جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة السادسة والعشرون
بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة
الفصل الخامس:
1. علاقات الشعبية باسرائيل.
2. الانضمام إلى الشعبية.
3. زيارتي الأولى والثانية والتي كانت الأخيرة لقوات التحرير الشعبية.
4. العودة إلى الوراء.
5. دور اليمن الجنوبي الماركسي.
6. وعاد القتال مرة أخرى.
علاقات الشعبية باسرائيل:
في 14 تشرين الثاني من عام 1972 كتب (جيفر بارم) في مجلة واشنطن بوست مقالا أشار فيه إلى العلاقة الأمريكية والجبهة الشعبية حيث قال:
(لم يكن هناك تعاون في المجال الزراعي والأنشطة الاقتصادية الأخرى فحسب بل كان هناك علاقات استراتيجية عسكرية كبيرة).
في تلك الفترة اتصل بي المناضل (زرؤ بيدو) وقال لي يا أخ أبو سعدة إن صاحبنا ويقصد به (أسياس أفورقي) تفاهم مع الإسرائيلين على إنشاء قواعد عسكرية إسرائيلية في جزر (دهلك) وكانت الشعبية قد أنكرت أنها سمحت لإسرائيل ببناء قواعد عسكرية في الجزر أو قدمت تسهيلات لها كذلك أنكر افورقي بأن يكون للإسرائيليين أي قاعدة في أي مكان في إرتريا؟
وقد قال (أفورقي) وبالحرف الواحد إن الإشاعات التي تسمع وتطلق من كل صوب والتي تتعلق بهذا الأمر تهدف إلى البلبة بغية إفساد العلاقات بيننا وبين الدول العربية...؟
إن مثل هذا الإنكار لا يزيل الإشاعات كما قال (أفورقي) خاصة على ضوء اهتمامات الولايات المتحدة بالجبهة الشعبية...؟
إن روابط أمريكا واسرائيل مع بعض قيادييي الجبهة الشعبية ظهر منذ تأسيسها بل إن البعض من يقول إن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا كان من رحم بعض المنظرين الأمريكان والإسرائيلين وقد روى لي المناضل (ملاكي تخلي) مسؤول الأمن في جبهة التحرير الإرترية رواية أيدها كل من المناضلين (أحمد ناصر) والمناضل (محمد عمر يحي) والمناضل (يوهنس ذرء ماريام ابن رئيس البوليس الإرتري الإثيوبي السابق والداعي بشدة إلى وحدة إرتريا الفورية باثيوبيا وهو الذي كان يقمع ويقتل الإرتريين الوطنيين) والمناضل (عبدالله ادريس) بطل انقلاب 25 مارس والمناضل المرحوم (حمد صالح همد) الذي ترك منصبه كقاضي في السعودية وانضم إلى جبهة التحرير الإرترية والدكتور (برخات قبر سلاسي) وكان الأخير قد زارني في دمشق وقال لي إن (أسياس أفورقي) كان يعمل في القاعدة العسكرية الأمريكية في مدينة أسمرا والتي تعرف باسم (كانيو ستيشن) قبل أن يلحقوه بالثورة ويقوم بالدور المرسوم له.
قلت لأصدقائي هذا لا يعني شيئا لأن الكثير من زعماء العالم اضطرتهم ظروفهم للعمل في مؤسسات استعمارية فليس لهذا الأمر شأن عندي.
هنا قال (عبدالله إدريس): لا عليك با صديقي فالأمور مخلوطة كما أن دماء بعضهم (مخلوطة) ولكن خذ الحقيقة الصافية.
عند خروج (أسياس افورقي) من جبهة التحرير كان معه 13 فردا فقط وكانوا في المرتفعات وفي يوم من تلك الأيام تم استدعاء (أفورقي) إلى القاعدة الأمريكية (كانيو ستيشن) وفي هذه القاعدة تم الحديث حسب ما رواه (ميكائيل جورج) وهو أحد أقرباء (أسياس افورقي):
يقول (مكائيل جورج): عندما انفصل أسياس عن الجبهة اتصلت به عناصر من المخابرات الأمريكية التي تعمل في القاعدة وقد تم الاتصال به عن طريق نائب الحاكم العام في إرتريا الذي يدعى (تسفا يوهنس برهي) اتصل نائب الحاكم هذا بأفورقي عن طريق قريبه (ميكائيل جورج) وكان هذا يعمل مفتشا في إرتريا وكذلك عميل للمخابرات الأمريكية وهو الذي مهد له الطريق للقاء الأمريكان بعد ترشيحه وتزكيته من قبل نائب الحاكم العام المذكور سابقا وكان مع أسياس المناضل (ابراهام تولدي) وهو من منطقة (أكلي قوزاي) وإبراهام هذا كان المسؤول عن المنطقة الخامسة في تنظيم جبهة تحرير إرتريا، رفض (إبراهام تولدي) ما عرضه (ميكائيل جورج) بعد أن التقى في القاعدة الأمريكية بالمسؤولين الأمنيين فيها رفض (تولدي) ما اقترحه الأمنيون الأمريكان وبعد مات بظروف غامضة جدا بعد أن تكلم عن اللقاء الذي حصل في القاعدة إلى عدد من السياسين الإرتريين.
نعود هنا إلى (أسياس افورقي): قال له الأمريكان (عليك أن تتعاون معنا وسوف يكون لك مستقبل باهر في القرن الإفريقي وفي إرتريا بالذات).
يتابع (ميكائيل جورج) كلامه قائلا:
عندما سمع أسياس هذه الجملة بأنه سيكون له مستقبل كبير باهر (عدل جلسته وقال لهم باللغة الانكليزية) هاو ذات (أي كيف يكون ذلك).
قالوا له سوف نناقش هذه في وقت لاحق.
قال أفورقي أريد سلاحا ومالا:
سوف نمدك بالمال والسلاح فلو أعطيناك إياه الآن وهو من طراز أمريكي عندها سيكون أمرك مكشوفا ولكننا سنشتري لك أسلحة شرقية وبالفعل تم شراء كميات كبيرة من الأسلحة من المنطومة الاشتراكية وعبر تاجر صيني وهو أحد أقرباء رئيس الوزراء الصيني في حينها ومن هنا بدأت علاقات أسياس الفعلية بالأمريكان.
أما المدعو (ميكائيل جورج) فكان مصيره أسودا من قبل (أسياس أفورقي) فبعد أن اعترف جورج بهذه المعلومات وكذلك بعد دخول الجبهة الشعبية إلى أسمرا وقد خاف (ميكائيل جورج) كثيرا بعدها قتل (ميكائبل جورج) في أديس أبابا على أيدي الجبهة الشعبية وبمعاونة شعبية تجراي وسكت (ميكائيل جورج) إلى الأبد وبقيت الحقيقة.
حقيقة (أسياس أفورقي وابراهام تولدي وتسفا يوهنس برهي) واضحة كالشمس إلى كل من عاش الثورة الإرترية فمهما حاولنا إخفاء قرص الشمس لا بد أن تبقى السمش منيرة ساطعة قوية كالحقيقة وصمت (عبدالله إدريس) عن الكلام لتظهر نجمة الصبح ويبدأ الكلام المباح والكلام المباح بدأ في عام 1975 أي عند عقد المؤتمر الوطني الثاني في 1975/5/5 وقد حضرت القيادة السابقة كلها إلا الشيخ (إدريس محمد آدم) الذي حضر ولكنه لم يرشح نفسه مرة ثانية كان عدم ترشيح الشيخ إدريس للمرة الثانية لشعوره بما حصل وما كان متوقعا أن يحصل ولي ملاحظة هنا:
وهي أن قيادة الجبهة لم تدعوني إلى حضور المؤتمر الوطني الثاني وذلك بسبب الخلاف الذي كان قائما بيني وبين معظم أعضاء القيادة.
لم أكن أسأل هذه القيادة شيئا خاصا بهم أو أفعل شيئا خاصا يمس شخصياتهم وكان سبب عدم دعوتهم لي بسبب تحذيري لهم بأن هناك مؤامرة تحاك ضد جبهة التحرير يشارك فيها البعض من القيادة.
أما أنا فقد تعاملت معهم على أسس أخوية نضالية لكنهم وللأسف لم يقدروا هذا، ليست لي مصلحة مادية أو غيرها وكلهم يعرفون ذلك، لم يكن لي نظرة خاصة أعاملهم بها كنت ومازلت سوريا عربيا و رؤيتي تأتي من خلال وقوفي واحترامي لكل الشعوب المضطهدة والمستعمرة ومن هذا كنت أتعامل مع القضية الإرترية العادلة، كان همي هو استقلال الشعب الإرتري ومساندة هذا الشعب المظلوم والمغلوب على أمره وللأسف مرة ثانية فقد كانت بعض أعضاء القيادة يعاملوني حسب مصلحتها وكان يقود هذه الحملة علي كل من (حروي تدلا بايرو - إبراهيم توتيل - يوهنس ذرء ماريام) لم أكن ألتفت إليهم وإلى كذبهم وتلفيقهم ضدي وبقيت ماضيا في الطريق الذي عاهدت نفسي عليه، أحببت هذا الشعب الأمين الذي منحني مودته واحترامه وثقته ويوجد لدي (رواية) أود أن أرويها لكم:
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة