جبهة التحرير الإرترية نحروها أم انتحرت - الجزء الاول - الحلقة الأولى
بقلم المناضل الإعلامي الأستاذ: أحمد أبو سعدة
...... ...... إهداء إلى ...... ......
روح والدي الذي غرس في قلبي شجرة حب الوطن وكرامة الإنسان وحريته
...... ...... وإلى ...... ......
روح الشهداء الأبطال ومنهم:-
• عبد القادر رمضان
• هيلى قرزة
• محمود إبراهيم (شكيني)
• سعيد صالح
...... ...... وإلى ...... ......
أصدقائي المناضلين القادة المرحومين ومنهم:-
• عثمان صالح سبي ،
• صالح أحمد أياي ،
• أحمد ناصر ،
• عبدالله إدريس محمد ،
• سيد أحمد محمد هاشم ،
• الدكتور هبتي تسفاماريام ،
• محمد أحمد عبده ،
• محمود حسب ،
• حامد محمود ،
• محمد صالح حمد.
...... ...... وإلى ...... ......
أصدقائي المناضلين:-
• محمد عمر يحي ،
• إدريس قريش ،
• يوسف برهانو ،
• حسين خليفة ،
• طاهر جبريل ،
• حسن كنتيباي ،
أمد الله في أعمارهم.
ماقبل المقدمة:
هل كان أمل وطموح ثوار جبهة التحرير الإرتري الوطنيون الإتيان بالحرية والاستقلال لوطنهم.
نعم... وألف نعم هذا ما أراده وعمل له ثوار جبهة التحرير الإرترية الوطنية، كل هذه التعبيرات صحيحة وعمل بها لكن الذي اتضح فيما بعد أن الأمل والطموح كان كقلعة بنيت من الرمال وعلى رمال رخوة لا قاعدة لها لكي تحميها من الذباب والثعابين ومن العواصف المدمرة القاتلة... فهل تبنى القلاع من الرمال...؟ لكن هذا ما حصل ويا للأسف.
هنا لا بد لي من كلمة أسجلها حول ما دونته آنفا وهو أنني قد أنذرت كافة أصدقائي من القياديين في جبهة التحرير بالوضع الشاذ الذي كان قائما منطلقا من انتهاجي السبيل الوطني في ثقافتي وحريتي فضلا عن ايماني بإنسانية الإنسان وكل أصدقائي ومعارفي يعرفون فهمي وأفكاري التي أحملها ولأنني أتحمل مسؤولية كل ما أفعله وأقوله ورغم ذلك ومنذ طفولتي وأنا أحاول توسيع دائرة ثقافتي الفكرية وإني أعتذرت للقارئ إذا قدمت له شيئا من ثقافتي النابعة من وطنيتي وتجربتي الفكرية والحياتية وأنا أقول في هذا السياق الله يسامح ويرحم أصدقائي الذين لم يستجيبوا لتحذيراتي لهم بأن هناك من يعيش بينهم وهم أصحاب الوجوه والألسن المنافقة والعملاء هم السبب في ذبح جبهة التحرير الإرترية الوطنية.
المقدمة:
قبل الدخول إلى محتوى كتابي هذا لا بد لي من كتابة أسطر قليلة حول ما سأرويه من حوادث مريرة عشتها... نعم عشتها ولم أسمعها أو قرأت عنها بالكتب أو الصحف... سأكتب عن هذه المشاهدات التي هزت كياني نتيجة ما حل بجبهة التحرير الإرترية الوطنية وأوصلها إلى الانتحار أو بمعنى آخر نحرها...؟ والحقيقة هي أنها انتحرت ونحرت...؟
حول ذلك سيكون موضوع كتابي والذي عنونته باسم (جبهة التحرير الإرترية الوطنية انتحرت أو نحروها)...؟ وبهذا المعنى الدقيق والذي لا يختلف بمعناه عن فلسفة زعماء وقادة الثورات الوطنية في العالم ولا أريد التوغل في مفاهيم وفلسفة صناع الثورات الوطنية في هذا العالم بل سأكتفي بما هو كامن في عقلي وخاصة أنني عشت في معظم حركات التحرير وخاصة الإفريقية وعندما نتطلع على تاريخ الثورات التي وقعت في مراحل التاريخ المختلفة نراها قد سلكت طريق الكفاح المسلح وشمت رائحة الدماء لا بل تذوقته في أحيان كثيرة هذان الأمران لهما معنى واحد في رأي صانعي الثورات الوطنية وهو أنه كان موجها ضد أعداء الوطن وأن دماء الثوار التي تسيل كانت هي الحياة لشجرة الثورة لكي تحيا وتمد جذورها إلى أعماق أرض الوطن عندها تكبر وتقوى أعضاءها وتنبت أوراقها عند ذلك تؤتي بثمارها وهذا الأمر الأساسي للحياة الذي هو الوجود، ذلك الوجود هو الحقيقة فمهما حاول المستعمرون وبكل جبروتهم ومعهم عملائهم الخونة والمنافقين وفي كل مكان وزمان إخفاء الحقيقة أو تزويرها فلا يستطيعون.
صحيح أنه قد تغيب الحقيقة أحيانا لكنها لا تتلاشى وتضيع وأن جبهة التحرير الإرترية الوطنية هي حقيقة كونها ولدت من رحم شعبها وأنها كالتاريخ النير الساطع بالوطنية الذي هو حقيقة وصانعيه هم الشرفاء الأقوياء ومن مفهومي هذا أقول إن ثوار جبهة التحرير الإرترية الوطنية لن يتلاشوا ويمسحوا وخاصة أنهم تركوا نمورا سيكملون طريق أبائهم وأمهاتهم صناع الثورة.
من قناعاتي هذه إن الحياة لا تتوقف عندما يريد المتآمرون والعملاء الذين اندسوا في جبهة التحرير لا أبدا لن تتوقف مسيرة الحياة لأنها هي الحقيقة وثوار جبهة التحرير الإرترية حقيقة... حقيقة وطنية وأنا أقول وأؤمن بالمثل الشعبي الذي يقال ويعمل به في وطني سوريا (إن الذي خلف ما مات ولا ضاع) وإنني مؤمن بأن شباب وأحفاد ثوار جبهة التحرير الإرترية الوطنية يستطيعون أن يفعلوا ويعيدوا كل ما لم يستطع أبائهم فعله.
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة