان ضابطا إداريّا أيضا فى ضاحية مصوّع (حرقيقو) وتسبب فى محرقة حرقيقو قبل مجيئه إلى قندع صفّى فى بار (ماريا الإيطالية الأصل) وخرج الفدائيون بعد تصفيته بسلام من المدينة بالرغم من مطاردتهم من أفراد الجبش والأمن.
كما تحدث وذكر عن عمليّة تصفية عميل وجاسوس من أبناء قندع إسمه (شريفو) وهو من تقراى هاجر مع والدته التى كانت تعمل فى البيوت، وبالرغم من أنّه ترعرع فى المدينة وكبر بخيراتها إلاّ أنّه أدار ظهره للمدينة التى أعالته وأصبح يتجسّس على أهلها صفّاه الفدائيّون فى وقت متأخّر ليلا فى منزله.
كما سلّط الكاتب الضّو على تصفية جاسوس إثيوبى آخر إسمه (حلّفوم) وفى صورة أخرى للعمل الفدائى نقلنا الكاتب إلى عمليّة إستيلاء المقاتلون على مخزن معبّا بالمواد التموينية ليلا هو ملك للعم محمد نور حبيب، وما حصل فى صباح ذالك اليوم من تفتيش ومداهمات وإستشهد فى ذالك الصبّاح مجموعة من سكان قندع، كما ذكر أيضا مذبحة حرقيقو عام 1975-1976، ثمّ ذكر قصّة الشهيد الحىّ "صالح حزّواى" الذى أفلت من موت محقق عندما إعتقله عسكريان، وقتل هؤلا ء أربعة من سكان مدينة قندع بعد إفلات صالح من بين أيديهم.
الباب السّادس - الجزء الثامن والتّاسع والعاشر:
حكى فيه الكاتب عن معركة التّحرير الأولى فى قندع المدينة، وأعطى إشارات عن عدم الأنسجام بين السكان والإدارة الثورية فى المدينة حينها، كما لاحظ كاتب هذه السّطور هذا التذمّر من الجمهور إتّجاه إدارة الثورة للمدن المحرّرة، ففى مدينة "مندفرا" سجّل التأريخ شكاوى ضدّ إدارة الثورة لمدينة مندفرا المحرّرة، كما كانت هناك شكاوى فى مدينة "تسنى" ومدينة "أغردات" ومدينة كرن وغيرها من المدن المحرّرة.
الباب السّادس - الجزء الحادى عشر:
فى هذا الجزء من الكتاب سرد لنا المؤلف بجمال حروفه عن مرارة فراق مدينة طفولته وصباه، فنقلنا وعلى جناح السّرعة إلى ثقر السّودان، الذى عاش فيه سنين صباه ودرس فى مدارس الثورة جزءا من مراحله الدراسية، ثمّ عاد بنا الكاتب ليحكى بلسان الآخرين عن فترة إنسحاب إدارة الجبهة الشّعبية من مدينة "قندع" وكانت المدينة غير مرتاحة من تنظيم الجبهة الشّعبية على تحطيم أسس السلطة وركائز الديموقراطية الشعبية المستوحاة من تجربة مدينة التراث ووعاء الأندماج الإرترى الإرترى لأنها حطمت مجلس أعيان المدينة، ومجلس عمداء المكونات الشعبية فى منطقة (قندع) وضواحيها.
فى هذا الجزء أيضا سرد لنا الكاتب وبأسلوب أدبىّ رفيع قصّة الحصار الأخير لمدينة "قندع" منذ تحرير مصوّع فى فبراير 1990، ومن ثمّ معركة التّحرير الأخيرة والحصار والجوع الذى صاحبها وفى ثنايا الحروف تقرأ عنف المعركة وتسمع دوى المدافع... وفى الصفحات الأخيرة من الكتاب أتحفنا الكاتب بعدد 460 شهيدا من أبناء قندع وضواحيها... أسماءهم فقط بدون ذكر مكان وتأريخ الإستشهاد... ثم أخيرا صفحة واحدة فيها صورة للمؤلف ونبذة ظريفة ورشيقة جدا عنه... ونفس الصفحة مكررة على غلاف الكتاب.