قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء الخامس عشر

ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا  تأليف الدكتور: تخستي فقادو

عملية خيانة في الجبهة الامامية...

حالات الخيانة التي كانت تحصل في الثورة من وقت لآخر قد كلفت الثورة ثمنا باهظا...

قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة   الرحلة من نقفة والى نقفة 

فالعميل المزروع من قبل العدو، عندما ينضم للثورة، عادة مايستخدم المكر والحيل لإخفاء نواياه الحقيقية فيقدم نفسه كثائر مؤمن بمبادئ الثورة والكفاح المسلح... وانه على استعداد ليدفع روحه مهرا للحرية... وهنا سوف نتناول قصة احد العملاء الذي الحق ضررا كبيرا بالثورة.

فقبل التحاقه بالجبهة الشعبية كان هذا العميل احد الارتريين الذين كانو ضمن فرقة الكمندوس في الجيش الاثيوبي...

وقد كان من ضمن جنود الكمندوس الذين وقعوا في الاسر في معركة تحرير افعبت عام 1977..

وكما كان حال الكثير من هؤلا الاسرى، ادار ظهره للعدو وابدى استعداده للإنضمام للثورة والنضال ضد الاحتلال بمحض ارادته... فتم توزيعه في قطاع الاسلحة الثقيلة... في تلك الآونة الوحدة التي تم توجيهه اليها كانت مرابطة في دقدقتا... طريق مصوع اسمرا... وبعد مدة تم ارساله الى العيادة في علاقمت من اجل العلاج.

ونحن في العيادة لاحظنا ان طباعه كانت طباع الكمندوس... وكان يبدو عليه انه في الثلاثينات من العمر.. وذو بنية قوية... قليل الكلام... ويفضل الانفراد والخلو بنفسه بعيدا عن بقية المقاتلين في اغلب الاوقات... وكنت اعتقد ان طباع الصمت والانعزال عن الناس ربما سببه الاعياء البدني او الضغوطات النفسية التي مر بها.

اتى الينا لانه كان مصابا بالملاريا... فقدمنا له العلاج اللازم لذلك الداء قبل السماح له بالعودة الى وحدته... ولكننا علمنا فيما بعد انه بدلا من العودة الى وحدته قام بتسليم نفسه للعدو!!!

فبعدما غادر العيادة في علاقمت..عرج عن جبهة دقدقتا غربا.. ثم عن طريق مايوعوي ذهب الى دنقلو حيث سلم نفسه للجيش الاثيوبي هناك.

وفورا افشى معلومات عسكرية سرية عن مواقع الثوار في علاقمت بالقرب من ماي عطال... ومن ضمن المعلومات التي زود بها ذلك الخائن للعدو كانت تفاصيل دقيقية تتعلق بعيادة الجراحة في علاقمت.. قبل ذلك كل ماكان متوفر لدى الاستخبارات الاثيوبية من معلومات عن وحدة الجراحة في علاقمت كانت معلومات عامة... ولكن ذلك العميل زودهم بمعلومات دقيقة ومفصلة عن موقع العيادة.

وماان غادر ذلك الكمندوسي العيادة وسلم نفسه للعدو حتى بدأت عمليات القصف لموقع العيادة تتوالى دون هوادة ووفقا للمعلومات التي تحصلنا عليها في هذا الصدد بعد استيلاء قوات الجبهة الشعبية على مدينة دنقولو.

كان بأن العميل هو من زودهم بالمعلومات..

ففي الاسبوع الاول من شهر ديسمبر بدأت طائرات الميج بشن غارات مكثفة على علاقمت كان ذلك حوالي الساعة العاشرة صباحا... وكنا قد فرغنا لتونا من الجولة الصباحية الروتينية اليومية حول الجرحى وكنا بصدد الاستراحة وإعداد الغداء.

وللكثير من المقاتلين كانت تلك اول مرة نشاهد فيها المقاتلات الروسية F5 و F86 وهي تحلق بذلك الانخفاض ولم تفصلنا عنها سوى امتار بسيطة... وبعد التحليقات الاستطلاعية والدوران حول المنطقة ثلاث مرات... قامت الطائرات بشن الغارات...

وكان بالقرب من العيادة مستودع يحوي الاسلحة التي سيتم استخدامها في عملية تحرير مدينة مصوع... وكان مستودع الاسلحة من المواقع التي استهدفتها الطائرات المغيرة... وفيما بعد تأكد لنا بأن الطيارين لم يكونو اثيوبيين وانما من اليمن الجنوبي... وقد هرع المقاتلون الى اجلاء الاسلحة من الدمار.

كان ذلك اليوم من اسواء ماتعرض له تنظيم الجبهة الشعبية من عمليات القصف والغارات في تاريخه... وذلك نتيجة لعملية الخيانة التي اقدمها عليها ذلك الكمندوسي العميل.

وقد توصلنا الى قناعة بأن هذه المنطقة غير آمنة إطلاقا... وان الطائرات سوف تواصل غاراتها وعليه ليس لنا من خيار سوى نقل العيادة الى مكان آخر على وجه السرعة... ولكن الى اين؟ لم يكن سوأل يمكن الإيجابة عليه بسهولة.

وقد صدرت الينا التعليمات بإجلاء الجرحى والطاقم الطبي من تلك المنطقة فورا وخلال يوم واحد... فقررنا ان ننقل الجرحى الى العيادة في منطقة فلفل... كما فعلت بقية الوحدات العسكرية.

في هذه الاثناء انا وإثنان من رفاقي جلسنا في ارضية مرتفعة من الخور وبدأنا نستعرض مآلاتنا والوضع البائس الذي وجدنا انفسنا فيه.

فعلق احد الرفاق وقد تملكه الحزن:

"عجيب جدا ان هذا البلد الصغير... مع تعداده القليل... وثورته الفتية... وامكاناته المتواضعة قد تمكن من التصدى بصمود امام قوى المعسكر الإشتراكي رغم مايملكونه من اسلحة متطورة... وفتاكة".

فرد عليه رفيقه "صراحة لم يخطر ببالي بانهم سوف يقدمون على فعلتهم هذه" عمليات القصف التي تعرضت لها علاقمت قد سبب ازعاجت شديدا لتلك الجبهة وقد تعرض مخازن الاسلحة للدمار... وقد اجبرنا على نقل العيادة الى موقع آخر ولكن ولحسن الحظ لم تكتشف المقاتلات الموقع الجديد.

ثم انتقل تنظيم الجبهة الشعبية الى مرحلة جديدة من المواجهة مع العدو... وقد كانت حقا كانت نقلة نوعية بكل المقاييس... السير نحو مصوع!!!

مداخلة من المترجم: وهنا يحضرني... اغنية الفنان صالح ابراهيم...

حليب استيكانا... حليب ستي
قادم سمهر تعديكا باظع اقل تئتي
ساحل هلا... هتوم اندا لبلوكا
مدول قبىء... قرقسم بظحكا
باظع ظعدا... ديب كرسا عللكا
بروي انا اي رايكو كمسلكا... كمسلكا... كمسلكا

نواصل... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click