جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة السابعة والعشرون

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

ويوجد لدي (رواية) أود أن أرويها لكم: أثناء تواجدي في إرتريا وأثناء وجودي في منطقة (إدريس دار)

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

حيث كان هناك مركز الإعلام الداخلي وكان مسؤولا عنه في لك الوقت (عمر محمد) الملقب ب(ك. ج. ب) وهذا اللقب أطلقه عليه (حروي تدلا بايرو) ذهبت إلى إدريس دار لأستطلع حالة معدات التصوير التي اشتريناها من الكويت أنا والأخ المناضل (صالح أحمد أياي) عندما كان مسؤولا عن (دنكاليا) كنا قد اشترينا هذه الآلات بآلآف الدنانير الكويتية والأخ (محمد عمر يحي) شاهد على هذا، بحثت عن هذه الآلات المتطورة فلم أجدها سوى أنني وجدت عدة صناديق من البيرة...؟؟؟

وعدت وبحثت عنها هنا وهناك فوجدتها مرمية على التراب وهي في حالة من الرداءة بحيث لم تعد تصلح للعمل سوى الرمي في (الزبالة) لعنت نفسي ولعنت كل من له صلة بذلك وتساءلت كيف يرمون هذه الآلات المتطورة على الأرض و يحافظون على صناديق البيرة...؟؟؟

ألم يدفع الشعب الإرتري ثمنها الآلاف الدنانير، هنا أدركت أنه يتوجب علي أن أعيش بعقلي وروحي وألا أترك الشعب الأرتري الأمين الوفي... لا... لا... لن أترك الثورة نتيجة تصرف أفرادا وبعض القيادات فيها... كنت أشعر وأرى ما يحدث داخل جبهة التحرير من تصرفات أكثر القياديين الذين ذبحوا الجبهة وأنهوها بتصرفاتهم اللامسؤولة.

والآن دعوني أذكر الحوار الذي دار بيني وبين (أحمد ناصر) فيما بعد أي عندما لم أحضر المؤتمر الوطني الثاني عندها كنت في بيروت لبعض الأعمال أنا والأخ المناضل (حمد صالح حمد)، لم أستطع أن أغادر بيروت لسبب الحرب الأهلية التي كانت دائرة هناك، قال لي (أحمد ناصر) أتذكر يا أبو سعدة عندما قام حزب الكتائب اللبناني بعمل كمين لباص وقتلوا كل من فيه.

قلت (لأحمد ناصر) دعنا من ذلك وحدثني عن المؤتمر الثاني للجبهة وما حدث فيه وأنا أعرف أمانة وأخلاق (أحمد ناصر) فهو الذي سيقول لي الحقيقة... قال لي:

الشيئ الجديد في المؤتمر هو مشاركة كل الإرتريين من أخر المرتفعات إلى الحدود السودانية شرقا وغربا شمالا وجنوبا، إن الجبهة الشعبية استغلت التدفق البشري الذي أتى من المرتفعات وغيرها وقد أضافت عنصرا آخر وهو تفسيرا للقيادة والذي تركز على عدم الحوار مع قوات التحرير الشعبية، بعض الأخوة تكلموا بعفوية وبعضهم تكلم لغرض في نفس يعقوب..؟ في هذا الجو تم الصراع بين الموجودين وفي النهاية تم انتخاب قيادة جديدة وأقصي بعض القياديين البارزين والذي برز على السطح مشكلة (حروي) وزملائه لأن (حروي) لم يأتي لا في القيادة ولا في المجلس.

دعوني هنا أقف لأروي لكم ما أعرفه عن (حروي تدلا بايرو):

إن حروي هذا هو ابن رئيس الوزراءالسابق لإرتريا في زمن الاتحاد الفيدرالي بين إرتريا وإثيوبيا (تدلا بايرو) وكان هذا سكرتيرا لحزب الوحدة مع إثيوبيا ومن المدافعين بشدة عن ذلك كما أن هذا الحزب كان مواليا للإثيوبيين وقد تأسس (حزب الوحدة) هذا بدعم مالي كبير من الإثيوبيين وقد تم تأسيسه في 1941/5/5 وكان (تدلا بايرو) سكرتيرا الحزب الوحدة مع إثيوبيا وكانت أهداف هذا الحزب وأهمها المطالبة الفورية مع إثيوبيا أما مصادره المادية وغيرها وكما ذكرت سابقا فكانت من الكنيسة القبطية والحكومة الإثيوبية وكذلك الدول الداعمة للاثيوبيين وإن الذي عرفني على (حروي) هو الأخ (صالح أياي) وكان لقائي الأول مع (حروي) في منزلي بحي الميدان في دمشق كنت أعتقد أني (وحروي) من تفكير واحد وكما يقولون نحن تقدميون ولكن كل منا على طريقته، (حروي) يدعي الماركسية ومتعصب لها.

وهذا ما كان يظهره أما في داخله فكان غير ذلك تماما كان حروي يعتبر نفسه منظراً لا مثيل له وقد لعب دورا مهما وأسياسيا في تدمير جبهة التحرير وهو من المؤسسين لحزب العمل الإرتري ذي الصبغة والاتجاه الشيوعي المتعصب وهذا الأمر هو الذي كان سبب الخلاف بيني وبينه إذا كان الرأي ألا يفرض الفكر الشيوعي على الجبهة وأن يترك لكل مناضل وإنسان رأيه وحريته لكن أن يفرض بالقوة فأنا لا أقبل هذا الأمر ومرفوض عندي رفضا مطلقا، كنت أنادي بعدم وجود تيار آخر غير التيار والتوجه الوطني وهذا سبب خلافي مع الكثير من قادة الجبهة أعود لأتمم الحديث عن (حروي):

كان المذكور هو المحرك الأول بعد انتخابه نائبا للرئيس في المؤتمر الوطني الأول إن حروي كان ممن فرضوا رأيه لتصفية قوات التحرير الشعبية وكان يسألني دائما وأينما التقينا لماذا لا نعمل سوية وما رأيك بتصفيتها أي قوات التحرير، لم أجد لسؤال (حروي) وإصراره أي معنى سوى معنىا واحدا وجدته وهو أن السوس بدأ ينخر جبهة التحرير.

فالحرب الأهلية مستمرة وهو الذي أشعلها هو وغيره ومن طرف آخر والإرتريون يتساقطون يوميا،كنا إلى جانب بعضنا بعضا في أكثر من موقع في إرتريا وعدن ودمشق، نعم كنا في عدن سوية، كنا نجمع يوميا في فندق (السيايلورز كلوب) أي نادي البحارة كنا نجتمع أنا (أحمد ابو سعدة كاتب هذه السطور - حروي عمر محمد - محمد صالح حمد - يوسف برهانو - صالح اياي - كبريتاي المسمى ابو الكل واحيانا ينضم إلينا محمد عمر يحي) لأن (محمد عمر يحي) رجل محافظ لا يتناول أي شراب كحولي أما نحن جميعا فكلنا قربا مثقوبة....؟؟؟

سألت (صالح أياي) في حينها:

ألا ترى يا صالح إن تصر فات وطروحات حروي غير سليمة ثم أضفت إلى كلامي اسماع يا صالح إن ما يفعله حروي سوف يؤدي إلى ضرب الجبهة وتدميرها على المستوى البعيد... وهذا ما حصل فعلا فقد نحر حروي جبهة التحرير وأنا أروي لكم بعض الامثلة في ذلك.

حاول (حروي) بعد التدفق الكبير من المواطنين الإرتريين سكان (كبسة) المعروف انتمائهم والذين تدفقوا بالألآف وكانوا متعلمين وقسم كبير منهم مثقف وإذا سألتموني عن سبب تعلم أهل المرتفعات عن غيرهم فالجواب بسيط ومعروف لدى عموم الشعب الإرتري لكنني أقول هنا وأنا الذي عشت مع الشعب الإرتري وثورته على مدى تسعة وأربعون عاما أقول لم تطلق رصاصة واحدة من سكان المرتفعات الإرترية إن الاستعمار الإثيوبي وقسم من سكان المرتفعات قبل عام 1974 وبصعوبة تامة وبدماء نقية غزيرة من قبل ثوار جبهة التحرير الذين رسخو المفاهيم السياسية والكفاح المسلح في المرتفعات الإرترية، إن الاستعمار الإثيوبي وبعضا من سكان الهضبة الإرترية كانوا في وقت من الأوقات متعاونين تعاونا وثيقا مع بعضهم وبعض الإرتريين الذين عاشوا في المرتفعات بشكل طوعي كانوا مدعومين من قبل الاستعمار.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click