قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء الثالث

ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا  تأليف الدكتور: تخستي فقادو

يقول الكاتب الطبيب: كانت الساعة الرابعة عصرا في 18-3-1977 عندما وصلتني رسالة من قائد جبهة نقفة

قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة   الرحلة من نقفة والى نقفة

المناضل علي سيد عبدالله.. ويقول محتوى الرسالة "حضورك في وادي امبالقو صباح غد".

في تلك الآونة كنت اعمل طبيبا (جراح) في عيادة في وادي طناس شمال غرب مدينة نقفة.

ويضيف الكاتب وعندما قرأت فحوى الرسالة... قلت بيني وبين نفسي.. لقد اصبحت ايامك معدودة يا "مامو".

وقد يتسائل القارئ من هو مامو؟

كان النقيب "مامو" القائد العسكري للجيش الاثيوبي المحاصر في نقفة.. وقد عرف عنه صفات الحسم والصرامة والشجاعة ولم يستسلم رغم الحصار الطويل والظروف القاسية... وبالرغم من تضائل الفرص والأمل القاتم في ان يتم انقاذهم من قبل حكومة منقستو إلا ان الجنرال "مامو" كان على إستعداد للقتال حتى آخر طلقة... وقد كان يحث جنوده على مواصلة القتال.

في الواقع لم يكن الأمر يحتاج الى ذكاء خارق لتخمين سبب استدعائي من قبل قائد جبهة نقفة في تلك الظروف... وعليه ايقنت بأن الهجوم النهائي لتحرير نقفة قد اوشك... لانه في السابق كان يتم استدعائي من قبل القيادة العسكرية عندما يكون هناك معركة وشيكة... وذلك للوقوف على جاهزية الجهاز الطبي تحسبا لإستقبال اعداد من الجرحى.

بعد قرائة الرسالة دخلت في صمت وتفكير عميق... وقد لاحظ بعض رفاقي التحول الذي طرأ على مزاجي... فسألوني مابك اليوم صامت ومهموم على غير العادة؟

طبعا لم ابوح لهم بشئي لأنه في تلك الآونة كانت السرية من اهم ركائز امن وسلامة التنظيم... وغير مسموح انك تناقش الشيئ إلا مع من يعنيهم الأمر.

عقوبة إفشاء السر كانت قاسية جدا!!

من هذا الخندق كان النقيب مامو يشرف على المعارك

وفي طريقيى الى "حلاي" محل أقامة كبار القادة العسكريين كان لزاما علي اني اقضي الليلة في وادي "ام بالقو" وهنا قابلت القوى المكلفة بإزالة الالغام المزروعة حول المدينة... وهنا تأكد لي وبما لايدع مجال للشك ان الهجوم على نقفة آت لامحالة.

تقع "حلاي" على قمة جبل عنطاي وفي ارتفاع 1600 متر من سطح البحر حيث تقل نسبة الاوكسجين.

التقيت مع المناضل علي سيد عبدالله، كالعادة تحدثنا عن الوضع العسكري والوضع الصحي للمقاتلين بصفة عامة.. واخيرا دخلنا في الموضوع المهم حيث استفسر مني علي سيد عبدالله عن عدد الجرحى وعن كمية الأدوية والاجهزة الطبية التي بحوزتنا... وبعد ان زودته بكل المعلومات المتعلقة بالجهاز الطبي... اصدر التعليمات لان نكون على اتم الاستعداد للتطورات العسكرية المحتملة ثم اضاف بأن هناك امدادات طبية في طريقها الينا غادرته وانا في غاية السعادة.

ونحن في اجواء الترقب تلك... وصلت الينا اخبار سارة تبعث للامل... وهي ان الكتيبة رقم 3 قد قدمت من مناطق المرتفعات (كبسا)... وهذه الكتيبة التي كانت تتشكل من المقاتلين والمقاتلات كانت قد نالت الشهرة عندما دمرت المعسكر الاثيوبي شديد التحصين في هابرنقاكا في ضواحي كرن في وضح النهار... وكانت تلك نقلة نوعية لانه في السابق كانت الهجمات على معسكرات العدو تتم في جنح الظلام.

وقد تم تجهيز خمس كتائب للهجوم على نقفة... وهم:-

الكتيبة رقم 500 و 607 و 301 و 1 و الكتيبة رقم 3 بالإضافة الى بعض افراد الاسلحة الثقيلة التابعين للكتيبة 10 المرابطة في كبسا.

وفي الساعة العاشرة من صبيحة الثاني والعشرون من شهر مارس عام 1977 دوت اصوات البنادق والمدفعيات ايذانا ببدء المعركة التي طال انتظارها لتحرير مدينة نقفة مرة وإلى الأبد.

ولم يمض عن بدء المعركة سوى 45 دقائق حتى هرع الطيران الحربي الاثيوبي الى نجدة الجيش.. فالطائرات القادمة من اسمرا تستطيع وصول نقفة في اقل من 15 دقائق.

قامت المقاتلات بالتحليق فوق اجواء المعركة... ولكن على مايبدو ان المدفعية المضادة للطائرات وسوء الأحوال الجوية قد حالت دون تحقيق المقاتلات اهدافها.

وبعد ثلاث ساعات من بدء المعارك استقبلنا اول دفعة من الجرحى.

بعد حصار ومعارك استمرت ستة شهور اخيرا تم تحرير مديتة نقفة يوم الاربعاء في الثالث والعشرون من شهر مارس عام 1977.

وقد حاول القائد العسكري النقيب "مامو" الفرار تجاه افعبت ولكنه في الاخير اقدم على الانتحار بدلا من تسليم نفسه للثوار الذين كانو يلاحقونه.

نواصل... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click