مجموعة قصصية من شتاء اسمرا (القصة الأولى) معاهدة ود حشيل

المصدر: عزة برس  تأليف الكاتب والروائي: هاشم محمود

للمساء حين يرسل خيوطه الفضية معلنا بداية الغروب، تبدو الحياة وكأنها تستريح على ألوانه الزاهية

رواية شتاء أسمرا 2

وهدوءه الأخاذ، حينها تحاصر خلجات النفس شيىء يشبه القصائد وهى تتلى بأصوات رخيمة على مسارب الروح، وهو الوقت المحبب لدى عثمان ليختلى بروحه ويسامر مشاعره الجياشة تجاه محبوبته عواطف، هو دائما يردد أسمها وهو يضحك فى خلوته مستذكرا شيىئا من مقولة تقول (للإنسان نصيب من إسمه).. نعم لعواطف نصيب من إسمها، بل مطابق لها تماما، فهى كلها أو على بعضها عواطف، هى شحنة من العواطف الجميلة، وخميلة من أزهار العواطف المنثورة على أرجاء القلب.

فى الحرم الجامعي لم تكن الفرصة مواتية ليخلو بها كما يحلو له.. ولم تكن الظروف مساعدة فى كل الأحيان، فهو محاط بعدد من الأصدقاء، كما تترصده أيضا عيون المتطفلين للإيقاع بينه وبين ما يربطه بعواطف من عواطف و شعور صادق وقلب ينبض بها كلما ضخت شرايينه سر الحياة.
إذن كيف يتحايل على الأيام..؟

وماذا يفعل مع هؤلاء المتربصين به ليل نهار..؟

كان عثمان يتوجس من سليمان عدوه اللدود، فهو يعلم علم اليقين مشاعره المتطرفة تجاه عواطف.

كان يردد دائما.. (هذا الانسان يملك قلبا لا يصلح للحب أبدا) ومع هذا تجده يترصد تحركاتي وخطواتي وكأنه مكلف من جهة أمنية بذلك.

عواطف تعلم كل ما يدور حولها.. مشاعر عثمان تجاهها، وهواجس سليمان وشبحه المطارد لها أينما حلت أو رحلت.

هى لا تريد أن تخسر سليمان فهو قريبها وإبن منطقتها وتربطه بأهلها أواصر عديدة.

كما لا تريد أيضا أن تخسر عثمان حبيب القلب والنبض الساكن فى الشريان.

وسمير الواقع بين المطرقة والسندان هو صديق عثمان وسليمان وتربطه علاقة طيبة بعواطف.

سمير يفكر دائما دون أن يشرك أحدا فى ايجاد حل، وأخيرا يهتدى الى خطة باح بها لعثمان فقط، فهو يعلم ان عثمان هادىء ومتروى وينظر للمواضيع بعقلانية.

شوف يا أبو عفان..

إيه رايك، لماذا لا نقوم بإتفاقية تتقي من خلالها شر هذا المدعو سليمان.

يبحلق عثمان فى الفضاء قبل أن يجيب..

ولماذا كل هذا الهراء لماذا لانستشير عواطف. وهى تحدد ما تريد ويخلص الموضوع.

يجيب سمير ضاحكا..

يا أبوعفان، أنت رجل واعى، وبالتأكيد تكون قد فهمت ما أود الوصول اليه.

ما ذنب هذه المسكينة فى كل هذا المعارك.

يجيب عثمان باستياء..

ماذا تريد يا سمير..؟

والله يا عثمان لولا تأكدى التام من مشاعر عواطف تجاهك لما تدخلت فى الموضوع من أصلو، وما خصيتك أنت بالذات.

بإختصار الموضوع هو نريد أن نعقد إتفاقية وهى هدنة تكفيك أنت وعواطف شرور هذا الانسان، ومع تقادم الأيام يصبح الموضوع واقعا ومقبولا حتى عند سليمان.

أصبح سمير يروج للمعاهدة التى لم يشهدها الحرم الجامعي قط.

معاهدة الأولى من نوعها بين الطلاب وغريبة فى بنودها المهمة، هى تشبه محاكمة أكثر من كونها معاهدة، ولأول مرة يشاع ان المشاعر العاطفية تكبل بمعاهدات واتفاقيات للحد منها.

سمير مهندس الإتفاقية وحده من يعلم ان ما يجرى ليس الا خدعة ليتيح مساحة أكبر لتكبر الرقعة بين عواطف وعثمان ولتنمو على قلبيهما حشائش الحب الوديعة، وليبعد سليمان من المساحة وهو مطمئن القلب، لأن كل المعاهدة تصب فى صالحه من خلال بنودها، لكن الواقع كان مخالفا ومغايرا تماما.

خدعة كبيرة سيمررها سمير على سليمان، ومن هنا جاءت تسمية المعاهدة سرا ب(ود حشيل).

وهذا المدعو (ود حشيل) يعني الثعلب فى لغة (التجراييت) وهى لغة معروفة يتحدثها جزء كبير من سكان شرق السودان وارتريا.

لم تكن نظرة عواطف لسليمان يوما ما كما يتخيل هو، دائما كانت ترى للأشياء التى تربطهم فى اطارها القديم (قريبها وابن منطقتها وليس الا).

لكن سليمان كانت نظرته مختلفة تماما. ما ان وطأة قدماه جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا لم يكن مشغولا بدخوله كلية المختبرات الطبية بقدر ما كان مشغولا بقربه من عواطف، ولعل هذا الشعور لم يكن وليد لحظة، بل شكلته سنوات طويلة فى القرية، لكنها مشاعر محاطة بالكتمان ومسورة بهواجس القرية وقوانينها الضيقة.

عواطف لا ذنب لها، فهى لاتعلم شيىء عما يدور فى خاطر سليمان، ولم يصارحها يوما ما بما يكنه لها من حب وشعور جميل تجاهها.

عثمان طالب كلية الدراسات التجارية بنفس الجامعة شاءت له الأقدار أن يصطدم ذات يوم بعواطف فى احدى سلالم المكاتب الرئيسية للجامعة، لكنه فى الواقع اصطدم بقدره وحب حياته الذى خبأه له القدر فى واحدة من سلالم الجامعة.

من حينها بدأت قصة لا يعلم حتى عثمان وعواطف سر ينبوعها الذى تفجر وأغرقتهما مياهه حتى النخاع.

كانا يتقابلان بموعد وبدون موعد، فى ساحة الجامعة أو بالكافتيريا واحيانا على السلالم وغيرها من الاماكن التى وطدت العلاقة حتى صارا فى نهاية الأمر لا يخجلان فى أن يتقابلا حتى وعلى مرأى من الناس.

العلاقة العاطفية الجميلة التى شبت فى ظروف غير معروفة بين عثمان طالب الدراسات التجارية وهو فى عامه الأخير من التخرج وبين عواطف الطالبة فى السنة الاولى بكلية المختبرات الطبية صارت تثار حولها الكثير من المتاعب، الحب الذى ولد طفلا جميلا فى أروقة جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا أصبح غير قادر على السير بقدمية متوجسا من كل اللقط الذى أثير حوله، كل هذه المؤامرات والدسائس كان سليمان يقف خلفها. وأصبح يضمر الشر لعثمان وفى كيفية الإنتقام منه متى ما سنحت له الفرصة، كل ذلك كان يغلفه فى باطنه متظاهرا بأشياء أخرى.

وأصبح يضمر الشر لعثمان وفى كيفية الإنتقام منه متى ما سنحت له الفرصة، كل ذلك كان يخفيه فى باطنه متظاهرا بأشياء أخرى.

إذن سليمان عاشق من نوع آخر،

عاشق يمكن ان يفعل اى شيء فى سبيل محبوته، وحتى ولو كانت لا تعلم بذلك،

عاشق انهكه الليل والترحال والجوى، فهو صديق عثمان ومع ذلك لن يتورع فى الانتقام منه لو دعت الضرورة لذلك.

عواطف تقف فى منطقة بين عثمان وسليمان، هى لا تدرى سوف تفتح حربا بين صديقين، وهى تدرى ايضا ان سليمان يحبها وأنها تحب عثمان. ما العمل.

ذات مرة سأل سليمان عواطف..

ما الذى بينك وبين عثمان..؟

فتجيب: لا شييء، ولكن تعجبني عبقريته،

كيف اكتشفت عبقريته..؟

من خلال جلساته مع دفعته،

ألا تلاحظ دوماً انه يقوم بالمراجعة لجميع طلاب دفعته،

أنه ذكي …؟

كل ما قالته عواطف لم يروق لسليمان، بل بالعكس أصبح يضاعف الكره والبغضاء لعثمان، وصار يتلمس دروبا جديدة موقنا فى خطوها ان الذى بينهما لم يكن شىء عادى.

سمير صاحب المشروع الكبير يتصيد سليمان ويدعوه لكأس شاى..

فى الكافتريا صار سليمان واجما وشارد الذهن، يحتسى الشاى وكأنه علقم ولم يتكلم طيلت الجلسة.

يستفيد سمير من هذا الجو الكئيب ويطرح سؤالا مباغتا لسليمان..

هل تلاحظ انك ليس على ما يرام..؟ ما الذى حل بك..؟

الجميع يلاحظ هذه الحالة التى تمر بها.. ثق بي، يمكنك مصارحتى قد اساهم معك فى ايجاد حل..؟؟

بحلق سليمان بعيدا وتنهدا بمرارة ثم قال:

والله يا سمير معك حق، انا لست على ما يرام.

بصراحة بعض التصرفات التى تبدر من عثمان لا تعجبني.

عثمان انسان مهذب، ماهى ملاحظاتك حوله..؟

ألا تلاحظ يا سمير ان هذا الشخص كثير التقرب والتودد من عواطف..؟

سمير وهو يخفى ابتسامة ماكرة..

وما ضيرك فى ذلك..؟

سليمان غاضبا…

الكثير يا سمير.

إذن.. انت تحبها.

نعم احبها واحب الشوارع التى تسير عليها.

نعم يا سمير انت تفضحني ولكن ربما مشاعري تفضحني اكثر منك.

عواطف بالنسبة لي ليست مجرد انسانة عادية، هى كل شيء.

وما موقفها هى..؟

والله لا اعلم..

ما اعلمه انني احبها، لكن فى الظاهر بيننا الكثير من الاحترام المتبادل، ولا تنسى هى بنت قريتي وليست بعيدة عنا حتى تربطني بها اوصر قربى.

لكنني لست مطمئنا لما يدور حولها وحول هذا العثمان، لقد صادفتهم أكثر من مرة.

حتى انهم لم ينتبهو لى لشدة اندماجهم، او خيل لي ذلك.

تعلم يا سمير، لو ان الذى يدور فى رأسى أصبح كما تخيلت، فأنا لن اقف مكتوف الأيدى، ولن اقف متفرجا وحبيبتي تطير من بين يديّ.

سأفعل كل ما يمكن فعله مهما كلفني الأمر.

يقول سمير فى نفسه.. والله هذا الانسان احمق ويمكن ان يرتكب جريمة فى عثمان، ولكن ما ذنب عثمان سوى انه احب عواطف وبادلته نفس المشاعر، وهل هذا كاف حتى يتعرض لكل هذه المخاطر..؟

هذا انسب وقت للتحدث مع سليمان عن المعاهدة

يا سليمان اسمعني جيدا..

فى البداية يجب ان تتحقق مما تقوله انت الان، ثانيا يجب ان تنبه عثمان على الأقل وتشعره بما يربطك بعواطف بعدها لكل حديث حديث.

يقول سليمان..

ذات مرة سألت عواطف وانا محرج، لكن اجابتها لم تكن شافية.

لم تكن شافية.. على الاقل بالنسبة لي.

لا تشغل بالك يا سليمان سوف نبرم اتفاقية مع عثمان وبذلك سوف ننهى الموضوع.

اصبح حديث الكثيرين بالجامعة يدور حول القصة العاطفية الجديدة والمثيرة أيضا، فتاة جميلة وجديدة على ساحة الجامعة بكلية المختبرات الطبية يعشقها طالبان فى آن واحد. أحدهما على مشارف التخرج والثاني لم يثبت قدماه فى الجامعة حتى الان وهو فى عامه الاول. والحب لا يعرف المستحيلات كما انه يولد فى كل الظروف، واصبح عثمان مشهور بين الطالبات فى اشهر معدودة بقلبه الطرى و ذاع صيته بينهم وحقق نجومية وسط الجميلات.

سمير حريص على عثمان وسليمان ويعمل جاهدا حتى لا تحصل كارثة، على الأقل ينتهى العام الدراسى ويغادر عثمان الجامعة ويستريح هو من مخططات سليمان الإجرامية.

يسير سليمان بخطوات متعبة وهو شارد البال وعلى غفلة من أمره يصطدم باحد الطلاب، فيرفع رأسه ليجد نفسه وجها لوجه أمام عثمان.

عثمان يعاتب القدر الذى رماه فى درب سليمان، فهو الذى يحرص جيدا على ان لايلقاه مهما كان.

ويا للمفاجئة…!!!

سلامات يا رجل، من زمن لم نتصادف..؟

يقول سليمان وهو يحتضن عثمان

مشاغل الدراسة يا صديقي، انت فى عامك الأول، لاحقا ستعرف ما انا عليه الان.

كنت فى بالي يا عثمان والحمد لله تصادفنا،

ان لم تكن مشغولا بشيء ياريت تجلس معى بعض الشيء،

انا بحاجة للحديث معك..؟

تماما

لا مانع لدى، لنجلس الان

شكرا لانك قبلت دعوتي.

عفوا يا صديقى، نحن اهل

تناول سليمان عدد من المواضيع المتعلقة بالدراسة وناقش مع عثمان بعض القضايا المتعلقة بالطلاب ثم عرج على احوال الاهل والموسم الزراعي الاخير دون ان يشير لموضوعه الرئيسي.

أحس عثمان بما يخفيه سليمان ويتحرج من البوح به فحاول ان يسهل عليه فتح الموضوع وقال له:

ماذا كنت تود ان تناقشه معي..؟

خير، فقط كنت احتاجك فى بعض المشورة

قل لى: حسب خبرتك بالحياة هل يمكن ان اتزوج بواحدة من دفعتي بالجامعة..؟

بماذا تنصحني..؟

يجيب عثمان:

لما لا إذا كنت متفهم ظرفها وهي كذلك الأمور الأخرى مقدور عليها. إلا أنني انصحك بالصبر دوما لا تتعجل فى هذه الامور تماما حتى تحقق أهدافك
بينما يتبادلان أطراف الحديث إذا تمر طالبة من كلية الدراسات التجارية وهى في عامها الدراسي الأول وهي ايضا جارة سليمان، جلست جوارهم تتحدث عن صعوبة المواصلات من أركويت في الفترة الصباحية وكذلك وقت الذروة.

يضيف عثمان معقبا..

انا افضل أن اتأخر بالجامعة حتى المساء هروبا من الزحام.

نظرت لساعتها دلالة على انها تأخرت عن المحاضرة وإستأذنت فى حياء وانصرفت.

نظر سليمان لعثمان بخبث ثم قال..

أنت دائما تصطاد الجميلات، ماذا تريد منها..؟

أدهشني أسلوبها في الحديث كم هي مهذبة!

وماذا عن دفعتنا تلك التي تهتم بك كثيرا..؟

لا أفهم، من تقصد..؟

عواطف.

لا شيء.

وجد سليمان مناسبة ليفتح الحديث مع عثمان بكل صراحة.

صديقي عثمان دعوتك صراحة لأفهم منك شكل العلاقة بينك وبين عواطف ؟

تذكر عثمان ما قاله له سمير ذات يوم:

(اذا سألك عثمان عن علاقتك بعواطف إياك ان تخبره الحقيقة، انت بذلك تختصر له الطريق نحو الشكوك وتزيد من جنونه)

ربت عثمان على كتف سليمان وهو يقول..

أطمئن يا صديقي، ليس كما تتصور.

إذن كل على ما يرام.

أتفقنا.

نعم أتفقنا.

لم يكن سليمان مطمئنا فى داخله، لعل هناك الكثير من الهواجس تسكنه والكثير من الاسئلة التى تحتاج الى جواب، لكنه لا يود طرحها الان.

وقبل ان يفترقا طرح سليمان على عثمان توقيع اتفاقية تحفظ الكثير من الود الذى بينهما.

قهقه عثمان ضاحكا ثم قال..

(ما فيش مشكلة)

اضاف سليمان..

ونشهد بذلك من تراه مناسباً

(ما فيش مشكلة)

وكانت أتفاقية (ود حشيل)

فى الصباح حشد سمير عدد من الأصدقاء المقربين لعثمان وسليمان، تكور الجميع تحت ظل شجرة وريفة بين مستهجنا للفكرة وساخرا لما يجرى ومؤيدا للفكرة خصوصا الذين يعرفون سليمان عن قرب.

وافق عثمان على بنود كل الاتفاقية ووقع امام زهول الجميع، واصبح حديث الطلاب فى الجامعة، كما تسرب الخبر لعدد كبير من البنات اللاتى خبأن الخبر عن عواطف حفاظا على عدم خدش مشاعرها.

وقع عثمان على عدد من البنود كان اقساها الابتعاد تماما عن عواطف وعدم الاختلاء بها لاى سبب من الاسباب.

لم يمض على المعاهدة ايام معدودات وعثمان وعواطف اكثر تألقا، اذ يتقابلا على مضض فى الكثير من مواقع الجامعة، كان الجميع يعلم بما يدور إلا سليمان اذ انشغل بدراسته واهماماته الاخرى وهو متأكدا بان عثمان قد خرج تماما من عالم عواطف.

سليمان يخطط ويفتش عن اقرب الطرق التى توصله لقلب عواطف.*

مع دنو موعد الامتحانات بالنسبة لعثمان يختفى عن الانظار مكرسا كل وقته للمذاكرة وغارقا فى المكتبة ورفوفها المتعددة.

عواطف تنسى انه اخبرها ذات مساء ان الامتحانات تقترب وهو مشغولا لانه لم ينجز العديد من الاشياء، فقد كان فى الفترة الاخيرة مشغولا باشياء اخرى.
عواطف تنسى ذلك وتفتش عنه..

ذات مرة وهو واقف أمام مكتب الإدارة يستفسر عن بخصوص الامتحانات النهائية مع عدد من دفعته، اذ ينتبه احدهم لعواطف التى كانت على مقربة منهم، ثم يقول بصوت عال..

هاهى البنت التى سألت عنك اكثر من مرة،

نسيت ان اخبرك بذلك..!!

يستأذن عثمان من اصدقاءه وينفرد بعواطف.

تسأله بغضب..

شغلتني عليك كثيرا، ما بك..؟

يجيب ضاحكا..

ظروف الامتحانات النهائية

و متى هذه الامتحانات..؟

خلال شهر من الآن تقريباً

هل الجدول صدر؟

خلال الأسبوع القادم إن شاء الله.

أتمنى لك التوفيق؟

وبينما هما يتبادلان اطراف الحديث يطل سليمان وهو غاضبا تتطاير من عينيه الشرر، ودون ان يلقى التحية يقول..

يا سلام عليك،

يبدو انك نسيت ماكان بيننا من عهد وأعلنتها حرباً..؟

لا يا أخي الصدفة وحدها هى من جمعتنا

عواطف مندهشة مندهشة من المشهد الجارى امامها..

ألا تلاحظون ان حديثكم مختلف وغير طبيعى،،؟

صمت رهيب يخيم على سليمان وعثمان

فكررت ذات السؤال..!!!

ما بكما ؟

يقول سليمان: كان بيني وبين عثمان عهدا، لكن يبدو أنه نقضه

يجيب عثمان بحياء..

كن هادئا يا سليمان ولنتحدث فيما بعد على انفراد،

ما كان بيننا يظل غير قابل للنشر.

عواطف تتدخل..

أريد أن أعرف ما يجرى..؟

يجيب سليمان:

لقد حذرته بأن لا يتدخل في أمور دفعتنا

متى تدخل في أمور الدفعة..؟

وأي أمور تلك التى تتحدث عنها؟؟

ومن الذي خولك وصيا تتحدث باسم الدفعة..؟

رجاءا أهدئ وستعرفين كل شيء

يتدخل عثمان ويقدم لها نسخة من الاتفاقية

لقد حذرني منك فقط وأنا ليس لي ما أخفيه عنك،

و قد قبلت بكل ذلك تقديرا لك ووقعت هذه الاتفاقية حرصا مني عليه ليهتم بدراسته ولا يشتت انتباهه باشياء اخرى.

كلها شهور وأكون أنا خارج أسوار الجامعة

عواطف لا تصدق ما تسمع..

وتصب جام غضبها على سليمان

هل بيني وبينك شئ..؟

نعم يا عواطف..

انا احبك..!!!

تحبني...؟؟؟

يا سيدى انا هنا من اجل عن العلم وليس من حقك أن تتبنى أمري أو تتحدث بإسمي

تتوجه بسؤالها ل عثمان..

كيف تنجر الى هذه المتاهة و بكل سهولة توقع..؟

من باب المجاملة فقط.

أي مجاملة..؟

قلت لك حتى يتفرغ لدراسته فهو طالب فى عامه الاول ويحتاج للكثير من النصح والارشاد.

تتوجه بسؤالها إلى سليمان

أتمنى أن تكون قد فهمت، ولا داعى لكل هذه الفوضى، ولا تنسى بأننا أهل.

سليمان بإلحاح..

يجب أن اجلس معك يا عواطف..؟

هناك بعض الامور التى يجب تسويتها.

على ماذا تريدني ان اتناقش..؟

يجب ان تعلم بكل بساطة أنني لا أجامل في حياتي وخصوصياتي

وأنت تجرأت بل أعطيت نفسك صلاحيات اكثر من اللازم.

لا تنسى حقوق الزمالة والأخوة..؟

أي زمالة تتجاوز حدودها مرفوضة

فأنا لن أعيش تحت وصاية وضغوط هذه وغيرها من توافه الامور التي لا تغير شئ.

عموماً أغلق هذا الباب فأنَّا حرة في تصرفاتي، واعلم جيدا اننا هنا زملاء دراسة وليس إلا.

ثم تأبطت زراع عثمان وسارا جنبا الى جنب، بينما بقى سليمان متصلبا و فاغرا فاه وهو لا يصدق ما تشاهده عيناه.

Top
X

Right Click

No Right Click