قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء السابع
ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا تأليف الدكتور: تخستي فقادو
كان خبر زيارة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو لاثيوبيا عام 1977 لكل من الصومال واثيوبيا مفاجئ للغاية
وقد اثار السخط وسط المقاتلين.
وكان من الواضح انه لايمكن لكاسترو ان يقدم على زيارة العدوتين اللدودتين دون الضوء الاخضر من الاتحاد السوفيتي... ظللنا نتابع ونحلل وبدأنا نتسائل ما يمكن ان يجنيه الاتحاد السوفيتي من التدخل في القرن الافريقي... وقد تلى ذلك الخبر تحليلات من قبل بعض محطات الاذاعات العالمية:
"هل الغرض هو السيطرة على منطقة القرن الافريقي... وهل العلم الاحمر سوف يرفرف في تلك المنطقة... واذا وقف الروس بجانب الاثيوبيين بإسم الاشتراكية ماذا سيكون انعكاساته على القضية الارترية".
لاشك ذلك الخبر المزعح قد مسخ علينا نشوة الانتصارات التي تحققت في كل من قرورة ونقفة وافعبت... وبالرغم من ذلك كنا على الثقة بأن الاتحاد السوفيتي الذي يؤمن بالاشتراكية لابد ان يقف مع الحكومات والثورات التي تناضل من اجل نظام اشتراكي... ولكن كان ذلك تفكير ساذج... لانه في حالة تدخل الروس ستصبح ارتريا منطقة صراع بين المعسكرين الشرقي والغربي.
عموما السحاب القاتمة بدت تلوح في الافق... في القرن الافريقي.
حتى تلك اللحظة كنا ننظر الى الدول الاشتركية مثل كوبا واليمن والصومال على انهم اصدقاء الثورة الارترية.. وكانت ثقتنا فيهم كبيرة... لان تلك الدول وحتى تلك اللحظة كانو يقدمون لنا الدعم بغض النظر عن حجمه... وكنا نتوقع ان يتواصل ذلك الدعم حتى نهاية الكفاخ المسلح... ولكن لم يكن لتلك الدول من خيار سوى الانصياع لرغبات الاتحاد السوفيتي.
في نفس الوقت بدأ نظام الدرق ينتقل من معسكر الى معسكر آخر... فبينما كان في البداية متحالفا مع الامريكان... ثم الصين واخيرا وجد دالته في المعسكر الاشتراكي والروس تحديدا.
ومن جانب آخر... كيف نفسر للطلائع والشباب في مدرسة الثورة في منطقة فاح... والذين قد تمت تعبئتهم بأن المعسكر الاشتراكي هو صديق الثورة الارترية.. كيف نفسر التحول الذي طرأ في موقف القوى الاشتراكية... فعلا كان محيرا للشعب الارتري في الداخل والخارج.
ولكن اعضاء الجبهة الشعبية كانت لنا قناعة تامة تم استسقائها من الفكر الماركسي وايضا من التجربة الطويلة في الكفاح المسلح وهو:
نضالنا شاق... ولكن نصرنا مؤكد... وان وضعنا الداخلي هو الذي سيحسم الموضوع في نهاية المطاف.. وان السوفيت ايضا سيقفون مع الجهة التي تعتمد على نفسها وفي هذا الصدد ان نظام الدرق كان يقف فوق ارضية هشة وضعيف من الداخل وعليه فالدعم الخارجي مهما بلغ شانه لن يكون كافيا لهم.
وبعد مرور حوالي شهر من ذلك الخبر الخاص بزيارة كاسترو للمنطقة... عقد الامين المساعد للتنظيم اسياس افورقي... سمنارا موسعا في منطقة فاح تحدث فيه عن زيارة فيدل كاسترو المرتقبة للصومال واثوبيا وانعكساتها على الساحة الارترية... فأشار في حديثه الى احتمالات التدخل السوفيتي في القرن الافريقي... ولكن اكد بالرغم من انه قد يؤثر سلبا على الكفاح المسلح وقتيا... إلا ان ذلك التاثير ليس قادر على عرقلة مسيرة النضال الوطني.
ثم تطرق السيمينار الى الشائن الداخلي للساحة الارترية وتحديدا الى علاقة الجبهة الشعبية بنتظيم جبهة التحرير الارترية.
نواصل... في الجزء القادم