جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الثلاثون

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

الانضمام إلى الجبهة الشعبية:

كان قد جرى في تلك الفترة تمرد عددا من الكتائب والسرايا الإثيوبية وعلى أثرها انضم حوالي

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

الألفين من الجنود بأسلحتهم الكاملة إلى الجبهة الشعبية وكان هؤلاء الجنود قد تدربوا تدريبا عسكريا فقامت الجبهة الشعبية بالتخلص منهم في حرب مصوع الأولى.

أما بالنسبة للفالول الداخلي فقد أنهتهم جبهة التحرير وبدأ الفالول الخارجي ببث الدعايات والأقاويل ضد جبهة التحرير والثوار الوطنيين يتغاضون عن هذه الدعايات من أجل الوحدة الوطنية ،سألت (الزين ياسين):

يا أخ ياسين كيف إلتقيتم مع (عثمان سبي) وهو سكرتير البعثة الخارجية لقوات التحرير الشعبية وشكلتم وإياهم وفدا موحدا !!.

فقال الزين ياسين:

يا أبو سعدة إننا فعلنا كل شيء من أجل الوحدة الوطنية ومازلنا على موقفنا الوطني الطبيعي لأننا لم نكن نعلم أن هؤلاء الأفراد لا يمثلون القوى المسيطرة ضمن تنظيمهم وأنا أتساءل كيف لا يعلم (الزين ياسين) القيادي والتقدمي، كيف لاتوجد قوات (لعثمان صالح سبي) سكرتير البعثة الخارجية وعلى فكرة أن (الزين ياسين) كان يتباهى بماركسيته وتقدميته إلا أنه بعد انهيار الجبهة ذهب إلى السعودية واشتغل بالسفارة الأمريكية هو و(عمر عليم) مسؤول الإعلام الخارجي، كيف نفسر ذلك؟

على كل لم يكن (الزين ياسين) لا يعلم إنما كان يتغاضى.

بعدها بفترة سألت (عبدالله إدريس) مسؤول المكتب العسكري، كيف تحالفتم مع قوات التحرير الشعبية وهم لا توجد لديهم قوى فاعلة على الأرض / قال لي عبدالله:

لما جلسنا معهم أي مع قوات التحرير وبدأ الحوار كانت البعثة الخارجية برئاسة (عثمان سبي) موجودة بكاملها، سألتهم موجها كلامي لعثمان شخصيا (ألم تخبرني يا أخ عثمان إن ممثلين عن اللجنة الإدارية سوف يحضرون).

وكان (عبدالله إدريس) يعلم أن اللجنة الإدارية يقودها (أسياس أفورقي) قال عبدالله لعثمان صالح سبي:

أين ممثلين اللجنة الإدارية ؟

في ذلك الوقت أرسلت معظم الدول العربية وفودا عنها لتحضر مع الأخوة السودانيين هذا الاجتماع ويكونوا مراقبين، هنا خرجت دعاية عن البعثة الخارجية تقول حسب ما رواه لي (عبدالله إدريس) إننا فوضويون ونحن متطرفون ولسنا بحاجة وحدة.

ودارت الأيام وأنا متابع بشكل دقيق وكنت شغوفا جدا حينها اجتمعت مع الأخ (عثمان سبي) في الخرطوم وكان برفقته (عمر سراج) ممثل قوات التحرير الشعبية في بغداد قلت لعثمان:

يا أخ عثمان اليوم زغرد الشهداء لأن الوحدة الوطنية قريبة.

أجابني عثمان بثلاث كلما فقد (على بركة الله)

أعود لأحمد ناصر الذي تابع روايته لي فيقول:

عثمان قال لي كيف لا تلتقون معنا ونحن موجودين معكم؟ إن وفدنا مؤلف من رئيس البعثة الخارجية و(ولد آب ولد ماريام) وأنا أي عثمان سكرتير البعثة الخارجية و(محمد سعيد ناود) مسؤول الإعلام حينها و(عمر برج) و(طه محمد نور) و(عمر سراج) كل هؤلاء حضروا.

ولكن لم يحضر أحد من اللجنة الإدارية أي (أسياس افورقي) وجماعته.

يتابع (أحمد ناصر) الذي قال لعثمان: لن نجتمع معكم، أين اللجنة الادارية؟

قالوا لنا كلامكم هذا تدخل في شؤوننا الداخلية وأنتم ليس لكم حق بالتدخل في شؤوننا.

وكان وفد جبهة التحرير مؤلف من:-

• أحمد ناصر – رئيس المجلس الثوري،
• ابراهيم توتيل – رئيس المكتب السياسي،
• ملاكي تخلي – مشؤول الأمن،
• عبدالله ادريس – مسؤول المكتب العسكري،
• الزين ياسين – مسؤول العلاقات الخارجية،

وقد أوضح لي فيما بعد مسؤول العلاقات الخارجية (الزين ياسين) قائلا:

إننا لم نتكلم معهم أي مع قوات التحرير الشعبية من الناحية القانونية تكلمنا معهم لكوننا نخشى من المشاكل السياسية وهي كثيرة أما الأخ عثمان الذي قال لهم أي لوفد المجلس:

إذا كنتم تريدون اللجنة الإدارية (أسياس وزمرته) أن تكون حاضرة فانتظروا لأن أعضاءها قادمون.

وهنا أنوه أن هذا الكلام غير صحيح فالطلاق النهائي كان قد تم ما بين البعثة الخارجية واللجنة الإدارية.

وعندما سألت (ابراهيم توتيل) رئيس المكتب السياسي عن ذلك اجابني بالآتي (انتظرنا قدوم اللجنة الإدارية وانتظرنا طويلا لكن لم يأتي أحد).

والحقيقة أن وفد الجبهة لم ينتظر وكما يقول المثل الشعبي في بلادي سوريا (قال فقير ضربوه بنعارة (جرة) لبن فقال والله مشتهيها) وعندما سألت الأخ عثمان عن ذلك أجابني:

إن اللجنة الادارية لم تستطع الوصول بسبب فيضان نهر (بركة).

والحقيقة هي التي ذكرتها في روايتي السابقة.. وعند ذلك انتهى اللقاء الأول والأخير بين جبهة التحرير وقوات التحرير انتهى قبل أن يبدأ.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click