حرب الجياع - الحلقة الثانية عشر

بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة - صحفي سوري - صديق الثورة الإرترية

الظرف الرئاسي:

ودارت الأيام لنجد السيد الرئيس أفورقي في إسرائيل يرافقه عراب العلاقة الإسرائلية الارترية

حرب الجياع 2

وزير الداخلية السابق علي عبدالله سيد وفي حفلة السمر التي أقامها شمعون بيريز للرئيس أفورقي والوفد المرافق، قال الرئيس أفورقي لشمعون بيريز، شكراً سيادة الرئيس على الوصف والعبارات الطيبة التي وصفتنا بها في كتابك الشرق الأوسط الجديد، ابتسم شمعون بيريز وأشار إلى أحد مساعديه أن يعطي الظرف الرئاسي إلى السيد أفورقي.

تقدم مساعد بيريز وقدم المظروف "المغلف" الرئاسي إلى السيد أفورقي الذي تناوله بسرعة وأخرج الصفحة التي بداخله وقرأها ثم أجاب الرئيس أفورقي بجملة واحدة نحن جاهزون طلباتكم كلها مستجابة يا سيادة الرئيس؟!.

بعد فترة تم الاعتداد والاستيلاء على الجزر العربية اليمنية في البحر الأحمر.

علاقات بعض قيادي الجبهة الشعبية بأمريكا وإسرائيل
قال ضابط المخابرات الأمريكي من قاعدة

كانيوسنيشن للسيد أسياس أفورقي: (عليك أن تتعاون معنا وسوف يكون لك مستقبلاً باهراً في القرن الإفريقي. وفي ارتريا بالذات) أجابهم باللغة الإنكليزية:

(هاوذات) أي كيف يكون ذلك؟!.

في 14 تشرين الثاني من عام 1992 كتب جيفر بارم في مجلة واشنطن بوست مقالاً أشار فيه إلى العلاقات الأمريكية الارترية حيث قال: لم يكن هناك تعاون في المجال الزراعي والأنشطة الاقتصادية الأخرى فحسب، بل هنالك علاقات استراتيجية عسكرية.

في تلك الفترة اتصل بي مناضل إرتري وطني عربي يدعى م.ع.ح( )، قال لي م: يا أخ أبو سعدة إن صاحبنا ـ ويقصد به الرئيس أفورقي ـ تفاهم مع اليهود على إنشاء قواعد عسكرية إسرائيلية في جزر دهلك؟!.

أنكرت حكومة الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا أنها سمحت لإسرائيل ببناء قواعد عسكرية أو قدمت لها تسهيلات. كذلك أنكر الرئيس الارتري أفورقي بأن يكون للإسرائيليين أية قاعدة في أي مكان في ارتريا.

قال الرئيس الارتري بالحرف الواحد: إن الإشاعات التي تسمع من كل صوب والتي تتعلق بهذا الأمر تهدف إلى البلبلة بغية إفساد العلاقات بين ارتريا والدول العربية.

إن مثل هذا الإنكار لا يزيل الإشاعات خاصة على ضوء اهتمامات الولايات المتحدة بارتريا.

إن روابط الولايات المتحدة وإسرائيل مع بعض قياديي الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا ظهرت منذ تأسيسها، بل هناك من يقول إن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا كان من وحي بعض المنظرين الأمريكان والإسرائيليين وقد روى لي المناضل ملاكي تخلي( ) مسؤول الأمن في جبهة التحرير الارترية رواية أيدها كل من المناضلين أحمد ناصر( )، ومحمد عمر يحي، يوهنس زرء مريام، عبدالله إدريس محمد( )، والشهيد حمد صالح حمد والدكتور برخت قبرسلاسي( ) وكان الأخير قد زارني في منزلي بدمشق: تقول الرواية: إن "أسياس أفورقي" كان يعمل في القاعدة العسكرية الأمريكية في مدينة أسمرا والتي تعرف باسم "كانيوستيشن" قبل أن يلتحق بالثورة قلت لأصدقائي: هذا لا يعني شيئاً لأن كثيراً من زعماء العالم اضطرتهم ظروفهم للعمل في مؤسسات استعمارية فليس لهذا الأمر شأن كبير عندي.

قال المناضل عبدالله إدريس: لا عليك يا صديقي فالأمور مخلوطة كما أن دماء بعضهم مخلوطة ولكن خذ الحقيقة الصافية.

عند خروج أسياس أفورقي من جبهة التحرير الارترية كان معه 13 فرداً فقط وكان في المرتفعات وفي يوم من تلك الأيام تم استدعاؤه إلى القاعدة الأمريكية كانيوستيشن وفي هذه القاعدة تم هذا الحديث حسب ما رواه ميكائيل جورج أحد أقرباء السيد أفورقي:

يقول ميكائيل جورج عندما انفصل أسياس عن الجبهة اتصلت به عناصر من المخابرات الأمريكية التي كانت تعمل في القاعدة وقد تم الاتصال به عن طريق نائب الحاكم العام في ارتريا ويدعى تسفايوهنس برهي.

اتصل هذا الحاكم بواسطة قريبه ميكائيل جورج وكان هذا يعمل مفتشاً في ارتريا وهو الذي مهد له الطريق للقاء الأمريكان بعد ترشيحه وتزكيته من قبل نائب الحاكم العام المذكور سابقاً، كان مع أسياس أبراهام ( ) تولدي من منطقة أكلي قوازي في المرتفعات وإبراهام هذا كان المسؤول عن المنطقة الخامسة في تنظيم جبهة تحرير ارتريا. رفض إبراهام تولدي ما عرضه ميكائيل جورج بعد أن التقى في القاعدة الأمريكية بالمسؤلين الأمنيين فيها، رفض تولدي ما اقترحه الأمنيون الأمريكان وبعدها مات بظروف غامضة جداً بعدما تكلم عن اللقاء الذي حصل في القاعدة إلى عدد من السياسيين الارتريين؟!.

نعود للسيد أسياس، قال له الأمريكيون عليك أن تتعاون معنا وسوف يكون لك مستقبل باهر في القرن الإفريقي وفي ارتريا بالذات.. يتابع ميكائيل جورج كلامه قائلاً:

عندما سمع أسياس هذه الكلمة بأنه سيكون له مستقبل كبير باهر عدل جلسته وقال لهم باللغة الإنكليزية هاوذات ؟أي كيف يكون ذلك؟.

قالوا له: سوف نناقش هذا في وقت لاحق.

قال: أريد سلاحاً ومالاً.

قالوا: سوف نمدك بالمال وبالسلاح فلو أعطيناك إياه الآن وهو من طراز أمريكي، عندها سوف يكون أمرك مكشوفاً، ولكننا سنشتري لك أسلحة شرقية.

وتم شراء كميات كبيرة من الأسلحة الشرقية، وقد تم شراء هذه الأسلحة من تاجر صيني وهو أحد أقرباء رئيس الوزراء الصيني في حينه. ومن هنا بدأت علاقة أسياس بالأمريكان، أما المدعو ميكائيل جورج فكان مصيره أسوداً من قبل أسياس. فبعد أن اعترف بهذه المعلومات وبعد دخول الجبهة الشعبية إلى اسمرا، اصبح الخوف من ميكائيل جورج وارداً أكثر من قبل.

قتل ميكائيل في أديس ابابا على أيدي مخابرات الجبهة الشعبية، وسكت ميكائيل جورج إلى الأبد وبقيت الحقيقة، حقيقة السيد أسياس أفورقي وأبراهام تولدي وتسفايوهنس برهي واضحة كالشمس إلى كل من عاش الثورة الارترية. فمهما أخفينا قرص الشمس لا بد من أن تبقى الشمس منيرة، وصمت الأخ عبدالله إدريس عن الكلام، لتظهر نجمة الصبح ويبدأ الكلام المباح.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click