قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء الثاني عشر

ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا  تأليف الدكتور: تخستي فقادو

قطع طريق اسمرا - مصوع: تحركت من منطقة فلفل وفي نفس الليلة وصلت كرن... وهناك وجدت الإجابة

قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة   الرحلة من نقفة والى نقفة

على سوآلا ظل يراودني وهو ماهي الخطوة القادمة للجبهة الشعبية؟ وقد وجدت الإجابة على ذلك عندما التقيت في كرن كل من المناضل فسهايي ولدقبرنكئيل ودكتور هيلي محظون مسؤل فرع المستشفيات والعيادات انذاك.

والجواب كان... سمهر!!

ففي نهاية شهر سبتمبر عام 1977 طلب مني المناضل فسهيي ان توجه الى اقليم سمهر... وقد اكد لي بأن المواجهة في مصوع سوف تكون اشرس مما كانت عليه في مدينة كرن وبالمقابل يجب ان تكون استعدادات الجهاز الطبي ايضا اكبر... ولم يساورنا الشك بأن المواجهة ستكون اكثر دموية منذ قبل.

وقد توصلنا الى هذه القناعة من خلال النظر على الجهود الضخمة والمحاولات الشرسة التي كان يقوم به العدو لإعادة فتح طريق اسمرا - دقمحري، وقياسا على ذلك فالعدو لاشك سوف يقاتل اكثر شراسة لإعادة فتح طريق اسمرا - مصوع في حالة فقدانه على يد الثوار.. لانه في ذلك الوقت كان ميناء مصوع بالنسبة للعدو بمثابة الرئة التي يتنفس من خلالها.

فبعد تحرير كل من كرن ثم سقنيتي و دقسا على يد الجبهة الشعبية... كان يتسائل المقاتل.. اي مدينة ستكون الهدف القادم... البعض كان يتوقع مصوع والبعض الآخر يقول عدي قيح وآخرون يتوقعون ان تكون المهمة القادمة تلك المدن الواقعة على طريق اسمرا - مصوع... بل هناك من كان يرجح ان تكون العاصمة اسمرا نفسها هي الهدف القادم... وكان من يصر على الوحدة بين التنظيمين قبل الإقدام على محاولة الاستيلاء على اسمرا.

علما بأن المدن المحررة من قبل التنظيمين كانت كالتالي:-

جبهة التحرير الارترية:

تسني - اغوردات - عرزا - عدي خوالا - مندفرا - دباروا - صنعفي.

الجبهة الشعبية:

قرورة - نقفة - افعبت - كرن - دقمحري - سقنيتي الخ..

صراحة لم افاجاء عندما اخبرني الرفيق فسهايي بانني سوف اتوجه الى سمهر... ولكن في نفس الوقت لم اكن متأكد من اي من المدن الواقعة على طريق اسمرا - مصوع ستكون البداية.

اذن صدرت التعليمات للجهاز الطبي بالتوجه الى جبهة سمهر.

فبدأنا بإعداد الاجهزة والمواد الطبية اللازمة لإنشاء وحدة جراحة في سمهر إضافة الى المواد الغذائية التي يحتاج اليها المقاتل الجريح قبل وبعد إجراء العملية الجراحية... في الجانب الطبي كانت الإحتياجات متوفرة الى حدما ولكن كانت هناك شحة ونقص شديد في الجانب الغذائي مثل الحليب والسكر اللذين يحتاج اليهما الجريح بعد العملية... فكل مانملكه كان عشرون كيلو غرام من السكر وعلبتان حليب بودرة... حجم كل منهما كيلو غرام واحد... وهذا طبعا غير كافي ولكن كانت تلك امكانات التنظيم في ذلك الوقت علما بأن اهمية الحليب والسكر بالنسبة للجريح لاتقل عن الادوية.

حانت ساعة الصفر فتحركنا من منطقة "فلفل" على متن عربة لاندروفر... وبمحاذاة نهر سلمونا اتجهنا شرقا نحو سمهر.. كان الطريق مغبرا جدا لدرجة اضطررنا الى إغلاق نوافذ السيارة.

ولكن درجات الحرارة داخل السيارة كانت لاتطاق... ذلك لان المناخ حار جدا في المنخفضات الشرقية في شهر سبتمبر.. فإضطررنا الى فتح نوافذ العربة... فكان ان امتلاء داخل العربة بالاتربة والغبار... وبهذه الحالة اخيرا ومع خيوط الفجر وصلنا منطقة عيلا قمد.

عيلا قمد هو نهر طويل يوجد غرب ماي عطال و يجري من الغرب نحو الشرق... ويبعد حوالي اربعة كيلومترات عن طريق ماي عطال.

نهر عيلاقمد كان مهم جدا للمواطنيين والمقاتلين وقوات الكوماندوس على حد سواء... لان الماء هناك كانت لاتزال تجري في وقت ان بقية الانهر قد جفت... فالمواطنون الرحل كانو يسقون بهائمهم من هذا النهر.

وفي الصباح بدأت اتجول بمحاذاة النهر بحثا عن الاشخاص الذين يجب الالتقاء بهم للتزود منهم بالمزيد من المعلومات.. وهناك شاهدت طوابير من المقاتلين ومعهم جركانات المياه... وعدد من المقاتلين يستظلون تحت الاشجار المتناثرة يمين ويسار النهر.

وبالقرب منهم وجدت كل من المناضل اسياس تولدبرهان (ودي فلانسا) وايضا المناضل قبري خدان هبتآب (ودي مني) وكلاهما قائد كتيبة... ذهبت اليهم لتبادل التحية معهم وللتزود ببعض المعلومات التي تخص المهمة التي كنت مكلف بها... وهي اختيار مكان لنصب الوحدة الحراحية.

بعد قليل قال المناضل... ايه رايكم نطلب من المقاتلين ماء للشرب... فرد عليه ودي فلانسا ممتزحا "لو طلبت منهم ماء في هذه الظروف سوف يقضو عليك !!!"... كان القصد للتائكيد على اهمية الماء والمشقة على الحصول عليه في تلك اللحظة.

بعد الظهر قابلت عضو اللجنة المركزية وقائد الاسلحة الثقيلة... المناضل رمضان اولياي.

وبعد بحث مضني استقر الاختيار على وادي سخر ليكون المكان الذي نشيد فيه عيادة الوحدة الجراحية المؤقتة.

وفي يوم 13 من شهر اكتوبر عام 1977 بدأت المعركة لقطع طريق اسمرا - مصوع.

نواصل... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click