جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة السادسة عشرة

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

لقد استطاع الثوار أن يشرحوا ويوضحوا لأخوانهم سكان المرتفعات وكذلك أهالي مناطق حماسين و سراي

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

ألاعيب المحتلين الإثيوبيين وعملائهم.

وتفهم معظم أهالي المناطق رؤية جبهة التحرير فانضم معظمهم إليها وبذلك عادوا إلى شعبهم وبداؤا يقاتلون العدو الإثيوبي وعملائه وبهذا النصر الكبير يكون قد تم أكبر انجاز سياسي حققته جبهة التحرير، إن هذا الانجاز الذي لعب دوراً أساسياً في الحياة السياسية والاجتماعية وكان أمراً مهماً جداً في حياة ومسيرة الثورة الإرترية وقد استطاعت بعد ذلك الوحدات الفدائية أن تقلب الموازين رأسا على عقب وهذه الوحدات التي كان يرأسها المناضل (البطل سعيد صالح) وكما ذكرت وقلت لكم إنه قتل بعد سنوات في مدينة (كسلا) غدرا على يد مجهولين بينما كان يمشي في الليل ضرب بحجر كبير على رأسه من الخلف وسقط البطل (سعيد) الذي أرعب اثيوبيا سقط بغدر العملاء، نعم سقط هذا الصقر الذي حرر السجناء في مدينة (أسمرا) و(عد خالة) وخاض الكثير الكثير من المعارك وقد رافقته في عملية تدمير القطار الإثيوبي في (حقات) وإنني أقول إن الذي وضع استراتيجة العمل العسكري لحرب العصابات في المرتفعات هم المناضل الأخ (أحمد ناصر وعبدالله إدريس وتسفاي تخله) وغيرهم من المناضلين الوطنيين، إذا تنظيم الجيش كان (لعبدالله ادريس وأحمد ناصر) ورفاقه أما (سعيد صالح) فقد أصبح قائدا للفدائيين و(تسفاي تخله) مفوضا سياسيا في محافظة (سراي) أما المفوض السياسي في منطقة (حماسين) فكان المناضل (عبدالله حسن) والمناضل (عبدالله حسن) سجن لمدة عامين في سجن يدعى (ألم بقى) ومعناها (روحة بلا رجعة) وقد استطاع عبدالله الهروب منه بفضل ذكائه وشجاعته.

وعندما بدأ الفدائيون العمل في المرتفعات لم يكن لدى جبهة التحرير أية إمكانيات فبدأؤا بقطع أسلاك الهاتف ومهاجمة القطارات وتدمير الجسور وأحدثت هذه الأمور بلبلة بين الإثيوبيين وعملائهم ثم قام الفدائيون بعملية ذات نوعية خاصة ففي داخل العاصمة أسمرا توجد محطة الهاتف المركزي الكبيرة وكانت السلطات قد دفعت تكاليف هذه المحطة والتي بلغت (17) مليون دولار وكان شاب إرتري يعمل فيها واسمه (تسفاي هنا) قد أدخل المتفجرات إلى المحطة وفي هذا الخصوص أفادني المناضل (أحمد ناصر) قائلا:

(إن تسفاي هنا) كان يدرس معي في أسمرا ثم إن المناضل (فسهاي وعبدالله حسن وبرخات ومحمد عمر وفتوى) وهذا كان الاسم الحركة للمناضل (خيار) وغيرهم هم الذين نفذوا هذه العملية النوعية الكبيرة واستمرت العمليات الفدائية ضد المحتلين الإثيوبيين وبهذا يكون قد تم إنجاز الخط الوطني للمرتفعات.

هذا الانجاز العظيم انفردت به جبهة التحرير الإرترية التي قلبت موازين القوة ضد إثيوبيا وهنا جن جنون المحتلين الاثيوبيين فقاموا بعمليات إبادة في كل من مدينتي (أم حجر واغردات) ثم (حرقيقو) وامتدت هذه العمليات إلى ضواحي أسمرا وهكذا تمت عمليات القتل والإبادة.

وفيما يلي أقدم رواية أخرى تقول إنه عندما جاءالجنرال (آمان عندوم) إلى قمة السلطة في إثيوبيا أي رئيسا للمجلس العسكري الحاكم قبل الجنرال (منغستو هيلا مريام) والجنرال (أندوم) إرتري من المنادين بالوحدة والاندماج بإثيوبيا اجتمع المذكور مع المواطنين الإرتريين في العاصمة أسمرا وبقية المدن وقال لهم باللغة العربية:

إن اسمي هو (آمان) وأنا جئتكم بالأمان ثم تلى عليهم الآية القرانية التالية: إن الله تعالى قال في كتابه العزيز لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك... صدق الله العظيم... وأنا جئتكم بالأمان والسلام وللعلم أقول إن الجنرال عندوم غير مسلم لكنه درس في السودان ومصر وهو يجيد اللغة العربية تماما وأخاه كان سفيراً لأثيوبيا في السودان واسمه (ملس عندوم) وكان يجيد اللغة العربية أيضا وعندما أطيح (بهيلا سيلاسي) وتشكلت اللجنة العسكرية الإثيوبية والتي عرفت فيما بعد بـ(الدرك) وكونه إرتري يحمل رتبة عسكرية عالية أراد أعضاء اللجنة العسكرية تنصيبه رئيسا للمجلس العسكري (كواجهة فقط) وعند اشتداد القتال بين جبهة التحرير والجيش الإثيوبي التي تكبد الجيش الإثيوبي فيها خسائر كبيرة في الرجال والعتاد اجتمع (أمان عندوم) رئيس المجلس العسكري الحاكم بأعضاء المجلس بصفته رئيسا للمجلس العسكري وقال لهم:

لا يمكن حل المشكلة الإرترية إلا سلميا ولا يمكن الحسم عسكريا علما بأن (عندوم) لم يكن يؤمن يوما باستقلال إرتريا مطلقا وتم تفسير كلام الجنرال (عندوم) الإرتري بأنه تعاطف مع الشعب الإرتري وهنا دب الخلاف بين الجنرال (عندوم) وأعضاء المجلس العسكري ( فمنغستو هيلا مريام) هو الرجل القوي في المجلس العسكري وهو الذي كان يصر ويعمل على ضرب جبهة التحرير الإرترية الوطنية الرائدة والقوية وتم قتل (آمان عندوم) على يد (منغستو) ثم أرسلت الامدادات العسكرية إلى جبهات القتال وقد وصلت هذه التعزيزات إلى خمسة آلاف جندي بالإضافة إلى القطع العسكرية المتمركزة في إرتريا وكان هذا في شهر تشرين الأول /أكتوبر عام 1974 وفي هذه الأثناء قام أحد رجال المجلس العسكري الإثيوبي واسمه (أسياس) وهو إرتري وجمع وجهاء البلد وقال لهم:

اطلبوا من أولادكم العودة إلى صفوف الشعب (فهيلا سيلاسي) قد انتهى ونظامه ونحن تقدميون ونريد العمل لبناء اثيوبيا سوية ثم قال هذا الضابط مخاطبا الأعيان نريد أن نحل المشكلة سياسيا سلميا لا عسكريا وإن كثيرا من أولادكم يتعاملون معنا سرا كونهم تقدميون...؟؟

كان هذا هو الهدف المعلن أما الهدف الفعلي المبطن هو ضرب الجبهة وتقليص الانتصارات واحتوائها وبالتالي إنهاء رائدة الثورة جبهة التحرير قما كان من الإرتريين إلا أن خرجوا من أسمرا وضواحبها وكان عددهم بالآلاف وذهبوا إلى مواقع الثورة في أماكن تواجدها في ضواحي أسمرا وقالوا يا أولادنا أوقفوا القتال بينكم ووجهوا سلاحكم إلى الإثيوبيين.

كنت حينها مع قوات جبهة التحرير على مشارف أسمرا مع المناضل (حامد محمود) هذا المناضل الوفي وهو صديقي ولغاية هذا التاريخ اي 15 آب/اغسطس 2018 وهو يعيش في مدينة كسلا وقد رفض العيش في نظام شعبية (أسياس افورقي) الطائفية وأن المناضل (حامد محمود) قد تلقى تدريبه العسكري في سورية كما تواجد في المرتفعات أيضا القائد (عبدالقادر رمضان) وما كان يسمون ويطلقون على أنفسهم التقدميين...؟؟؟

(حروي تدلا بايرو الذي كان يرفض التنقل على قدميه كبقية الثوار فكان له حصان خاص به وكذلك صناديق البيرة...؟

(وإبراهيم توتيل) وغيرهم من المناضلين الوطنيين غير التقدميين كما تواجد أيضا في المرتفعات أفرادا من قوات التحرير الشعبية ومنهم (أسياس افورقي ومسفون حقوس ورمضان محمد نور وابراهيم عافة) الذي تلقى تدريبه العسكري في سورية وقد قتل بعدها بفترة قيل أنها ظروف غامضة والحقيقة غير ذلك وأنا اليوم أقول وبكل تأكيد إن الذي قتله هو (أسياس أفورقي) كون الشهيد (عافه) رجلا عسكريا فذا وهو الذي كان يخطط وينفذ أكبر العمليات العسكرية.

وكما سبق وذكرت فقد تدفقت جماهير المرتفعات والتحقت بالثورة والتدفق هذا الذي حصل كان نتيجة قرار جبهة التحرير الوطنية بوقف القتال مع قوات الحرير الشعبية والاستعداد لبدء الحوار نتيجة العوامل التي ذكرتها وهي التي أدت إلى تجميد القتال وبالفعل توقف القتال هذا القتال الذي امتد لسنوات إن جبهة التحرير هي الوحيدة التي كان لها تواجد فعلي في المرتفعات وهي التي قاتل ثوارها لوحدهم دون أي فصيل آخر.

إن مقاتلي الجبهة كانوا يدخلون إلى معسكرات الاثيوبيين المتواجدة ضمن المدن والقرى ويقومون بالعمليات الفدائية ويقارعون الجيش الإثيوبي وقد شاهدت هذا وصورته.

بعد توقف القتال بين جيش جبهة التحرير الوطنية وقوات التحرير الشعبية تركت قوات التحرير الشعبية مواقعها في الساحل واتجهت إلى المرتفعات بعدما عبد الطريق لها مقاتلي جبهة التحرير وشهدائها ان قوات التحرير الشعبية لم تقاتل الجيش الاثيوبي بل كانت تقاتل جبهة تحرير إرتريا وبظل هذه المستجدات وبعد انتهاء معارك أسمرا ومرتفعاتها التي خاضها جيش جبهة التحرير اتجهت النية للإعداد للمؤتمر الوطني الثاني لجبهة التحرير.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click