جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الرابعة والعشرون

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

(مردخاي أمبير) كاتب صهيوني عمل كغيره من الصهاينة في جهاز الموساد الإسرائيلي

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

وكمخبر في جهاز المخابرات الأمريكية ومما كتبه هذا الصهيوني لوكالة المخابرات الأمريكية عدة تقارير حول الوضع في إرتريا والتي يقول فيها:

بعد حرب الأيام الستة تضاءلت الاعتمادت العربية للعصابة ويقصد الصهيوني كوهين جبهة التحرير الإرترية وتدنت إلى مستوى القطرات وانخفض كليا نشاطها عندها عززت الحكومة الإثيوبية جيشها في إرتريا واستعادت سيطرتها على أكثرية مناطق إرتريا الغربية ومنطقىة (الكوناما باريا).

وفي نهاية عام 1967 حضر بعض قادة الميدان والقادة السياسيين في إرتريا إلى دمشق واختار آخرون ممن زال عنهم الوهم والأمل الكاذب بسبب اتجاه الجبهة المتنامي نحن العالم العربي حيث سلموا أنفسهم إلى الجيش الإثيوبي:

أما الوثيقة الثاني فتقول: لم يستمر الضعف الذي طرأ على نشاط عصابة ما يسمى بجبهة التحرير الإرتري وكذلك الهدوء النسبي في إرتريا إذ بدأ العون العربي يتدفق عليها أي على جبهة التحرير الإرترية من جديد وبالذات من سورية والعراق إلى درجة أن أخذت إذاعة دمشق الرسمية تبث برامج إعلامية يومية لهذه العصابة وأن تأييد سورية للثوار الإرتريين نابع من توجهها القائل بأن جبهة التحرير الإرترية هي حركة تحرير وطنية وأن إثيوبيا حليفة للصهيونية العالمية واسرائيل بالإضافة إلى الإمبريالية.

أعود معكم إلى باقي وثائق العميل الإسرائيلي (مردخاي أمبير) لألقي بعض الضوء على الآتي:

بعد نكسة الخامس من حزيران عام 1967 استخدمت الملاحة الإسرائيلية البحر الأحمر بشكل مكثف حيث تم بناء خط أنابيب يربط ما بين مينائي (ايلات) و(أشدود).

كان الرئيس الراحل (جمال عبد الناصر) غير راغب بالعمل جهرا ضد إثيوبيا نظرا للعلاقة الوثيقة بين مصر وإثيوبيا وهذه العلاقة متمثلة بشخصية الامبراطور (هيلاسيلاسي) كما أن سورية وقفت ضد ما يسمى بالمبدأ المقدس حول سلامة ووحدة الأراضي الذي اتخذته منظمة الوحدة الإفريقية عام 1964 وذلك إيمانا بمواقفها العربية اتجاه حرية الشعب الإرتري أما العراق فقد أدان إثيوبيا لعلاقتها بإسرائبل والولايات المتحدة الإمريكية ثم قامت حكومة جمهورية اليمن الديمقراطي الشعبية بتطوير علاقاتها مع جبهة التحرير الإرترية وهذا شيئ هام قاليمن الجنوبي حينها كان يعتبر اشتراكيا ماركسيا فحكومة عدن الاشتراكية الماركسية كانت ضد الاستعمار والإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية المغتصبة لأرض فلسطين العربية وتأييدها للثورة الفلسطينية كان نابعا من ايمانها بأن فلسطين أرض عربية اغتصبها الصهاينة وشردوا شعبها وقد أعلنت الحكومة اليمنية يومها في عام 1967 على إغلاق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية وأيدت اليمن الثورة الإرترية بقيادة جبهة التحرير الوطنية وفي عام 1969 افتتحت معظم الدول العربية مكاتب لجبهة التحرير الإرترية وقدمت لها دعما ماليا.

وفي عام 1970 كانت الفرقة الثانية الإثيوبية المرابطة في إرتريا وقوامها أربعة عشر ألف جندي أربعة الآف منهم من رجال الكوماندوس الذين دربوا للقتال في الجبال والمناطق التي يتعذر الوصول اليها، الفرقة العسكرية هذه وجدت نفسها في وضع غير متكافئ مع قوات جبهة التحرير ولهذا اضطرت الفرقة الثانية للتخلي عن مناطق عديدة من إرتريا لتحل محلها قوات جبهة التحرير وفي هذا الوقت قامت جبهة التحرير بفتح جبهة إضافية الى جبهتي الغرب والشمال وقد انضم إلى صفوف جبهة التحرير أهالي منطقة (دنكاليا) المسيطرين على الشاطئ الإرتري وبدأوا بتمرير الأسلحة والفدائيين الذين تم تدربيهم في كل سورية والعراق أرسلوا إلى العمق الإرتري ثم قامت جبهة التحرير بذرع الألغام في الطرقات التي تمر عليها القوات العسكرية الإثيوبية وآلياتهم وعلى أثر ذلك انسحبت قوات الجيش الاثيوبي وأصبح عددا من المناطق محررا بالقرب من خليج (زولا) ثم قامت جبهة التحرير بشن علميات عسكرية ضد الأهداف والثكنات العسكرية الإثيوبية وعلى طول الساحل الإرتري الطويل وكذلك على الطريق المؤدي من ميناء (عصب) إلى (دسي) وكانت مصفاة النفط في الميناء قد شن عليها ثوار الجبهة الهجمات العسكرية المركزة من هنا نستنتج أهمية خلق الجبهة الشعبية فيما بعد:

ثم يتابع العميل الصهيوني (مردخاي أمبير) قوله:

إن جبهة التحرير الإرترية تقوم بشن حملة عنيفة ومركزة على الولايات المتحدة وإسرائيل فالجبهة المذكورة تتدعي إن القاعدة العسكرية الأمريكية (كانيوستيشن) تستخدم كمركز للتجسس ضد الأقطار العربية المطلة على البحر الأحمر ويتابع العميل (مردخاي) تقاريره فيقول (في أول شهر تشرين الثاني من عام 1970 قامت عصابة جبهة التحرير الإرترية بنصب كمين للجنرال الإثيوبي (تشومبي أرغتو) قائد الفرقة الثانية للجيش الإثيوبي والعاملة في إرتريا وأردته قتيلا ومما يجدر ذكره إن القتيل (تشومبي) قد أخذ عدة دورات عسكرية في إسرائيل كما أنه من المهتمين والمؤيدين لإسرائيل وقد ذكرت الصحف الاثيوبية إن صحفيا سوريا رافق قوات رجال العصابات في إرتريا في عدة عمليات عسكرية هامة ومنها عملية قتل الجنرال (تشومبي) وعلينا أن نعلم أن الإعلام والصحافة العالمية أولت اهتماما كبيرا بالصور والتقارير التي كان يكتبها هذا الصحفي السوري.

إن الوضع في إرتريا يبدو قاتما وأكثر سوءا مما كان عليه .وتابع الصيوني (أمبير) تقديم تقاريره وقد جاء في تقريره الخامس مايلي:

في شهر كانون الثاني من عام 1971 قتلت العصابة الإرترية جبهة التحرير ساعي أمركي على طريق مصوع - أسمرا الوضع سيئا جدا ويجب التحرك.

انتهى التقرير عند جملة يجب التحرك... ودعونا نترك تقارير الصهيوني (أمبير) ونعود قليلا إلى الماضي:

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click