جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الثالثة

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

بداية الكفاح المسلح وتطويره:

إن الشعب الإرتري دخل في مرحلة جديدة في نضاله المشروع ضد المستعمرين الإثيوبيين عبر جبهة التحرير الإرترية

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت

التي رفعت راية الكفاح المسلح في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1961 أي بعد مضي عام واحد على إنشائها وكانت الخطوة الأولى لها دخولها إلى وطنها إرتريا وتحديداً إلى المنطقة الغربية التي انطلقت منها الثورة المسلحة بقيادة المرحوم (حامد إدريس عواتي) الذي أطلق الشرارة الأولى من (أدال) بالمنطقة الغربية ومعه مجموعة قليلة من رجال الرعيل الأول المقاتلين الوطنيين يحملون بنادق إيطالية قديمة وعند البدء اندفعت الجماهير الإرترية نحو ثورتها وتدفق الآلاف من الشباب والتحقوا بالثورة بحماس كبير وهنا لا بد لي من طرح السؤال التالي:

كيف التف الشعب الإرتري حول ثورته بهذه السرعة وبهذا الحماس بالرغم من كل الصعوبات التي كانت تواجهه من المستعمرين الإثيوبيين وجاءني الجواب من المناضل قائد جيش التحرير (محمد أحمد عبده) عندما التقيت به لأول مرة في منطقة (ساوا) وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1969 والذي قال لي:

يا أخي أحمد إن السبب في ذلك يعود إلى دور الحركة الوطنية الإرترية بكل أحزابها وعلى رأسها الكتلة الاستقلالية مروراً بحركة تحرير إرتريا ودورها في التوعية السياسية في أوساط الشعب وأنت تعلم أن جبهة التحرير تكونت في عام 1960 وفي نفس العام أجرت الجبهة اتصالاتها مع عدد من ذوي التأثير في المنطقة الغربية من إرتريا وعبر السودان شرقا وقد استجاب الشيخ (محمد بن داؤود بن سيدنا مصطفى) وهو من أسرة دينية معروفة في المنطقة وصار ينظم الناس ويبغث برسل من قبله إلى مختلف المناطق والقبائل يحثهم على الكفاح المسلح وعندما علمت السلطات الإثيوبية المستعمرة قامت بإستدعائه إلى مدينة (أغردات) من أجل اعتقاله إلا أن أنصاره وأتباعه في المنطقة تحركوا بقوة عندها أجبرت السلطات الإثيوبية على التراجع وأعادته إلى منطقته وفي عام 1961 عاود الشيخ (محمد داؤد) نشاطه بزخم وقام بتنظيم اجتماعا سريا في منطقة (أريراي) في (بركة) حضره (160) شخصا وعلى رأسهم مطلق الشرارة الأولى للثورة (حامد إدريس عواتي) في هذا الاجتماع قرر المجتمعون تلبية نداء جبهة التحرير بإعلان الثورة المسلحة ضد المستعمر الإثيوبي وانفض الاجتماع على ذلك وعلى أن يستمر الاستعداد المطلوب وكان القائد(عواتي) يملك في ذلك الوقت ثمانية بنادق ايطالية قديمة وبندقية انكليزية واحدة وكل هذه البنادق التي كانت معه بعلم السلطات على أثر الاتفاق بإنهاء حرب العصابات التي كان يقودها ضد العصابات الإثيوبية المعتدية في فترة تقرير المصير وفي شهر آب /أغسطس من عام 1961 قام عواتي بتسليم البنادق التي بحوذته لرجال مقاتلين يثق فيهم وفي وطنيتهم وطالبهم بالتواري في الجبال القريبة تحسباً لما قد يحصل واستمر في البحث عن السلاح وفي 20 آب عام 1961 تسلم (عواتي) رسالة من رجال البوليس الوطنيين في (قلوج)يخبرونه عزم الحكومة على مداهمته وأخذه أسيراً عند هذا الأمر لم يجد (عواتي) خيارا سوى اللحاق برفاقه الذين خرجوا إلى الجبال بالرغم من عدم وجود سلاح يعتمد عليه وكان ذلك في الأول من شهر أيلول عام 1961 وهو اليوم الذي اعتبر يوم انطلاقة الثورة ومازال هذا اليوم وتاريخه يعتبر عيد الثورة وعلى أثر التحاق (عواتي) برفاقه انتشر الخبر في كل المنطقة وصاحب خروجه دعاية بثها الشيخ (محمد داوؤد) مفادها أن (عواتي) يقود (1330) مقاتلاً قد خرجوا للقتال وفي يوم 29 أيلول/سبتمبر من عام 1960 وقعت المعركة الأولى بين العدو الإثيوبي وبين (عواتي) ورفاقه وفيها تم أسر المقاتل الشهيد (بيرق أحمد) وكان أول أسير وشهيد في الثورة حيث أعدمته السلطات الاستعمارية الإثيوبية في السجن وفي يوم الخامس من شباط/فبراير من عام 1962 خاض القائد (عواتي) المعركة الثانية في منطقة (ساوا) اضطر الإثيوبيين الأعداء إلى الانسحاب نتيجة الاستبسال في المقاومة واستشهد في هذه المعركة (عبده محمد فايد) وهو ثاني شهيد في الثورة وتتابعت المعارك واشتبك (عواتي) ورفاقه مع العدو الإثيوبي في منطقة (القدين) وفيها سقط الشهيد الثالث للثورة (محمد إبراهيم شنو) وأصيب (عواتي) بجروح طفيفة وقتل من الإثيوبيين ستة جنود ثم انضم إلى الثورة المقاتلين المناضلين وهم:-

• الشهيد (محمد إدريس حاج) وهو من ضباط الصف في الجيش السوداني،
• وقد رافقه المناضل (محمد إدريس - قصير) وكان ممرضاً.

بعد كل تلك المعارك غير المتكافئة وخاصة في السلاح والذخائر الذي لم يكن يوقف الجنود الإثيوبيين، عندها طلبت الجبهة من الجنود الإرتريين الذين يخدمون في الجيش السوداني أن ينضموا للثورة وأن يأتوا بأسلحتهم وعتادهم لينضموا للمقاتلين كذلك أرسلت الجبهة ما توفر عندها من ذخائر وكان عددها أربعمائة طلقة مع مبلغ (تسعين جنيها سودانيا) وتلبية لطلب جبهة التحرير فقد استقال من الجيش السوداني تسعة رقباء وانضموا إلى المقاتلين وفي مقدمة من انضم إلى المقاتلين الشهداء:-

• عمر أزاز ،
• محمد إدريس حاج ،
• طاهر سالم.

ومعهم كلا من:-

• محمد عمر عبدالله (أبو طيارة) ،
• عثمان أبو شنب ،
• آدم محمد حامد قندفل ،
• جمع آدم ،
• عمر محمد دامر ،
• محمد إبراهيم بهدوراي ،
• محمد إدريس أبو رجيلة.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click