هاشم محمود تجربة أدبية ثورية تستحق المطالعة
بقلم الأستاذ: عثمان طيفور المصدر: سكاي سودان
حينما يكون الروائي متواضعًا ومتاحًا للجميع أعلم إنه صاحب رسالة أدبية وفكرية وهؤلاء قلائل جداً
على امتداد عالمنا العربي.
قصدت بهذه المقدمة الروائي المثابر هاشم محمود، فهو صاحب بصمة رائعة في الأدب الثوري، وتميزت أعماله الأدبية بالثورية والاهتمام بحياة البسطاء، وقد أتاحت لي عطلة عيد الفطر المبارك قراءة أكثر من عمل له، سيطرت علي سيطرة كاملة، بما احتوته من سرد بديع، هي رائعتيه الثوريتين (عطر البارود) و(فجر أيلول) بالإضافة لمجموعته القصصية تحت عنوان (شتاء أسمرا) وهي كلها أعمال أدبية مكتملة الأركان فنيا، ابتداءً من اختيار الأسماء للأعمال، فأجمل العلاقات تلك التي تحمل المتناقضات وقد نحج كاتبنا الرائع في هذا بدرجة عالية.
الأغلفة تلعب دور ا كبير ا في جذب القراء، وكل الأعمال من ريشة الفنان المصري حسين جبيل، حيث تناسق الألوان والصور التي تعكس جوهر الأعمال.
وبالعودة للأعمال فهي تعكس عمق الآلام والجراحات التي مرت بها حياة الإنسان الإرتري في عهد أعظم ثورة تحررية شهدتها أفريقيا، ومانتج عنها من سياسة الأرض المحروقة، فكان الثمن غاليا جدا في سبيل الحرية، وقد تحققت بصمود الأبطال.
يتناول الكاتب جوانب كثيرة مهملة من تاريخ الثورة الإرترية ويوثق لها بأسلوب أدبي أقرب إلى الرمزية من الواقعية.
لم يتوقف هنا بل وثق حياة اللجوء والنزوح التي مر بها الشعب الإرتري طيلة مرحلة التحرر.
وقد كان ارتباط هاشم محمود بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حاضراً من خلال المجموعة القصصية التي كان فيها قمة الوفاء لتلك الأيام التي قضاها بينهم.
وهنا يظهر معدن الكاتب بين الوفاء والإخلاص للأصدقاء.
ومن خلال البحث عن الكاتب في محرك البحث الشهير ”قوقل“ وجدت معلومات كثيرة عن تجربته الأدبية فقد تمت ترجمة أعماله إلى عدة لغات أبرزها (الانجليزية، الأسبانية، الفارسية، الماليمالية).
وهي بلا شك تجربة أدبية جديرة بالمتابعة والاهتمام، وقد أعلنت دار روافد بجمهورية مصر العربية أن مكتبة الكونغرس الأمريكية قد اقتنت المجموعة القصصية شتاء أسمرا.
وكذلك تم اختيار عملين للكاتب ضمن عشرة أعمال أدبية تم إنتقاؤها بواسطة مكتبة كوبنهاجن العامة، والعملان هما عطر البارود والمجموعة القصصية الانتحار على أنغام الموسيقى التي لم أكن محظوظا بقراءتها. وهنالك رسالة ماجستير من جامعة كاليكوت بالهند عن المقاومة بأدب هاشم محمود.
وهنالك جانب آخر بحياة الكاتب هاشم محمود فهو شاعر غنائي بامتياز رغم ترديده عبر معظم لقاءاته بأن الشعر عنده بمناسبة ولا يطلق علي نفسه شاعر، حيث تغنى له كبار الفنانين السودانيين مثل سيف الجامعة أغنية ”الزمن الضيم“ ومجذوب اونسة أغنية ”حب شنو“ وكذلك محمد جلال ”بنات كسلا“، وله تجربة ثورية بأغنية وطن الشموخ مع عبدالعزيز مرانت.
وفي الختام أستطيع القول بأن هذه التجربة تحتاج إلى من يقدمها للأضواء وتستحق الكثير من الدراسات النقدية الثرة.