كلمة تدشين كتاب الأمين عبداللطيف نصف قرن من الفن والعطاء
بقلم الأستاذ: محمود عبدالله أبو كفاح - إعلامي وكاتب ارتري
الجمع الكريم... طبتم وطاب مساءكم
في البدء اسمحوا لي ان اشكركم على تلبيتكم الدعوة بالمشاركة فى تدشين كتاب سيرة رمز من رموز الفن الإرتري
الحديث الأستاذ والفنان الراحل الامين عبداللطيف تاركين اعمالكم ومشغولياتكم الخاصة كما لايفوتني ان اترحم على روح الفقيد سائلاًالمولى عز وجل ان ينزل عليه شآبيب رحمته ويدخله الجنة مع الصديقين والشهداء.
الفنان والاستاذ الراحل الامين عبداللطيف الذي ولد بمدينة قندع في عام 1939م وانتقل مع اسرته الى اسمرا بعد عامين من ولادته ورحل عن دنيانا الفانية في السابع من اغسطس عام 2017م يمتلك تجربة فنية فريدة تفوق نصف قرن من الزمان، فقد عاصر بدايات تشكيل الفن الإرتري الحديث خلال الستينيات من القرن الماضي وإنخرط مبكراً في فرقة اسمرا الفنية جنباً الى جنب مع مزاولته مهنة التدريس في مدرسة الجالية العربية، وخلال تواجده مع هذه الفرقة قدم العديد من الأغاني الخالدة بلغتي التقرايت والتقرنية مع رفاقه أسرس تسما، اتوبرهان سقيد، تبره تسفاهوني، جابر محمود، تولدى ردا، نقوسى هيلى منسعاي وآخرون حيث تناول في اغانيه (انا لبيي بقوها، فاطمة زهرة، عباي أبا شاول، سفلال، يما، سلام كبلكي سلام، انتا قهوي لبيي حجي دو يحشيكا، رومانا، سيردايت، إلاما تحلفنيتو قبيئ، سب نخبدو طراي أي كونين زي نيبر، ظبحي ظوم، مفتيح، ليف ..الخ) وبإسلوبه الخاص والمميز قضايا الوطن والحب والعشق و كذا القضايا الإجتماعية، وعندما إضطر الى الهجرة بسبب سوء الأحوال الامنية في البلاد آنذاك لم يبتعد الراحل الفنان الأمين عبداللطيف عن الغناء رغم معاناة الغربة ومشاكلها التي لاتحصى ولاتعد.
فقد ظل الأمين مع رفاقه الفنانين في الخارج (الراحل يمانى باريا - عثمان عبدالرحيم - برخت منقستآب وهيلى قبرو وآخرون) الصوت المعبر عن تطلعات الشعب الإرتري حتى تحرير كامل التراب الوطني من خلال الاغاني التي كان يؤديها في اوساط تجمعات الإرتريين بالمهجر،وبعد التحرير أي في مرحلة إعادة البناء والتعمير وكذا الدفاع عن السيادة الوطنية كانت له صولات وجولات فنية كبيرة ضمن الفرق الفنية التي كانت تنظم حفلاتها داخل الوطن وخارجه.
ان عطاء الفنان الامين عبداللطيف لم يكن مقتصراً على الفن وحده، بل كان مدرساً ساهم في تربية الاجيال ومصلحاً إجتماعياً تبني قضايا الناس وهموهم،وسياسياً حمل هم وطنه وشعبه أينما حل ونزل لاسيما وانه كان من اوائل شباب عصره الذين انضموا الى حركة تحرير إرتريا.. وقد انعكس كل ذلك في إنتاجه الغنائي الذي ظل و لايزال محل تقدير وإعجاب كل من يستمع إليه حتى يومنا هذا.
ان كتابة سيرة رجل متعدد المواهب كالراحل الامين عبداللطيف يعد بالتاكيد امراً صعباً للغاية، ولكن وبما ان للضرورة احكام، كان لابد من خوض هذه التجربة بكل مافيها من اجل تحقيق هدف سامي ونبيل، ألأ وهو توثيق ولو جزء يسير من ذلك العطاء والأرث الفني الذي يمتلكه الراحل.. بإعتباره ثروة وطنية يجب توريثها ونقلها للاجيال القادمة.
لقد ساهمت اللقاءات الصحفية التي اجريتها مع الراحل قبل رحيله بعام واحد بدرجة كبيرة في تسهيل مهمة إنجاز هذا الكتاب والوفاء بذلك الوعد الذي قطعته على نفسي للقامة الامين عبداللطيف الذي يستحق منا الكثير،.. وبعيداً عن التفاصل فالكتاب يحوى سيرة الراحل منذ النشأة الاولى وحتى رحيله متضمناً طفولته و ذكرياته اثناء الدراسة والاجواء السياسية التي عاصرها في نهاية الخمسينيات و الستينيات وحتى لحظة مغادرته البلاد في العام 1974م، وتجربته مع فرقة اسمرا الفنية ماتأأ وجولاتها الفنية في اثيوبيا وإرتريا وكذا التدريس في مدرسة الجالية العربية وهجرته الى السعودية و اوروبا وامريكا ومن ثم العودة الى إرتريا بعد الاستقلال وغيرها من الموضوعات، بالإضافة الى علاقاته مع اقرانه من الفنانين الإرتريين والسودانيين والأثيوبين فضلاً عن الصور و بعض النماذج من اغنياته الخالدة.
ان هذا الكتاب لم و لن يكن بالتاكيد خاتمة المطاف في توثيق سيرة هذا العملاق الذي ملك قلوب الجماهير بفنه الراقي وسمعته الطيبة وانما هو صافرة البداية لسبر أغوار تجربة هذا الفنان المخضرم وتناول إنتاجه الفني بالمزيد من التحليل والنقد، وتعميم هذا التوجه لتوثيق حياة كل فنانينا الكبار الذين أثروا الساحة الفنية الإرترية ووضعوا اللبنات الاولى للغناء الإرتري الحديث.
في الختام اود ان أقدم شكري وإمتناني وتقديري العميق لكل الاخوة والاصدقاء الذين شدوا من أزري وساندوني طوال سعيي الدؤوب لإنجاز هذا الكتاب وجعله واقعاً ملموساً.
والشكر موصول ايضاً لزوجة الأستاذ الراحل الامين عبداللطيف السيدة أخيار محمد إبراهيم التي لم تألوا جهداً في تهيئة الأجواء الملائمة اثناء إجراء الحوارات مع زوجها الراحل، والأستاذ/ محمد صالح سليمان الذي قام بتصحيح ومراجعة محتويات الكتاب وكذا الأخوات منى أسملاش ونورا عثمان في التصميم، كما اشكر كل من السيد زمهرت يوهنس والسيد الأمين محمد برهان والسيد إفريم ودي قدى والأديب احمد عمر شيخ والأستاذ محمد نور يحي رئيس تحرير صحيفة إرتريا الحديثة والصحفي أبوبكر عبدالله، والصحفي شهاب أرأيا والسيدة سلاف محمد نور هيابو، والسيد ابرهيم أكلا مسؤول الشؤون الثقافية بالجبهة الشعبية والفنان محمد عثمان رئيس اتحاد الموسيقيين الإرتريين والصحفي المخضرم تدسى تخلي وزملائي في وزارة الإعلام وعشاف الفن بصفةعامة ومحبي الفنان الامين عبداللطيف بصفة خاصة في ملبورن ولندن وغيرها من الدول وعلى رأسهم السيد ابراهيم حاج والأستاذ علي محمد صالح، والأستاذ اشرف عويس مدير دار النسيم للنشر والتوزيع بالقاهرة وغيرهم من الاوفياء الذين أدلوا بأراءهم حول الكتاب و ساهموا في طباعته...
كمالايفوتني ان اشكر الأخ تسفاي قبرآب (تسفاي قرمايكا) الذي قدم فقرات حفل التدشين بإسلوبه الجميل وكذا فرقة بيشا الفنية التي قدمت بعضاً من روائع الراحل خلال فقرات الحفل.
شكرا جزيلاً.