جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الخامسة والعشرون

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

إن علاقة إسرائيل مع إفريقيا بدأت منذ أن اغتصبت الأرض العربية الفلسطينية وإقامة الدولة العبرية عام 1948

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

إلا أن من يسمون أنفسهم بحكماء صهيون يحرصون على إيجاد سياسة خاصة بهم اتجاه إفريقيا ومنها إثيوبيا حسب كتابهم المقدس المزيف الذي يرجعون به إلى ما يسمى بعلاقة الإسرائيليين مع إفريقيا وتحديدا مع إثيوبيا منذ ثلاثة الآف سنة خلت حيث يعيدون إلى الذاكرة الحالية علاقة النبي سليمان الحكيم بالملكة بلقيس ملكة سبأ وحسب ما يدعي اليهود بأن تنقيباتهم الأثرية دلت على أن زيارة الملكة بلقيس إلى النبي سليمان الحكيم كانت في القرن العاشر قبل الميلاد، إن هذه الزيارة وضعت الأساس لسلاسة الملوك الإثيوبيين الذي استمر إلى عهد الأمبراطور (هيلا سيلاسي) الذي كان يسمي نفسه بأنه الحفيد ال(255) للملكة بلقيس ولسليمان الحكيم وهذا كله يستخدم من قبل الدولة العبرية ونحن هنا لا نناقش حقائق تاريخية مطلقا يريد حكماء صهيون تزييفها.

إن الحقيقة قد اكتشفت قبل مائة عام عن العلاقة اليهودية بإثيوبيا لقد تبين أن هناك واحدة من القبائل الإثيوبية الموغلة في القدم والتي تدعى (الفلاشا) وتعني باللغة العربية الغرباء مازالت تعيش في المناطق الجبلية شمال البلاد الإثيوبية وتعيش قبيلة الفلاشا هذه في أكواخ من الطين والقش وتضع على مدخل أكواخها (نجمة داوود) (والفلاشا هؤلاء لم يسمعوا بدولة اسرائيل إلا منذ وقت قريب وقد اعتبر الفلاشا أنفسهم آخر اليهود الباقون في هذه الدنيا وقد تم ترحيل هؤلاء الفلاشا من اثيوبيا إلى الدولة العبرية عبر السودان وبمساعدة ومرافقة قوات الجبهة الشعبية...؟؟

الرواية:

أخبرني صديقاي المناضلين والقياديين في جبهة التحرير الإرترية بالرواية الحقيقية التالية وإن دور الجبهة الشعبية في نقل الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل كان كما يلي:

اتصل الأمريكي (هيوارد دوغلاس) والشهير بلقب (جيني) ببعض المهمين بالجبهة الشعبية وتبادل معهم الرأي حول المساعدة لتأمين خروج الفلاشا من إثيوبيا مذكرا إياهم بالصداقة القديمة غامزا لامزا بزيادة المساعدات المادية والعسكرية لهم أي للجبهة الشعبية وخاصة أنهم تحت النظر...؟ بدون تردد وافق هؤلاء القياديون وقالوا (لجيني) نحن بانتظار أوامركم لننفذها فورا ، بعد أسابيع وصلت إلى مطار الخرطوم زوجة (جيني) وهي تعمل ممرضة واستقبلها عند سلم الطائرة( جيفري وويفر) الذي كان يشغل منصب مسؤول اللاجئين في السفارة الأمريكية في الخرطوم ومركزه هذا يسمح له بالتحرك دون رقابة.. سلمت (جيني) على السيد (ويفر) ونظرت إليه متذكرة كلام زوجها عنه بأنه يعرف الكثيرين من المسؤوليين السودانيين من سياسيين وأمنيين ومن أعضاء قياديي الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا كما أن لديه القدرة غير العادية على المغامرات العاطفية التي يحقق بها انجازات سياسية أمنية غير عادية...؟!! ابتسمت السيدة (جيني) وقالت:

لقد حدثني زوجي عنك يا مستر ويفر.

ابتسم ويفر وفتح باب الفيلا في شارع الامتداد بالخرطوم وقال لها:

ويفر بخدمتك يا سيدتي...

جلست السيدة جيني على معقد وثير مريح وأدارت بيدها كأس الويسكي المثلج ونظرت إلى ويفر وقالت:

مستر ويفر إننا نعرف معا إن هناك بعض الحوادث المؤسفة التي حدثت من قبل بعض الذين حضروا إلى الخرطوم من منطقة مجاروة.

نعم يا سيدتي... من إرتريا.

اقتربت السيدة (جيني) من (ويفر) بعد أن أبعدت كأس الويسكي المثلج وقالت له علينا أن نعمل وفورا لتصحيح الأخطاء التي حدثت في الماضي:

يا سيدتي لقد وثقنا الآن مما سنفعله فهل تريدين أن أستدعي لك يا سيدتي رئيس جهاز الأمن السوداني (عمر الطيب) أو الرجل الأول في الجبهة الشعبية (أسياس أفورقي) وهو مخلص لنا.

نعم أحضر هذا الرجل الوفي؟!

يدخل الرجل الأول في الجبهة الشعبية ويتقدم من السيدة (جيني) التي تشير له بأصبعها أن يجلس ثم تقول له:

إننا نريد منكم التعاون الكامل ومنذ الآن عليكم بمساعدة الفلاشا في الوصول إلى السودان ويجب أن يكون ذلك بمنتهى السرية وإذا فعلتم ذلك فسوف يفتح لكم الاسرائيليون البنوك التي يسيطرون عليها وهي كثيرة وسوف تجدون وتتلقون المساعدات المادية والعسكرية بسهولة تامة خاصة أنكم اصبحتم معروفين وموثوقين من قبلنا وخاصة وبعد أن طوعتم عددا مما يسمى جبهة... عفوا عصابة جبهة التحرير الإرترية.

يجيب الوفي الأمين...؟ أنا طوع بنانك يا سيدتي وتأكدي بأننا سنقوم بالعمل الموكل إلينا بشكل سري وعلى أضيق نطاق داخل تنظيمنا كما أننا لن نقوم بأي خطوة إلا عندما نتأكد من موافقتكم عليها.

حسنا أيها الثائر...؟ سوف يرشدك السيد (ويفر) إلى الترتيبات الأمنية الواجب اتخاذها مع اللواء (عمر الطيب) رئيس جهاز الأمن السوداني وهو صديقك...؟

انتهت المقابلة وخرج الثائر الوفي ليدخل اللواء (عمر الطيب) ويأخذ تعليماته من السيدة (جيني).

في شهر تموز من عام 1985 اجتمعت السيدة جيني بالقدس مع السيد (دود نتيز) من الوكالة اليهودية و( موشي جيليبوا) من وزارة الخارجية الإسرائيلية ومسؤول إسرائيلي كبير من جهاز الموساد (لم أستطع الحصول على اسمه).

تكلمت السيدة (جيني) عن لقائها بكل من الرجل الثائر والأمين (أفورقي وعمر الطيب) واستعداد الاثنان للعمل الفوري ألا وهو تهريب الفلاشا من إثيوبيا عبر إرتريا إلى السودان وأثنت السيدة جيني على الرجل الثائر ووصفته بالمخلص وقالت إنه سوف يكون له مستقبل باهر...؟

وعندما سمع الحاضرون رواية السيدة (جيني) قال له مسؤول الموساد :إن الأمين الثائر صديقنا منذ زمن قديم ونحن نثق به تماما.

في الخرطوم اجتمع اللواء (عمر الطيب) والثائر المخلص وتم التنسيق بينهما واتفقوا على أن يأخذ كل دوره فالثائر المخلص له قوات مشتركة مع مقاتلي (جبهة تحرير تجراي) وكذلك علاقاته طيبة جدا مع اللواء (عمر الطيب) رئيس جهاز الأمن السوداني كما أن القادة الخونة في تنظيم الجبهة لن يثيروا الموضوغ كونهم كلهم مطيعين للثائر الأمين وكلهم يعتنقون الفكر التقدمي مثل المخلص...؟

وتم تهريب الفلاشا من إثيوبيا عبر إرتريا ومنها إلى السودان حيث استقلوا طائرات مستأجرة دفعت أجرتها إحدى الدول العربية الخليجية الغنية ولله في خلقه شؤون ربما أطلت عليكم بروايتي هذه لكن للضرورة أحكام.

جورج بوش:

قدم (جورج بوش) إلى السودان وكان حينها نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وذهب (بوش) النائب يراففه اللواء (عمر الطيب) إلى مدينة كسلا السودانية الحدودية وتفقد أحوال السودان والذين أصيبوا نتيجة الجفاف والتصحر والمجاعة وكذلك أحوال اللاجئين الإرتريين والإثيوبيين وبالقرب من مدينة (كسلا) يوجد معسكر قديم للاجئين يدعى (ود شريفي) نعم هذا المعسكر يضم لاجئين إثيوبيين وإرتريين وبعد أن تفقد (بوش) النائب في المعسكر ذهب يتفقد شيئا آخر ودخل إلى خيمة تبعد أمتار قليلة عن المعسكر في تلك الخيمة الكبيرة كان عددا من الرجال يترقبون قدوم شيئا هاما وكان يحيط بالخيمة الكبيرة عددا كبيرا من الحراس المختلفي الزي من الأمن والجيش السوداني.

دخل (بوش) ومعه اللواء (عمر الطيب) وبقي كافة المرافقين خارج الخيمة الكبيرة أما السبب في هذه الاحتياطات الأمنية الكبيرة هو أن جبهة التحرير الإرترية ربما تهاجم الخيمة وزوارها.

قال (بوش) إننا نعرفك جيدا ونعرف أنك صديق قديم لنا ولأصدقائنا الإسرائيلين وأن حكومة الولايات المتحدة تقدرك وتثمن جهودك في عملية ترحيل الفلاشا وكذلك أصدقائك الإسرائيليين وإني أعلمك أننا وضعنا في حسابكم (بسويسرا) مبلغ (خمسة وعشرين مليون دولار) وسوف نرسل لكم كل ما تحتاجونه من أسلحة ومعدات بالإضافة إلى التموين.

الوفي الأمين...شكرا يا حضرة نائب الرئيس لقد قمنا بأقل من واجبنا اتجاهكم واتجاه أصدقائنا المخلصين.

والآن وداعا يا سيد أفورقي أيها الثائر المخلص...؟؟؟

أفورقي الثائر المخلص لأمريكا وإسرائيل: وداعا يا سيدي نائب رئيس الولايات المتحدة.

ابتسم اللواء عمر الطيب وقال لأفورقي المخلص: إن جميع أصدقائك الأوفياء سوف يسرون لذلك أخبرني بهذه الرواية العقيد (خليفة كرار) نائب رئيس جهاز الأمن السوداني حينها.

وذهب الثائر المخلص أفورقي لأمريكا واسرائيل وليستعد للسفرإلى سويسرا ويقبض ثمن أتعابه.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click