جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الثامنة والثلاثون

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

الفصل السادس:

1. تدمير جبهة التحرير.

2. المرأة حامل.

3. انقلاب في الجبهة.

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

4. إرث الجبل المنهار.

5. اشتغل باليسار لتصل إلى اليمين.

6. ناقوس الخطر يدق وبقوة.

7. اتفاقية جدة.

تدمير جبهة التحرير:

في عام 1978 كان يوجد لدى جبهة التحرير كميات كبيرة من الأسلحة قدمت لها من سورية والعراق ومنظمة التحرير الفلسطينية، هذه الأسلحة قد جمدت أو بالأحرى قد احتجزت من قبل نظام جعفر النميري بحجة إن جبهة التحرير تكمل الإستراتيجية السوفياتية وهم شيوعيون... هذا التصرف من نظام الرئيس السوداني جعفر النميري كان موحى به من قبل الولايات المتحدة.

إذن جبهة التحرير أصبحت تشكل خطرا على السودان وأمنه هذا ماقاله نظام النميري مبررا سبب حجز الأسلحة أما الجبهة الشعبية وغيرها فالباب كبير ومفتوح لها.

ودعونا نتساءل:

هل من المعقول أن تهدد جبهة التحرير السودان وأمنه...؟

هل من المعقول أن تغدر جبهة التحرير بأشقائها السودانيين.

هذا غير معقول وغير وارد مطلقا وأبدا، إن كميات الأسلحة التي كانت ترد إلى جبهة التحرير من سورية والعراق هائلة جدا وهذا ما شاهدته ورأيته وصورته بكاميرتي.

إن الأمين العام للجبهة الشعبية أفورقي قال وبالحرف الواحد مايلي:-

نستطيع أن نقول عموما يوجد تعاطف من الدول العربية اتجاه القضية الإرترية سواء عن معرفة أو من منطلق العواطف المجردة... مشاكل العرب كثيرة طبعا ولا يوجد دعم من جانب الدول العربية وقد نفاجئ لو عرفنا الدعم الذي قدمته الدول العربية للثورة الإرترية من عتاد ومال ومواد إنسانية لا يساوي شيئا أمام ما قدمته لنا الدول الصديقة ؟؟؟ وبمعنى أدق لا يوجد دعم من أي دولة عربية.

طبعا يوجد ترويج من قبل الاستعمار الإثيوبي وبعض القوى التي عندها مصالح من إطلاق شائعات وأكاذيب للثورة الإرترية وللجبهة الشعبية بالذات ؟

نحن في غنى عن الدخول في مهاترات مع هذه الدول العربية نحن نقول ما من حاجة اسمها دعم عربي ولو كان في دعم عربي نقول في دعم عربي ولما يجي الدعم العربي نقول في دعم.

هذا ما قاله الأمين العام للجبهة الشعبية في عام 1990 حول دعم الثورة الإرترية من سورية والعراق وكافة الدول العربية وهنا أنشر وأقول الحقيقة التي تبين حقيقة توجهات الأمين العام للجبهة الشعبية افورقي.

من هم أصدقاء الشعب الإرتري وثواره، إنه يقصد بإسرائبل والويلات المتحدة ومجلس الكنائيس العالمي وبعض الدول العربية.

أما الكلمة الأخير ة التي أقولها (إن إرتريا تحررت بمال وسلاح عربي وبدماء إرترىة).

كانت المؤامرة كبيرة ومتعددة الأطراف.

لقد نزلت الوحدات التجرينية من جنوب منطقة (أكلي قوزاي) ومن غربها وشرقها جاء التجراويون وقاتلوا جبهة التحرير وحسمت المعركة لصالح الشعبيتين أما من تبقى من وحدات جبهة التحرير فقد انسحب إلى الجبال ثم انضمت هذه الوحدات إلى القوات الموجودة في منخفضات (أكلي قوزاري) وبالتحديد في منطقة (هزامو) وللأسف حسمت جبهة دنكاليا الدنوبية لصالح التمرد والشعبيتين.

وفي (هزامو) بدأت المعركة مع جبهة تجراي وكانت وحدات تجراي العسكرية معززة بالآليات، لم تقاتل جبهة التحرير الجبهة الشعبية ولم تر جنديا واحدا منها بل الذي كان يقاتل هو الجبهة الشعبية لتحرير تجراي والمناطق التي دار فيها القتال هي (دنكاليا - سرايين - آكلي قوزاي - القاش).

كانت جبهة التحرير تقاتل الشعبيتين والاثيوبيين بمجموعات صغيرة لا تتلاءم مع زخم وإعداد الشعبية التجراوية كما إن القتال الاثيوبين كان دائرا هذان الأمران كانا السبب في خروج المناطق المذكورة من سيطرة جبهة التحرير وتم أيضا خروج جبهة التحرير من سمهر ومنطقة دنكاليا الشمالية - اكلي قوزاي و-هزامو كل هذه المناطق خرجت جبهة التحرير منها واستولت عليها شعبية تجراي وشعبية أفورقي وتوقف القتال.

هنا شعر السودانيون بالتآمر على جبهة التحرير فطالبوا الجهات كلها بوقف القتال وكان القتال قد وصل إلى مناطق (بركة - عنسبا - وجبال ماريا وحلحل) وكان هذا القتال قد بدأ في 1980/8/20 فهل يا ترى يعيد التاريخ نفسه فما أشبه الأمس باليوم.

إن التاريخ قدم لنا شواهد وأمثلة وما أمثلة التاريخ الماضي إلا كما يحدث اليوم...؟

ألم يستعن الامبراطور الإثيوبي (لينا دنقل) بالبرتغاليين للقضاء على العرب والمسلمين وإن الإمبراطور الإثيوبي (منيليك) استعان بالطليان والإنكليز والروس للقضاء على العرب والمسلمين وأتى من بعدهم الإمبراطور (هيلا سيلاسي) الذي استعان بكل قوى الغرب لنفس الغرض لكن (هيلاسيلاسي) لم يستطع القضاء على العرب والمسلمين فقد استطاع القضاء فقط على سلطنة (جما) في عام 1934.

ثم جاء (منغستو هيلاماريام) وضرب (سلطنة الأوسا) لكنه لم يستطع القضاء على عقيدتها كما لم يستطع غير ونتيجة لما حصل على جبهة التحرير فقد تراجعت للحدود السودانية نتيجة هزيمتها وهنا نزلت قوات الشعبيتين إلى (بركة) وشطرت وحدات جبهة التحرير.

إن جيش الجبهة العظيم كان منتهيا لا من القتال إنما من الصراعات التي فجرها البعض والتي نتج عنها عدم الانضباط في القيادات والمهاترات ووضع اللوم على البعض. هذه حقيقة ما حدث.

إذن إن جيش التحرير الوطني لم ينتهي في القتال إنما ضرب وأنهي لهذه الأسباب.

انهار جيش جبهة التحرير ودخل الأراضي السودانية.

اجتمعت بالقياديين في الجبهة وقلت لهم طالما وصلتم إلى أراضي السودان الشقيق أعيدو ترتيب أنفسكم والتحقوا بوحداتكم ولملموها.

ولكن للأسف لم يستجب أحد، وهنا جاء الأخوة السودانيين وهم يحملون قرارهم بأيديهم الذي أراد الأخوة السودانيين أن يجردوا ما تبقى من سلاح عند الأخوة الثوار.

إن قرار مجلس الدفاع السوداني كان قد أقر تجريد جبهة التحرير من السلاح وكان ذلك في 8/20 وفي 8/22 أخبر السودانيين القياديين في جبهة التحرير ومنهم (ملاكي تخلي) الموجود حينها في الخرطوم بقرار القيادة السودانية وفي 8/23 أبلغت القيادة السودانية قادة الجبهة أن يسلم من تبقى من الثوار سلاحهم أو يقاتلونه...؟

إن القتال مع الجيش السوداني عمل مشين لم يقبل ولم يرضى الثوار الإرتريين قتال الجيش السوداني شقيقهم وقالوا مالعمل...؟!

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click