قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء السادس عشر

ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا  تأليف الدكتور: تخستي فقادو

التقدم نحو مدينة مصوع: دور المنظمات الجماهيرية... في دعم المقاتل. عمليات القصف والغارات المكثفة

قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة   الرحلة من نقفة والى نقفة

التي استهدفت العيادة ومخازن السلاح في منطقة علاقمت. ولكن تلك الضغوطات لم تثني قيادة الجبهة الشعبية عن وضع اللمسات الاخيرة على خططها الهادفة الى تحرير مدينة مصوع.

طبعا كانت هناك مخاوف من ان تلك الغارات قد تؤدي الى عرقلة الإستعدادات.. ولكن ما حصل هو العكس. فقد اصبحت الدافع الاكبر للانقضاض على لؤلؤة البحر الاحمر.

وقد بدأت اعداد كبيرة من الجيش الشعبي الى بالتوجه الى جبهة سمهر قادمة من الجنوب ومن الشمال.

كما تدافع الى سمهر اعداد كبيرة من المنظمات الجماهيرية من كافة المناطق المحررة...

وقد كانت هذه هي المناسبة التي الهمت الفنان "ودي تخول" ليغني...

"كلو سمهر مس وردى"
اي "عندما هب الجميع صوب سمهر".

وما ميز استعدادات جبهة سمهر عن غيرها، كان الدعم المعنوي من قبل المنظمات الجماهيرية الذي كان حافزا قويا ودفعة معنوية كبيرة للمقاتلين...

وقد كان للجهاز الطبي نصيب الاسد في مجهودات افراد المنظمات الجماهيرية خاصة من الفتياة اللواتي قدمن من كرن وكارنيشم...

وقد بلغ عدد الفتيات اللواتي تم توزيعهن للمساعدة في عيادات الجراحى حوالي الخمسون... كان ذلك قبل بدء الهجوم الذي انطلق من دوقلي...

وكانت اسهامات المرأة في العيادة تشمل مثل إعداد الطعام.. توزيع الطعام على الجرحى.. غسيل ملابس الجرحى.. تنظيف الادوات الطبية.. جلب حطب النار ...الخ.

وعند خبز الانجيرا كان الفتيات يرددن اغنية الفنان تسفاي محاري (فحيرا)

ايريي ايرينا كتماتات كوينو معسكرنا...

ارتريتي... ارتريتنا...

المدن صارت معسكراتنا...

وخوفا من الطائرات... كان ايقاد النار للطهي وخبز الانجيرا يبداء بعد مغيب الشمس...

ايريي ايرينا كتماتات كوينو معسكرنا
مبائتا ناي عوت... درو تجميرو
معسكر افعبت... بحوي حريرو
نقطاتات ظلائي... كاب ساحل تباريرو
جقانو بظوتنا... حفاش ابسرو
مسوائتن موقائتن... قبوء قيروو
يوناجف الو... جقنا رايوو.

ترجمة بدائية:

ياارتريتي ياارتريانا... المدن صارت معسكراتنا
من هنا البداية... وبشائر انتصاراتنا
معسكر افعبت... التهمته لهيب هجوماتنا
نقاطه في الساحل... علت فوقها راياتنا
رفاقنا الابطال... زفو للشعب اخبار انجازاتنا
الشهادة والجراح... مهر انتصاراتنا
هاهم الابطال... سائرون لتحقيق غاياتنا

وبالرغم من ان الظروف كانت صعبة والمعاناة اليومية ليس لها حدود... إلا انها لم تخلو من المواقف الطريفة التي تجري بين المقاتلين وافراد المنظمات الجماهيرية.

فمن ضمن افراد المنظمات الجماهيرية كانت هناك فتاة في الثامن عشر من العمر وكانت تعرف ب "قوال محمد" اي "بنت محمد" وكانت تعمل في العيادة... كانت جيدة في عملها ولكن كانت كثيرة المزاح.

فعندما تشاهد بين الجرحى احدهم يئن من الالم تقول له "طيب مين اللي جبرك على النضال.. طالما انك لاتتحمل الالم ماكان اخير لك تقعد في بيتك!!!"

واحيانا تقول لهم "ماكان اخير لك في الزراعة او التجارة!!!"

فمن يعرف انها تقول ذلك من باب الهذار، كان يضحك في الموقف... اما من لايعرفها فكان يقول... البنت دي مالها؟ مجنونة ولا ايه؟؟؟

فالاستعدادات التي كان يقوم بها التنظيم لتحرير مدينة مصوع قد سبب قلقا شديدا للعدو الاثيوبي وحلفائه... لان طريق مصوع - اسمرا كان المنفذ الوحيد المتبقي للعدو لنقل المؤن والعتاد... فبعد قطع طريق اسمرا - مصوع ثم الهزيمة النكراء التي مني بها في دنقلو والخسائر الكبيرة التي تكبدها، اصيب العدو بالرعب والهلع... بل وقد فقد توازنه.

ومن ضمن العتاد والاسلحة التي تم الاستيلاء عليها من العدو كانت هناك عشر دبابات.. وهذا كان مبعث الفرحة عارمة لدى الثوار... لان تلك الدبابات ستساهم بشكل فعال في عملية تحرير مصوع.

وكالعادة وكما هو متبع قبل بدء المعارك تم اشعار الجهاز الطبي ان يقوم بالاستعدادت والتجهيزات اللازمة لإستقبال اعداد الجرى... وفي تلك الفترة كان الجهاز الطبي قد شهد نقطة تحول كبيرة والمتمثلة في توفر كمية كبيرة من مواد نقل الدم ومواد التخدير اللذين نحتاج لهما اثناء العمليات الجراحية.

وبتاريخ 18 ديسمبر 1977 بدأنا الزحف نحو مصوع... كان علينا ان نقطع مسافة 25 كيلومترات مشيا على الاقدام من مواقعنا في دوقلي حتى مصوع.

فما عدا بعض التلال الصغيرة والشجيرات الصحراوية المتناثرة هنا وهناك، كان الطريق من دوقلي الى مصوع عبارة عن ارضية مسطحة (سهول)
فالمعروف ان المناخ في سمهر جميل جدا في شهر ديسمبر.. ذلك لان السماء تكون مغيمة والجو ممطر...وثمة اعتقاد بأن في مثل هذه الاجواء، حظوظ الجانب المغير والمدافع تكاد تكون متكافئة.

وبدأ الهجوم على مدينة مصوع في صبيحة التاسع عشر من ديسمبر 1977 وكان بقيادة نائب الامين العام للجبهة اسياس افورقي.

نواصل... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click