قعزو كاب ناقفة ناب ناقفة - الرحلة من نقفة والى نقفة - الجزء الثاني
ترجمة انتقائية الأستاذ: إبراهيم محمدنور حاج - ملبورن، استراليا تأليف الدكتور: تخستي فقادو
المؤتمر التنظيمي الاولى لقوات التحرير الشعبية: في واقع الامر انه كلما طرأ تطور كبير او جديد في الساحة
الارترية كان يقابله ارتفاع في مؤشرات الآمآل المصحوبة بمشاعر السعادة لدى المقاتل الارتري.
فبينما كان الإعداد لتحرير مدينة نقفة الاستراتيجية يجري على قدم وساق... كان في تلك الآونة ومنذ اواخر نهاية شهر اكتوبر 1976 يتردد في اوساط المقاتلين في كل المناطق المحررة وبشكل غير رسمي معلومات مفادها بأن التنظيم بصدد عقد مؤتمره التنظيمي الاول.
لقد كان المقاتلون يعلف عليه آمال عراض ويتطلعون اليه بتفاؤل، خاصة وانه كان اول مؤتمر بعد الوحدة للتنظيمات الثلاثة المنشقة عن جبهة التحرير... وهي قوات التحرير الشعبية (الجانب الاول والجانب الثاني) وقوات عوبل.
ومن ضمن اهداف المؤتمر:
• تقييم المرحلة الماضية لقوات التحرير الشعبية.
• وضع الخطط الكفيلة بتحرير المدن.
• بالإضافة الى وضع التصور لمرحلة الاستقلال.
بدأ الإجتماع الإعدادي للمؤتمر التنظيمي الأول في منتصف شهر نوفمبر عام 1976 في الساعة السابعة مساء تحت شجرة النبق... في منطقة "ام بالغو" التي تقع حوالي عشرون كيلو مترات شمال غرب نقفة.
وقد عقد الإجتماع ليلا وذلك خشية من غارات الطائرات الحربية الاثيبوبية...وقد شارك في الاجتماع ممثلين لكافة القطاعات والوحدات العسكرية للتنظيم.
فقد افتتح الإجتماع المناضل علي سيد عبدالله احد اعضاء القيادة وقائد جبهة نقفة.
ثم ادار الإجتماع كل من المناضلين الامين محمد سعيد وهيلي ولدتنسائي (دروع) اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر.
ومن سلبيات الإجتماعات المسائية هي ان من يقودون الإجتماع لايستطيعون رؤية الشخص الذي يرفع يده ليسأل.. واحيانا كانو يستخدمون المصباح اليدوية (torches) لمعرفة شخصية السائل.
عموما ناقش الاجتماع المواضيع التي ستطرح في المؤتمر... وشروط ومواصفات المشاركين في المؤتمر.
ولأن تنظيم قوات التحرير الشعبية كما ذكرنا يتكون من ثلاثة تنظيمات... كان من الطبيعي جدا ان يكون هناك تباين في الأراء في الاجتماعات التي خصصت لإختيار المشاركين في المؤتمر.
فمن اهم نقاط الخلاف كان يتعلق بدور ومكانة المرأة المقاتلة في داخل التنظيم.
فقد طرح مقترحا وهو ان يتم إعطاء اهتمام خاص للمقاتلة.. وان تخصص بعض المواقع القيادية للمرأة فقط... وهذا اثار حفيظة بعض المقاتلين الذين كان اصلا لهم راي في مشاركتها في القتال جنبا الى جنب مع الرجل...فمابالك في تبوأها مناصب قيادية!!!
وهنا يذكر الكاتب موقف ظريف... ولكن يظهر القدرة القتالية للمرأة.
ففي إحدى المعارك... اشهرت المقاتلة واسمها "أزيب" سلاحها في وجه جندي من الكماندوس الخونة الذين كانو يقاتلون في صفوف العدو الاثيوبي الذي وقع كمين وامرته المقاتلة ازيب على إلقاء سلاحه والاستسلام.
رفض الكمندوسي... مكابرا "انا لااستسلم للمرأة!!!"... طبعا كبرياء الرجل!!! وهنا لم تتوانى البطلة ازيب من اطلاق الرصاص نحوه فماكان عليه إلا ان استسلم فورا.
ولكن المفاجئة والزل لدى ذلك الاسير كان اكبر عندما اكتشف ان المقاتلة التي اجبرته على الإستسلام هي في الواقع الاخت الأصغر لزوجته!!!
الشهيدة ازيب اشتشهدت فيما بعد في معركة معميدو في عام 1978.
تم عقد المؤتمر التنظيمي الاول في وادي فح (الساحل) بتاريخ يناير 13 عام 1977 بمشاركة حوالي ثلاثمئة شخص من المناضلين ومن ممثلي المنظمات الجماهيرية... وفي نهاية المؤتمر تم انتخاب 37 عضوا للجنة المركزية والتي بدورها اختارت تسعة في التنفيذية... وكان رمضان محمدنور امين عام واسياس افورقي نائبا له.
ومن اهم القرارات والتوصيات التي خرج بها المؤتمر:
اولا: فيما يخص الوحدة مع تنظيم جبهة التحرير الارترية انها لاتقبل سوى بالجبهة المتحدة بين التنظيمين اي ان يتم التنسيق بين التنظيمين على ان يحتفظ كل تنظيم بخصوصيته بينما كانت الجبهة تنادي بالوحدة الفورية.
ثانيا: في الشؤن الاجتماعية السماح للزواح بين المقاتلين والمقاتلات... كان ممنوعا منعا باتا في الفترة التي سبقت المؤتمر.
ثالثا: كيفية التعامل مع التنظيمات الاثيوبية المعارضة للنظام.
طبعا كانت هناك بعض الأصوات المعارضة في المؤتمر لفكرة زواج.
يذكر الكاتب انه من بين المعارضين لمبداء الزواج كانت مقاتلة واسمها امنة.
يقول الكاتب انه بعد مدة طويلة من المؤتمر قابل تلك المقاتلة وهي تحضن طفلها... فذكرها بموقفها المعارض لفكرة للزواج في المؤتمر.
فكان رد امنة: هذا الزمن... غير ذاك الزمن!!!
نواصل... في الجزء القادم