قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء الثالث عشر

ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا  تأليف الدكتور: تخستي فقادو

قطع طريق... اسمرا مصوع: بدأ الهجوم المباغت بتاريخ 13-10-1977 ففي صباح ذلك اليوم تحركت من مصوع

قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة   الرحلة من نقفة والى نقفة

قافلة تتكون من حوالي 200 شاحنة محملة بالسلاح والمؤن ترافقها وحدات عسكرية مسلحة تسير في مقدمة القافلة ومن خلفها.

ففي العاشرة صباحا عندما وصلت طليعة القافلة الطويلة منطقة دقدقتا كان ذيلها لايزال في منطقة دوقلي... تبعد دقدقتا حوالي 70 كيلومترات عن اسمرا بينما المسافة بين دوقلي واسمرا تقدر بإثنان وتسعون كيلومترات... وبمعنى آخر ان طول القافلة كان حوالي عشرون كيلومترات. ولا شك ان عدد الجيش المرافق للقافلة كان قد فاق توقعاتنا... فقد كان عبارة عن فرقة جيش كامل يتتشكل من اعداد ضخمة من المشاة ووحدات المدرعات.

وقد اوكلت الى ذلك الجيش مهمة إعادة فتح طريق اسمرا - دقمحري... الذي كان تحت سيطرة الجبهة الشعبية.

في تلك الاثناء انا وبعض من رفاقي في الجهاز الطبي صعدنا الى تل مجاور لمراقبة مايجري عن كثب... ولكن بعد قليل توقف إطلاق النار في منطقة ماي عطال... هذا من جانب ومن جانب آخر كانت معارك كثيفة تدور رحاها في منطقة دوقلي ودقدقتا.

ولم يمض طويلا على بدء المعارك حتى قام الجيش الذي كان يحمي القافلة من الخلف بالفرار بإتجاه دوقلي... اما طليعة القافلة فقد اضطرت الى اتخاذ مواقع دفاعية في قحتيلاي.

ثم قام الثوار بقطع الطريق بين مقدمة وذيل القافلة.. ثم انفردو بكل جزء بمعزل عن الآخر في معارك اتسمت بالشراسة... وفي هذه الاثناء كان يقوم جزء من المقاتلين الاستيلاء على الشاحنات بما تحمله... يعني الجمل بما حمل (دي من عند المترجم!!!)

وبعد ساعة من بدء المعارك... حلقت في اجواء ساحة المعركة مقاتلات F5 وF86 لنصرة جيشهم المحاصر... ولكن لم يكن دور الطائرات الحربية ذا تائثير كبير على مجريات سير المعارك وبالتالي لم يكن بمقدور تلك الطائرات ترجيح الكفة لصالح جيشهم الذي كان الهدف اصلا... والسبب لذلك يرجع على مايبدو الى جهل الطيارين بتضاريس المنطقة... ولم يبق لها من خيار سوى تدمير الشاحنات حتى لاتقع غنيمة في ايدي الثوار.

وبعد ساعة من بدء المعارك وصل الى العيادة اول افواج الجرحى... واول الجرحى كانو من الاتريين المدنيين الذين كانو على متن الشاحانات في طريقهم الى اسمرا بالإضافة الى سائقي الشاحنات من المدنيين.

في الغالب في مواجهات الكمائن التي ينصبها الثوار تكون الاماكن خالية من اللغم الارضي وتكون امد المعارك قصيرة نسبيا.. وتكون الاصابات ناجمة عن قنابل يدوية وطلقات نارية ويكون عدد الجرحى محدودا.

وعليه وبعد وقت قصير توقف وصول اعداد الجرحى المصابين من المقاتلين... مما اتاح لنا متسع من الوقت للعناية بالجرحى من المدنيين الذين كانو في مكان يبعد كيلومترا عن وحدة الجراحة... كان من ضمن الجرحى نساء واطفال.

وكانت المفاجئة انه بين الجرحى المدنيين كان هناك عميل مندس تابع للحكومة... في ذلك اليوم كنا منهمكين في علاج الجرحى من المدنيين عندما اقترب مني اثنان من سائقي الشاحنات واخبرونا عن خلفية ذلك العميل.

وحسب افادتهم، فقد كان ذلك الرجل من المتعاونيين مع جهاز الامن الاثيوبي المعروف ب "عفانج" الذي كان يقوم بأعمال الخطف والقتل والتعذيب في حق الارتريين الابرياء داخل اسمرا... كما علمنا ان ذلك الرجل من اقليم تقراي... هذه المعلومات اكدها لنا نشطاء الجبهة الشعبية المتواجدين داخل اسمرا.

وحسب المعلومات المتوفرة فقد كان ذلك الرجل حتى عام 1975 فقير جدا ويعيش في الاحياء الفقيرة من اسمرا.. ولكن فجئة اصبح يملك الفيلات الفارهة وسيارة جديدة لنج... وقد كان اغلب ضحايا ذلك الجاسوس من رجال الاعمال الاغنياء..
اما المكر الذي كان يتبعه ذلك العميل المحتال كان كالتالي.

اولا يتسبب في اعتقال التجار... ثم يقترب من اقرباء الاسرى ويظهر لهم وكأنه رجل محسن ويوعدهم بأنه يستطيع التوسط للإفراج عن اقربائهم مقابل مبلغ يتم دفعه للجهة التي اعتقلت اقربائهم وطبعا في الاخير يتم تقاسم القروش بين ذلك الرجل والجهات الامنية التي يعمل لحسابها.

ولانه كان يخاف من عقاب الثورة فنادرا ماكان يستخدم السيارات للتنقل بين اسمرا ومصوع...بل كان يسافر بالطائرة....
وقد كان يهدد ويتوعد بأن الحكومة سوف تقضيى مرة والى الابد على قطاع الطرق الشفتا المقملين..!!!

المترجم: ولكن هذه المرة على مايبدو انه كان على موعد مع الاقدار!!! فمش كل مرة تسلم الجرة!!!

وقد ذكر احد المقاتلين انه اثناء المعركة حاول العميل الفرار نحو مصوع... ولكن الجندي حسبه مواطنا عاديا فكان ينصحه الانبطاح ارضا حتى لاتصيبه الرصاصة.

ولكن امام اصراره على الفرار شكى الثوار في امره... فأمروه بالتوقف وعندما رفض... اطلقو عليه الرصاص فأصيب في قدميه... ثم تم نقله الى العيادة لتلقي العلاج اسوة مع الجرحى من المدنيين.

عموما واثناء ماكنت اعالجه سائلني.. ماذا ستفعلون بي؟

قلت له... طبعا سيتم اعادة المدنيين الى منازلهم... وانا مقهور بما سمعته عن افعاله الاجرامية في حق المواطنيين العزل.

ثم قال لي هل هذا يعني اننا سوف نمر عبر المناطق التي يتواجد بها العدو؟!!! يقصد الجيش الاثيوبي!!! رغم انه واحد منهم.

قلت له جائز اولا تذهبون الى منطقة فلفل ثم كارنيشم ومنها الى اسمرا.

وهل ستسمحوا لنا اخذ عرباتنا؟

قلت له... جائز... في هذه اللحظة كنت على وشك اني اخبره بالحقيقة... اي مانعرفه عن ماضيه الإجرامي في حق شعبنا.

ثم اضاف نحن شباب وممكن نناضل معكم!!!

قلت لنفسي... هل انه فاكر ان الشعبية سذج ولا اغبياء.. واستغربت في محاولاته الظهور بشخصية مصطنعة.. واخفاء سخصيته الحقيقية.

ثم سائلته... اين يقيم وماذا يعمل.

قال انه مقيم في اسمرا وانه يزاول مهنة التجارة.

سالته عن مسقط راسه... فأجاب انه تقراواي من اكسوم.

ثم اضاف "بالرغم من ذلك نحن شعبين شقيقين وكلانا يعاني من الإضطهاد.

تذكرت الجرائم التي كان يقوم بها جهاز الامن الاثيوبي عام 1975 من اعمال خطف وشنق في شوارع اسمرا وضواحيها... والتي كان يستهدف فيها الشباب.

عموما بعد الاسعافات الاولية تم نقل ذلك العميل مع بقية الجرحى من المدنيين الى العيادة في فلفل... وفيما بعد تم تحويل ذلك الرجل الى جهاز الامن للتحقيق معه.

نواصل... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click