جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة السابعة والأربعون

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

قبل وفاة عثمان تم فصل (عبدالله إدريس) ورفاقه في التنظيم الموحد بتهمة الخيانة والاتصال مع العدو الإثيوبي

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

وقد أصدر المجلس الوطني الإرتري في التنظيم الموحد بياناً سياسياً يقول فيه:

لهذا وبعد دراسة موضوعية لواقع الحال والظروف المحيطة اتخذ المجلس الوطني قراراً بفصل الضالعين في مؤامرة الخيانة الوطنية من أعضاء اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني وهؤلاء هم:

• عبدالله إدريس محمد – النائب الأول لرئيس اللجنة التنفيذية.
• عبدالقادر جيلاني – النائب الثاني.
• آدم صالح.
• يوهنس ذرء ماريام – رئيس المجلس الوطني.
• محمود حسب.
• حامد محمود.

وقد صدر هذا القرار عن قيادة التنظيم الموحد وبعدها صدر ما سمي بملف الخيانة رقم واحد...؟ يقول هذا الملف:

إن عبدالله إدريس ورفاقه قد تخابروا مع العدو الإثيوبي وأقاموا جسوراً من التفاهم والتعاون معهم وقام الإثيوبيين بإعطاء عبدالله إدريس سيارتين محملتين بالأسلحة من أسلحة الجيش الإثيوبي وذلك تحت ستار معركة وهمية مصطنعة مع الجيش الإثيوبي، تمت هذه المعركة المصطنغة الوهمية بتاريخ 1986/3/23.

هذه هي رواية المجلس الوطني للتنظيم الموحد أو ما سمي بملف الخيانة رقم واحد الذي صاغه (عمر جابر) شقيق (زهرة جابر).؟ وهنا أبدي رأيي بأنه من المستحيل أن يكون المذكورين خونة متعاونين مع الإثيوبيين.

أعود متابعا لأقول إني سألت حينها (عثمان سبي):

هل صحيح ما فعله عبدالله إدريس ورفاقه.
قال عثمان: إن عبدالله إدريس من أجل السلطة والزعامة يفعل أكثر من هذا.؟

وفي وقت آخر قلت (لصالح أياي):

أعتقد وأجزم بأن فراقكما وأعني به (عبدالله إدريس) و(صالح أياي) أصبح فراقا أبديا إلى يوم القيامة وهما صاحبا حركة 25 اذار/مارس ولولا مساهمة (صالح أياي) في هذه الحركة لما نجحت وباءت بالفشل.

قال لي صالح أياي: هذا ما جاء بملف الخيانة رقم واحد.

أما رأيي أنا فمن الصعب تصديق ماجاء في هذا الملف.

ألم أقل إن هذا التنظيم له وضع خاص فهو غير متجانس وبني على توجيه خارجي؟

أما أنا رأيي أحمد أبو سعدة فإنني أقول بكل أمانة وصدق هذا الملف ملفق و(عبدالله إدريس) ورفاقه لا يمكن أن يفعلوا ذلك لأنهم إرتريون وطنيون بلا أدنى شك وأن الذي أوحى بكتابة هذا الملف هو عثمان سبي ودبلجه كتابة وتصورا عمر جابر مسؤول الإعلام في التنظيم الموحد وسبحان الله.

في 1986/7/20 فصل (عبدالله إدريس) ورفاقه من التنظيم الموحد وزيادة البلبلة واثارة الفتن قامت الجبهة الشعبية بالتعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير تجراي باغتيال المناضل الوطني الحر (ولد داويت تمسكن) وقد تم اغتياله في مدينة كسلا فولد داويت كان قد اعتقل لنضاله الوطني وحكم عليه بالسجن عشر سنوات قضاها كاملة وعندما تسلم العسكريون الحكم في اثيوبيا تبدل الحكم من عشر سنوات إلى الإعدام وقبل تنفيذ الحكم تم تحرير سجن سنبل عام 1975 على يد الشهيد القائد (سعيد صالح) والذي قتل أيضا فيما بعد في مدينة كسلا وفي وقت لاحق عين (ولد داويت) مشرفا إداريا على الوحدة رقم تسعة وذلك في عام 1975 الى عام 1978 ثم عين قائد للواء 61 وقد تلقى تدريبه العسكري في سوريا وبعد تدريبه عاد ليعين قائد لواء ومشرفا على الجبهة الوسطى في ظل هذه الأجواء المحمومة والمسمومة ونتيجة للفراغ وطرد أعضاء اللجنة التنفيذية (عبدالله إدريس) ورفاقه تم انتخاب لجنة تنفيذية جديدة في 1986/7/28 إذ حصل التغيير وأصبح التنظيم الموحد المصنوع خارجيا يهيمن عليه (عثمان سبي) كما أراد وازدادت الخلافات تفاقما بين التنظيم ككل خاصة بعد وفاة عثمان وصار أعضاء القيادة يريدون اقتسام التركة التي خلفتها وفاة عثمان وتم اختيار عمر برج رئيسا للتنظيم والذي كان يعتبر نفسه الخليفة الأكيد والوحيد لعثمان سبي والله أعلم لماذا إلا إن هذا الاختيار (لعمر برج) لرئاسة التتنظيم لم يرق إلى كل من (عثمان أبو بكر) مندوب التنظيم الموحد في دولة الإمارات و(علي برحتو) ودخل التنظيم من جديد في نفق مظلم وهذا أفضل ما رأيته وسمعته في تلك الفترة إلا أن هذا النفق كان واضحا منذ بدايته إلى وللمطلعين على مجريات الأمور داخل التنظيم الموحد إذا أن الجبهة الشعبية لها أشخاصها في قيادة التنظيم الموحد وفي الكوادر وحتى في الجنود لقد كان التخريب متعمدا وواضحا وفي احد المرات وعندما كان عدد من أعضاء القيادة يزورون المقاتلين احتجزهم المقاتلون وطالبوا القيادة أن تراجع نفسها وتتوقف عن عمليات البذخ والفوضى ومثال على ذلك هو أن أحد القادة الكبار في التنظيم قام في جولة ترفيهية في بعض الدول الأروبية ورافقته زوجته وهذا أمر غير طبيعي وغير مألوف بالنسبة للثورة الإرترية عامة وللإرتريين خاصة.

كانت هناك نزهات سياحية تزيد في تفكك التنظيم أحد المسؤولين ولماذ ا أقول أحد المسؤولين (هو عثمان أبو بكر) الذي أراد أن يكون رئيسا للتنظيم الموحد قال لي:

أريد ان يكون لي حرس شخصي فأرجو أن تجد لي وسيلة لتدريب عددا من شباب التنظيم حتى يكونوا لي حراسا شخصيين؟

صدقوني ان هذا الإنسان ليس له مكانة ولا يشكل لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا شيئا ذا أهمية وكل ما في الأمر إنه مليان ويحب العظمة والفخفخة ولديه إمكانيات مادية عالية إذن هناك البعض يريد حراسا شخصيين وربما كان كافة أعضاء قيادة التنظيم الموحد يريدون ذلك أيضا.

في يوم من الأيام طلبت سفارة العراق في الخرطوم وفدا على مستوى قيادة الثورة لأمر هام وذهب الوفد إلى السفارة للمقابلة، هل تعرفون ماذا كان يرتدي هؤلاء المناضلون الأقحاح؟؟؟ إن سراويلهم مصنوعة بأيديهم ومن أكياس الدقيق والسكر وعندما وصلوا إلى مدخل السفارة أراد الحراس طردهم وعندما شرحوا له وتعرفوا عليهم أدخلوهم وعندما رآهم السفير العراقي اعتقد أنهم يطلبون حسنة وليس هم الوفد القيادي المطلوب للمقابلة الهامة ومن هؤلاء المناضلين محمد عمر يحي - محمد احمد عبده قائد جيش التجرير الارتري كذلك كان يرتدي المناضلون الذين أرسوا وثبتوا جبهة التحرير الإرترية.

في منتصف عام 1971 قابلت أنا والأخ صالح أياي السيد الرئيس حافظ الأسد في دمشق كان صالح ينتعل الصندل (الشدة) وقميصه الخاكي ممزق من كمه، قال لي مسؤول التشريفات السيد خليل السعداوي أنت يا أحمد أتيت بشحاد تشحد عليه أما بمسؤول إرتري ولولا أن المقابلة مقررة وحان موعدها لما ادخلنا مسؤول التشريفات إلى السيد الرئيس والله أقول لكم إنه لم يكن لدى صالح أياي في حينها ثمنا لقميص جديد، محمد أحمد عبده هذا القائد الكبير كان في جيبه حوالي خمسين ألف دولار وجدته عند بائع الفول السوداني في كسلا يفطر بعدة قروش.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click