جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة السابعة عشرة

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

المنعطفات الخطيرة - إثيوبيا أو الموت:

منذ عام 1970 ولغاية 1977 في هذه الفترة شهدت الساحة الإرترية منعطفات خطيرة

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

وهي جديرة بالوقوف أمام أحداثها ومعرفة طبيعة المشكلات التي كانت تقف ورائها... لذلك من الضروري جدا معرفة ما كان يحصل وهذا ما سوف أحاول تلخيصه وذلك عبر استقراء الواقع:

أولا: إن الشعب الإرتري قد عان الكثير من نكبات استعمارية متتالية وبعد سنين من الظلم والقهر قامت جمعية سميت جمعية حب الوطن وهنا سوف أتطرق قليلا إلى قيام أول حركة سياسية حاولت تجميع المواطنين الإرتريين من أجل وحدة إرتريا واستقلالها التام ففي عام 1938 نشأ سرا تجمع وطني يضم المسلمين والمسيحيين وأطلقوا على تجمعهم هذا اسم (جمعية حب الوطن - محبر فقري هقر) وهذا اسم الجمعية باللغة التجرينية، نجحت الجمعية في تطوير نشاطها وإزالة شيئا مهما من الفوارق المصطنعة بين الإرتريين ومن ذلك إن مؤسسي الجمعية قد أكلوا وليمتين إحداهما في بيت مسلم والثانية في بيت مسيحي وكان المسيحيون لا يأكلون لحما ذبح مسلم وكذلك كانوا المسلمون لا يأكلون لحما ذبحه مسيحي وبفضل مبادرة جمعية حب الوطن في توعية المواطنين اختفت كثيرا من العادات السيئة.

واصلت جمعية حب الوطن نضالها في مقاومة المخططات الاستعمارية حتى اضطرت الإدارة البريطانية على الاعتراف بها وقد برز نشاط الجمعية بشكل فعال وقوي في عام 1943 وكان من منجزاتها إلغاء قانون التمييز العنصري الذي كان مفروضا من قبل الاستعمار الإيطالي كما عملت الجمعية على نشر التعليم وترسيخ معاني الوحدة الوطنية بين الإرتريين على مختلف طوائفهم وبالرغم من أن أهداف الجمعية التي كانت ترمي إلى وحدة إرتريا والعمل لنيل الاستقلال التام وكان هذا الهدف ليس بالأمر السهل فمؤامرات إثيوبيا وبريطانية ومن ورائهما أمريكا كانت تحاك باستمرار لتقويض طوحات مؤسسي جمغية حب الوطن وفي عام 1943 ازداد نشاط الجمعية عندها طلبت الحكومة الإثيوبية إلى وزير خارجيتها (لورينسوا تازازا) واسمها (واسفها ولد ميكائيل) وآخرين للعمل على زيادة شراء الذمم من أجل ضرب واحتواء جمعية حب الوطن وتحريفها عن أهدافها فأصبحت الجمعية تدعو للانضمام إلى اثيوبيا وأصبح شعارها (اثيوبيا أو الموت) وقامت إثيوبيا بتزويد زمرة الجمعية الجديدة بمبالغ كبيرة من المال ووسائل قمعية كما تسلحت بنفوذ الكنيسة الأرثوذكسية للضغط على الإرتريين المسيحيين.

وهكذا أصبحت الجمعية واجهة لخدمة أهداف إثيوبيا... وقد تصدى لهذه المؤامرة الإثيوبية التي تمت بالتواطئ والإشراف تحت سلطات الاحتلال البريطاني وهنا قام عدد من الزعماء الوطنيين من مؤسسي الجمعية ومنهم:-

• عبدالقادر كبيري،
• إبراهيم سلطان علي،
• حقوس ابرة.

وبهذا الصدد يقول ولد آب ولد ماريام):

لو لم تتدخل إثيوبيا في الاجتماع بيت (جرجيس) لضمنا وحدة شعب إرتريا واستقلاله... وقد عمقت بريطانية الخلافات الدينية بين المسلمين والمسيحيين ومثالاً على هذا التدخل أورد التالي:

في يوم 1946/8/28 دبرت بريطانية قيام فتنة كبرى بين المسلمين والمسيحيين حيث قتل خمسون مواطنا من الإرتريين وقبل أن يزداد القتل والدمار حاصر الوطنيين الفتنة واعتبروا القتلى شهداء الوطن ووضع مفتي المسلمين وبطرك المسيحيين أكاليل الورد على قبور ضحايا المؤامرة البريطانية الإثيوبية والتي أوقدها العملاء والخونة.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click