جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الثانية

بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة

الفصل الأول:

1. نشوء جبهة التحرير الإرترية الوطنية.

2. بداية الكفاح المسلح وتطويره.

جبهة التحرير الإرترية الوطنية نحروها أم انتحرت 

نشوء جبهة التحرير الإرترية الوطنية:

على أثر تصاعد القتل والفجور من قبل المحتلين الإثيوبين للشعب الإرتري اضطر عدد كبير منهم إلى الهجرة خارج بلادهم ونتيجة لبعدهم عن وطنهم وماكانوا قد لاقوه من عذاب وقتل وقهر ومرارة وقلق وتشريد وبكاء شبه دائم وبقاء أهلهم في داخل وطنهم إرتريا يتعرضون لإرهاب بوليسي إثيوبي يومي من خلال كل ذلك تجمع في نفوسهم فكرة الإشتغال بالعمل السياسي الوطني وتعبيراً عن الرغبة الأكيدة والإصرار المباشر للشعب الإرتري في رفضه للواقع الاستعماري وتوجهه الصادق للخلاص من كافة أشكال السيطرة الاستعمارية والنفس الصهيوني كان لابد من مبادرة للعمل وعلى الفور ترجمت المبادرة من قبل مجموعة خيرة ومخلصة من أبناء إرتريا فأسسوا جبهة تحرير إرتريا بحماس وعزيمة واعية ورغبة صادقة من أجل تحقيق وحدة الشعب الإرتري واستقلال وطنه المحتل ومن هذا التوجه الوطني كانت ولادة جبهة تحرير إرتريا في عام 1960 حيث تأسست في القاهرة برئاسة (إدريس محمد آدم) رئيس البرلمان الإرتري السابق في عهد الاتحاد الفيدرالي بين إرتريا وإثيوبيا ومعه مجموعة من الساسة المخضرمين الوطنيين الذين جربوا الوسائل السلمية وتيقنوا بعدم جدواها في ردع المستعمرين وكان بينهم ومن حولهم لفيف من الطلبة والعمال المستنيرين والواعيين ممن أتيحت لهم فرصة الإطلاع والتأثر بتجارب ونهضة الشعوب الأخرى وفي شهر آب/أغسطس من عام 1960 عقد أول اجتماع تأسيسي لجبهة التحرير الإرترية الوطنية في القاهرة برئاسة (إدريس محمد آدم) وقد اختار المجتمعون من بينهم أعضاء تأسيين وهم:-

• محمد صالح حمد ،
• سعيد حسين ،
• إبراهيم إدريس أحمد ،
• طه محمد نور ،
• إدريس عثمان قلايدوس ،
• سيد أحمد محمد هاشم ،
• عثمان إبراهيم بشي ،
• آدم آكتي ،
• محمد سعيد أحمد دين ،
• محمد سعيد عنططا.

وقد تمخض الاجتماع عن لائحة سميت بدستور جبهة التحرير الإرترية وقد تضمنت هذه اللائحة (نهج الاستقلال واعتماد أسلوب الكفاح المسلح) وكذلك انبثق من هذا الاجتماع لجنة عرفت بـ(اللجنة التنفيذية) وقد كان لها ممثليها في إطار الخلايا السرية التي عملت في داخل الوطن وهذه الخلايا مكونة من سبعة أشخاص واعتبرت الخلية السباعية الوحدة الأولية والأساسية للعمل الثوري.

وقد سبق نشوء الجبهة قيام حركة تحرير إرتريا في نهاية عام 1958 في مدينة (بور سودان) وقد قامت الحركة بتنظيم خلايا سرية مكونة من سبعة أشخاص في معظم المدن الإرترية وقد لعبت الحركة دوراً ايجابيا كبيراً في تعبئة الجماهير سياسيا لكنها لم تكن على صلة بجبهة التحرير عندما أنشأت، وبعد قطيعة وانشقاق دام طويلاً بين الحركة وبين جبهة التحرير بعدها انضمت قيادات حركة تحرير إرتريا وكوادرها وبعض قوادعدها إلى جبهة التحرير وذلك عندما عجزت وفقدت مبرر وجودها ولم يبقى منها إلا رئيسها (محمد سعيد ناود) الذي مالبث أن التحق بقوات التحرير الشعبية بعد انشقاقها من جبهة التحرير (الأم) عام 1970 وفي خصوص ذلك أخبرني (عبدالله إدريس محمد) وكان حينها يرأس المكتب العسكري في جبهة التحرير بالآتي وحرفياً:

إن صاحبك (ناود) كان عضواً في الحزب الشيوعي السوداني وكان يتهم الكثيرون من قياديي جبهة التحرير بأنهم رجعيون كذلك كان يتهم (عثمان سبي) بأنه رجعي وعميل للأجهزة الأمنية العربية وتحديدا لأجهزة الأمن السعودية ومعه مندوبه في السعودية (عثمان دندن) وأخيراً لا آخراً قال (عبدالله) متابعا كلامه إن (ناود) كان رئيس التنظيم الموحد الذي أنشأته المخابرات العسكرية السعودية والذي كان يترأسها حينذاك الأمير (تركي الفيصل)... و(ناود) كان يعمل تحت إشراف مدير مكتب الأمير تركي (عبدالله باهبري) وهو يمني الجنسية...؟ وأنت يا (أبو سعدة) كنت تعرف ذلك ألم تكن أحد أعضاء التنظيم الموحد.

أجبت (عبدالله إدريس) بحدة قائلا له: نعم كنت أحد أعضاء التنظيم لكنني لم أكن تحت إشراف أحد ولم أعمل مع أحد وأنا وطني سوري... بنفس الحدة التي خاطبت فيها

(عبدالله) أجابني: أنا لم أقل غير ذلك.

تمام وبعد يا (عبدالله) أتمم ما تود قوله.

من أمر ناود وتنظيمه الموحد بحله والدخول إلى إرتريا (أسياس أفورقي) والعمل تحت أمرته كقطعان الغنم...؟

أجبته: رئيس الاستخبارات العسكرية السعودية (تركي الفيصل) وأنا التزمت بلدي وبيتي حينها وأنت يا (عبدالله) جئت إلى منزلي حينها وقلت لي إن ارتريا بلدك الثاني وعليك أن تعود وتعمل كما كنت تعمل في السابق وأصدقائك الثوريين الوطنيين من أمثال (محمود حسب وحامد محمود) ينتظرونك.

وهذا ما كان... عاد (أبا إبراهيم) وقال: ألم يعمل (ناود) تحت إشراف (عثمان سبي) الذي اتهمه بكذا وكذا.

نعم: ألم يعمل (ناود) صاحبك...

وهنا قاطعته وقلت له: يا (عبدالله) صحيح إن (محمد سعيد ناود) صاحبي لكن لماذا تتهكم علي وترددها كثيرا...؟

خلاص يا (أبو سعدة) لن أعيدها.

أتمم يا (عبدالله) ماذا يفعل الآن (ناود) في إرتريا (أسياس أفورقي).

أجبته: يعمل كمسؤول في الحكومة الإرترية. سنرى يا عبدالله مستقبل ناود في المستقبل.

وهنا انتهى الحديث من جانب عبدالله لكنه عاد وقال: ألم تدفع المخابرات السعودية تعويضات مالية لمعظم أعضاء التنظيم الموحد...؟

(لا أعلم) والحقيقة هي أن المخابرات العسكية السعودية دفعت تعويضات لمعظم أعضاء التنظيم الموحد وخاصة لمن كانوا يقودون التنظيم الموحد.

رحم الله (عبدالله إدريس محمد) لقد قرأ مستقبل (ناود) إن (أسياس أفورقي) سيقتله قريبا وفعلا قتله بعد فترة وبيد سائقه أي سائق (ناود) المدعو (هبتزكي) ليت (عبدالله إدريس) قرأ مستقبل جبهة تحرير إرتريا كما قرأ مستقبل ناود لما استطاع أحد نحرها...؟

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click