قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء السادس
ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا تأليف الدكتور: تخستي فقادو
مدينة افعبت هي الأكبر في اقليم الساحل من حيث تعداد السكان... تقع المدينة على مساحة مسطحة وعلى ارتفاع
1000 متر فوق سطح البحر.
ففي الجزء الجنوبي للمدينة توجد تلال مليئة بالصخور... هناك شارعين يشقان المدينة من الشمال الى الجنوب.. واغلب البيوت هي عبارة عن مربعات والبقية هي من القطاطي.
كان للعدو الاثيوبي معسكرين في جنوب المدينة ونقاط مراقبة فوق التلال المحيطة.
قبل الهجوم الحاسم ببضعة ايام كان قد تم دحر مراكز المراقبة في التلال المطلة على المدينة.
بدأت معركة تحرير افعبت يوم الثلاثاء السادس من شهر ابريل 1977... وكانت بقيادة ابراهيم عافة.
بدء الهجوم من كافة الإتجاهات.. وقد كان الهجوم على المعسكر الواقع شرق المدينة مباغة وسريعا... مما دفع افراد الكوماندوس والجيش الذي كان قد فر من نقفة الى الهروب الى المعسكر غرب المدينة والذي يبعد 300 مترات.
مايميز معارك افعبت كان الجيش الاثيوبي المرابط هناك يتألف من الكوماندوس وآخرون من ذوي الخبرة القتالية... وبشهادة الثوار فقد قاتل هؤلا الى النهاية دون التزحزح عن مواقعهم... ولكن هاجم الثوار بكل شراسة وتمكن من دخول مواقع العدو والامساك بالبعض منهم بالرقاب... ودفن الآخرين داخل خنادقهم... حتى تم التحرير التام لمدينة افعبت.
وبالرغم من ان معركة افعبت كانت قصيرة نسبيا.. حيث تم تحريرها خلال ساعتين... إلا انها كانت شرسة... فقد شهدت معارك يد بيد استخدم فيها السلاح الابيض... ولم يتمكن احد من افراد العدو الفرار.. تحرير كل من قرورة ثم نقفة ثم افعبت كانت بمثابة قفزة نوعية في مسيرة الثورة الارترية.
قفزة نوعية الى الأمام:
بعد المؤتمر التنظيمي الاول كانت هناك تكهنات في اوساط الجماهير بصفة عامة والمقاتلين بصفة خاصة بأن الساحة الارترية وتنظيم الجبهة الشعبية سوف تشهد تطورات كبيرة... وبعد ايام قليلة سمعنا بأنه سيتم إعادة تنظيم الجيش حيث ستتم عملية الخلط وتوزيع الجيش وان الرسرايا سوف تتطور.. وهذا التطور كان مفرح ولكن في نفس الوقت كان يعني انك تفارق رفيقك الذي قاتلت معه جنبا الى جنب لمدة طويلة وتكونت بينكما صداقة ومودة... إذا الفراق بين المقاتلين كان صعب جدا لدى البعض منا.
اماالسبب من وراء اعادة تنظيم الجيش على شكل فيلق الذي يتكون من اعداد ضخمة من المقاتلين.. كان لان تحرير كل من قرورة ونقفة وافعبت قد اشعل الحماس لدى مئات من الشباب في المدن وبدأت اعداد كبيرة منهم تتدفق الى الساحة للإلتحاق بتنظيم الجبهة الشعبية.. وعليه كان من الضروري الإرتقاء بالوحدات المقاتلة من السرية الى الفيلق.
هذا التدفق من قبل الشباب الى ساحات القتال قد ازعج الحكومة الاثيوبية التي وصفته بانها عملية ارتزاق... كما اتهمت الجيش الاثيوبي الذي هزم في كل من قرورة ونقفة وافعبت بالخيانة.
وبعد تنظيم الجيش على هيئة فيالق... اتجهت الانظار الى تحرير مدينة كرن... وفعلا بعض الوحدات كانت قد توجهت الى تلك المنطقة وتم تحرير مدينة عيلا برعد الزراعية والتي تبعد عن كرن حوالي عشرون كيلو مترا في طريق كرن اسمرا.. تم التحرير في 9-4-1977 ولكن الشيء الذي اقلقني هو انه كيف يمكن تحرير مدينة المحصنة وتنظيمنا لايملك الدبابات او العربات المدرعة.
ثم نقلت الينا اذاعة لندن في نهاية شهر ابريل 1977 خبر مزعج للغاية وهو ان الرئيس الكوبي فيدل كاسترو بعد زيارته لليمن الجنوبي سوف يقوم بزيارة لكل من الصومال واثيوبيا... في تلك المرحلة كان لكل من اليمن والصومال علاقات جيدة مع الثورة الارترية.
نواصل... في الجزء القادم