مقتطفات من كتاب وزير المالية الإرتري السابق برهاني أبرهي - الجزء السادس
ترجمة الأستاذ: محمود محمد عمر - لندن، المملكة المتحدة تأليف المناضل: برهاني أبرهي
حاليا يعمل هقدف وفق هيكل جديد والذي ينقسم إلى أربعة أقسام:
الدائرة الإقتصادية:
ويترأسها حقوص قبرهيوت (كشا)... ويعمل دوما على تعطيل وإضعاف أداء الأجهزة الحكومية المختلفة... وعليه يكمن الحل في إغلاق هذا الجهاز بعد تجريده من كافة صلاحياته وإعادة تلك الصلاحيات إلى الجهات التي يفترض أن تطلع بتلك المهام حسب ماهو معمول به في الدول الأخرى.
والجدير بالذكر وحتى عام ٩٩٣ كانت مهمة الإشراف على الاقتصاد تتقاسمها كل من الحكومة وهقدف أما اليوم فقد دخل مكتب الرئيس كطرف ثالث. وتدريجيا أصبح لمكتب الرئيس اليد العليا والألكثر نفوذا... وهكذا أصبح الإقتصاد في قبضة مكتب الرئيس وهقدف.
وإذا أريد للإقتصاد أن يعمل بشكل منظم وقانوني فعلى مكتب الرئيس وهقدف أن يرفعا أيديهما... وذلك حتى يتسنى للحكومة القيام بمهامها في إدارة إقتصاد البلد وبذلك يتم وضع حد لعمليات النهب والفساد السائد حاليا.
المكتب السياسي - ويديره السيد يماني قبرآب (مانكي):
مهمة هذا المكتب تتركز حول العمل على سد الأبواب أمام اي مشاركة للمواطن عبر الإنتخابات البرلمانية وذلك بغرض إطالة أمد نظام إسياس... وكما نشاهد يقوم هذا الجهاز بإنتهاكات فادحة للحقوق الطبيعية والإنسانية للمواطن وإنعدام العدالة والديمقراطية.
ومن جانب آخر يعمل على تخريب علاقة إرتريا مع الدول الأخرى... ولا يحرك ساكنا ولا يبالي وهو يشاهد تزايد مساوئ الديكتاتورية... والحكم المدني في حالة إنهيار والدولة تتدحرج نحو الفقر والتخلف والهاوية.
وتتكاثر السجون والمعتقلات... ويلعب هقدف دور رئيسي في حالة التشرد التي يعيشها الشعب الإرتري خاصة الشباب... ويعمل بشكل ممنهج على تفتيت وحدة الشعب الارتري.
وكل من له راي مخالف لإسياس يتم تصنيفه على أنه تابع للمعارضة ويتم إبعاده عن اجهزة الدولة... وأحيانا يتم سجنهم... وعليه يجب إلغاء هذا الجهاز السيء على وجه السرعة.
القسم الثقافي والتراث وقسم الشؤون التنظيمية:
هذين القسمين لاوجود لهما... فالأنشطة الفنية والثقافية التي كان يقوم بها التنظيم أبان فترة الكفاح المسلح والتي كان لها دور كبير في توعية الشعب لم يعد لها وجود في ظل هقدف.
هقدف سوف ينهار لامحالة... (هقدف كفرس إيو):
الزراقيتو (الأعصار) والمخرب اسياس والذي لايتورع لحظة عن ممارسة السلبطة والإحتيال.. يعمل حاليا على تخريب هقدف.. ففي البدء قام بتأسيس مدرسة العلوم الإجتماعية في مدينة نقفة لأعداد الكوادر السياسية حيث بدأ المعهد بتدريس مواد تتعلق بالديمقراطية والدستور ولكن الزراقيتو لم يطيق ذلك فقام بإغلاق المعهد وتم تسليم المبنى وما يحويه من ممتلكات الى مركز إعداد الضباط... وطبعا كان رد فعل هقدف السمع والطاعة.
ولأنه لم يجد مكان بديل لم يستطع تدريب الكوادر... ونتيجة للضرر الذي الحقه به اسياس أصبح هقدف خارج الخدمة ولم يستطع بإعداد الكوادر المؤهلة لقيادة الحزب... وهكذا بدء هقدف يتهاوى وفي طريقه إلى اللإندثار، (يقول نصا: برقظ عدميؤ حظيراتو كفرارس جميرو).
هذه الأيام لايرغب أحد وبمحض إرادته أن يكون عضوا في هقدف... وإنما تمارس ضغوطات على المواطن ويتم تسجيله بالإكراه وتوزيع البطاقة وفرض اشتراكات عضوية إجبارا.
منذ لحظة تأسيسه ظل هقدف عاجزا عن الدعوة إلى مؤتمر للحزب للتقييم وإختيار قيادة جديدة ورسم سياسات جديدة... وما هو إلاحزب فاشل لاطائل منه.. (بلاش ودب إيو).
خلاصة يكمن القول أنه يجب التخلص منه لحظة التخلص من إسياس... والجهة التي بإمكانها أن تكون بديلا لهقدف هو البرلمان الوطني... وبعد ذلك يمكن تأسيس الأحزاب حسب شروط البرلمان.
هقدف والأديان والوحدة الوطنية:
من الأساس لم يكن تعامل هقدف مع المعتقدات الدينية بدافع الحفاظ على التسامح الديني أوالحرص على الوحدة الوطنية... والدليل على ذلك أن هقدف لم يعترض يوما على التدخل السافر الذي يقوم به "الزراقيتو" إسياس في الشؤون الداخلية للمؤسسات الدينية، وبالرغم من أن دستور البلاد العلماني يقر على فصل الدين عن الدولة إلا أن المخرب إسياس عمد على الإخلال بهذه الثوابت وذلك بنقل الممارسات السياسية داخل أروقة المؤسسات الدينية.
بادئ ذى بدء لابد من الإقرار أن الدين في أي مجتمع كان يشكل جانب مهم في الوجدان وطريقة التفكير وعليه لايجوز المساس به بإعتباره جزء من حقوق المواطن والموروث الوطني... وإنطلاقا من هذا المفهوم فقد ظل الشعب الإرتري متمسكا بالتسامح الديني والوحدة الوطنية التي مكنته من الصمود أمام كافة التحديات حتى كلل نضاله بالنصر.
فمثلا في أيام الإستفتاء بإستثناء ديانة الجوهوفا التي كانت جديدة أنذاك، ناضلت كل الديانات الإرترية معا صفا واحدا من أجل القضية الوطنية... فتكللت جهودهم بالنصر... نصر الشعب الإرتري.
وهناك مثال آخر.. وهو حتى عندما كانت البلاد ترزح تحت الحكم المباشر للعدو الخارجي (إثيوبيا) قام المسلمون والمسيحيون بتشكيل لجان موحدة للحفاظ على التسامح الديني وحشد الجهود نحو النضال من أجل التحرير وهكذا أنتصر الشعب الإرتري في كل الأصعدة، ولكن اليوم يسعى كل من هقدف والسيد "زراقيتو" على الإخلال بهذه الثوابت وخلق بلبلة وزرع الفتن بين مكونات الشعب الواحد.
حاليا يسعى زراقيتو لخلق شرخ بين أتباع الكنيسة الأرثوذكسية... وذلك بالتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الكنيسة... وبالرغم من أنه ليست له أي سلطة دينية كانت او سياسية تخوله من تعيين البابا... إلا أنه قد أقدم على حبس البابا انطونيوس لمجرد أن البابا قال له "عفوا ياسيادة الرئيس... انت مخطئ" ثم أتى بشخص آخر بديلا للبابا المعزول.
والهدف من ذلك هو تقسيم تلك الكنسية إلى جزئين ثم النيل منها كل على حدة... ولكن هذه المؤامرة لن تنطلي على مؤمنو تلك الكنيسة وقد وقفوا يدا واحدة في التصدي وإفشال أجندة إسياس الشيطانية.
من جانب آخر حاول الزراقيتو خلق فتنة بين المسلمين والمسيحيين عندما حاول إلصاق الصبغة الدينية على العملية السياسية التي استهدفت نظام إسياس الديكتاتوري والتي قادها الشهيد ود علي في يناير عام 2014.
وذلك من خلال نشر موضوع في صحيفة ارتريا الحديثة تحت عنوان "صدق أو لا تصدق" وذلك بواسطة مسؤل المكتب السياسي لهقدف... فقد حاول ان يظهرها وكأنها عملية "جهاد" قام بها المسلمون ضد المسيحين. ..ولكن قوبلت برفض واستهجان الشعب الإرتري الذي كان واعيا لخطورة مايبثه النظام من سموم تستهدف الوحدة الوطنية وذلك من خلال نشر مواضيع لاتمت للحقيقة بصلة، ولكن هيهات هذا الشيطان أن ينال من التسامح الديني الذي يتميز به الشعب الإرتري.
هناك جهاز مزروع من قبل اسياس يعرف بالشؤون الدينية يعمل تحت الإشراف المباشر لمسؤل أمن الدولة... ويعمل هذا الجهاز على أصدار تعليماته للأديان في إرتريا.. ويأمرهم "افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا".
أحيانا يصادر ممتلكاتهم... وأحيانا يقوم بتوجيه تهديدات مبطنة ضد الكاثوليك والبروتستان... في نفس الوقت يتظاهر وكأنه قد خصص جزء من ميزانية الدولة لصالح المسلمين والاورثودوكس... فقد حاول زرع بذور الفتنة ولكنه فشل.
في اعتقادي... علينا أن نستفيد من التجارب السابقة وان نعمل على تعزيز التسامح الديني وينبغي ان تكون المؤسسات الدينية خارج إلادارة المباشرة للحكومة وان تتمتع بقدر من الإستقلالية وأن تكون هناك مفوضية خاصة بالشؤون الدينية.
National Commission for the Assurance of Harmony of Religions - NCAHR
كما أقترح تأسيس كلية خاصة بالأديان واللغات College of Religions and Languages بحيث يتم التدريس
المرحلة الأولى: ماهية الاديان او جوهر الاديان The essence of religion
المرحلة الثانية: مقارنة الاديان Comparative Religions
ثم بعد ذلك يتخصص الطالب في العلوم الدينية التي يختارها.
ولكن هذا لايعني أن الجامعة ستكون ساحة لتفريخ كوادر متصارعة لهذا الدين أو ذاك..
الغرض من هذه الكلية هو تخريج علماء في الدين ومراجع دينية قادرة على تقديم الإرشادات (الشوري) للحكومة في الشؤون الدينية.
في أيامنا هذه لقد أصبحت السياسة العالمية تأخذ ملامح دينية واضحة... وعلينا نحن الإرتريين أن ننطلق من وعي ديني نسخره لصالح وحدتنا الوطنية وأن نحمي مصالحنا الوطنية وان نتعامل مع حكومات العالم بمبدأ الإحترام المتبادل.
تـابـعـونـا... في الجزء القادم