جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الثامنة عشرة

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

قيام الأحزاب السياسية:

بعد تدخل الإثيوبيين عبر الخونة والعملاء في جمعية حب الوطن التي نادت بالوحدة الوطنية والاستقلال الوطني الكامل

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

وبعد تغيير اتجاهاتها نادت بإثيوبيا أو الموت... عندها تحركت العناصر الوطنية من المسلمين والمسيحيين لتحقيق الهدف المشترك وهو الوحدة الوطنية والاستقلال الكامل فقامت هذه العناصر الوطنية بتشكيل الأحزاب وعلى الشكل التالي:

(حزب الرابطة الإسلامية) و(الحزب التقدمي الحر) أما بقية الأحزاب الأخرى فكانت موزعة بين من يتنكر لوحدة الشعب واستقلاله وبين من يطالب بأشكال أخرى من التبعية الإثيوبية والاستعمارية وهنا أقدم لمحة موجزة عن تأسيس هذه الأحزاب وأهدافها:

أولاً: حزب الوحدة الإرترية الإثيوبية:

تأسس هذا الحزب في 1941/5/5 وأخذ شكلاً منظماً في عام 1946 بعد أن اندمجت معه (جمعية حب الوطن) بعد أن غيرت اتجاهها وتخلت عن أهدافها الوطنية السابقة وأصبحت تدعو للوحدة مع إثيوبيا منذ عام 1943 وأصبح (تدلا بايرو) سكرتيرا عاما للحزب الاتحادي ومن أهداف هذا الحزب هو الدعوة للوحدة غير المشروطة مع إثيوبيا وكانت تقف معه وبشدة الحكومة الاثيوبية والكنيسة القبطية برئاسة الأب (مرقص) بطرك الكنيسة.

وحين أخفقت الحكومة الإثيوبية والكنيسة القبطية والحزب الاتحادي في حمل المواطنين على الاستجابة الفورية خاف الثالوث المتحالف من وقوف المواطنين كافة إلى جانب الاستقلال والوحدة الوطنية عندها تواطئ الثالوث وعمل على ايجاد منظمة سرية إرهابية تدعو للوحدة مع إثيوبيا عبر استخدام وسائل العنف والاغتيالات والتهديد بإشعال الحرائق ونهب الأموال وقد عرفت هذه المنظمة المجرمة باسم (الأندينت) أي (الوحدة) ويطلق عليها محليا اسم (الشفيتا) أي القتلة والحرامية وكانت هذه المنظمة (الاندنيت) تقطع رؤوس المسلمين بالسيوف بعد تقييدهم أمام نسائهم وأطفالهم وأقربائهم.

وكانت (الأندنيت) تترك مكان تنفيذ إجرامها خطابات ومنشورات يعلن فيها أفرادها ولاءهم للإمبراطور (هيلا سيلاسي) كما كانت الصحف الاثيوبية والعميلة تصف هؤلاء القتلة المجرمون الخونة بـ(الوطنيين)؟؟؟.. وإن الفرق بين حركة (الاندنيت) والحزب الاتحادي هو أن الحزب الاتحادي يمارس نشاطه بحدود القانون بوسائل شرعية...؟؟ بينما كانت (الاندنيت) غير كرتبطة بالقانون واتخذت مثلها الأعلى من نجاح الحركة السرية الإرهابية الصهيونية (الهاغانا) في فلسطين العربية.

ثانيا: الرابطة الإسلامية:

تأسست الرابطة الإسلامية في 1946/12/4 برئاسة (بابكر الميرغني) وأصبح الشيخ (إبراهيم سلطان علي) سكرتيرها العام وإن نشوء تنظيم الرابطة الإسلامية بشكل مستقل لم يكن بمعزل عن تخطيط وتفاهم مسبق مع الأحزاب الوطنية الأخرى.

ويقول (ابراهيم سلطان علي) بهذا الصدد الآتي:

إن القوى الوطنية من مسلمين ومسيحين قررت في عام 1946 تأسيس حزبين مستقلين للعمل ضد إثيوبيا وحزب (اندنيت) العميل وبناء على هذا التفاهم تأسس الحزبين بشكل مستقل وهم حزب الرابطة الاسلامية وحزب الأحرار والتقدم) و(الحزب التقدمي الحر) ثم تكتل الحزبان واتفقا على تكوين جبهة تحت اسم (وحدة إرتريا للإرتريين) وقد تطور هذا التجمع ليضم أحزابا وطنية أخرى وتكون من جميعها فيما بعد (الكتلة الاستقلالية) وحددت أهدافها باستقلال إرتريا التام مع احتفاظ على الحزب بكيانه المستقل.

ثالثا: الحزب التقدمي الحر:

تأسس الحزب التقدمي الحر بعد تأسيس الرابطة الإسلامية أي في عام 1947 وكان يدعو لوحدة إرتريا واستقلالها مع المطالبة ببعض الأراضي في أقليم تجراي والسودان.

وكان معظم أعضاء الحزب من المسيحيين وهنا يمكن القول أن كلا من الرابطة الإسلامية والحزب التقدمي الحر اعتمدو في نضالهم الوطني على تأييد ودعم المواطنين الإرتريين بعكس قيادات وزعامات الأحزاب الأخرى التي كانت مأجورة ومدفوعة من قبل الجهات الأجنية.

رابعاً: الأحزاب الموالية والمنشقة:

إلى حانب الحزب الاتحادي الذي كان يدعو علانية وبصراحة تامة وبحماس شديد منقطع النظير وبوسائل شرعية وغير شرعية للوحدة الاندماجية الفورية مع إثيوبيا وبدون أي شروط كانت هناك أحزاب أخرى تدعو إلى استمرار التبعية فضلا عن الأحزاب المنشقة التي عملت في نفس المسار وهنا أقدم موجزا عن تلك الأحزاب ومواقفها المشينة:-

أ) الحزب الموالي لإيطالية:

تأسس هذا الحزب في شهر أيلول/سبتمبر عام 1947 في مدينة أسمرا العاصمة ويعتبر أعضاؤه من الإرتريين وكان هذا الحزب يطالب بالوصاية الإيطالية زاعما أن البلاد غير مؤهلة لحكم نفسها بنفسها واختار زعماؤه وأعضاؤه (الوصاية الايطالية) بحجة لملمة الإرتريين وأن خروج الايطاليين سيؤخر ويعيق تطور البلد الاقتصادي.

ب) رابطة المحاربين القدماء الإرترية:

تأسست هذه الرابطة في عام 1947 وكانت عضويتها محصورة على الجنود الإرتريين من مسلميين ومسيحيين الذي خدموا تحت السلطة الإيطالية وما يجدر ذكره أن الرابطة كانت تطالب بالوصاية الإيطالية.

ت) الرابطة الإيطالية الإرترية:

كانت عضويتها محصورة على قدماء الإيطاليين في إرتريا وكذلك المولدين فيها بالإضافة إلى الإرتريين المرتبطين بصلات الزوجية وكانت هذه الرابطة تطالب بالوصاية الإيطالية وعندما تعذر ذلك اشترطت نيل الاستقلال الفوري على شرط أن توضع تحت حكومة تختارها الدول الأربعة الكبرى... والمقصود هنا إثيوبيا كون الدول هذه من داعمي اثيوبيا وذو اتجاه وممارسة استعمارية.

وإلى جانب ماذكرته كانت هناك اللجنة الممثلة للايطاليين في إرتريا وكانت تقوم على رعاية جميع الإيطاليين في إرتريا وترعى مصالحهم هكذا كانت تقول في العلن أما في الخفاء فأهدافها غير ذلك...؟؟ وكذلك كان هناك أحزابا ايطالية تمارس نشاطاتها الحزبية بصفة رسمية وهي:-

(الحزب الشيوعي - الاشتراكي - الليبرالي - الجمهوري - الديمقراطي المسيحي - العمال الديمقراطي - العمال الاشتراكي). وكل هذه الأحزاب تطالب بالوصاية الإيطالية هذا هو الأمر المعلن أما المخفي فهي تعتبر أن إرتريا ملكا لها.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click