جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الثالثة والعشرون
بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة
لماذا غيرت الدفة يا أخ عثمان؟
فأجبني بالآتي: لقد اكتشقت إن توجه وتعامل الجبهة الشعبية مشبوه يرتقي إلى الخيانة العظمى
لذلك أعتبر أن الاندماج الفوري مع جبهة التحرير يقوي من مسيرة الثورة... وبالفعل بدأ عثمان الاتصال بجبهة التحرير لتحقيق الوحدة.
هنا قرر أسياس ورفاقه الانفصال عن قوات عثمان فعقدوا اجتماعا في منطقة (بحري) وكان ذلك في خريف عام 1975 وكان الأخ (عمارو) وهو خريج كلية ضباط الاحتياط بمدينة حلب قد اتصل بي يدعوني لحضور الاجتماع بإعتباري صديق للشعب الإرتري لكني اعتذرت لأني كنت أعرف من هو الذي يقود الشعبية وأعرف مراميها وتوجهاتها.
فيما بعد التقيت بالأخ عمارو الذي قال لي فيما يخص ذلك الآتي:
ثار عثمان واشتعل وبدأ يستخدم معارفه وداعميه وخاصة العرب لفرض نوع من الضغط على القيادات من أجل تجميد كل المساعدات (لم تعترف الجبهة الشعبية في يوم من الأيام بالمساعدات العربية مطلقا).
علينا: ويقصد بكلمة علينا الشعبية التي كانت تصلنا، عند ذلك دعى سبي إلى اجتماع حضرته القيادة في الداخل والذي انتهي إلى الطلاق النهائي بين الطرفين والبقية عندك يا أخ أبوسعدة.
هنا أعلن عثمان تشكيل تنظيم جديد هو قوات التحرير الشعبية وقد أيدت جبهة التحرير الإرترية التي يرأسها (أحمد ناصر) التنظيم الجديد وقد قال لي فيما بعد: لماذا لا نؤيده فكل عناصر هذا التنظيم الصغير وطنيون وإن كان على البعض القليل من الغبار المالي...؟
قلت لأحمد ناصر: لكن يا أحمد أنت من كان ينادي بضرورة عدم وجود غير تنظيم جبهة التحرير في الساحة ولم تكن تقبل بوجود عير تنظيم واحد.
لم يجاوبني (أحمد ناصر).
إن رفض الجبهة الشعبية لجبهة التحرير ولقوات التحرير نابعة من مفهومها الطائفي... فهي ترفض العروبة لغة وثقافة، إن الجبهة الشعبية قد تمكنت من السيطرة على الساحة لأنها كانت تتلقى الدعم الكبير جدا من مال وسلاح وخبراء غربيين وصهاينة وإن لم يكن غير هذا فكيف استطاعت أن تتآمر على جبهة التحرير الوطنية صاحبة النجاحات الباهرة والتي كادت أن توصلها إلى تحرير إرتريا كاملا وإعلان استقلالها... لقد قال منظرو الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا إن نضال الجبهة الشعبية جاء بقواها الذاتية؟؟؟ والجواب على ذلك يكمن في ما سأقوله وبعيدا عن أي تأثير كان سوى الصدق والمحبة والواقع الذي أكنهما لأهلي الإرتريين.
في شهر أيار من عام 1989 حدثت محاولة انقلابية عسكرية للإطاحة بالرئيس الإثيوبي (منغستو هيلا مريام) في أديس أبابا وفشلت هذه المحاولة.... هنا بدأت سياسة واشنطن حول إرتريا المستعمرة تتغير في ذلك الوقت كان (أسياس أفورقي) الأمين العام للجبهة الشعبية في زيارة لواشطن وفي هذه المناسبة أقام نائب الوزير الأمريكي للشؤون الإفريقية (هيرمان كوهين) الصهيوني مأدبة غذاء بنادي السلك الدبلوماسي بواشنطن على شرف أفورقي وفي هذه المأدبة قابل أفورقي السياسيين المهمين والمتنفذين في الولايات المتحدة ومنهم النائب (إدوار كندي) و (هيوارد وولب) الذين أكدوا لأفورقي أنهما يدعمون توجهه وأنهم راضين كل الرضى على تصرفه اتجاه تصفيته لجبهة التحرير ذات الخط الوطني.
سأل النائب (إدوار كندي) أفورقي عن علاقته بإسرائبل حيث أن أعضاء اللوبي الصهيوني كانوا قد أبدوا مخاوفهم حول قضايا تتعلق بالجبهة الشعبية وعلى أمن اسرائيل.
أجاب أفورقي بالآتي:
إن علاقتنا مع إسرائيل علاقة حميمية مصيرية ثم أتبع جملته هذه قائلا: إن اسرائيل دولة صغيرة لكنها مرهوبة الجانب وعلى الرغم من صغرها وعدد سكانها إلا أنها تعتبر الدولة القوية والمسيطرة على مجريات الأحداث في الشرق الأوسط نحن ننظر إليها كدولة ذات شعب مميز له خصائصه التي استطاع بها أن يفرض على كل الدول العربية مجتمعة حقوقه لأن أرضه تمتد من النيل إلى الفرات وأننا في الجبهة الشعبية قادة ومقاتلين ننظر إلى إسرائيل كدولة مثيرة للإعجاب وسوف نحتذي بها عندما نأخذ استقلالنا.
هنا رد النائب كندي: لا عليك يا سيد أفورقي فأصدقاؤنا هم أصدقاؤك وسوف نعمل معهم لتناولوا استقلالكم.
مد أفورقي يده مصافحا أعضاء اللوبي الصهيوني المتواجدين بكل حرارة والابتسامة العريضة على أفوههم ومحياهم هذا ما رواه لي عضو القيادة بل الأمين العام للجبهة الشعبية السابق (رمضان محمد نور) عند زيارته إلى سورية وتوقيع اتفاقية التعاون مع جبهة تحرير إرتريا التي رفضها أفورقي وقال عنها إنها لا تمثل رؤية الجبهة الشعبية بل هي رؤية فردية لرمضان ثم عزله من منصب الأمين للجبهة وأنا الآن لا أعلم شيئا عن رمضان سوى أن أحد الأصدقاء الإرتريين أخبرني أنه يتسكع في شوارع أسمرا.
أعود وأقول متابعا في عام 1990 زار فريق من أعضاء الكونكرس الأمريكي المناطق التي تسيطر عليها الجبهة الشعبية وعند عودة فريق الكونكرس إلى واشنطن حثوا على اجتماعا مشترك للجنة الكونكرس المختصة بإفريقيا واللجنة البرلمانية لبحث فضايا المنطقة وتم الاجتماع بحضور الصهيوني (هيرمان كوهين) الذي أشار إلى أن واشنطن بدأت في الدعم الفعال للجبهة الشعبية وهذا ما كان قد رواه لي كل من الأخين المناضلين (محمد أحمد عبده) والدكتور (هبتي تسفاماريام )وأيدهم في ذلك (إبراهيم توتيل) ثم أضاف إلى الرواية الآتي:
إن دعم واشنطن العلني للجبهة الشعبية هو ممارستها ضد الاتجاه الوطني أولاً وثانياً ارتباط (أسياس أفورقي) المبكر بالأمريكان وكان أفورقي قد لفظ وعزل أمين عام الجبهة الشعبية (رمضان الصورة) وحل مكانه، في عام 1987 وأصبح رئيسا للجبهة الشعبية وبذلك يكون قد أزال عنها أي الشعبية الهوية الوطنية والثقافة العربية.
إن الارتباط المبكر الذي نشأ عنه التكوين الأساسي لبعض قادة الجبهة الشعبية حيث كان مسيحياً على الطريقة الغربية أي أنهم يختلفون عن المسيحية العربية وأن تزعم أفورقي للشعبية له سبب آخر وهو ما أوردته مجلة (confenial) والذي أوردته المجلة وهو أن إعلان الجبهة الشعبية إنها قررت التخلي عن الماركسية والدفاع عن الديمقراطية بمفهومها الصهيوني الغربي...؟؟
وسؤالي هنا التالي: هل كانت الشعبية وقادتها من الذين يتبنون الماركسية هل هم فعلا ماركسيون... لالالالا... ومليون ألف لالالا.... وإليكم بعضا من وثائق وكالة المخابرات المركزية الأمركية.
الوثيقة الأولى:
(مردخاي أمبير) كاتب صهيوني عمل كغيره من الصهاينة في جهاز الموساد الإسرائيلي وكمخبر في جهاز المخابرات الأمريكية ومما كتبه هذا الصهيوني لوكالة المخابرات الأمريكية عدة تقارير حول الوضع في إرتريا والتي يقول فيها:
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة