جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الخامسة عشرة

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

الفصل الرابع:

1. عودة إلى الوراء.
2. المنعطفات الخطيرة - إثيوبيا أو الموت.

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

3. قيام الأحزاب السياسية.
4. العودة قليلا إلى الوراء.
5. الحرب الأهلية.

عودة إلى الوراء:

اسمحوا لي أن أعود بكم قليلا إلى الوراء لنجد أن الاقتتال الأهلي والذي بدأ عام 1971 وظل دائرا حتى عام 1974 هذا القتال توقف بين الجبهة وقوات التحرير الشعبية كون قتل الأخ لأخيه منبوذ ولا يقره الله ولا الإنسان.

ففي شهر نيسان عام 1974 عقد اجتماع بقيادة جبهة التحرير الإرترية برئاسة الشيخ المناضل (إدريس محمد آدم) وصدر عن هذا الاجتماع قرارا بحسم القتال عبر الحوار وفي تلك الفترة تطورت الأحداث وبسرعة فائقة فقد انطلقت من أسمرا عاصمة إرتريا حيث كانت تتمركز فيها الفرقة الثانية للجيش الإثيوبي والتي انطلقت منها الأحداث ورياح التغيير في إثيوبيا والتي امتدت إلى مدينة (هرر) الصومالية المحتلة من قبل إثيوبيا كان هذا في شهر شباط/فبراير عام 1974.

إن انطلاقة حركة الجيش الإثيوبي من (أسمرا) لها مدلولها ومغزاها فمنذ عام 1961 إلى عام 1974 والحرب دائرة بين جبهة التحرير الوطنية والجيش الإثيوبي وهذه الحرب أضعفت الاقتصاد ودمرت الطرق وضربت المرافق الحيوية وأعطت ضحايا ومشوهين كثيرون، إذ فرضت الحرب أوضاعا غير طبيعية قاسية ومن هذه النقاط بدأ التمرد العسكري ضد (هيلاسيلاسي) فالجبهة بدأت بالمواجهة ضد الجيش الإثيوبي في مرتفعات إرتريا وعن طريق حرب العصابات وليس مع المواطنين الإرتريين سكان المرتفعات كما ادعى الموالين والمنضمين لإثيوبيا المستعمرة...؟

وقبل متابعة سردي أروي لكم العملية البطولية التالية والتي كان لها الأثر الكبير على سير العمليات العسكرية العامة الفدائية.

في 1963/6/21 قام كل من الفدائيان الأبطال (سعيد حسين ومحمد هارون) بالتسلل إلى مطار مدينة أسمرا العسكري وقاما بتفجير طائرتين عسكريتين تابعتين لسلاح الجو الإثيوبي وقد اعترف بعد العملية البطولية فيما بعد قائد سلاح الطيران الإثيوبي، وبعد عدة أشهر من العملية البطولية تم اعتقال الفدائيان وكذلك اعتقل معهما كل من المناضل (سيد أحمد محمد هاشم) وهو أحد الأعضاء المؤسسين لجبهة التحرير وهو رجل ذو شجاعة وخلق عربي وطني أصيل وقد ألتقيت به مرات عديدة كما أنه قد زارني في منزلي في مدينة دمشق وعاش في السعودية والآن لا أعرف عنه شيئا وهل هو حي أم في رحاب الله...؟

ومع هؤلاء الوطنيين الأبطال عتقل أيضا (موسى محمد نور) وقد حكم على الثائر الوطني (سعيد حسين) بالسجن عشر سنوات وعلى رفيقه (محمد هارون) خمس سنوات وأفرج عن البقية المذكورة أسماءهم بعد أن أمضوا في السجن الإثيوبي عاما ونصف دون محاكمة وجاء عام 1975 حيث قام فصيل من ثوار جبهة تحرير إرتريا الوطنية بقيادة المناضل البطل (سعيد صالح) واحتلوا السجن وأفرجوا عن كل من الفدائيين السجينين كما أفرجوا عن كل السجناء ومنهم شقيق الأخ المناضل (عثمان صالح سبي) شقيقه (محمود سبي)، ومما يجدر ذكره أن (سعيد صالح) ارتدى لباس ضابط إثيوبي ودخل سجن (عد خاله) مع رفاقه الثوار واعتقل مدير السجن وضباطه وكانت عناصر من الثوار قد أحاطت بالسجن ودخل البعض إليه من عدة جوانب وقد كان لي الفخر والشرف أن رافقت البطل (سعيد صالح) في تحرير سجن (عد خالة) وأن المناضل (سعيد صالح) اغتيل غدرا في مدينة (كسلا) بعد سنوات رحم الله البطل (سعيد صالح) الذي أخذ تدريبه العسكري في سورية وأسكن قاتليه جهنم.

أما (سعيد حسين) هذا البطل فقد قتل أيضا غدرا في (دنكاليا) رحمه الله وأعود لمتابعة ما قد بدأته:

إن نظام (هيلاسيلاسي) سلح سكان المرتفعات ونظمهم بشكل ميليشيات مسلحة ضد جبهة التحرير وكان يرمي من خلال ذلك ضرب الإرتريين ببعضهم البعض وأنا أقول تأكيدا على ماقاله لي الأخ (أحمد ناصر) الآتي / لقد وجدت من خلال معايشتي للأخوة الثوار حين رافقتهم إلى المرتفعات أن همهم الأول كان منصبا على الحوار مع سكان المرتفعات .وليس قتالهم ثم محاولة ضم هؤلاء السكان إلى قوات الجبهة وإذا سألت لماذا سكان المرتفعات كانوا يتعاملون مع الإثيوبيين ضد الجبهة...؟

أقول ليس هناك أي مبرر سوى شيء واحد وهو التأثير الديني والثقافي الذي مارسته إثيوبيا، ألم يكن (تدلا بايرو) الإرتري رئيسا للوزراء... وكان من المتحمسين للوحدة الاندماجية مع إثيوبيا بدون أي شرط وللعلم إن بعض سكان المرتفعات المسلحون كانت الجبهة تطلق عليهم اسم (الباندا) وتعني هذا الكلمة (المسلحون الشعبيون) وهي كلمة ايطالية هؤلاء كانوا يقاتلون ثوار جبهة التحرير بشراسة ودون رحمه ولا يذكرون أن من يقاتلوهم هم أهلهم وأشقائهم كون المحتل البغيض وعملائه الخونة يستعملون دائما أسلوب (فرق تسد) لكن إلى متى ظلت هذه ألألاعيب تنطوي على السكان، هذا ما تساءلت عنه وياللاسف، بقيت إلى وقت ذبح جبهة التحرير الإرترية أتساءل عنه.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click