جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الخامسة

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

الفصل الثاني:

1. الصارخ من حفرة عميقة.
2. المناطق العسكرية.
3. إخفاق قيادة حركى تحرير إرتريا.

 جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

4. المجلس الأعلى وإخفاقه.

الصارخ من حفرة عميقة:

شبه الخونة والعملاء والراكعين تحت أحذية أسيادهم الإثيوبيين بأن جبهة التحرير تصرخ من حفرة عميقة ولا يسمعها أحداً..؟

هؤلاء الخونة والعملاء وأصحاب الوجوه التي تتبدل حسب مصلحتهم الشخصية كانو يكذبون على أنفسهم وعلى أسيادهم إن الشعب الإرتري هتف ومن خلال جبهة التحرير إلى أشقائه وأصدقائه طالبا المساعدة المعنوية والمادية (العسكرية) فأستيجيب نداءه الوطني الذي أطلقته جبهة التحرير الإرترية وكانت الإستجابة الأولى لنداء الشعب الإرتري من الجمهورية العربية السورية وهذا ما كان.

استمر المقاتلون القليلي العدد في شن هجمات خاطفة على مراكز الجيش والشرطة الإثيوبية فهاجموا مركز (حلحل) وكان أول هجوم لهم هو إغارتهم في وضح النهار على مركز (هيكوتة) متنكرين بزي سواح سودانيين وما أن انتهت سنة 1963 حتى زاد عدد الثوار المسلحين على المائة وعند ذلك أصدر الإمبراطور الإثيوبي (هيلا سيلاسي) أوامره إلى قواته المسلحة في إرتريا لزيادة العنف بحرية مطلقة من أجل إنهاء ما سماه بحركة التمرد خلال شهر واحد...؟

وقد أكد في خطاب له ألقاه في أسمرا بتاريخ 1962/6/28 أن إثيوبيا لن تتخلى عن إرتريا التي جاء الغزاة دوما عبرها وشنت القوات الاستعمارية الإثيوبية حملات إرهابية ضد الشعب وبلغ عدد المعتقلين حينها أكثر من (3000) معتقل واستخدم رجال التحقيق كافة وسائل التعذيب لانتزاع الاعترافات منهم مستعينين بخبراء اسرائيليين وكانت اسرائيل قد قامت بتدريب قوة عسكرية كبيرة (كوماندوس) لمحاربة الثوار الإرتريين.

وبناء على توصية من الإسرائيليين بإخلاء المناطق المتاخمة للحدود السودانية من السكان لإقامة منطقة مجردة من (السكان) وعاجزة عن الاتصال الخارجي فشن الجيش الإثيوبي حملات إرهابية على القرى الحدودية وأباد أكثر من ثلاثة آلاف نسمة دون تمييز بين شيخ وطفل وإمرأة مما أدى إلى لجوء المواطنين إلى السودان الشقيق هرباً من القتل الجماعي وقد استمر اللجوء لغاية كتابة هذه الأسطر في شهر تموز من عام 2018 رغم سقوط نظام (هيلا سيلاسي) وقدوم نظام (أسياس افورقي) رغم كل ذلك من قتل وتشريد وحرمان عشرات الآلاف رغم ذلك واصلت جبهة التحرير الإرترية نضالاتها... وهنا لا بد من العودة قليلا إلى أعوام 1960–1965.

بعد تاسيس جبهة التحريركان على رأس قمة الجبهة اللجنة التنفيذية وكما سبق وذكرت في صفحات سابقة ثم حل مكانها ما سمي (بالمجلس الأعلى) وهم:-

• إدريس محمد آدم ،
• تدلا بايرو ،
• عثمان صالح سبي ،
• إدريس عثمان قلايدوس ،
• طه محمد نور ،
• محمد صالح حمد ،
• سيد أحمد محمد هاشم ،
• عثمان إدريس خيار.

وكانت الجبهة قد كبرت واتسعت قبل تشكيل المجلس الأعلى وبعده وخاصة كما سبق وأشرت بإعلانها الكفاح المسلح والدعم العسكري اللامحدود الذي جاءها من سورية ولي عودة بخصوص ذلك.

المناطق العسكرية:

في نهاية عام 1965 قرر المجلس الأعلى لجبهة التحرير تقسيم إرتريا من الناحية العسكرية إلى خمسة مناطق وبمقتضى ذلك أصبح لكل منطقة قيادتها وإدراتها الخاصة بها وألحق بكل منطقة مجموعات من الفدائيين وفصيل للمساعدة عند الطوارئ كما كان لكل منطقة استخباراتها وجهازها الإداري المالي الخاص بها كذلك روعي في قادة المناطق أن يكونوا من أبناء المناطق ذاتها والمناطق الخمسة وقادتها هم التالية أسماؤهم:-

• المنطقة العسكرية الأولى  المنطقة الغربية وقائدها محمود ديناي.
• المنطقة العسكرية الثانية محافظة كرن والساحل وقائدها عمر إزاز الذي استشهد عام 1968.
• المنطقة العسكرية الثالثة محافظة أكلي قوزاي وقائدها عبد الكريم إبراهيم.
• المنطقة العسكرية الرابعة محافظتي البحر الأحمر ودنكاليا وقائدها محمد علي عمارو.
• المنطقة العسكرية الخامسة محافظة حماسين والعاصمة أسمرا وقائدها ولداي كحساي.

وقد استسلم للعدو الإثيوبي بعدها تم تعيين قائداً جديداً لها هو (إبراهام تولدي) وقد استشهد في وقت لاحق وقد اقتبس نظام المناطق من تجربة الثورة الجزائرية وكان الهدف من تطبيقه على الساحة الإرترية لسهولة تنفيذ العماليات العسكرية وتخفيف الأعباء عن جبهة التحرير حيث كان الاعتماد الكلي من تمويل جيش التحرير متوقفا على الشعب الإرتري وبوجه خاص على الفلاحين والرعاة كما قصد منه التغلب على صعوبة الاتصالات بين أقاليم إرتريا وكذلك لتسهيل التعبئة السياسية والتنظيمية للشعب ولغرض الإشراف على المناطق العسكرية وكافة شؤون الثورة في أرجاء إرتريا ولذلك أنشأ المجلس الأعلى)جهاز (القيادة الثورية) منذ عام 1965 العملية والنظرية ووسع عضويته بالقيام بهذه المهمة وليكون مسؤولا أمامه أي أمام (المجلس الأعلى) وأعضاء القيادة الثورية هم:-

• محمد سعيد آدم ،
• جعفر محمد ،
• عمر حاج ادريس ،
• أحمد محمد علي ،
• زين العابدين ياسين ،
• محمد اسماعيل عبده ،
• محمود محمد صالح ،
• عبده عثمان ،
• صالح حدوق.

لكن نظام المناطق فشل وظهرت سلبياته بالساحة الإرترية وكان ذلك أول فشل في جبهة التحرير منذ إنشائها وبالرغم من ذلك فقد استمر نظام المناطق يمارس مهامه ولغاية عام 1968 رغم فقدانه تماما كافة المبررات أما المجلس الثوري المشار إليه آنفا فقد كان مقره في مدينة (كسلا) السودانية وليس على أرض إرتريا كما كان المفروض أن يكون داخل إرتريا وهذا فشل آخر.

وتحت ضغط احتياجات الثورة المتزايدة وانعدام الصيغ التنظيمية المرنة وكذلك البرامج المرحلية لمواكبة تطور الثورة الذي أدى إلى ظهور المشاكل والتنافضات التي لم تكن ثانوية كما قال البعض وكذلك عدم إعطاء الاهتمام الجاد لحلها تحت كل هذه العوامل بدأت تظهر المشاكل الداخلية لجبهة التحرير وللأسف وكما ذكرت وللأسف لم تتصدى لها ولحلها القيادة القائمة التي كان من المفروض أن تعايش متطلبات الواقع اليومي للكفاح المسلح المتنامي وإنني أستطيع أن أؤكد بوجه عام إن الساحة الإرترية شهدت من عام 1965 وإلى غاية عام 1968 تطورات وأحداث خطيرة وماجرى من تضخم في جسم الجبهة وكانت مؤثرات هذه الأحداث تزداد كل يوم تعقيدا مع نمو الثورة المسلحة وخاصة أن السلاح العربي السوري والعراقي وغيره قد تدفق على الجبهة مع قيام دورات التدريب العسكرية في الكليات السورية ولي عودة في ذلك وهنا لا بد من الإشارة حول السلاح والتدريب لأن أول بندقية كلاشينكوف ظهرت في الساحة الإرترية كانت من سورية وأول دورة عسكرية كانت من سورية في نهاية عام 1964.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click